الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن العلمي البحوث العلميه الموثقه
البحوث العلميه الموثقه نتاج المؤرخين والباحثين من رواد هذا المنبر
 

إضافة رد
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-24-2008, 07:30 PM   #11
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 26
افتراضي

الله يبارك فيك أخوي ذيب الشويرد........... وننتظر البقية .
ابونواف الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-2008, 01:48 AM   #12
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 22
افتراضي

مجهود رائع استاذ ذيب
يعطيك العافية
عبدالعزيز خلف الضبيب متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-2008, 11:34 PM   #13
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 8
افتراضي

ماعليك قصور الموضوع جميل يستحق الشكرعليه
بــدرسليمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-05-2008, 05:51 PM   #14
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 52
افتراضي

مشكور على الموضوع
بندر ناصر التيسي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-30-2008, 03:17 PM   #15
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابعة الحلقه الثانيه ( ونرجوا المعذره من الاخوان أثابهم الله وسدد خطاهم وأصلح بالهم الي صلاح هذه الامه .






أجمع أهل الاثر أن آدم عليه السلام خلق يوم الجمعة، لست خلون من نسيان وكساه الله لباسا من ظفره، وأسجد له ملائكته فسجدو إلا إبليس وكان ملكا على الارض يصعد إلى السماء متى شاء فأبى من السجود لآدم، وقال أنا كنت خليفتك على الارض وهو من تراب كنت أطؤه، وأنا من نار وهو من طين، فلي عليه الفضل من كل جانب، وأفضله بالاجنجة التي أغشى بها اقطار الارض في اقل من لمح البصر، فلما امتنع من السجود أبلسه الله ولعنه. وخلق حواء وألبسها لباسه واسكنها الجنة لثلاث ساعات مضت من ذلك اليوم واباحهما جميع ما في الجنة الا الشجرة التي نهاهما عنها، وهي على قول اكثر اهل العلم البر، وكانت الحبة بقدر الاترجنة فألقتهما الحية، وكانت من أحسن دواب الجنة، وكانت ذات قوائم. ولما رأى آدم ما أعطيه من الكرامة اشتاق إلى الخلود فطمع فيه إبليس، فاحتال حتى ادخله الجنة. فخاطب حواء فيها وقال (مانها كما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا

[ ملكين أو تكونا ] من الخالدين، وقاسمهما اني لكما لمن الناصحين) ولم يزل بحواء حتى اكلت من الشجرة واطعمت منها لآدم فأكل، فلما اكلا منها انكشف لباسهما عنهما إلى اطراف اصابعهما وبدت لهما سوآتهما، وهرب آدم في الجنة يمينا وشمالا لا يدري ما يصنع، فتعلقت به شجرة الا ترج وحبسته بناصيته ومعه حواء، فطفقا يأخذان من ورق الجنة ويستتران بها فقال الله عزوجل قد جعلت هذه الشجرة غذاء لكما ولذريتكما، يعني الشجرة التي اكلا منها عاصيين فاهبطوا جميعا انتما وابليس والحية فان بعضكم لبعض عدو. ونزع الله من الحية قوائمها فهبطوا، فكان مقام آدم في الجنة مع حواء ثلاث ساعات، مقدار مائتين وخمسين سنة من ايام الدنيا، وهو ربع يوم من أيام الآخرة الذي هو ألف سنة. فأهبط آدم على جبل سرنديب وعليه الورق المخصوف من الجنة، فلما جف الورق وذهبت رطوبته تقطع وسقط فنسفته الريح وطرحته إلى كل جهة فنبت منه بأرض الهند أنواع الطيب والافاويه، والتمر الذي لا يوجد إلا هناك، وفيه العود ودواب المسك، وحوله أصناف اليواقيت والماس، وفي بحره مغايص اللؤلؤ. وسمى الله آدم عبد الله وكناه أبا محمد وكان طويلا جعد الشعر أحسن من خلق الله تعالى، فلما نزل إلى الارض نقص من لونه وحسنه وطوله. وكان يتكلم بالعربية فحول الله عزوجل لسانه إلى السريانية، وانتزع منه ما علمه ثم رده الله سبحانه وتعالى بعد توبته إليه. وأهبط حواء على جدة وبيدها قبضة من جوهر الجنة فتناثر منه من يدها شئ فكانت الجواهر منه، ونقص أيضا من حسنها وبهائها وأهبط إبليس ومعه قبضة من النار وعصا من بعض شجر الجنة يقال إنه
العوسج ويقال إنها كانت من آس الجنة، وهي التي صارت إلى موسى عليه السلام وأنزل معه ثلاثين قضيبا من ثمار الجنة وجعلها إكليلا على رأسه، منها عشرة ظاهرة القشور وهي: الجوز واللوز والبندق والفستق والخشخاش والبلوط والقسطل وجوز الهند والرمان والموز وعشرة لها نوي وهي الخوخ والمشمش والاجاص والتمر والزعور والغبيرا والقراصيا والشاه بلوط والنبق والمقل وعشرة لا قشور لها نوى وهي، التفاح والسفرجال والكمثري والعنب والتوت والاترج والخرنوب والخيار والبطيخ والبر (1) وكان أول ما خلق الله تعالى في الارض الكمثرى وتاب الله سبحانه وتعالى على آدم عليه السلام بعد مائة سنة: أتاه جبريل عليه السلام وعلمه الكلمات، وهي لا إله إلا أنت عملت سوءا فاغفر لي وأنت خير الغافرين وقيل في طوله إنه كان يبلغ السماء فلما أهبط إلى الارض. جعل طوله مائتين وسبعين ذراعا، وعلم استخراج الحديد وسبكه وعمل الزبدة والمطرفة والكلاليب والمدية وآلات الارض وما يحتاج إليه من جميع الآلات. وعلم ما يأكله من دواب الارض، وما يجتنبه وأمر بالمسير إلى مكة، وكان موضع قدمه عمرا وما بينهما مفاوز، وأتى جدة فوجد بها حواء تبكي فقال لها هذا عملك (2). وقيل له إيت الكعبة فطفت بها، فمشى إليها فتلقته الملائكة بالابطح فقالوا له حياك الله يا آدم، لقد طفنا قبلك هذا البيت بألفي عام ولسنا بأول من حجه وعلمه جبريل عليه السلام المناسك، وأنزلت عليه إحدى عشرون

صحيفة، وفرض عليه الصلاة والزكاة والاغتسال من الجنابة والوضوء، وزرع، وحصد، وطحن، وخبز، ثم قيل هذا دأبك أنت وذريتك، فقال يا رب ما بلغت هذا إلا بشق النفس فقيل له هذا بخطيئتك. وعوقبت حواء بعشر خصال، وجع العذرة، ووجع الولادة، وطول الحمل والحيض، وحزن الموت، وقناع الرأس، وملكة الرجال للنساء، وأن تكن تحت الرجل عند الجماع، والولولة عند المصيبة، ورقة القلب عند الحزن - جمع بين آدم وحواء بجمع وتعارفا وعوقب آدم بنقصان طوله، وتغير حسنه، وخوفه من السباع، وكانت تخافة، وحتم عليه وعلى ذريته بالموت، و حفظت عليه أعماله، وكلف النظر في رزقه والتعب فيه. وعوقبت الحية بقص جناحيها وعدم يديها ورجليها ومشيها على بطنها وشق لسانها، وخوفها من الناس وعدواتهم لها، وجعل من التراب غذاؤها، وإن طلبت أن تقتل أخرجت للناس لسانها. وإن آدم غشي حواء فولدت له قابيل وتوأمته قليما، وكان كذلك يولد له توأمين في كل بطن. ثم ولدت له هابيل وتوأمته لبوذا فشغل قابيل بالحرث، وشغل هابيل برعي الغنم، ثم أمره أن يزوج هابيل من أخت قابيل فضربها وقال أنا أحق بأختي منه، فأمرهما أبوهما أن يقربا قربانا فأيهما تقبل قربانه كان أحق بأخت قابيل، فرضيا بذلك. وقرب هابيل أسمن كبش كان عنده، وقرب قابيل من أرذل ما كان عنده من الغنم وكان ذلك بينهما يوم الجمعة، وجاءت النار إلى القربان، وأخذت الكبش الذي كان لهابيل، وحملته ولم تقبل قربان قابيل، فأغضبه ذلك وعزم على قتل أخيه بعد منصرفهما من منى، فلم يدر
________________________________________
[ 75 ]
كيف يقتله فتصور له إبليس لعنه الله في صوره إنسان، وأخذ طائرا ففشخ رأسه بحجر فقتله، وحمله معه حتى غاب عن عينه فاغتفل قابيل هابيل حتى نام عند غنمه، وهي ترعى فحمل حجرا فطرحه على رأسه فقتله فأصبح من النادمين، وطال تحسر آدم عليه السلام على ابنه هابيل وعلى الجنة فأنزل الله تعالى له خيمة من خيام الجنة من ياقوتة حمراء وضعت مكان الكعبة ولمائتين وثلاثين سنة من مهبط آدم ولد له شيث وهو هبة الله وتوأمته، فتقول أصحاب التواريخ: إنه ولد له مائة وعشرون بطنا، وأمر آدم عليه السلام بكتب الصحف، وعلم اللغات كلها، وعلم الاسماء التي قهر بها الجان والشياطين وعلم حساب الازمنة وسير الكواكب وسأل ربه أن يريه الدنيا وما يكون فيها من خير وشر، فمثلت له برا وبحرا فنظر إليها والى ملوكها وسكانها من ولده، وصور الانبياء وما يكون في العالم ويدور فيه من خير وشر إلى انقضائه ولما كثر ولده وولد ولده بعثه الله إليهم وأمره أن يأمرهم بما أمره الله به وينهاهم عما نهاه عنه، ويقال إنه أرسل وهو ابن تسعمائة سنة وسبعين سنة. ولما أراد الله سبحانه وتعالى أن يتوفاه أمره ان يسند وصيته إلى ابنه شيث ويعلمه جميع العلوم التي علم بها ففعل، وكان سبب وفاته عليه السلام أنه انصرف من الفلاحة موعوكا (1) فحم ومرض إحدى وعشرين يوما والملائكة تختلف إليه. ويقال إنه اشتهى قطفا من عنب الجنة فوجه بعض ولده يسأل له ذلك ممن لقيه من الملائكة، فلقيه جبريل عليه السلام فعزاه في ابيه وقال ارجع فان اباك قد مات. وكان سنه يومئذ تسعمائة وثلاثين سنة، وقالوا تسعمائة


[ 76 ]
وخمسين سنة بعد ما وهب لداود منها خمسين سنة وأتاه جبريل عليه السلام بكفن وحنوط من الجنة وعلم شيث كيف يغسله ويكفنه، وقيل هذه سنة لكم في موتاكم بعده، وحمل إلى غار الكنز في جبل أبي قبيس فدفن فيه، وكانت وفاته عليه السلام يوم الجمعة، ومات وولده وولد ولده أربعون ألف بيت ورفعت مع موته الخيمة الياقوت التي كانت بموضع الكعبة. وحزنت عليه حواء حزنا شديدا وبقيت بعده سنة ثم ماتت، عليه السلام والرحمة، وصلى عليها شيث ودفنها إلى جانب آدم صلى الله عليه وسلم وعلى جميع النبيين والمرسلين. ذكر شئ من أخبار ولده كان قابيل ولد آدم عليه السلام، وأول من عصا وقتل وكفر ولما قتل أخاه هرب عن ذلك الجبل بأخته وبنى قرية يقال لها خلوا وسكنها، وقابيل أول من عبد النار، وقيل إنه أشقى البرية وإن عليه نصف عذاب الخلق، وقيل إنه متى سفك دم بغير وجه حق كان شريكا لصاحبه فيه. شيث بن آدم بعثه الله إلى ولد أبيه وأنزل عليه سبعا وعشرين صحيفة عليه وعلى أبيه، وأمره ببناء البيت هو وولده بالحجاز، وأمره بالحج والعمرة، وكان أول من اعتمر، وأمر بجهاد ولد قابيل إلا أنه لا يبرح بين تهامة ومكة. وولد الانوش بن شيث عليها السلام وهو بكره ووصيه، ومن ولد أتركين (1) ابن شيث يغوث ويعوق ونسر وسواع وود، فكان هؤلاء النفر
________________________________________
1) لعل الصواب انوش. (*)
________________________________________
[ 77 ]
قوما صالحين، فلما ماتوا حزن عليهم أبناؤهم حزنا شديدا فتمثل لهم إبليس وصور لهم صورهم من المرمر، وجعلها في بيوتهم ليتذكروا (1) بها ويتأنسوا ويخف حزنهم عليهم، فلما ملكوا ونشأ غيرهم صور عندهم إبليس أنها آلهة وأن آباءهم كان يعبدونها واستهواهم فعبدوها، وكان عمر شيث سبعمائة سنة وإثنا (2) عشرة سنة، وولد له وهو ابن مائة وخمسين سنة. وأوصى إلى ابنه قينان وقد كان علمه الصحف وبين له قسمة الارض، وما يكون فيها، وأمره باقامة الصلاة وأيتاء الزكاة والحج، وبجهاد ولد قابيل ففعل ما أمره به أبوه، ومات قينان وله سبعمائة سنة وعشرون سنة. وأوصى إلى ابنه مهلايل ووصاه بما أوصاه به، وكان عمر مهلايل ثمانمائة سنة وخمسة وسبعين سنة. وأوصى إلى ابنه بوارد وعلمه الصحف وعلمه قسمة الارض، وما يحدث في العالم ودفع إليه كتاب سر الملكوت الذي علمه مهلاييل (3) الملك لآدم عليهما السلام وكانوا يتوارثونه مختوما لا ينظرون فيه. وولد لبوادر وهو ابن مائة سنة ابنه خنوخ، ويقول بعض اهل التاريخ إنه تم للعالم في وقته ألفان وستمائة سنة واربع سنين. وخنوخ هو ادريس النبي عليه السلام ونبأه الله تعالى وسمي إدريس لكثرة درسه لكتاب الله عزوجل، وسنن الدين وأنزل الله سبحانه وتعالى عليه ثلاثين صحيفة فكملت الصحف المنزلة يومئذ ثلاثين صحيفة، وعهد بوارد إلى خنوخ ورفع إليه وصية أبيه وعلمه العلوم التي كانت عنده ودفع إليه مصحف السر فلم يدفعه بعد شيث غير ادريس عليهما السلام. وفي بعض الاخبار انه أول من كتب [ من ولد ] آدم عليه السلام. وقال آخرون إنه لم يخل قط جيل ولا امة من الكتابة لان ادريس بدت (*)
________________________________________
[ 78 ]
فيه النبوة وعلم عدة خطوط وامر بجمع المصاحف وتركها في الهيكل وامر بني آدم وغيرهم بدرسها، وفي بعض الاخبار انهم كانوا يلبسون القمص من فاخر الحرير والخز وغيرهما من الملونات والمنسوجات بالذهب والمنظومات بالجوهر ويلبسون التيجان. وقد كانت حواء أمرت بالنسج والمغزل، فغزلت القطن والكتان والوبر ونسجت وكست أولادها، وقد لبس آدم عليه السلام من غزل حواء. ويقال إنه لما ولد إدريس عليه السلام ضعف أمر عبادة الاصنام من أولاد قابيل، وسقط عظيم من أصنامهم الذين كانوا يعبدونه ويعتكفون عليه ويذبحون، وكان ملكهم يومئذ يمحويل، فاجتمعوا إليه ليتداولوا فيما ظهر لهم، فجاءهم إبليس في صورة شيخ قد كثر شيبه، وكان الشيب عندهم عجيبا لانهم لم يكونوا رأوه، إذ لم يكن قبل ذلك شيب ولا ظهر لهم إلا بعد نوح عليه السلام بعد الطوفان. وقيل أول من شاب إبراهيم عليه السلام، فقال يا رب ماهذا ؟ قال وقار، قال اللهم زدني وقارا. ويقال إنه أتاهم ابليس في صورة روحاني له جناحان، فقال لملكهم يمحويل إنه قد ولد الآن لمهلاييل ولد يكون عدوا للالهة وعدوا للملك، وسبب فسادها ولذلك أصابكم ما أنتم به مشغولون، فقال يمحويل فهل تقدر على هلاكه ؟ قال سأحرص على ذلك. فوكل الله بادريس ملائكة يحفظونه، فإذا أتاهم ابليس ومن معه من جنوده منعوهم منه وظهر في وقته كوكب من كواكب الذوائب أقام ظاهرا نيفا وثلاثين يوما، فجعله أبوه سالما الهيكل، وعلمه الصحف، وكان حريصا على دراستها وعلى الصوم والصلاة حتى شب فنبأه الله عزوجل على رأس أربعين سنة، فأتاه وراييل الملك يعلمه علم الفلك والكواكب وسعودها ونحوسها وصور الدرج والبروج
وقيل انه أول من نظر في النجوم بعد آدم عليه السلام. وفي التوارة ان أدريس عليه السلام احسن خدمة الله فرفعه الله تعالى إليه. ولما رأى ادريس بني قابيل في المعاصي وعبادة الاصنام سأل الله ان يرفعه إليه، وان يطهره من خطاياه فأجابه إلى ذلك، وأوحى الله إليه ان يلازم الهيكل هو وشيعته اربعين يوما وأوصى ادريس إلى ابنه متوشلخ لان الله أوحى إليه ان اجعل الوصية في ابنك متوشلخ فاني سأخرج من ظهره نبيا يرتضي فعله. فقيل انه رفع إلى السماء السابعة، وقيل إنه كانت له قصة مع ملك الموت، وقد سأل الله ان يذيقه طعم الموت، ثم سأل الله ان يريه رضوانا ويدخله الجنة، ففعل. ولم يخرج من الجنة، ورفعه الله وهو ابن مائة وخمسين سنة. وأما متوشلخ فأقام مع أخوته وبني أخيه، أمام الهيكل يعبدون الله تعالى والنقباء السبعون معهم ولما رفع الله تعالى ادريس عليه السلام كثر الاختلاف بعده والتنازع وأشاع عليه ابليس أنه هلك، وأنه كان كاهنا أراد الصعود إلى الفلك فأحرق، وحزن عليه ولد آدم المتمسكون بدينه حزنا شديدا، وأظهر ان صنمهم الاكبر أهلكه فزاد في عبادة الاصنام وتحليتها والذبائح لها، وعملوا عيدا لم يبق احد إلا حضره وكانت لهم يومئذ سبعة أصنام يغوث ويعوق ونسر (1) وود وسواع ومزية وضمر، وسنذكرها عند ذكر المتعبدات. وانقطع الوحي بعد إدريس عليه السلام، ومات اولئك النقباء، فكلما مات واحد منهم صور بنوه وأهله صورته في بيت لهم ليذكروه ويستغفروا

له، وكان متوشلخ أراد فساد تلك الصور فامتنعوا عليه، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه لمك ومعنى لمك الجامع، وعهد إليه أبوه ودفع إليه الصحف والكتب المختومة التي كانت لادريس عليه السلام، وكان عمر متوشلخ تسعمائة سنة. وانتقلت الوصية إلى لمك وهو ابو نوح عليهما السلام، وقد كان رأى أن نارا أخرجت من فيه، فأحرقت العالم ورأى وقتا آخر كأنه على شجرة في وسط بحر لا غير. ولما ولد له نوح عليه السلام ذكر العلماء والكهان ذلك ليمحويل الملك وعرفوه أن العالم يهلك في زمانه وأنه يكون طويل العمر. وقد كانوا رأوا أنه طوفان يغرق الارض، فأمر يمحويل أن يبنيا له المعاقل على رءوس الجبال، بنيانا عاليا ليتحصنوا بها، فعملوا منها سبعة معاقل بعدة الاصنام التي كانت لهم وعلى أسمائها، وزبروا عليها شيئا من علومهم ويقال إن الملك عملها لنفسه خاصة. وكبر نوح عليه السلام فنبأه الله عزوجل وهو ابن خمسين سنة وارسله إلى قومه، وكان من نعته أنه آدم رقيق البشرة، في رأسه طول، عظيم العينين رقيق الساعدين والساقين، كثير لحم الفخذين طويل اللحية عريضها، طويل، جسيم وكان حيا بعد ادريس عليهما السلام، وهو من أهل العزم من الرسل. وفي بعض الاخبار أن عمره ألف ومائتين وخمسين سنة، وأنه لبث في قومه يدعوهم إلى الايمان ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال الله تعالى، وقال من ينكر طول الاعمار على مذهب الفلاسفة ان حياته لبنيه، وكانت شريعته التوحيد والصلاة والصيام والحج ومجاهدة اعداء الله من ولد قابيل، وأمر بالحلال ونهى عن الحرام، ولم يكن فرضت عليه احكام ولا مواريث ولا حدود، وأمر أن يدعو الناس إلى الله تعالى، ويحذرهم عذابه، ويذكرهم آلاءه.

وعلى رأس مائتي (1) سنة من عمره هلك يمحويل ملك الكفرة وملك بعده ابنه الدرمشيل، فشدد في عبادة الاصنام، وأعلى أمرها، وجمع الناس إليها، وأخذهم بالتعبد لها، فأظهر نوح عليه السلام دين الله عزوجل، وكان يدور [ في ] محالهم وأسواقهم وهيا كلهم يدعوهم إلى الله تعالى وكانوا (2) يطوون ذلك عن مليكهم، ويزجرون مع ذلك نوحا ويهددونه، ويهولون عليه، إلى أن جلت قصته، وعظم أمره، وتحاماه الناس، وتخاطبوا في أمره، إلى ان اتصل ذلك بمليكهم (3) فأحضره وانتهره، وتقدم إليه أن لا يعاود. ويقال إن الذي فعل هذا يمحويل، وإنه حبسه، وبعد ثلاث سنين من حبسه هلك يمحويل. وولي الدرمشيل، فأخرجه من الحبس، وتقدم إليه أن ينتهى عن إفساد الدين وسب الآلهة، فكان لكل صنم من أصنامهم الكبار عيد في وقت من أوقات السنة يحضرون وينحرون له ويطوفون به، فحضر عيد يغوث، فاجتمع الناس إليه من كل مكان، فأتاهم نوح عليه السلام، فقام في وسطهم وناداهم أن قولوا لا إله إلا الله، فوضعوا أصابعهم في آذانهم، وأدخلوا رؤوسهم تحت ثيابهم وسقطت الاصنام عند ندائه عن كراسيها، فوثبوا عليه فضربوه وشجوه، حتى سقط على وجهه وسحبوه إلى قصر الملك حتى ادخلوه عليه، وكان في مجلس مزخرف بأنواع الالوان، وبدائع التصاوير والاصباغ، مفروش برفيع الحرير، على سرير مصفح بالذهب، منظوم بالجوهر. فلما مثل بين يديه قال له: الم اعهد اليك وانهك عن التعرض لشئ من امور الآلهة، و [ ان ] تدعوهم إلى ما لا يعروفونه، وزاد امرك حتى سجدت

الآلهة، والقيتها عن كراسيها، ومواضع شرفها وعزها ؟ من علمك ذلك ؟ ومن اين وصل اليك ؟ فقال له نوح عليه السلام وهو مخضوب بدمائه: لو كانت آلهة لما سقطت، فاتق الله يا درمشيل، ولا تشرك بالله فانه يراك ! فقال له الملك، فكيف قدرت أن تخاطبني بهذا الخطاب ! فأمر بحبسه إلى أن يحضر عيد الصنم الآخر، فيذبحه له تقربا به إليه، وأمر برد الاصنام على كراسيها. وأن الدرمشيل رأى رؤيا هالته في أمر نوح عليه السلام، فأمر باخراجه وتخلية سبيله، وأخبرهم أنه مجنون لا حرج عليه. وكان في زمانه سويدين الكاهن فعرفهم بأمر الطوفان، وقرب زمانه، وكان يأمر بقتل نوح عليه السلام والله يعصمه منهم. فولد لنوح بعد خمسمائة سنة من عمره سام وبعده حام وبعده يام وبعده يافث، وطال أمر نوح معهم فلم يؤمن به إلا نفر يسير من العالم، وقيل له أنؤمن بك، واتبعك الارذلون (1). وقيل كانوا من أهل صنعته، وكان صلى الله عليه وسلم نجارا، ومضت لهم ثلاثة قرون، قرن بعد قرن، ونوح عليه السلام يذكرهم ويدعوهم إلى الله تعالى فلا يزدادون إلا طغيانا وعتوا و تجبرا واستكبارا، وقتل من كان اتبعه فكان يدعوهم إلى الله سبحانه فأوحى الله إليه (إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) فحينئذ يئس منهم ودعا عليهم، فقال (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا). وأمر نوح عليه السلام بعمل السفينة وقد قطع الله عن قومه النسل، وكثر عليهم القحط، وقلت عمارتهم وكانوا يستعينون على عبادتهم بأصنامهم ولا تنفعهم
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-2008, 10:00 AM   #16
عضو منتديات العبار
 
الصورة الرمزية سامي العبار
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 7
افتراضي

كتبت فوفقت ..طرحت فأبدعت ..

ماطرحته روعه وأناملك الأروع .. تسلم يمينك

الله يعطيك عــــ1000ـــافية ..

ماقرأته يثير الإعجاب .. ويزيد العقل تفكير وفكرة

الباحث/ ذيب اشويرد ..

بالله لفظك هذا سال من عسلٍ .. أم قد صببت على افواهنا العسلَ

مشكور وماقصرت ..

ابنكم / ســامي
سامي العبار متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-18-2008, 12:40 PM   #17
باحث
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 59
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني أحبائي : لنتابع مسيرة الحلقه الثانيه في علم بداية اليشر في عالم الأنساب "

________________________________________
[ 83 ]
وابتدأ نوح بعمل السفينة، أقام في قطع خشبها من الساج وفي عملها ثلاث سنين، ثم صنع المسامير وأعد كل ما يحتاج إليه ونصبها في رجب، وأمر أن يجعل طولها ثلاثمائة ذراع، وعرضها خمسين ذراعا، وعمقها سبعين ذراعا. ويقال إنه لم يدر كيف يعملها فأتاه جبريل عليه السلام، وأمره أن يعملها على صورة الدجاجة وكانوا يهزؤن منه وهو يصنعها فيضحكون منه، ويرمونه بالحجارة وجعل بابها في جنبها، فأقامت بعد أن فرغ منها في البر سبعة أشهر إلى أن أخذ من أصحاب نوح الذين كانوا معه ثلاثة رجال فذبحوا الاصنام تقربا ليندفع عنهم القحط فيما زعموا، فحق عليهم العذاب. وأمر نوح عليه السلام أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين من جميع الحيوان، وكانت الطبقة السفلى للدواب والانعام والوحوش، والثانية للطعام والشراب، والثالثة لهم وكانوا ثمانين نفسا نوح وبنوه عليه السلام سام وحام ويافث، وأهله وناسه، وحملت الملائكة تابوت آدم عليه السلام من خشب فيه جسده، وكان معهم في السفينة، وكان التابوت بتهامة، وكان معه في السفينة (1). وركب معه المؤمنون من ولد أبيه وجده إدريس عليه السلام، فلما نزلوا من السفينة بنوا قرية وسموها سوق ثمانين، فهي اليوم تعرف بذلك هناك. ويقال أنه لما اتصل الخبر بدرمشيل، أن نوحا قد ركب السفينة وحمل زاده قال وأين الماء الذي يحملهم ؟ فركب في عدة من أصحابه وسار إلى السفينة، وقد أجمع (2) على إحراقها، فنادى نوحا عليه السلام فاستجاب له، فقال وأين الماء الذي يحمل سفينتك ؟ قال هو يأتيك في مقامك هذا، فقال وهذا أعجب، إنك تقول إنه يكون في أرض يبس ماء غمر يحمل مثل هذه السفينة، انزل منها أنت ومن معك وإلا أحرقتكم أجمعين، فقال له نوح عليه
________________________________________
1) هكذا وقع التكرار بالمعني في الاصول. 2) في ب: جمع، والاصح ما ذكرناه (*).
________________________________________
[ 84 ]
السلام ما أكثر اغترارك بالله عزوجل، فعجل الايمان، واخلع أنداد الله تعالى تسلم وترشد، وإلا فالعذاب بين يديك. فهو في محاورته إذ أتاه من أخبره أن امرأة كانت تخبز في تنور لها، فنبع الماء منه، فقال وما عسى أن يكون من ماء نبع من تنور فقال له نوح عليه السلام ويحك إنه علامة السخط، وكذلك أوحى إلي ربي وآية ذلك ان الارض تتخلخل من جميعها فأزل فرسك من موضعه، فان الماء ينبع من تحت قوائمه، فأزال الملك فرسه من موضعه، فإذا الماء ينبع من تحت قوائمه، فسار إلى موضع آخر فكان كذلك، وعادت رسله تخبره أن الماء كثر وفار، فرجع إلى داره ليأخذ أهله وولده ويمضي إلى المعاقل التي كان عملها لنفسه وقيل إن علم الطوفان كان عندهم إلا أنه لم يأت وقته. لما أراد الله تعالى وكان قد جعل في تلك المعاقل طعاما، فاراد الصعود إلى الجبال، فإذا الصخور تنحط على رؤسهم من أعلى الجبل، وانفتحت أبواب السماء بما لا يعلم قدره إلا الله تعالى من الماء، فساروا لا يدرون أين يتوجهون ويقال انه كان الماء حارا منتنا ويقال إن يام بن نوح ممن سار إلى السفينة مع الدرمشيل، فناداه أبوه (يا بني اركب معنا، ولا تكن مع الكافرين، قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء) مع الملك وأصحابه (قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) وقد كان رأى التنور يفور وقيل إن السفينة أقامت في الماء خمسين ومائة يوم، وقال قوم من أهل الاثر إنها أقامت أحد عشر شهرا، وقال آخرون كان الطوفان في رجب ووقفت على الجودي في المحرم وفي التوارة أن الله تعالى آلى على نفسه أن لا يعذب أمة بعدها بالغرق
________________________________________
[ 85 ]
وكان بين مهبط آدم عليه السلام وبين الطوفان وفور الماء أربعون يوما، فأمر نوح أن تفتح أبواب السفينة، ثم أرسل الغراب لينظر له فمضى ولم يعد إليه، فدعا عليه أن يكون مباعدا، وأن يكون رزقه في الخوف. ثم ارسل الحمامة فرجعت وقد انصبغت رجلاها بالطين، فدعا لها أن تكون إلفا لبني آدم ومنقارها ورجلاها مصبوغة من يومئذ، ولم تكن كذلك قبل ثم أرسلها بعد أيام فرجعت وفي مناقرها ورقة خضراء من الزيتون، وقيل كانت من عشب الارض. وفي التوراة أن الارض جفت في سبعة وعشرين من الشهر الحادي عشر، ولما تغيب الماء ووقفت السفينة على الجودي أوحى الله تعالى إلى نوح عليه السلام أن يخرج من السفينة هو ومن معه، فأخرج البهائم والهوام. وقالوا هم الاسد أن يعبث في السفينة فصاح به نوح عليه السلام، فألقى الله الحمى في جسده، وأن النجو آذاهم فلطم الفيل فعطس خنزيرا، فالتقط ذلك النجو [ فهو ] يعيش منه، وأن الفأر آذاهم فلطم الاسد فعطس هرا. ونزل نوح عليه السلام من السفينة وبنوه سام وحام ويافث ويحطون، وهو الذي ولد له في السفينة، ولما خرجوا ليستقروا على الارض بنوا قربة سموها سوق ثمانين فسكنوها، فقال لهم الله اكثروا واملاوا الارض واعمروها فقد باركت فيكم، ورفعت اللعنة عن الارض، وآذنت بركاتها وأخرج ثمرها وكلوا مما رزقناكم حلالا طيبا، واجتنبوا الاوثان والميتة والدم ولحم الخنزير وما ذبح لغير الله، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. ووجه نوح التابوت الذي فيه جسد آدم عليهما السلام إلى غار الكنز بمكة فدفن فيه. ولما كثر ولد نوح عليه السلام قسم الارض بينهم، فدب إبليس إليهم ليرمي بينهم العداوة والبغضاء فقال لبني حام ويافث إن اباكم أعطى ساما وولده خير
________________________________________
[ 86 ]
الارض ومنعكم منها وأعلاهم عليكم، ولم يزل بذلك فيهم حتى قتل بعضهم بعضا. فالآن نبدأ بذكر بني نوح عليه السلام وأنسابهم وتفرقهم في البلدان، وما ولد كل واحد منهم من الامم، فنبدأ بذكر حام، وبعده بذكر يافث، وبعده بذكر يحطون، وبعده بذكر سام، متصلا بالعرب والانبياء صلوات الله عليهم اجمعين. حام بن نوح عليه السلام يقول أهل الاثر إن نوحا عليه السلام دعا عليه بتشويه الوجه وسواده، وأن يكون ولده عبيدا لولد سام. فولد له بعد كنعان كوش، فكان أسود، فهم أن يقتل امرأته فمنعه سام، وذكره دعاء أبيه عليه فغضب، ونزع الشيطان بين الاخوة وحمل بعضهم على بعض، وكان آخر أمر حام أن هرب إلى مصر، وتفرق بنوه، ومضى على وجهه يؤم المغرب حتى انتهى إلى السوس الاقصى، إلى موضع يعرف اليوم بأصيلا، وهو آخر مرسى تبلغه مراكب البحر من نحو الاندلس إلى ناحية القبلة، وليس بعده للمراكب مذهب. فيقال ان بنيه اغتموا لمكانه، وندموا على تركه، فخرجوا على أثره يطلبونه في النواحي التي قصدها، فيقال ان منهم طوائف وقعت عليه، فكانوا معه إلى ان مات وقطنوا ذلك البلد وسكنوا به وهم أصناف السودان، فكل طائفة من ولده بلغت موضعا في طلبه فانقطع خبره عنهم أقاموا بذلك الموضع وتناسلوا فيه، ولم يصل إليه إلا بنوه فقط. ولما مات حام خرج بعضهم من ذلك الموضع فأقاموا بمكان البربر، وكان عمر حام أربعمائة سنة واحدى واربعين سنة.
________________________________________
[ 87 ]
ولما مات دفنه (1) بنوه في صخرة منقوبة في جبل أصيلا. ذكر كنعان بن حام هو أكبر ولد حام وهو أول من غير دين نوح عليه السلام، وألقى العداوة بينه وبين بني جده من الجبابرة والكنعانيين الذين كانوا بالشام، ويقال فراعنة مصر منهم، وجالوت منهم الذي قتله داود عليه السلام فهؤلاء العمالقة، لان العمالقة هم من ولد حام، ومن هؤلاء الكنعانيون الذين قاتلهم موسى عليه السلام، ويوشع بن النون (2) من بعده، وهم الذين عنى الله عزوجل بقوله (ان فيها قوما جبارين) وكانت خلقهم عظيمة. وفيما يقال ان كنعان الاصغر رتبهم في ناحية الشام والجزيرة ومن ولده فوسطن وصبرا ونهما وسمساوس، ومن ولده نبيط، والنبيط هو السواد وقيل سموا بذلك لانهم استنبطوا الارض وعمروها وكانوا اصحاب عمارة وتدبير. ومن ولد سودان بن كنعان امم منهم الاشبان والزنج وأجناس كثيرة تناسلت بالمغرب نحو سبعين جنسا، وهم مختلفون في افعالهم، ولهم ملوك. ومنهم أجناس يلبسون الجلود وهم عراة، ومنهم من يتزر بالحشيش، ومنهم قوم يعملون لرؤوسهم قرونا من عظام الدواب، وعندهم فأر ابيض يأكلونه ويسمونه من السماء. ويتزوج الواحد منهم عشرة نسوة يبيت كل ليلة عند اثنتين منهن، فان جامعهن على ما تحب وإلا طلقهن الملك بعد ثالثة. وربما اجدبوا، فإذا ارادوا ان يستسقوا جمعوا عظاما فكوموها كالتل،
________________________________________
1) في ب: دفنوه، وفي جائزة عربية على لغة ضعيفة. 2) المعروف في كتب التاريخ أنه يوشع بن نون. (*)
________________________________________
[ 88 ]
ثم اضرموها بالنار، وداروا حولها ورفعوا ايديهم إلى السماء، وتكلموا بكلام فينزل المطر ويسقوا. فإذا اعرس احدهم لطخوا وجهه بشئ يشبه الحبر، ثم اجلسوه على تل، وجلسوا على تل واجلسوا المرأة بين يديه وجعلوا قصبا مثل القبة، وستروها بشئ من الحشيش، واقاموا حولها ثلاثة ايام يشربون نبيذ الذرة ويلعبون، ثم ينصرفون ويأخذ الزوج امرأته ويسير بها إلى موضع سكناه. ويلبسون حلق النحاس في ايديهم وآذان نسائهم، ويحمل إليهم الكرداونية التي تصبغ بالحمرة يلبسونها ولا يلبسها منهم إلا الملك. ولهم شجرة عظيمة يعملون لها عيدا في كل سنة يجتمعون عندها، ويلعبون حولها حتى يسقط عليهم ورقها فيتبركون به ويزينون المرأة بحلق النحاس والودع في شعرها. ومن ولد سودان الكركر وبهم سميت المملكة، التي هي اعظم ممالك السودان وأجلها قدرا، وكل ملك لهم يعطي ملك الكركر حق الطاعة، وتنسب إلى الكركر ممالك كثيرة. ومملكة عانة وملكها ايضا عظيم الشأن، ويتصل ببلاد معادن الذهب وبها منهم امم عظيمة، ولهم خط لا يجاوزه من صدر إليهم فإذا وصلوا إلى ذلك الخط جعلوا الامتعة والاكسية علية وانصرفوا، فيأتون اولئك السودان، ومعهم الذهب فيتركونه عند الامتعة وينصرفون، ويأتي اصحاب الامتعة فإن ارضاهم وإلا عادوا ورجعوا فيعود السودان، فيزيدونهم حتى تتم المبايعة كما يفعل التجار الذين يبتاعون القرنفل من اهله سواء [ بسواء ]، وربما رجع التجار بعد زوالهم (1) مختفين فوضعوا النيران في الارض، فيسيل الذهب فتسرقه التجار. ثم يهربون لان الارض كلها ذهب عندهم ومعدن ظاهر، وربما فطنوا
لهم فيخرجون في آثارهم، فإن أدركوهم قتلوهم. وفي صحاريهم معادن الاشبار سسم ويكبر حتى يظهر مثل الحصى الظاهر في الرمل وكل ما يحصل للتجار من الذهب يضربونه بمدينة سجلماسة، وهي مدينة كبيرة فيها أربعة (1) جوامع وشارع يسار منه نصف يوم، وفيها نخيل كثير وفيها يضربون الدنانير. وتحت يد ملك عانة عدة ملوك وممالك كلها فيها الذهب ظاهر على الارض يستخرجه اهله، ويعملونه مثل اللبن. ومن الاجناس المشهورة (2) منهم ملك الدهدم يسار إليها من كركر على شاطئ البحر مغربا من هؤلاء ويحارب بعضهم بعضا، ويأكلون الناس، ولهم ملك كبير تحت يده ملوك، وفي بلدة قلعة عظيمة في صورة امرأة يتأهبون لها ويحجون إليها. ومملكة الزغاوة واسعة كبيرة، منها على النيل مما يحاذي النوبة، ويحاربون النوبة. ومملكة توان وهي كبيرة، ويسار فيها يوما واحدا (3) فيوجد فيها مومياء (4) في ابيار غير انها تتحرك مثل الزئبق، وهذه الآبار (5) في بقعة واحدة مقدارها نصف ميل بنوا عليها حصنا وهم يستعملون المومياء. ويقال البقعة بمغرا من الصحراء، وممالك النوبة وهم من ولد نوبا بن قوط ابن مصر بن حام لانهم لما صار جدهم إلى مصر مع مصر مات مصر وبقي بنوه فتولى امره بعده قبطم وثبت القبط بمصر، وهو من اولاد قبطم بن مصر. ووجه قبطم اخوته يسعون في البلاد لطلب ممالك وعيش، فخرج نوب بن قوط بأهله وولده وسار على عبر النيل فملكوا هنالك.

ويقال لمدينتهم العظمى دنقله، وبلادهم بلاد نخل وزرع ومقدار اتساعها شهران، وهم نصارى على دين اليعقوبية. ويكون هؤلاء مملكة النوبة من ناحية الصعيد، وهم أوسع ملكا وأعظم خطرا وأصفى لونا، ومسيرة ملكهم ثلاثة أشهر ومدينتهم العظمى يقال لها دخلولة وهم أيضا نصارى وملكهم جليل، ولهم لباس وأساورة والذهب وأيضا عندهم يظهر على الارض، ولهم ايضا نخل وكرم وهم أجناس كثيرة ولهم ملوك وبلدهم واسع. مملكة البجة: وهي تلي النوبة وهي أيضا ممالك عديدة، وهم بين النيل والبحر وفي كل مملكة ملك، فأول ممالك البجة من حد السودان وهي آخر عمل المسلمين، والمسلمون يعملون عندهم في المعادن، ووراء ذلك ممالك ومدن. وتتصل بهم الحبشة وهم من ولد حبش بن كوش بن حام، وأكبر ممالكهم مملكة النجاشي وهو على دين النصراينة، واسم مدينتهم الكبرى كفر، ولم تزل العرب على قديم الايام تأتي هذه المملكة للتجارات. وتتصل بمملكة الحبشة مملكة الزنج، وهم على البحر المالح، ولهم ممالك واسعة، وهم من ولد سودان بن كنعان، ولهم أيضا ملوك عدة وممالك، واسم ملكهم الاكبر كوخه يكون بموضع يقال له نكد، وهو على البحر، يحدون أسنانهم حتى ترق، وهم كبار الافواه نظاف الثغور على كثرة أكلهم السمك. ولهم افيلة يبيعون انيابها من تجار البلدان التي تقرب منهم، ولهم الجزائر التي يخرج منها الودع ويتحلون به، ويبيعونه، وهم أجناس كثيرة، ولهم ممالك.

وأما الكوكة فهم أمة لهم أربعة أملاك ملكوا إلى أيلة الحجاز وبنى كل واحد منهم مدينة سماها باسمه، وجعلوا سائر الارض خيما، وقسموها على ثلاثين كورة مقسومة على اربعة أعمال لكل عمل ثمانون كورة، ولكل عمل ملك يجلس في مدينة على منبر من ذهب، وفي كل عمل بربا وهو بيت الحكمة، وهيكل لاحد الكواكب وفيه أصنام ذهب مرتبة له. وكانت الاسكندرية لهم واسمها راقودة وجعلوا لها خمس عشرة كورة (1) وجعلوا فيها كبار الكهنة ونصبوا في هياكلها من أصناف الذهب أكثر مما في غيرها، وكان بها مائة صنم من ذهب، وقسموا الصعيد ثمانين (2) كورة على أربعة اقسام. وكان عدد [ مدن ] مصر الداخلة في كورها ثلاثين مدينة فيها جميع العجائب والكور مثل اخميم وقفط وقوص والفيوم. ذكر يافث بن نوح وأما ولد يافث بن نوح فقال اصحاب التاريخ ان جميع اللغات اثنان وسبعون لغة منها سبع وثلاثون في ولد يافث: وثلاث وعشرون في ولد حام، واثنتا عشرة في ولد سام، فذكروا ان ولد يافث من ظهره سبعة وثلاثون لكل واحد منهم لغة يتكلم بها هو ونسله. وكان في قسم ولد يافث أرمينية وما جاوزها إلى الابواء، فمنهم الاشبان والروس والبرجمان والخرز والترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وفارس ومزنان وأصحاب جزائر البحر والصين والبغار وأمم لا تحصى. ذكر يأجوج ومأجوج فأما يأجوج ومأجوج فانه لا يقدر على استقصاء ذكرهم لكثرة عددهم،
وقد زعم ان مقدار ربع الارض مسيرة مائة وعشرين سنة. فذكروا أن تسعين منها ليأجوج ومأجوج واثني عشر للسودان، وثمانية للروم، وثلاثة للعرب، وسبعة لبقية الامم. وسمى أصحاب التاريخ يأجوج ومأجوج أربعين أمة مختلفي الخلق والقدود، في كل امة منها ملك ولهم زي ولغة، فمنهم من طوله الشبر والشبران وأطول من ذلك، ومنهم المشوهون، ومن يفترش إحدى أذنيه ويتغطى بالاخرى، ومن له ذنب وقرن وأنياب بارزة، ومنهم من مشية وثب ويأكلون الحيتان والناس والخشاش والطير كله والرخم والحدأة، وبعضهم يغير على بعض. ومنهم من لا يتكلم إلا همهمة وفيهم شدة وبأس، وأكثر طعامهم الصيد، وكانوا يغيرون على الامم التي تليهم ويخربون بلدانهم، حتى عمل ذو القرنين السد وهم يستفتحونه آخر الزمان كما قال الله عزوجل. وربما أكل بعضهم بعضا، والزلازل عندهم كثيرة، وذكر أن عندهم أمم تعرف المناسك. وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج هل بلغتهم دعوتك ؟ فقال " جزت ليلة أسري بي عليهم فدعوتهم فلم يستجيبوا ". ذكرالصقالبة وأما الصقالبة فهم عدة أمم، فمنهم النصارى، و [ من ] يقولون بالمجوسية ويعبدون الشمس، ولهم بحر حلو يجري من ناحية الشمال إلى الجنوب، ولهم أيضا بحر يجري من المشرق إلى المغرب حتى يتصل ببحر آخر يجئ من ناحية البلغر، ولهم أنهار كثيرة، وهم كلهم في ناحية الشمال، وليس لهم
________________________________________
[ 93 ]
بحر مالح لان بلدهم بعيد عن الشمس، فماؤهم حلو، وما قرب من الشمس مالح، وما جاوزهم من الشمال لا يسكن لبرده وكثرة زلازلة، وأكثر قبائلهم مجوس يحرقون أنفسهم بالنار ويتعبدون لها. ولهم مدن كثيرة وبلاد، ولهم كنائس فيها أجراس معلقة يضربونها كالنواقيس. ومنهم أمة بين الصقابة والافرنج على دين الصابئين، يقولون بعبادة الكواكب، ولهم عقول وصناعات لطيفة من كل فن، وهم يحاربون الصقالبة وبرجان والترك. ولهم سبعة (1) أعياد في السنة بأسماء الكواكب، وأجلها عندهم عيد الشمس. ذكر اليونانيين وأما اليونانيون فهم الروم الاولى من ولد يونان بن يافث بن نوح وهم حكماء الامم، ولهم النجامة، والحساب، والهندسة، والطب، وصناعات المنطق، والصناعات اللطيفة، وكل حكم مذكور. وكانت الاندلس والاسكندرية ومن جاورهم من الامم يدينون بطاعتهم إلى أن غلب عليهم رومي بن ديقطون من ولد عيصو بن إسحاق بن ابراهيم عليهما السلام، لان عيصو لما فارق أخاه يعقوب سار إلى العدوة القريبة، وهي مساكن الروم اليوم فغلب عليها، وهم الذين بنوا رومية وإليهم تنسب وهم بنو الاصفر. وكان آخر ملوك اليونانين ايلاوبطره (2) بنت بطليموس صاحب كتاب


[ 94 ]
الحكمة والطلسمات، ثم رجع الملك إلى الروم، وقد كان ملك قبلهما منهم كثير. ومنهم الحكماء الذين تكلموا في علم الفلك والهندسة والطب والحساب والموسيقي والمرائي العجيبة والطلسمات والحيل والروحانية والزيجات (1) وكل حكمة. وكان أبقراط منهم وأبقراط الثاني وهرمس وسقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس واقليدس وجالينوس وجماعة يطول الكتاب بذكرهم. ذكر الصين وقطع قوم من بني عامر بن يافث إلى ناحية الصين، وكان زعيمهم قد عمد إلى مراكب على حكاية سفينة جده نوح عليه السلام فركب هو وأهله وولده فيها، وقطع البحر إلى الصين، فعمروه وبنوا المدن وعملوا الحكم ودقاق الصناعات ولطيفها، وأثاروا معادن الذهب فيها، وملكوا ثلاثمائة سنة. وملك بعده ابنه صاني مائتي سنة، وبه سمي الصين، فجعل جسد أبيه في تمثال ذهب، وأقاموا يطوفون به وهو على سرير من ذهب، فصار ذلك رسم كل ملك يملكهم، وصوروا صورهم في هياكلهم، وهم على دين الصابئين ثم عبدوا الذرة، بعد ذلك اقتداء بالهند ومن ذلك عبدوا ملوكهم، وكانوا يجعلون أجسادهم في تماثيل ذهب ويسجدون لها. ومنهم حكماء تكلموا في الفلك والطب والصنعة وكثير من علوم الهند، وبلد الصين واسع يقال إن فيه ثلثمائة مدينة ونيفا عامرة سوى القرى والرساتيق وبها عجائب كثيرة، ومن خرج في البحر قطع سبعة (2) بحار
________________________________________
1) في ب: ولجزيات. 2) في ب: سبع. (*)
________________________________________
[ 95 ]
لكل بحر منها ريح ولون سمك ليس لما يليه. أولها بحر فارس وملكهم اليوم اليعقوفز وهو في مدينتهم العظمى التي يقال لها انصوا، وبينها وبين خانقوا التي تتراءى لها مراكب التجار ثلاثون يوما. ومن سيرتهم أن عمال الملك وأصحاب خراجه وجيوشه خدم، وذلك أن المرأة إذا لم تكن محصنة وأرادت الفجور رفعت أمرها إلى الملك تذكر حالها فيدفع إليها خاتم نحاس من خواتم الملك فجعلته في عنقها ولبست المصبغات، وعملت ما شاءت علانية، وإذا ولدت الذكور خصوا واستعملهم الملك في داره واعماله وان ولدت أنثى كانت على رسم امها. وأهل الصين بيض إلى الصفرة فطس، ومن سنتهم أن احدهم إذا تظلم إلى الملك من بعض عماله كشف عن أمره، فان كان صادقا أنصفه وعاتب ظالمه، وإن كان كاذبا ضرب بالخشبة ضربا شديدا لاجترائه على عمال الملك بالكذب. ومن سنتهم أنه إذا أراد خادم من خدم الملك شيئا ضرب جرس كبير يدخل الناس دورهم، ويخلون له الطرقات لئلا يرونه. ومن سنتهم ان تقسم المدينة قسمين، فيكون الملك واهل بيته وعماله وحشمه في القسم الواحد، والعامة والرعية واسواقهم في النصف الآخر، لا يدخل احد منهم إلى ناحية الملك. ومن سنتهم ان يورثوا الانثى أكثر من الذكر، ولهم عند حلول الشمس الحمل عيد كبير يأكلون فيه ويشربون سبعة أيام. واشرف حليهم من قرون الكر كند، وهو الموشان، لانها إذا استوت ظهر فيها صور عجيبة مختلفة فيتخذون منها مناطق تبلغ المنطقة اربعة آلاف مثقال من ذهب.
ذيب الشويرد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-23-2008, 10:41 PM   #18
عضو منتديات العبار
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1
افتراضي

اللة يعطيك العافية ياذيب الذيابة على هالموضوع وشكراً
مشششششششششششششششششششششششششششكوووووووووووووووووور
غريب متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-29-2008, 10:02 PM   #19
عضو منتديات العبار
 
الصورة الرمزية العبدلي 73
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 42
افتراضي

بصراحه موضوع شيق ويستاهل المتابعه واشكر الاخ الباحث ذيب على هالمجهود الطيب ونفع الله كل من قراء هذه البحوث .
العبدلي 73 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
طبع والكيف عند البشر الديره الشعر الشعبي المكتوب 1 01-30-2014 11:17 AM
كيف تعرف رقم بداية الصفحة لكل جزء من القرأن الكريم عبدالواحد التركي المنتدى العام 0 07-24-2013 03:49 PM
صديق من عالم اخر عبدالواحد التركي المنتدى العام 1 02-21-2013 10:43 AM
كلمات نحن بحاجة اليها عبدالواحد التركي الأنساب العام واستفسارات الأنساب 2 09-06-2012 07:38 PM
من هو الانسان ومن هم البشر. حميد الرحبي النقاش العلمي 7 08-15-2012 12:33 AM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

 
 
 

الساعة الآن 06:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009