الشيخ متعب بن عبدالهادي الفققي رعاك الله :
يقولون الحكماء الرجال ثلاثة 1- ساحق 2- لاحق 3- ماحق
الساحق هو الرجل الذي يكونون أجداده ذات منزلة ثم يتفوّق عليهم ويرفع مجدهم مثل الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه فأن أسلافه أئئمة وأمراء وهو شمخ المجد فأصبح ملك وذريته ملوك وهو عندما تمثّل عنده الشاعر بالييت القائل :
نبني كما تبني أوائلنا *** مجداً ونفعل مثل ما فعلوا
قال الملك عبدالعزيز أنا أقول :
تبني كما تبني أوائلنا *** مجداً ونفعل فوق ما فعلوا
وهذا يسمى ساحق لأنه سحق مجد أجداده وفعل أكثر مما فعلهوا
أما اللاحق فهو الرجل الذي يكون لجدوده رئاسة ويحافظ على منزلتهم لا يتعداهم ولا يقدم عليهم
أما الماحق فهو الرجل الذي يرث مجد ورئاسة من جدوده ثم يكون بخيل أو جبان أو سيء الخلق أو ليس كفؤ ثم يتغلّب عليه غيره فينتزع رئاسة آبائه وأجداده أو أن اسلافه يشتهرون بالكرم والفروسية ثم يكون خلاف هذا فيجلب لهم العار ويكون قد محق كل مجد أدركوه جدوده فهو يتغنى بما فعلوا جدوده وهو لاخير فيه
وفي هذا العصر بقي على الرجال الكرم والوجاهة وأصلاح ذات البين وفعل الخير والبر والإحسان وحب الناس والتواضع ومن ترك هذه الصفات فأنه لو جده رسول الله ما يفيد ولا يستفيد وقد قلت على هذا المعنا :
الـورد والـريحـان مـا يـثمـر الـقـات *** ولا تـنبـت الصبخـا بختـري ونــّوار
ولا ينفـع الحييـن تـمجـيـد الأمـوات *** اليا عـاد ما تبعـث مفاخر هـل الكـار
شيـخ الجهـامـة للرفـاقـه أسنــادات *** عـنـد اللزوم لعـزوتـه مثـل الأسوار
شيخ الجهامة يسهر الليـل مـا بـات *** حـزت يـشـوف بـلابـته كسر تعـبـار
الشيـخ يـذخــر للأمـور الصعـيـبـات *** ويـعـبـأ لـقـالات معـاضـيـل واكـبـار
الشيـخ يـبـرك للحـمـول الثــقيــلات *** وعـنـد اللزوم لـمـن تـنصاه مـا بـار
وقلت :
مـن تـفـاخـر بالسنيـن المضمحـلـه *** مـا تــفــيـده كـان شـوفـاتــه رديــه
مـن تسـمـى شيـخ يـنـفـع لا بـتلـه *** كـيـف شـيـخ ولا يـحـامـي للسـميـه
كـان مطـلـوب الرفـاقـة مـا وصـلـه *** شيخـتـه مـا غـيـر نبـقـه بـالهـويـه
وقلت :
راس العرب بـالمعـضلة موقفـه هام *** ما يخـتفـي مقـدم طوابـيـر وجـموع
والـلي جـداه النوم عـن واجـبـه نـام *** خـلـه بـراحـة بـال ورقـود وهجـوع
والــلي يــغــرنــه خـيـالات الأوهـام *** سلم الغـرور بخاطـره صـار مطبوع
متكبـر ويـفخـر عـلى الناس بعظـام *** يـبى الصعب ينقاد له بالرسن طـوع
كـن البـشـر عــنـده مـوالـي وخـدّام *** ما تـقـل فـي آدم لهـا جـذوع وفروع
وقلت :
مـا يصوغ السـاس بالـقـاع الدمـاث *** ولا يطيب الغرس غير من الجثيث
ومـن طـمـن فعـلـه لمجـد الجـد داث *** لـو تسلسل منسبه مـن دور شيـث
به رجل محسوب من عرض الأثـاث *** لـو جـدوده دمهـم يـبـري الغـليـث
ومـن تـسـمع لـلمـناحيـس الـخـبـاث *** يـنبـث ويـرجع عـلى راسـه نبيـث
ومـن أيـفـرق لابـتـه مـثـنــا وثـلاث *** كــنـه المـلـهـوف دايـم لـه لـهـيـث
والـنـقـيـلي كـان بـيـن النـاس عـاث *** بالعـرب يفتـك كـما الـداي الخبيـث
وقلت :
واليوم ما حاش المفاخـر والأمجـاد *** لكـود مـن يسعى لـربـعـه بالإحسان
الشيخ ما يحـمل ضغاين ولا أحـقـاد *** ويبـذل جهود لعـزوته قـدر الأمكان
عـصـر التسلـط راح دوره ولا عـاد *** والـلي تـكبّـر يـفـقـد القـدر والشـان
علم الفضيله بان في روس الأشهاد *** ومن رام فعـل المرجله بالفخر بان
من طاب يستاهـل بـه المـدح يـنشاد *** ولا الردي يقصر عن المدح كوبان
وقلت :
يفـرق الشيهان عـن طيـر الحمـام *** والـقـطـامـي مـا يـشـّبـه لـلـقـطــاه
والرخـم لـو طـار فـوق الجو حـام *** من سمين الصيـد ما يـدرك عشـاه
والـردي يـا مسنـدي مـثـل الخمـام *** لـو ركـب بـنـزه وشخص بالعـبـاه
الـردي مـذمـوم لــو جـده هـشـــام *** مـا يـفـيـد الجــد مـن عــزه محـاه
لـو يكـن مـن الذهـب مـلـي الـدرام *** مــا رفــع قــدره ولا فــاده غــنـاه
والأمثلة كثيرة وديوان الوائلي به الكثير من هذه الأمثال التي تحث على أتباع الأجداد وأحياء مجدهم والأعتزاز به وعدم الأتكال على عملهم لأن الكثير أصبح يحفر قواعد مجد اجداده بفعله والقصر ما يهده الا ساسه