الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي المستشرقين
المستشرقين قسم يخص جميع ماكتب المستشرقين عن قبيله عنزه
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-04-2011, 12:58 PM   #1
مشرف قسم المستشرقين
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
افتراضي بتلر في ضيافة بادية الشمال منذ مائة عام

بسم الله الرحمن الرحيم


بتلر في ضيافة بادية الشمال منذ مائة عام
رصد عاداتهم وشاركهم الرحيل


أس أس بتلر كان ضمن الرحالة الذين انتدبوا بمهام خاصة الى شرق أفريقيا ومناطق نفوذ الإمبراطورية العثمانية أوائل القرن الماضي حيث يعمل وقتها في الاستخبارات البريطانية. وفي احدى مهامه الى شرق أفريقيا قرر العودة عن طريق الخليج ثم بغداد الى دمشق وبدلا من اتخاذ الطريق المعتاد الموازي لنهر الفرات اتجه غربا الى وسط الجزيرة العربية على الحد الشمالي للنفود الكبرى في مهمة علميه بحته للتعرف على عادات وتقاليد القبائل العربية ورافق احدى قوافل التجارة العائدة من هناك حيث بقي في ضيافة بعض القبائل المعروفة في الشمال وقدم وصفا لحياتهم اليومية وعاداتهم بل وفند تقسيمات القبائل التي ليست بالضرورة ان تكون دقيقة والتي نبدأها في محطته الاولى عند قبيلة عنزة احدى أشهر وأكبر قبائل الجزيرة وسنذكر البقية لاحقا..
غادرنا بغداد في يناير عام 1908م مع صديقنا ودليلنا محمد الماضي الى ان دخلنا الصحراء الى مضارب بن مجلاد شيخ الدهامشة كان دليلنا غير متأكد من مكان وجود قبيلته ولكنه يعرف انها في مكانا ما في اتجاه جنوب غرب الى ان تم العثور عليهم بعد أربعة ايام في منطقة عواج.

ان ما يمكن ملاحظته هو وجوده في المنطقة بين كبيسة ومنخفض الجوف هو وجود عدد من الرجوم (جمع رجم) وهي نتؤات صخرية تعتبر بمثابة علامات للحدود بين سلطات مختلف شيوخ البدو.

في اليوم الخامس منذ مغادرتنا كبيسه كما قلت وصلنا الى خيام دليلنا وخلال إقامتنا معه لمدة أربعة ايام عوملنا معاملة حسنة ولم يكن هو الوحيد الذي عاملنا باحترام بل آخرون، منهم الشيخ ابن مجلاد وجميع أفراد القبيلة الذين قابلناهم.

ان قبيلة عنزة التي ينتمي إليها تنقسم الى قسمين: البشر وهم الذين يسودون تقريبا في شمال وشرق الصحراء السورية الكبيرة، وضنا مسلم والذين يسودون الجزء الغربي منها. بعض العشائر الرئيسية المتفرعة من فرع البشر فمنهم،السبعة، الفدعان، العمارات (الدهامشة فرعا منهم) اما ضنا مسلم فمنهم الرولة، السوالمة، ولد علي، والاشاجعة. فيما يتعلق بعدد أفراد القبيلة وجدنا انه من المستحيل الوصول الى تقدير مقنع لتعدد التقديرات التي أخبرونا بها ولكن بجانب خيمة بن مجلاد حيث خيمنا احصينا ما يقارب 250خيمة.

كانت إقامتنا مع عنزة لمدة أربعة ايام هي الأكثر إثارة حيث أتيحت لنا الفرصة لنأخذ صورة ممتازة عن حياة البدو في الصحراء، خلال هذه المدة انتقلنا معهم مرتين بحثا عن الماء والمرعى. النساء في هذه المناسبات (مناسبات الرحيل) بشكل عام يركبن في هوادج يضللهن غطاء كبير يسمى (شطاب) والرجال المسنون من القبيلة وأيضا الرجال الأصغر سنا يبدون ملتزمين دينيا أكثر من غيرهم.

انهم ليسوا كبار البنية ولكنهم رشيقون ونحيلون وسحناتهم أكثر سمرة من الحضر المستوطنين في حائل والجوف. خلقتهم حسنة وعيونهم داكنة اللون. وجميعهم يضفرون شعورهم في جديلتين، كل جديلة منهما على جانب من جوانب الوجه. وبعد سنين من وجودنا في إفريقيا. الجميع من هؤلاء البدو رجالا ونساء يمكن وصفهم بالوسامة والجمال، واعتقد ان اغلب الناس يعتبرونهم كذلك، النساء في هذه القبيلة رغم أنهن بشكل عام يبقين في المحارم ولا يشاركن في النقاشات مع الرجال حول موقد القهوة الا أنهن أكثر تحررا من نساء بعض القبائل بحيث يقمن بمعظم الأعمال في عمليات الرحيل والتحطيب وغيرها من الأعمال، الخيول قليلة عندهم والإبل هي الوسيلة المستخدمة للركوب وخصوصا النياق منها لأنهم يعتبرون ركوب الجمال أمر غير مناسب.

ان من المثير هنا ملاحظة ان الصوت المستخدم لمناداة الناقة غير ذلك المستخدم لمناداة الجمل وقد كانت تجربتي تتلخص في انه اذا تم استخدام النداء الخاطئ فقد لا يلقى النداء اهتماما، الصوت المستخدم للناقة هو (هاي) ويبدو الصوت منخفضا ويرتفع بحدة اما بالنسبة للجمل فالصوت هو(زا - ها) وان تكون نبرة الصوت أعلى في القسم الأخير واقصر في الجزء الأول.

ان حياة البدو بشكل عام تعبر عن أقصى حالة من حالات البطالة حيث انهم لا يفعلون شيئا على الإطلاق عدا التنقل من يوم لآخر مع قطعان ما شيتهم، كبار السن منهم يمضون أوقاتهم جالسين بالقرب من موقد النار يشربون القهوة اما الأصغر سنا فهم بالمثل أيضا يعيشون حياة رتيبة ما عدا شهور الشتاء عند ما يذهبون في الغزو للسيطرة على ماشية وخيام أعدائهم. ان مطالب وحاجيات البدو قليلة جدا فأقصى رغبتهم هو الحصول على بندقية أو مسدس أو منظار أما طعامهم وملابسهم فهي بسيطة جدا يتكون الأكل بشكل أساسي من الرز والطحين والتمر وحليب النياق والقهوة وفي بعض الأحيان اللحم، اما ملابسهم فتتكون من عباءة وثوب (زبون) وسروال وكوفيه وعقال.

لا يبدو ان هؤلاء البدو بصحة جيدة فعدد منهم يعانون من سعال قوي وكثيرا منهم يشتكون من صعوبة في الهضم كما ان بعضهم يشتكون من عيونهم بسبب الإكثار من شرب القهوة حسب قولهم.



جريدة الرياض
الأحد 9جمادى الآخرة 1428هـ - 24يونيو 2007م - العدد 14244



</b></i>
حميد الرحبي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ان الافاعي وان لانت ملامسها متعب الفققي المقالات والموروث الموثق 1 06-30-2013 07:44 AM
في ضيافة أسرة الخطيب عبدالله بن عبار سوالف التعاليل 15 09-04-2012 07:49 AM
بادية عنزة صفوق الدهمشي العنزي المقالات والبحث العلمي 24 06-12-2012 05:14 AM
مس بيل عدد العنزيين في بادية الشام والجزيرة معا ربع مليون نسمة ممدوح الميهوبي المستشرقين 0 06-15-2011 11:14 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 02:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009