لمحة سريعة في استعراض كتاب الكولونيل ليشمان والدرب الطويل - موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه

09-04-2024, 07:29 PM

لمحة سريعة في استعراض كتاب الكولونيل ليشمان والدرب الطويل

من الكتب التي أهداها لي المهندس الأستاذ أسعد الفارس العقيدي كتاب : ليشمان المعروف باسم ( نجيمان ) أثناء تواجده في بلاد العرب من عام 1880 إلى 1920م جاء في هذا الكتاب لقطات عن قبيلة عنزة ففي الصفحة 65 قال عن رفاقه : فقد دب بهم الخوف لأنهم صاروا هدفاً مشروعاً للرولة من عنزة الذين كانوا يحتلون الجوف ولأبن هذال شيخ العمارات من عنزة الذي كان يخيّم مع قومه عند بئر الليفية في الزاوية الجنوبية الغربية من البادية وعلم بأنهم سيرحلون إلى جميمه على طريق زبيدة وفي الصفحة 66 قال : فشقوا طريقهم فيما بعد إلى مضارب العمارات على بعد عدة أميال وعندما وصلوا آمنين استقبلهم الشيخ فهد الهذال نفسه وعاملهم بكرم بالغ ولما علم أن الضيف الأنقليزي قد فقد البعير الذي كان يحمل بندقيته ومؤنته من الرز والدقيق وأوعية الطبخ اخلف عليه بجمل آخر وحملّه بمختلف المؤن وجد ليشمان في مضافة ابن هذال رجلاً من الفدعان من عنزة كان يدعي بأنه من رافق الرحالة الأوربي موزيل الملقب بموسى الرويلي لأكثر من عشرين سنة (1) كما وجد رفاقه من شمر جاؤوا يطالبون ابن هذال الوفاء بالوعد واعادة ممتلكاتهم وابلهم وخيامهم من الروله وفاء لعهده فعجب ليشمان من هذا الحشد الكبير من الناس في خيمة ابن هذال والفوضى العارمة والصخب ، فتعرّف هناك على قوانين الحرب وعرف البادية في معاملة الضيف ولهذا جاء وصف الأحداث وافياً في تقاريره ورسائله عن عنزة وشيخهم ابن هذال وعن طبيعة الحرب والغزوات في البادية وعن محاولات الأتراك والألمان استمالت شيوخ البادية إلى جانبهم وقد جاء هو بنفسه لهذه الغاية فحرص على الأحاطة بكل شاردة وواردة في المنطقة التي جاء لأستطلاعها فوصف ابن هذال الذي قابله بأنه كان طاعناً بالسن ضعيف البصر ثقيل المشيه يتكلّم بهدوء إنما بصوت جهوري ويبتسم بابتسامه عريضه سرعان ما تلاشى عندما يثور أو يغضب لكنه فارس على ظهر جواده كان ابن هذال قلقاً من وصول مبعوث انقليزي إلى بيته وظهوره فجأة بين عنزة فقد كان لا يود أثارة الأتراك في بغداد ولهذا كان استقباله لليشمان فاتراً في البداية ولكنه حظي بأهتمام الشيخ فيما بعد .
كان ليشمان يعتبر عنزة اكبر قبيلة في الجزيرة العربية ففي اليوم الرابع عشر من شباط كان يرتحل معهم إلى جميمه فدهش لهذا العدد الكبير من الناس يتدفقون إلى الصحراء وعندما نصبت الخيام في السهول المحيطة بالبركة احصى ليشمان قرابة 3500 خيمة سوداء امتدت على مد البصر وازدادت الأعداد بوصول جماعة من المعدان يحملون المسدسات والبنادق المارتيني (1) فأقاموا عرضه أو ما يعرف برقصة الحرب عند بيت الشيخ وهم يطلقون النار في الهواء ويحدون ويهزجون كان ليشمان يجلس في مضافة الشيخ فهد الهذال يستمع إلى القصص والروايات عن الحرب وتاريخ البادية بينما الشيخ يتكيء على سرج جمل الشداد ويتمنطق بخنجر معقوف يتدلى على جنبه وحوله الناس يجلسون على شكل دائرة يرتشفون القهوة العربية ويستمعون إلى احاديثه بأهتمام كبير لم يدم استمتاع ليشمان بأحاديث ابن هذال طويلاً ففي السادس عشر من شباط سمع اطلاق نار حول مخيّم ابن هذال فظن بأنهم المعدان جاؤوا لتعزيز جيش ابن هذال ثم تحدث عن هجوم لا داعي للتطرق له وفي الصفحة 88 عاد الحديث عن عنزة حيث ذكر ليشمان هجوم على قافلته وقال : تبيّن أنهم بدو من قبيلة ولد علي وولد علي فرع من قبيلة عنزة الكبيرة جداً ثم قال : تحتل الرولة الجزء الشرقي من الصحراء السورية وتنطلق من هناك لشن غارات وفي الصفحة 104 وهو يتحدث عن اهل القصيم قال : فسكان نجد هم من اصول بدوية متباينه وفيهم بطون مختلفة من قبيلة عنزة .