( الفرق بين التناقض والتصحيح )

حصل ذات مره مجال في أحد المجالس ودار الحديث حول مؤلفات أبن عبّار وقال أحد الأخوة الجلوس أنني أسمع يقال أن أبن عبّار يناقض نفسه بنفسه فهو في الطبعة الأولى ذكر أن عنزة هي بكر وتغلب أبناء وائل بن قاسط ثم غيّر في الطبعات الأخيرة وقال أنها ليست بكر ولا تغلب فلماذا لم يبقى على كتابه الأول ؟

قلت نعم إي كاتب أو متحدّث يكتب عن خبر أو يتحدّث عن خبر ثم يجد أنه خطأ عليه أن يتراجع ويصحح وهذا تصحيح خطأ وليس تناقض أما التناقض فهو الذي كتبته سابقاً عندما خلطت عنزة مع بكر وتغلب حيث أن عنزة من سلالة عنزة بن أسد بن ربيعة وبكر وتغلب ينحدرون من سلالة جديلة بن أسد بن ربيعة والتناقض هو عند من أخذ بالخطأ وتمسّك به بالأخص وأن الثابت أن عنزة قبيلة لها كيان ونسب مستقل وهذه القبائل لها كيان ونسب مستقل ولو استمريت على الخطأ وتمسكت به وخلطت أنساب هذه القبائل خلاف ما ذكره النسابين والمؤرخين لكان هذا هو التناقض وليس التناقض من وجد خطأ وصححه لأن الأمانة التاريخية توجب على الباحث أن يعمد إلى الصدق ويبتعد عن الكذب والخطأ هو التمادي وليس تصحيحه

والغريب أن الذين يحلوا لهم التمسك بكلمة أبن عبّار يناقض نفسه بنفسه فهم أما أشخاص من أهل الغيبة والنميمة الذين ابتلوا بهذه الصفة الذميمة والذين لا يستطيعون تقديم الدليل من المصادر ويثبتون ما يدعون به أو أنهم من أشباه الببغاوات الذين يقلدون الأصوات فهم لا يثبتون هذا التناقض ولا يدرون أنه تصحيح

وبأمكان كل رجل عاقل ومدرك أن يميّز بين قول أبن عبّار الخطأ ويفرّق بين التناقض والتصحيح وذلك من خلال ما استندت عليه من مصادر معتبرة والكل يعرف أنه ليس بمقدور أبن عبّار أو أي باحث أن يتجاوز المصادر ويبتدع قول من مخيلاته والمصادر هي الدليل القاطع على نسب وتاريخ القبيلة وتتبعها والأخذ بما يصح منها وترك المشتبه هو الأجدى

ومن يعتقد أن أبن عبّار أو غيره له الحرية المطلقة بأن يصنّف نسب قبيلة مشتهر ومعروف دون الرجوع إلى مصادر وعرضه على مختصين فأنه غلطان لأن الرأي والتصنيف والتلفيق لا يثبت دون دليل واضح وأدعوا من يردد عبارة ( أبن عبّار يناقض نفسه بنفسه أن ينظر إلى ما كتبه أبن عبّار في بداية بحوثه عندما كان غير ملم وما كتبه بعد أن درس علم الأنساب وأطلع على المصادر وفهم الحقيقة وأن يطبق القولين على الواقع أيهما أصح ولو كتب أبن عبّار في طبعة من كتابه أن قبيلة الرولة من بني وهب ثم وجد أنه مخطي فصحح في طبعة ثانية فنسب الرولة من الجلاس حسب الصحيح فهل هذا تناقض أو تصحيح ؟

وهكذا كتب أبن عبّار في الطبعة الأولى أن عنزة هي بكر وتغلب وقد استند على أقوال خرافية لا ترقى إلى مستوى تاريخ القبائل بل هي أشاعات مصطنعة من رجال معاصرين لا يميزون نسب القبائل وهل يفيد القبيلة أن يكتب لها نسب مزوّر ومخالف لنسبها وتاريخها ؟ وهل يفيد القبيلة ويرفع من شأنها أنتحال نسب غير نسبها ووضعها بجد غير جدها حتى لو كان ملك منزل أو نبي مرسل ؟

ومن فضل الله أن من جدودنا الأنبياء الذين يقال عليهم السلام نبي الله آدم ونبي الله نوح ونبي الله إبراهيم الخليل ونبي الله إسماعيل الذبيح عليهم وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام وطالما أنه مؤكد أن من جدودنا أربع أنبياء فأن هذا يكفينا عن أنتحال نسب أبناء عمنا بكر وتغلب لأننا عنزة بن أسد وليس نحن بكر وتغلب لذلك أردت أفهام من يقول أبن عبّار يناقض نفسه بنفسه أن ما حصل من تغيير هو تصحيح وليس تناقض فأفهموا يا قوم

لايوجد اي تناقض والصحيح صحيح

هي مجرد تصحيح لنسب عنزة في الطبعة الاولى , والخطا هو ان تستمر في الخطا , والصح هو ان تصحح الخطا والباحث يكتب بناء على مصادر قد تكون خاطئة او صائبه وقابل للتصحيح اذا توفرت مصادر قويه غير المصادر الاولى .

الأخ سعد فرحان الجفران شكراً على المرور والأطلاع :
أخي الفاضل أنت وأمثالك يفهم معنا التناقض ولكن بعض الرجال يسمع كلمة وينقلها ويبني عليها وتنتشر على شكل أشاعة والأشاعة هي الأخبار غير المؤكدة وهذه الأخبار قد يسبب بعضها أزهاق أرواح وبعضها يسبب فتنة بين الأحباب وبعضها يسبب أنفصال بين الأزواج وبعضها يسبب تنافر بين الأخوة وبعضها يشوه سمعة اشخاص لذلك يجب التحقق والتأكد لأن الله سبحانه وتعالى خاطب المؤمنين فقال ( يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) وأنا أقول لو تحدث رجل بمجلس وقال أبن عبّار يناقض نفسه بنفسه حيث سبق وأن كتب أن عنزة هي بكر وتغلب ثم رجع عن قوله فكتب أنهم ليس هم عنزة هنا تجعل الرجل يقارن بين الروايتين ويفرّق بين التناقض والتصحيح وأني أعرف رجل ألف كتاب وأخطأ بنسبه حيث أنه من قبيلة وانتسب لقبيلة أخرى فقاموا عليه جماعته ورفض أن يتراجع فهو يقول أنا كتبت نسبي من الفلان ولو غيّرت كتابتي يقولون الناس هذا كذّاب لذلك فلن أغيّر وهذا يدل على الأصرار على الخطأ بعد معرفة الصح وأرتكاب الخطأ التاريخي في نسب قبيلة والأستمرار عليه يعتبر جريمة لها عقوبه من الله قصوى وقد أوردت في كتابي نص أحاديث شريفة مرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم تشدد على حفظ النسب وقد وجب أن أكرر هذه الأحاديث لمن لم يطلع عليها قال ( لعن الله من أنتسب إلى غير أبيه وهو يعلم انه غير أبيه ) وقال ( من انتسب إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه أو أنتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين ) وقال ( لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فالجنة عليه حرام ) ومع كل هذا عندما رجعت عن الخطأ وكتبت الصحيح يريدني البعض أن ابقي على الخطا وان اتعرّض لمقاصد هذه الأحاديث الشريفة وأن اضفي على نفسي وعلى قبيلتي ما ورد بنصها عندما انسب القبيلة لغير نسبها بعد ان علمته بوضوح فهل من يدرك القصد ويترك الدعاية ؟ أرجو ذلك

التناقض
صفة تطلق على شخص ما عندما يعبر عن فعل ويقوم بآخر ، قال صاحب لسان العرب : النَّقْضُ : إِفْسادُ ما أَبْرَمْتَ من عَقْدٍ أَو بِناء ، وفي الصحاح : النَّقْضُ نَقْضُ البِناء والحَبْلِ والعَهْدِ. غيره : النقْضُ ضِدُّ الإِبْرام ، والنَّقْضُ اسمُ البِناء المَنْقُوضِ إِذا هُدم ، وفي حديث صوم التَّطَوُّع : فناقَضَني وناقَضْتُه ، هي مُفاعَلةٌ من نَقْض البناء وهو هَدْمُه ، أَي يَنْقُضُ قولي وأَنْقُضُ قوله ، وأَراد به المُراجَعةَ والمُرادَّةَ ، وناقضَه في الشيء مُناقَضةً ونِقاضاً: خالَفَه ؛ قال: وكان أَبُو العَيُوفِ أَخاً وجاراً وذا رَحِمٍ ، فقُلْتُ له نِقاضا أَي ناقَضْتُه في قوله وهَجْوِه إِيّاي ، والمُناقَضةُ في القول: أَن يُتَكَلَّم بما يتناقَضُ معناه

التصحيح
هو الرجوع عن الرأي الأول إلى رأي جديد أصح منه وأدق
قال صاحب لسان العرب : الصَّحاحُ : خلافُ السُّقْمِ ، وذهابُ المرض ؛ وقد صَحَّ فلان من علته واسْتَصَحَّ ؛ وصَحَّحه الله ُ، فهو صَحِيح وصَحاح ، بالفتح ، وكذلك صَحِيحُ الأَديم وصَحاحُ الأَديم ، بمعنى ، أَي غير مقطوع ، وهو أَيضاً البراءَة من كل عيب وريب ؛ الصَّحاحُ ، بالفتح : بمعنى الصَّحيح ؛ ويجوز أَن يكون بالضم كطُوال في طويل ، وصَحَّحْتُ الكتابَ والحسابَ تصحيحاً إِذا كان سقيماً فأَصلحت خطأَه

أقول
الرجوع عن الخطأ فضيلة وليست نقيصة إنما النقيصة الاستمرار على الخطأ ، وفي الحديث وخير الخطائين التوابون

الأخ محمد بن فنخور العبدلي :
شاكراً ومقدراً كل جهد تبذله في سبيل أبراز الحقائق وأشكرك على تكملة الآية الكريمة وأيراد النصوص اللغوية حول التناقض والتصحيح ونحن يا أخي نعاني من مشكلة غوغائية المجتمع ووالله لو أردت أخون ضميري وأترك الخوف من الله وأتخيّل اشاعة وأبثها ضد شخص ما وهي كذبة بيضاء فأنني سأجد ألاف الناس يتناقلونها ولا تجد من يقف مع نفسه وقفت أنصاف ويحلل هذه الأشاعة ويفنّد مزاعم صاحبها وكما تعرف أنني عندما أرتكب غلطة غير مقصودة في طبعة من الطبعات ثم أصححها يبقى من يتمسك بالغلطة الأولى ويتجاهل التصحيح وكما تعلم فأنني أصدرت عن عنزة عدد من الكتب بلغت مئات الصفحات وعندما يجد شخص غلطة واحدة في أحرف قليلة فأن جميع ما عملت ما تشفع لي وهكذا طبع بعض البشر الجحود ولكنني أعتز بالأوفياء واصحاب الضمائر شرواك

ابو مشعل يعطيك العافيه على الموضوع الرائع والمفيد

الاستاذ أبو مشعل :-

أولاً : موضوعك هذا رائع جداً ، وجاء في وقته ، والمشكلة أن الذين يطلقون كلمة التناقض لم يرتقوا لمستوى البحث ، وإنما نصبوا أنفسهم باحثين ، ولم يشهد لهم أحد ممن عرف بالبحث والعلم ، ولايدركون الفرق بين التناقض والتصحيح .

ثانياً : الفرق بين التناقض والتصحيح في نظري واضح ، وهو أن التصحيح في المعلومات رجوع عن المعلومة الأولى وإلغاؤها ، وتثبيت المعلومة الصحيحة ، وأما التناقض فإنه اثبات المعلومة واثبات نقيضها في نفس الوقت ، بدون نقض لأحدهما .

الأخ صفوق العنزي حيّاك الله :
لقد وضعت الأصبع على الجرح وفسّرت مقصد التناقض وهو كما ذكرت وأذكر رجل من شيابنا رحمه الله كان يمزح على بعض الحضور فقال : ( كنت في أحد السنين تهاوشت مع رجل فطعنته بالخنجر مع فخذه وغاصت حتى خرجت من فخذه وكيف يا جماعة أشتكى عليه وسجني وهو ليس به ألا جرح بسيط في جلده ؟ ) فقالوا الحضور كيف تقول أن الخنجر غاصت في فخذه حتى خرجت ثم تقول جرح في جلده هذا قولك متناقض فقال : حللوها على كيفكم

ومع الأسف أن كثيراً من القوم عندما تكتب معلومة ثم تجدها خطأ وتراجع عنها وتكتب الصحيح فأن من يريد يبحث عن زلاتك يدعي أنها تناقض ومن يريد يتبع الصواب يعرف أنها تصحيح

والغريب أن بعض الشباب تأثر بما كتب في بعض المنتديات والبحوث المغلوطة وأصبح عنده رغبة عارمة في الأنتساب لوائل بن قاسط بالذات وأنتحال نسب بكر وتغلب فقط وكل من أطلع على واقع القبيلة وسأل الطاعنين بالسن وقرأ تاريخ القبيلة وعرف نسبها يعلم أن هذه القبيلة عنزة ويعلم أن أصلها وفعلها لا تشوبه شائبة لكي يبرر التخلي عن نسب عنزة والدخول بنسب قبائل أخرى ومع أننا ذكرنا الحقائق في كتابنا وفي منتدانا وأوردنا المصادر وطلبنا التعمّق في البحث من قبل الذين لديهم شكّة ومع ذلك فهم اعتبروا ما صدر من كتيبات ونشرات ومقالات بعيدة عن الصواب أعتبروها صك شرعي ونحن نقول لهم أننا نعزة ونعتز أننا عنزة ومن يريد الخروج عن عنزة وينتسب لبكر أو لتغلب او قريش فأننا لا نجبر أحد على أن يكون عنزي إذا عزف عن نسبه وأختار غيره ولكننا نؤكد أن من اخرج نسب عنزة ونسبها لغير عنزة فهو كاذب أي كان وكفى

	والغريب أن الذين يحلوا لهم التمسك بكلمة أبن عبّار يناقض نفسه بنفسه فهم أما أشخاص من أهل الغيبة والنميمة الذين ابتلوا بهذه الصفة الذميمة والذين لا يستطيعون تقديم الدليل من المصادر ويثبتون ما يدعون به أو أنهم من أشباه الببغاوات الذين يقلدون الأصوات فهم لا يثبتون هذا التناقض ولا يدرون أنه تصحيح 0

الشاعر : ابو مشعل
لا يهمنا مايقولون لا كن انا اقولهم واطلق عليهم حساد وضيقت عين
ويريدون يشوهون السمعه ( لاكن هم يتسائلون اين الصحيح اقول لهم عند ابن عبار هو الصحيح
واقول لهم كفاكم قيل وقلت

وشكرأ