الانتخابات البلدية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد
عباد الله : لقد أُمِرْنا بالسعي والعمل في هذه الحياة لِنَعْمُرَها بطاعته وعبادته ، ونُصْلِحَ أمورها وشئونها وفق منهج وهدي ربنا ، وإن الأمة العاقلة الواعية ، هي التي تتخلص من الغثائية واللامبالاة ، وتسهم في بناء حياتها ، وتشارك في صنع قرارها ، ويكون للفرد فيها حضوره ووجوده ، فينطلق مع غيره في بناء الحياة على أسس الحق والخير والعدل ، وتتضافر على ذلك جهود الحكام والمحكومين لإقامة المجتمع الآمن المستقر الذي ينعم بالصحة والكفاية والعدل والعلم والحرية والازدهار ، وحين تصل الأمة لهذا المستوى تكون أمة مهتدية راشدة عاقلة تعيش الحياة الكريمة الحرة 0
عباد الله : الأهواء تتصارع،والعقول تتجاذب ، والعواطف تتنازع ، والرغبات تتسارع ، والأصوات تتعالى ، تحاول أن تجيب على سؤال مهم مقلق { من ننتخب } ؟
عباد الله : إن تجربة الانتخابات بواقعها الحالي هي التجربة الثانية ، فحري بالمسلم أن يحسن التعامل معها مستفيدا من تجربته السابقة ووفق المنهج الشرعي فلا يقع منه أي تخبط أو تعثر أو أن تتنازعه الشبهات أو الشهوات في ظل بريق هذه الانتخابات وحملاتها ودعاياتها وجاذبيتها 0
عباد الله : بِغَضّ النظر عن الدور الذي سيقوم به المرشح بعد ترشيحه ، وبصرف النظر عن صلاحياته ودوره ، فإن الانتخابات لها أهمية تكمن في أنها تعبر عن هوية المجتمع فيمن يرشح ، تعبر عن شخصية المجتمع فيمن يختار لتمثيله ، إن هذه الانتخابات لها أكثر من مدلول وأكثر من مؤشر في كشف المجتمع واختياره وإرادته وفيمن يقدمه ويجعله في المقدمة ، ومن ثم جاءت أهمية الاختيار في الترشيح والأسس التي يقوم عليها الترشيح ، وأمر آخر هو أن الترشيح هو من باب التزكية للمرشح من قبل المجتمع ، فإذا رشحت أحداً فكأنك تشهد له بأنه الأصلح لذا علينا أن نتقي الله فيمن نرشح ونختار 0
عباد الله : شريعتنا كاملة شاملة لجميع مناحي الحياة ، فالأمر لم يترك سبهللا تتحكم فيه رغباتنا وأهوائنا وعواطفنا ، فإن أصبحت العواطف والرغبات هي المحرك لنا فعلينا السلام وسوف نبقى في ذيل القائمة العالم يتقدم ونحن نتأخر ، لذا علينا أن ننطلق من قواعد وثوابت ومنها :
القاعدة الأولى : أعلم أن صوتك أمانة ومسئولية أمام الله وستحاسب عليه ، كما أن صوتك أمانة ومسئولية أمام المجتمع الذي يقوى بقوة أمانة أفراده ويضعف بضعف أمانة أفراده ، قال تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } ، وقال نبيكم صلى الله عليه وسلم { إذا ضُيِعَتْ الأمانة فأنتظر الساعة ، قيل يا رسول الله : وما إضاعتها ؟ قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله فأنتظر الساعة } ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية { أجمع المسلمين على أن إسداء الأمر إلى غير أهله من تضييع الأمانة وهو مؤشر على قرب الساعة } ، فهل بعد هذه الأدلة يجوز لك أن تنتخب شخصاً لمجرد القرابة أو العطية أو الهدية أو المصلحة أو المجاملة أو لمجرد الانتماء القبلي أو الانتماء المكاني أو الانتماء في المنهج الدعوى ، بل يجب عليك أن تبحث عن المستحق الأصلح والأنفع والأتقى 0
القاعدة الثانية : أن تنتخب الكفء الأمين ، بأن يكون المرشح الذي تنتخبه قويا وأميناً ، أميناً في نفسه وفي دينه وفي تصرفاته وأقواله وأعماله وعدله ، أميناً في الأمر الموكل إليه قال تعالى ( إن خير من استأجرت القوى الأمين ) ، يجب أن تكون صفة الأمانة هي الصفة التي نفاضل بها بين المرشحين 0
القاعدة الثالثة : قد تحتار فيمن ترشح من الناخبين فيلتبس عليك الأمر ، وهنا نقول عليك أن تشاور ، نعم تشاور أهل الحل والعقد والرأي والعدل والعلم من العلماء والحكماء والصلحاء وأصحاب الخبرات والتجارب قال تعالى لنبيه r ( فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) ، وقال أبو هريرة t ( ما رأيت أحداً قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله r ) ، فعليك أخي المسلم قبل الانتخابأن تشاور من يتصف بهذه الصفات وهي العدالة والعلم والرأي والحكمة ، وإياك ثم إياك أن تتبع الهوى أو تسير وراء الرغبات أو العواطف أو أن ترشح أناس لا تعرفهم أو لا يستحقون أن يصوت لهم بل عليك التثبت من صلاحهم بالسؤال عنهم 0
القاعدة الخامسة : ليس من اللائق بالمسلمين ناخبين ومرشحين أن تدب بينهم الخلافات والنزاعات والقطيعة والسباب والشتائم من اجل الانتخابات ، بل المفترض أن نكون حضاريين نقبل بالتنافس الشريف ونبارك للآخر حال فوزه فنبقى أخوة في الله ربنا واحد وديننا واحد وهدفنا واحد ووطننا واحد ، فحري بنا أن نجعل الانتخابات للتآلف لا للتنافر وللتعاون لا للتخالف 0
قلنا ما قدر الله لنا قوله والحمد لله رب العالمين

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبي المصطفى وبعد
عباد الله : رسائل نوجهها للأخوة الذين ر شحوا أنفسهم نيابة عن مجتمعهم نذكرهم بها وهي :
الرسالة الأولى : يجب على المرشح أن يراقب الله سبحانه وتعالى في حملته الانتخابية من الانحراف والإسراف والتبذير والمبالغات التي لم ينزل بها من الله سلطان أو برهان ، فترمى الأطعمة ولا تجد من يأكلها ، أو أن يسرف بطباعة المنشورات والملصقات أكثر مما يجب 0
الرسالة الثانية : بعض المرشحين يحاول أن يخدع المجتمع ويدغدغ عواطفه بوعود ومبالغات خيالية ، ولعلكم أدركتم واطلعتم على بعض هذه الوعود التي هي من قبيل الوعد الكاذب لأنها وعود خيالية لا يستطيع المرشح تحقيقها عرفاً وعادة ، بل بعضهم يأتي بوعود ليست من صلاحيات المجلس البلدي وهذا من الخداع والكذب الذي لا يليق بالمسلم قال أحدهم ( إن اختصاصات المجالس البلدية واضحة لا تحتمل وعوداً خيالية وبرامج فردوسية أو مشروعات ليست من اختصاصها وإن الاستغراق بمثاليات ووعود بعيدة عن نظام هذه المجالس يضر المرشح نفسه أكثر مما ينفعه لان المواطن سوف يدرك عدم صحة ما وعد به ) ، فاحذر أخي المرشح من ذلك 0
الرسالة الثالثة : إياك أخي المرشح من شراء الأصوات وبيع الذمم فكيف ترضى لنفسك أن تأتي للمجلس البلدي من خلال طرق غير مشروعة ، وإننا نربأ بإخواننا الناخبين أو المرشحين أن ينزلقوا في هذا الشأن الخطير 0
الرسالة الرابعة : بعض المرشحين هدانا الله وإياهم يحاول إثارة بعض المشاكل مع إخوانه المرشحين ، فيقوم بالتحريش بين المسلمين أو بين الحملات الانتخابية أو أن يطعن أو أن يلقي التهم أو يهيج أسباب الفرقة بين أفراد المجتمع إما بالضغط على أتباعه أو أولاده للتصويت له أو بإحياء القبليات والنعرات الجاهلية ، أو من خلال الضغط على قبيلته أو على من ينتمي معه في الانتماء المكاني أو المنهج الدعوى فكل هذا مخالف للمنهج الشرعي ومن فعل ذلك من المرشحين فهو على خطر ديني ودنيوي 0
الرسالة الخامسة : من الولاء للوطن وخدمة المواطنين تقديم المصالح العامة على المصالح الشخصية ، والانتماءات القبلية والمذهبية والمناطقية والعرقية 0
اللهم 000000
مستفادة من خطب ومقالات منشوره

هذا مايجب ان يتبع في هذا المجال ماقصرت اخي الشيخ محمد فنخور العبدلي على هذا الخطاب التوجيهي للجميع . لكن هنالك نقطه
بخصوص المرشحين . المشكله ان الذين يرشحون انفسهم من انفسهم والمجتمع ليسى له علاقه او اختيار المرشح الا ماندر في بعض المجتمعات
هنا يصبح المرشح فارض نفسه على مجتمعه وهذه قد تقلل من الحماس . وبخصوص , اختيار الاجدر والاصلح هذا لايمكن تطبيقها في مجتمعنا القبلي لان ينقصهم ثقافة الانتخابات ولاهناك تجارب لدى كل ناخب . ويعد الامرفزعات ومجاملات فقط لاغير هذا مانراه في الوضع الحالي .

الف شكر اخي