الأخوة الكرام هناك مثل كان يردده آبائنا وهو قولهم ( فلان يعيّل السلف ) ومعنا هذا أنه بليغ بالكذب والسلف هو كوكبة من رجال القبيلة عندما ترحل البادية ويضعون الشيل فوق ضهور الأبل ويتم الأقلاع من المنازل القديمة التي تسمى المرح وتتجه الأضعان إلى الصوب الذي يريدون النجعة له فأن رجال القبيلة يركبون صهوات خيلهم ويحملون رماحهم وسيوفهم ويتقدمون المسيرة ويسمى هذا السلف وهم يتجهون بحثاً عن المرعى لمواشيهم وعندما يلتقون برجل قادم من المكان الذي يرغبون النجوع له يسألون هذا الرجل عن أمرع مكان بوفرة الكلاء والماء فيقول لهم مثلاً الموقع الذي أنتم متجهين له مقحط ولكن الريف في المكان الفلاني ثم يصدقونه ويذهبون للمكان الذي وصفه لهم هذا الرجل فيجدونه مجدب وبذلك يكون قد حرفهم عن خط سيرهم فيطلق المثل على الكذّاب الذي يعيّل السلف وهكذا من كتب ووهم العامة فهو قد عيّل السلف والغريب جداً أن الكثير لا يعرف عن وائل بن هزّان ولا عن وائل بن قاسط ألا ما كتب باللنت من قبل من ظلم نفسه بتمجيد جد وتوضيع جد ويعتقد البعض أن احدهم رفيع وأحدهم وضيع ومع أن الأمثال تنطبق على الكثير من الناس والكل يعرف أن أي مسافر إلى ديره لا يدلها يجب عليه أن يسأل ويقول المثل ( من سأل ما تاه ) فلماذا لا يسأل الذين وهموا عن الحقيقة وماذا لو أشار رجل على رجل آخر وقال له أن أبوك ليس مشهور وهذا فلان يطابق أسمه لأسم أبوك وهو مشهور أجعله في محل أبوك فهل أحد يرضى بهذا علماً أن هذا الرجل الذي يريد للأخر انتحال أبو وترك أبوه الصحيح يضحك عليه وهو يعرف أن الرجلين لا فرق بينهما ومن الغريب أن هذه النكتة سارت في أوساط بعض ضعاف العقول وناقصي المعرفة مجرى النار في الهشيم ومن الغريب أن من لا يعرف منزلة وائل بن هزان ولا يعرف منزلة وائل بن قاسط قد صدّق بالأقوال الخرافية وأعتقد بها والبعض منهم يفكّر أن الرجلين أحياء يرزقون ويعتقد أن الذين كتبوا عنهم يعرفونهم تمام المعرفة ولا يخطر بباله أن الرجلين عاشوا قبل ثمانية عشر قرن من الزمن وكلاهما جيل وفي عصر واحد وكلاهما من بني أسد بن ربيعة وهم لا يعلمون أن وائل الهزاني عنزي ووائل بن قاسط ليس عنزي وكذلك قد نسوا أو تناسوا أن هذه القبيلة عنزة ولله العجب من الجهل كيف يخيّم ويعمي بصيرة الجهلاء ولله العجب كيف الكذب والزيف يصدّق من قبل الذين تنقصهم المعرفة أليس التاريخ ثابت ؟ أليس قبيلة عنزة هي عنزة وأقول من لا يفهم التاريخ والأنساب رحم الله أمرؤ عرف قدر نفسه
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-25-2022 الساعة 06:02 AM
|