( كيف اعتزت عنزة بوائل بن قاسط )

كثرت في هذا العصر الأجتهادات والكتابات عبر وسائل النت وبعض النشرات من قبل أشخاص يدعّون أنهم باحثين وقد ركزّوا على موضوع أنتحال قبيلة عنزة بن أسد بن ربيعة لوائل بن قاسط علماً أن هذه القبيلة يعرف تاريخها ونسبها كل باحث حقيقي بأن هذه القبيلة يرقى نسبها إلى أحد قبائل عنزة المعروفة في العصر الجاهلي دون شك فهي لابد أن تنحدر من فرع يذكر بن عنزة أو من فرع يقدم بن عنزة أما عنزيتها فلا أحد يشك بها أطلاقاً والشي الذي يمكن للباحث أن يتلمسه لكي يحدد هذه القبيلة من أي فرع وجود جد أسمه وائل تعتزي به ذرية بشر ومسلم وهم عنزة المشتهرة بالعنزي وعندما نبحث عن عنزة ونقلّب صفحات الكتب نجد أن الفرع الوائلي في العصر الجاهلي هم قبيلة بني هزّان وهم من عنزة ولهم جد أسمه وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة وقد كان له ذرية كثيرة تفرع منهم ثلاثة قبائل وهم : بنو سعد وبنو مالك وبنو معاوية وعندما نسأل رواة عنزة ومدى تأكيدهم يتوقفون عند جد أسمه عناز بن وائل بينما رواة قبائل عنزة التي انفصلت عن القبيلة ودخلت في العراق متفقين على أن أقصى جد لهم هو كشير بن وائل بينما عنزة بشر ومسلم لا يعرفون كشير والمتواجدين بالعراق معظمهم أفرع من بشر ومسلم ومن الواضح أن الرواة تأكيدهم لا يذهب بعيد لذلك فأن الباحث يضطر إلى البحث في الكتب والمصادر وهنا تبرز عدة نقاط لكي يقف كل باحث عند حد المعقول وسوف نوضح النقاط التي يحللها صاحب العقل السليم ولا ينزلق مع كل كتابة تشوه الحقائق :

أولاً : انتحال قبيلة عنزة بن أسد لوائل بن قاسط وجعله عزوة حسب ما يدعي بعض من كتب يحتاج إلى الإحالة إلى مصدر ذكر ذلك من المؤرخين وهذا لا يوجد

ثانياً : لا يشك أحد من أن هذه القبيلة هي عنزة بن أسد وأنها انظمت إلى جمع مع ثلاثة بطون من بكر في العصر الجاهلي وضفى عليها لقب مرادف لأسمها وهو ( اللهازم ) ولكنها لم يتغيّر اسمها ولم تنتحل اسم أحد قبائل بكر التي تلهزمت معها بحيث يقال للقبيلة عنزة ولا يقال للعنزي عجلي أو قيسي أو تيمي أو حتى بكري ومن يرى أن عنزة انتحلت وائل بن قاسط وجعلته جد وعزوة بموجب دخولها لهزمة فهذا لا يصح أبداً لأن أي قبيلة تدخل في جمع أو حلف مع قبيلة أخرى ولا تسمى بأسم الفرع الذي دخلت معه لا يمكن أن تسمى بجدّه قبل الدخول الفعلي بالقبيلة وشاعر عنزة في عصر التلهزم رشيد بن رميّض العنزي عرّفوا به المؤرخين باسم العنزي ولم يقال العجلي أو اللهزمي أو البكري وكيف يتكهن المتكهن بأن عنزة انتحلت وائل بن قاسط ويعرف الجميع أن أبناء وائل بن قاسط هم : بكر وتغلب وعنز ولا يمكن لأحد أن يدخل بوائل ألا بعد أن يدخل بأسم أحد القبائل التي تفرعت منه

ثالثاً : لنضرب مثل بأن الرولة خمسة قبائل وهم المرعض والقعاقعة والفرجة والكواكبة والدغمان ولو جاء حليف وأراد أن يكون رويلي هل يستطيع أن يطمر على طول ويصير رويلي أو لابده من الأنتساب أولاً إلى أحد هذه القبائل لذا فلا يحق له أن يتسمى رويلي ألا بعد أن يكون مرعضي أو قعيقعي أو فريجي أو كويكبي أو دغماني وكيف أخوتنا الباحثين وضعوا عنزة على طول في وائل بن قاسط وهم لم يدخلون في نسب أحد قبائله ولم يطلق على العنزي البكري أو التغلبي فكيف يا ترى تجاوزت عنزة القبائل المنحدرة من وائل بن قاسط وأخذت وائل ؟

رابعاً : كل رجل عاقل ومدرك عندما يتأكد أن عنزة يقال لهم أولاد وائل وهذا يدل على أن لهم جد أسمه وائل وعندما يطلع المطلع على جميع كتب الأنساب يجد وائل بن قاسط لا علاقة نسب له في عنزة بحيث لم تكن عنزة من نسله ولم يكن هو من نسل عنزة فكيف وضع جد لها هل اشترته عنزة من ذريته بالمال ؟ هل تنازلت عنه ذريته واعطته عنزة ؟ هل انتزعته عنزة بحد السيف ؟ هل عنزة لا يوجد عندها جد أسمه وائل وأضطرت للأنتساب لهذا الجد ؟ يجب على من وضع وائل بن قاسط عزوة وجد لعنزة أن يذكر السبب

خامساً : اللهازم لقب يمثّل صفة بنيت على كلمة اطلقها عجل بن لجيم يوصي بنيه فقال لهم ( أغدوا كاللهازم ) واللهازم في اللغة عظام الحنك فأطلق على بني عجل ثم انظم لبني عجل بنو ثعلبة وهم قيس بن ثعلبة رهط الأعشى الشاعر وتيم اللاة بن ثعلبة وكانوا كتلة ضد الذهلين من بكر ثم لظروف في العصر الجاهلي تلهزمت بطون من عنزة ولا أظنها كل القبيلة ومع تلهزم هذه القبائل فأنها لم يتغيّر نسبها جميعاً حيث بقي العجلي عجلي والقيسي قيسي والتيمي تيمي والعنزي عنزي ثم أن هذا الأسم قد أختفى بعد أسلام القبائل وتوطنها في البلدان وتفرقها في أقطار العالم أثناء الفتوحات الإسلامية وقد اختلطت القبائل في الأماكن الحضارية والمدن واستقرت وتغيرت مسميات الكثير من القبائل وبرزت فروع ولكن الفرع الذي برز من عنزة لم يتغيّر اسمه وقد احتفظ بعنزيته وذهبت اللهازم ومن الغريب أن يحاول البعض نبش اللهازم لكي يبرر أنتحال عنزة لوائل بن قاسط وهذا تحريف للواقع وتضعيف للقبيلة ومسح لتاريخها المكتسب عبر العصور وماذا يريدون الجهلاء

سادساً : من يدعي أن عنزة تضم جميع قبائل ربيعة فأنه يتحدث على كيسه ولا يجد مصدر لأن الحقيقة أن عنزة الموجودة التي يدعون بضم قبائل ربيعة لها هي جزء صغير من عنزة القبيلة التي برزت واشتهرت منذ تسعة عشر قرن ولو حصر المعروف من عنزة وغير المعروف لكانت أمم وهاهم ذرية الإمام علي رضي الله عنه وذرية جعفر الطيار رضي الله عنه أصبحوا أمم وهم عقب رجلين عاشوا في القرن الأول الهجري فكيف بقبيلة عندما جاء الإسلام وهي ثمانية قبائل ولو قلنا على أقل تقدير أنها كانت عشرة آلاف رجل في العصر الجاهلي فأن كل رجل أصبح في وقتنا الحاضر جد قبيلة لذلك يجب أن يعرف المدعي بغير الصدق أن عنزة هذه عقب رجلين فقط ولا دخل معهم من ربيعة أحد البتة والحديث قد يطول ونكتفي بهذا القدر

ابو مشعل

الف شكر وبيض الله وجهك على الإيضاحات
جعلك الله ذخرا ً لهذه القبيله العزيزه على قلوبنا
جميعا ً بارك الله فيك وأطال الله بعمرك يا مؤرخنا القدير
ومن يعترض على كلامك عليه تقديم مايثبت ذلك وإلا فالسكوت من ذهب


لك مني أجل التحايا