بسم الله الرحمن الرحيم

نتناول في بحثنا هذا شيخ وفارس ورمز من رموز قبائل عنزة وعلم من اعلامها
وشيخ قل مثيله في العالم العربي وذاع صيته في ارجاء العالم اجمع ووصلت اخباره اصقاع المعمورة مما حدى بالمستشرقين الاوربين بالقدوم لمضارب قبيلته وكتابه ولو جزء اليسير من حياته ووتدوينها ليرى العالم سيرت هذا البطل الشجاع

وفي هذا البحث نذكر بعض ماقيل وكتب عنه في كتب الرحاله والمستشرقين الاجانب

الشيخ فهد (البيك) بن عبدالمحسن بن الحميدي آل هذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

هو شيخ مشائخ عنزة الشيخ البيك فهد بن عبدالمحسن بن الحميدي بن عبدالله، بن هذال من اسرة ال هذال الشهيرة في جزيزة العرب . ولد يرحمة الله سنة 1840م وتوفي سنة 1927م

الشيخ فهد (البيك) بن عبدالمحسن بن الحميدي آل هذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

منحتة الدولة العثمانية لقب "بيك" وهو من ارفع الاوسمه واللقاب اللتي تمنح لشخص في الامبراطوريه العثمانية

ومنحته ايضا لقب "قائمقام" وهي رتبة عثمانية رفيعة، تمنحها الدولة لكبار الموظفين المدنيين وللقادة العسكريين

يقول البريطاني ستيفن همسلي لونكريك STEPHEN HEMESLEY LONGRIGG في كتابة ( العراق الحديث )

«وكانت قبيلة عنزة وهي من أوسع المجموعات البدوية في شمال الجزيرة العربية، تمسك بصحراء الشامية من النجف إلى هيت. كان زعيمها المتعلم ابن هذال قائمقام الرزازة عرضة للمحاكمة الآن على يد الأتراك، حيث حكم عليه بالسجن، قد أخذ يتعقب خصومه القدامى من قبيلة شمر ويزدري بالحكومة»

وذكرت السيدة البريطانية فيوليت ديكسون Violet Dickson في كتابها: (أربعون عاما في الكويت) وأنها رافقت زوجها الليفتنانت كولونيل هارولد في زيارتهم لقبيلة عنزة، وتقول ما نصه:

«

في أغسطس 1922م رتب هارولد لنا زيارة إلى مضارب عنزة وكانوا عرب صحراء حقيقين، لم يكونوا مألوفين بالنسبة لي مثل فلاحي ضفاف النهر الذين كنا نعيش بينهم، لذلك كنت أتطلع بشوق إلى زيارتهم في خيامهم.

بدأنا رحلتنا من الحلة بالسيارة في السابعة والنصف صباحا وذهبنا عن طريق قنطرة الهندية، فوصلنا المسيب في حوالي التاسعة وخمس وأربعين دقيقة، وتوجهنا إلى السراي حيث كان المدير رشدي أفندي ينتظرنا ببدلة من قماش أزرق مزركش، فقد تلقى رسالة منا في اليوم السابق، نخبره فيها بأننا سنحضر في اليوم التالي لمقابلة الشيخ فهد بيك ابن هذال زعيم فخذ العمارات من قبيلة عنزة وهي إحدى أكبر القبائل في صحراء العراق وشمال الجزيرة العربية، وكان قد وصل لتوه من الصحراء وعسكر على بعد نصف ساعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات. وقد عبرنا مع المدير جسرا مخلخلا جدا إلى الجانب الآخر البعيد، حيث وجدنا بانتظارنا سيارة فورد أخرى تقل الشيخ محروت ابن الشيخ فهد ومعه عبد يدعى "مرزوق" وكانا يرتديان معاطف قصيرة بيضاء مزركشة، وجلاليب حريرية طويلة ذات أكمام فضفاضة، وكان كل منها يتمنطق بسيف ذهبي على جانبه. وتقدمنا الرجلان عبر طريق ترابي تنتشر على جانبيه مئات من الجمال البيضاء والبنية اللون إلى أن وصلنا مرتفعا من الأرض ضربت عليه مجموعة من الخيام المصنوعة من وبر الجمال وكانت تلك مضارب عنزة، وقد جرى ثلة من الأطفال حول السيارات أثناء مرورها، وحول الخيام كانت ترعى بعض الخيول والأفراس العربية الجميلة وأرجلها مقيدة ببعضها، وقد ركضت هذه الخيول مصلصلة بسلاسلها عندما اقتربنا منها، وكانت أكبر هذه الخيام خيمة مرفوعة على عمود من الخيزران في وسطها، ومفتوحة من جوانبها الأربعة. وفي ظل هذه الخيمة كان يجلس عدد كبير من الرجال. لقد كانت تلك خيمة الشيخ الذي كان في ذلك الوقت يعقد مجلسه الصباحي وكان الشيخ يجلس على حشية حريرية، ويستند على سرج جميل مرصع بالفضة، وعندما نزلنا من السيارة نهض الرجال جميعا، وهرع إلينا الشيخ فهد، وصافحني بحرارة وقبل وجنتي هارولد، جلست في الخيمة مع الرجال بعضا من الوقت ثم ذهبت مع أحد العبيد لزيارة الحريم، وكنت قد التقيت بنورا ابنة الشيخ قبل شهور من هذه الزيارة، وقد فرحت جدا لرؤيتي مرة أخرى. وقد تزوج محروت ابن الشيخ زوجة جديدة بعد زيارتنا الأولى، وكانت العروس الجديدة فتاة نجدية بارعة الجمال ذات وجه مستدير وأسنان ناصعة البياض، وكانت هناك أيضا زوجتاه الأخريان. وقد جلست معهن بعض الوقت وشربت لبن الإبل... ثم ذهبت مع نورا إلى خيمتها التي كانت جزءا من خيمة كبيرة مجزأة بأبسطة ملونة وستائر حريرية.

وشكرت نورا على جلد النعامة الجميل الذي أرسلته إلي، وقد أخبرتني أن العديد من هذه الطيور الكبيرة اصطيد في الصحراء، وقد استخدمت ريش هذه الطيور في تزيين هودجها، وأخرجت نورا من صندوقها رداء حريريا أزرق جميلا، وصممت على أن أرتديه كسيدة عربية، وخلعت غطاء رأسها الحريري ذا اللون الأحمر والأسود، ووضعته على رأسي، ولفت قطعة من القماش الأسود حول رقبتي، ووضعت في أصابعي خواتمها الذهبية والتركواز، وقد دخل فهد بيك بنفسه إلى الخيمة فجأة، فشعرت بحرج شديد، ولكنه جلس بجانبي، وأمسك يدي، وجيء بطعام الغداء، فعاد الشيخ فهد إلى الرجال، وتناولت أنا طعامي مع النساء وعندما حل موعد الرحيل، أصرت نورا على أن أحتفظ بالثياب والحلي التي كنت أرتديها، ويسعدني أن أقول إنها قد ظلت صديقة لي لسنوات عديدة جدا»

ومن المجلات والجرائد الغربية اللتي تناولت سيرة الشيخ فهد البيك بن عبدالمحسن آل هذال

نشرت مجلة (الشؤون الخارجية) الصادرة من لندن سنة 1927م فصل عن أمراء العرب وإليكم ما جاء في هذا الفصل عن الشيخ فهد البيك ابن هذال

: « يمنح الشيخ فهد ابن هذال إعانة سنوية قدرها 140.000 روبية لقاء الخدمات التي يؤديها، فإن الطريق الحيوية الآتية من فلسطين تمر على المنطقة التي تسكنها قبيلة عنزة، وتبلغ مئتي ميل، فالخدمة التي يؤديها لحفظ الأمن في هذه المواصلات تبرر صرف حكومة الهند البريطانية هذه الهبة إلى الشيخ ابن هذال»»

وذكر المؤرخ البريطاني جيرالد ديجوري Gerald De Gaury نقتطف لكم بعضا مما جاء في كتاب ديجوري المسمى: (Saudi Arabian Note B***)

يقول ديجوري :

إن ابن هذال يعتبر الزعيم الأعلى لجميع قبيلة عنزة، وقبيلة عنزة من أكبر القبائل في الجزيرة العربية، ويذكر أن عائلة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تعود بأصولها إلى قبيلة عنزة. ويذكر أن الملك عبدالعزيز آل سعود وابنه الأمير سعود بن عبدالعزيز تزوجا أختا الشيخ فواز بن نواف الشعلان شيخ قبيلة الرّوله من عنزة في عام 1937م

ويقول ديجوري: إن قبيلة عنزة تعود بأصلها القديم إلى «وائل». وفي العصور القديمة كان بنو وائل يقطنون الحجاز، وابتدأت هجرة بعض فروعها من الحجاز إلى المناطق المجاورة حوالي عام1700م. ويذكر أن أفضل الخيول العربية توجد لدى قبيلة عنزة، وبعض هذه الخيول يجد طريقه كل عام إلى الأسواق الهندية والمصرية وغيرها من الأسواق، وذكر أن رب كل عائلة من قبيلة عنزة يمتلك فرسا عربية أصيلة

وذكر كذلك أن العائلتين الحاكمتين في كل من البحرين والكويت هما من قبيلة عنزة.

ومن الرحالة الغربين اللذين تناولو سيرة الشيخ البيك فهد ابن هذال

فريدريك روزن قنصل المانيا في بغداد سنة 1898م في مذكراته قال :

« أردنا زيارة كربلاء موقع المعركة التي قتل فيها الحسين القديس وهو الشهيد العظيم بن علي وكان ينتظرنا على الطريق منظر طريف، وقد بهرنا العدد الكبير من الجٍمال البيض وهي ترعى في السهل الذي لم يكن قاحلا" هنا كما هو الحال في الجانب الاخر من الفرات، وهذا الجمع الغير اعتيادي من الجمال كان سبب وجود ( فهد بيك)، الرئيس الاكبر لبدو ( عنزه ) في المنطقه. وتترحل ( عنزة) في امتداد الارض على الضفة اليمنى من الفرات ويرهبها الحضر ( من ابواب دمشق حتى ابواب البصره) ، وهم يعيشون في خصام مستمر مع ( شمر ) الذين يحتلون الجزيرة بين الفرات ودجلة ، والى جانب تلك الجماعة من قبيلتهم التي تسكن نجد وهي هضبة الجزيرة العربية.

وكنا بطبيعة الحال نتطلع رؤية ( فهد ) الذي سمعنا عنه كثيرا من القصص والاوصاف فوجدناه جالسا في مضيفه وهو خيمة- أو بالاحرى سقف خيمة مصنوعة من شعر الماعز الاسود يسندها عمود افقي يمكن تطويله بحسب عدد ( الضيوف) ، وحين يريد شعراء العرب الاشارة الى كرم احد الشيوخ يقولون انه ( طويل القناة).
وكان مضيف فهد بك يمتد اكثر من ثلاثين ذراعا ، وعرضه خمسة اذرع فقط . وتحته كان يجلس القرفصاء صفان من ابناء الصحراء ، الذين جلس فهد بك بينهم كمضيف لهم ،
وفي الوقت نفسه كان يقضي بينهم.
وحين اعلن القواسون الذين كانوا برفقتي قدومي. نهض لأستقبالنا وقادنا الى خيمة تركية صغيره بيضاء ، فرشت حالا" على الجانب الظليل منها السجاد لنجلس عليها معه .
وأمر كذلك بأحضار عدد من سروج الجمال المزينة بمسامير ذهبية توضع في جوانبها لنسند اليها ايدينا: وكرر كلمة : مــد ! مــــد ! أي ان علينا ان نمد سيقاننا بدلا" من ان نثنيها تحتنا على طريقة اهل المدن، لأن القانون الوحيد في الصحراء – كما أضاف قائلا"- وهو التحرر.
وبعد شرب القطرة المعتادة من القهوة المرة من فنجان صغير ، قدمت له (سيقاره) وقد بدأ أنه اعجب به بسبب حجمه وطول اشتعاله. وبعد ان دخن نصفه اعطى اتباعه ماتبقى منه ،
فسحب كل منهم بضعة انفاس منه حتى تفتتة بقيتها بيد بدوي غريب الشكل.
وقد جلب انتباهي ان فهد بك لم يكتف بقبول لقبه بيك التركي فقط ، بل كان يحرص كثيرا" على التحدث بالتركية الى خادمه الخاص . وكان واضحا" أنه كان يلذ له التحدث بلغة الامة الحاكمة التي لم يبد انه كان يعاني كثيرا" من نيرها كثيرا".
وفي محادثته معنا تكلم العربية فقط. وقد ابدى اراء صائبه وسأل اسئلة وجيهة جدا".
وبعد ان استفهم عن معدل النفقات السنوية للقنصلية الالمانية في بغداد، كانت النتيجة التي خرج بها انه لايجد فيها من الفوائد مايعادل كلفتها ولم أكن قادرا" على دحر حججه .
وبعد ان حملنا على ان نذوق شيئا" من اللحم الذي شوي لنا- والفكره هي ان لانغادره دون ان نأكل شيئا" من ملحه – تمشينا خلال مضاربه، وأبدينا اعجابنا بأبله. وكانت من جنسين مختلفين: ( الذلول) أو الابل الراكضة، و( الأبل) وهي التي تحمل عليها.
وهذان النوعان في عيني العربي من الصحراء متميزان بعضهما عن بعض تمايز السمكة والقطة في نظرنا لكننا عجزنا عن التمييز بينهما بصورة جازمة . وكانت خيرة ( ذلول) فهد غائبة في غزوة لشمر يقودها أبنه متعب».

زيارة الرحالة البريطانية جيروترد بيل الى مضارب الشيخ فهد الهذال العمارات (الحبلان)

مجلس الشيخ فهد بن عبدالمحسن الهذال ـ تصوير

جيروترد بيل 1914م

At encampment of Fahd Beg - Ibn Hadhdhal - ruler - of part of the Northern 'Anazeh. Tribesmen, hawk and greyhound dog sleeping. "He spread out his beautiful carpets on which we sat, leaning against a camel saddle. His hawk sat on its perch behind us, and his greyhound lay beside it. We talked and drank coffee

مجلس الشيخ فهد بن عبدالمحسن الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

مجلس الشيخ فهد بن عبدالمحسن الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م
[Muhammad al Ma'w?¢ri (Gertrude Bell's guide) with children at the encampment of Fahd Beg - Ibn Hadhdhal - ruler - of part of the Northern 'Anazeh]

مجلس الشيخ فهد بن عبدالمحسن الهذال ويظهر الهودج امام المجلس ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م
[Muhammad al Ma'w?¢ri (Gertrude Bell's guide) with children at the encampment of Fahd Beg - Ibn Hadhdhal - ruler - of part of the Northern 'Anazeh]

فحل زيدان او زيد الهذال لآن الترجمة (jedn) ابن عم الشيخ فهد بن عبدالمحسن الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

مضارب الحبلان ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

آباعر الشيخ فهد الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

آباعر الشيخ فهد الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

مجلس الشيخ فهد الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

مجلس الشيخ فهد الهذال ـ تصوير
جيروترد بيل 1914م

منقوووووووووول

الشيخ ابن هذال رحمة الله شرف لهذه القبيلة
هو ومن بعده سلالة شيوخ منهم الشيخ جدعان
رجل عن قبيلة

اشكرك اخوي على النقل

الف نعم بالشيخ ابن هذال رحمه الله
شكرا اخي عايش على النقل
وبارك الله فيك

هذه شهادة من أعداء الأمة الذين أتوا ليعرفوا مكامن قوة العرب والمسلمين، إن أولئك المستشرقين الذين بحثوا وسألوا كل من قابلهم من العرب عن أركان العرب وأشرافهم ومكامن قوتهم.

فها نحن وإياكم نقرأ ما كتبته أقلامهم عن أعلام العرب وأمنائهم وبيارقهم وحاملي ألويتهم، وهذا التقرير يفيد القارئ بأن أسرة آل هذال الكريمة كانت وما زالت بيرق من بيارق العرب وركنٌ شديد من أركانها وليس رمزاً لقبيلة عنزة فقط .


بارك الله فيك يا بن جويعان على ما نقلته وكل ما تكتبه لنا وننتظر ما تجود به علينا وفقك الله من ثمر الكلام وما كتبته الأقلام .

وتحياتي لشخصك العزيز ولكافة الأسرة والعزوة الكرام.