التعصب الممدوح

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
الاسلام ضد العصبية ، وضد العنصرية ، وضد كل ما يقويها أو يدعمها ، بل لقد حاربها أيما محاربة وحذر منها أيما تحذير ، ووصفها بأبشع الأوصاف ألا وهو النتن ، فقال r ( دعوها فإنها منتنة ) ، وعلى رأس تلك العصبيات العصبية القبلية ، والانتصار لها دون النظر إلى الحق ، أو النتائج المترتبة عليها ، لا يتعصب لها إلا إنسان جاهل ، قليل إيمان ، أعمته عن الحق ، وجعلته منحرفا عن فطرته الدينية السليمة التي خُلِقَ عليها ( كل مولود يولد على الفطرة 0000 الحديث ) ، فلا يوجد مجتمع سليم الفطرة يؤيدها أو يغذيها ، ومتزعموها ( العنصرية النتنة ) هم من جهلة الناس وأوباشهم وأراذلهم 0
جميع الناس يقرون بأن العصبية والعنصرية ممقوتة ومرفوضة ، بل وكل ذي لب وعقل يحاربها ويمقتها ، ولكن ألا يمكننا أن نحول هذه العصبية الممقوتة إلى عصبية ممدوحة ، فليس كل عنصرية وعصبية مقيتة ونتنة ؟

أقول نعم هناك عنصرية مقبولة ممدوحة نافعة بإذن الله ، ولكن ما هي هذه العنصرية المقبولة ؟

لا يخفى على القارئ الكريم ذو اللب والعقل الرزين أن المجتمعات مكونة من أسر وعائلات ، وهذه الأسر تجتمع مع غيرها فَتكَوِنُ أفخاذا وفروعا ، والأفخاذ تجتمع مع بعضها فتكون قبائل ، والقبائل مجتمعة تكون مجتمعا متجانسا وهكذا 0

فكرتي عن العصبية الممدوحة

فكرتي في قضية العصبية المقبولة الممدوحة هي أن تجتمع الأسرة أو العائلة أو القبيلة فتجمع مبلغا شهريا قليلا الريالات ( خمسة أو عشرة أو خمسون كحد أقصى ) لأجل اعفاف أحد أفراد أسرتهم أو قبيلتهم وهكذا ، بهذه الطريقة السهلة قليلة التكلفة المادية لن يبقى لدينا فقيرا بإذن الله ، ونغذي فكرة التكافل الاجتماعي التي حثنا عليها ديننا العظيم ، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ، والأقربون أولى بالمعروف 0

كتبه


محمد فنخور العبدلي

المكرّم الشيخ الفاضل : محمد بن فنخور العبدلي الموقر حفظك الله ورعاك
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
كل ما تفضلت به من كلام واقعي وصحيح ولكن أين الآذان الصاغية ومع الأسف أن معنا بيت الشاعر حين قال :

وما أنا ألا من غزبة أن غوت *** غويت وأن ترشد غزية ارشد

والرسول صلى الله عليه وسلّم نهى بالحديث الذي أوردته حفظك الله ( دعوها فأنها منتنه ) وهو يعني العصبية الجاهلية وعندما تميّز العصبية وتقرن بالجاهلية فأن هذا يدلنا على أن هناك عصبية في الإسلام وهي الذي حث عليها الشارع من ضرورة معرفة النسب والأقربون أولى بالمعروف ولكن رسول البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام أعترف أن في أمته أشياء ستبقى ومنها التفاخر بالأنساب وهذا التفاخر هو العصبية والعصبية الممقوته هي المقرونة بالظلم والعنصرية حيث تجد بعض الضباط يعاهد عند تخرجه على المصحف أنه ما يخون ثم تجده عندما يتمكن ويكون مسئول يرقي الذي من قبيلته ويهظم حق الآخرين وهكذا الموظف الكبير وهذا شيء ملموس والله المستعان