كم لك من وجه



الله عز وجل خلق الإنسان وجعل له وجهاً واحدا فقط ، ظهرنا على الدنيا وللناس وجها واحدا نراه بأعيننا ، ترعرعنا وبدأنا نسمع المقولة المشهورة
{ فلان له وجهين }
ومفهومها أنه يقابل الناس بوجه ويخفي عنهم وجهً آخر هو وجهه الحقيقي
(( باب من أبواب النفاق ))
لكن أن تتطور المسألة مع هؤلاء فيصبح له أكثر من وجه
{ جمع كثرة } وليس { جمع قلة }
فهنا مكمن الخطر لأن هذه الظاهرة إذا انتشرت فقل على المجتمع السلام
في زمننا هذا ظهر علينا من له عدة وجوه يستخدمها مع الآخرين
ومرتعها الخصب عند المسؤولين ومن لهم نفوذ ؟؟

مع الشكر الجزيل للشيخ محمد بن فنخور ما أكثر الذين لهم عشرة وجوه وأتذّكر أنه عندما بدأت بعض القبائل بمزاين أبلها وبنت مخيمات وبدأت تسجّل بالقنوات وأولمت الولائم الهائلة وأحدثت ضجّة كان لعنزة موقع يجتمعون به بعض رجالها في الرياض وبدا الخوض في عمل تقوم به عنزة وكان يتصدّر المجلس رجل معروف بتقلبه وهو ويحاول البروز فقال : ( يا جماعة أنتم مثقفين القبيلة شكلوا لجنة وأجمعوا مبالغ بالأخص من الحضر الأثرياء الذين يكتبهم أبن عبّار وحطهم من عنزة فمن يدفع أقروّا أنه عنزي ومن لم يدفع أنفوه ؟) ثم أردف يقول أنتم المثقفين أتركوا الشيوخ وشقوا طريقكم أبنوا خيام وأذبحوا حشوا وغنم دون مزاين وأعزموا المسئولين وخلوا شيوخ القبيلة يجونكم ضيوف فقط ولا تسمحون بأن يكون لهم دورهكذا قال
وحيث أن جزء من كلامه يعنيني فقد جاوبته قائلاً : ( بالنسبة الحضر الذي تقول من له جد يربطه بالقبيلة ليس بحاجة إلى شهادتك ومن ليس له جد لو تعطيه نسبك ما يقبله ) وفي اليوم التالي بنفس المكان دار الحديث على نفس الموضوع وصدف أن في المجلس بعض شيوخ عنزة فتلكّم نفس الرجل وقال : ( يا جماعة أنتم لكم شيوخ والقبيلة ما يقودها ألا شيوخها أرجعوا لهم وخوذوا رأيهم ) فسبحان الله كيف الفرق بين قولهم أمس وقوله اليوم وهذا هو أبو وجهين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز والفاضل الشيخ أبو أسامه ، أخيك يعمل في شركة وبالطبع بها عمالة عربية وأخرى غير مسلمة، فوالله إنك تعجب كل العجب حد الذهول والدهشة والإستغراب يا عزيزي عندما تشاهد وتسمع من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يصدق بقوله وعمله وعندما ترى وتسمع من يقف بين يدي الله في اليوم خمس مرات وهو يكذب ويظلم ويجهر بذلك ويفاخر ولا يعترف بخطئة بل أصبحوا يصنفون ذلك من أبواب الرجولة ..

عجباً يا بن فنخور من زماننا وكل العجب منه فوالله إن المرء ليصيبه اليأس عندما يشاهد هذه المناظر البائسة والمخزية لا سيما ونحن نشاهد المرء المسلم وله أكثر من وجه ويجتهد بالنفاق ويتبع أهله ويمجدهم ويؤثرهم على الصدق وأهله، فلم يعد للصدق بيننا يا عزيزي أي مكانة وصاحبة متروك ومنبوذ ومهمش، وأصبح المرء يفضل الإبتعاد والعزلة عن هذه المجتمعات وأهلها ذوي الوجوه المتعددة .. قس على ذلك ما يحصل في مجتمعاتنا من كذبٍ ونفاق ليس فقط في أماكن عملنا فحسب بل في كل الأماكن التي حولنا ..

يقف بين يدي الله ويكذب بقوله وعمله والكافر يصدق في كل شيء حتى وإن كان على نفسه ..
بالله عليك يا أبا أسامه كيف نفسّر ذلك وكيف نتجنّب ونتخلص من هؤلاء البشر !!

تحيه طيبه مع التقدير ولاحترام للاخ الشيخ محمد فنخور العبدلي
وتحيه طيبه مماثله للاخ الكبير ابو مشعل والاخ ابو عبد العزيز
لاماذا ديننا لايمنعنا من ذلك استخدام الوجوه المتعدده وهي ظاهرة متفشيه في عصر العلم والتقدم والمعرفه وهل اسباب تفشيها غياب العقلا الشجعان الذين لايخافون في الحق لومة لائم ان يقولون لهذا المنافق وصاحب الاوجه المتعدده انت منافق او للكذاب انت كذبت او ان العقلاء ابتعدوا عن الناس ولم يعد لهم كلمة تسمع او انهم يخشون العزله لان صاحب كلمة الحق اليوم اصبح غير مرغوب فيه في المجتمعات المداهنه لان اصحاب الوجوه المتعدده صاروا اكثر عدد وعده وانصارهم كثير --- ويسيرون تحت مبرر المجامله المقنعه با النفاق وفي زمن مضى نعده عصر الجهل وقلة العلم ولكن يقال للكذاب انت كذبت ولايرد شاهد ويعرف مكانه في زمن يتواجد فيه اهل الراي الصائب ومشاكيل المجتمعات .

شكرا ياشخينا الفاضل رعاك الله
قال الشاعر لاخير في صديق متملقا -- يميل من حيث الرياح تميل

الاخوة الكرام حفظكم الله جميعا
(( القرد والانسان يستقران في جسد واحد فمتى تحققت رغبة القرد اختفى ليحل محله ذلك الانسان الذي يشمئز من تصرفات القرد ))