قبل أن أدلف لشرح ما أشكل من كلامي على البعض و قبل أكمال ما أنا بصدده هناك أمور لابد من إيضاحها لكثر تكرارها:
النقطة الأول: لماذا تخرجون عن موضوعنا الأصل للفروع ما دخل لفظتي حاضرة و بادية بموضوعنا ليس هناك مفاضلة في اللفظين غير ما ذكره الله ( بأهل القرى و الأعراب ) أقول كلانا ابناء رجل لقبيلة واحدة فلا تفصلوا و تخرجوا القبيلة من محتواها بهذا التصنيف السطحي، فأول من دون وحفظ للقبائل هم الحاضرة لعنزة وغيرها و وائل الهزازنة هم اليوم حاضرة و ابناء وائل أغلبهم توطن القرى مثلهم مثل حمائل عنزة العريقة فهذه السالفة مالها دخل بمناقشتنا لا من قريب و لا بعيد و القبيلة هي لجميع ابنائها في زينها و شينها، و مناقشتنا لا تمت لهذه السالفة بصلة أتمنا أن يفهم هذا جيدا، و إن كان أي مصنف يزعم بأنهُ هذا اليوم لا يزال بدوي فكما هو مصطلح عليه فاليسكن الصحراء و بيت الشعر و ليتنقل من مكان لآخر بحثا عن الماء و الكلا لحلاله. أقول لله الحمد و المنة لنا الفخر أول و تالي و اليوم كلن تمدن و صار عنده نت و تحت المكيف و بيوت مسلحة و سيارات فارهة و وسائل اتصال..
النقطة الثانية: الشبكة العنكبوتية The Internet:
أصبحت وسيلة من وسائل المعرفة و الثقافة و البحث العلمي و التواصل الاجتماعي ( بل هي أهم وسيلة اليوم لهذه الأمور و غيرها ) و ما وجودنا هنا غير شاهد حي فالحمد لله و الشكر على هذه النعمة، فكما أن في الكتب الصحيح و السقيم فالنت فيه المفيد و غير المفيد و الواجب هو استخدامه فيما يفيد للدعوة بالحسنى و الكلمة الطيبة و التثقيف و تصحيح المفاهيم الخاطئة و الحوارات ....الخ )
ومن منا لم يقرأ ما يرغب عبر النت؟! و من منا لم يجلب ما يعرفه مسبقا عند النسيان فيستحضره بسرعة عبر محركات البحث؟! و من منا لم ينقل ما يريد من النصوص الحرفية عند الاستشهاد في المواضيع أو غيرها؟! و من ...؟ و من ....
من تكون إجابته ( أنا ) من مستخدمي الحاسب و النت فهو مكابر، و لن يجد قوله قبول لدى أي أحد.
طالب الكلية و الدراسات العليا في أمريكا بحكم تواجدي و دراستي يتواصل مع اساتذته عبر النت فليس هناك ملازم و لا دفاتر فيطرح الأستاذ أسئلته و مواضيع البحوث عبر النت و بالمثل الطالب يحل فرضه عبر النت و يكتب بحوثه عبر النت و يبحث عن المراجع عبر النت و هذا لا يتعارض عن دور الكتاب و المكتبة المهمة و لكن هذه الوسيلة الحديثة و فرت السرعة و سهلت على الباحث عنا التنقل إلا فيما ندر.
و عند التنقل و السفر لا تحتاج لأخذ الكتب و المراجع معك بتوفر هذه النعمة العظيمة إلا في محطات لا توفر الاتصال، و عندما تنقل نص يجب أن تنتقي و تميز مسلمات سابقه مفحوصة على أسس ثابتة موروثة يقرها فكرك و تجد قبول لدى جل المتلقين و لا تكن كحاطب ليل.
أما المعارض لأجل المعارضة فهذا لا ترعيه اهتمامك حفظا على وقتك واحتراما للمتابع الذي يقرأ و يكون هو الحكم كما أن الأمانة العلمية تحتم عليك أن تسند في حالة نسخ لصق لكتاب كامل أو جزء دون أي إشارة للكتاب و للكاتب الأصلي.
.................................................. .................................................. .................................................. ..........
خامسا- ليس هناك خلاف و الأمر الذي جاء في 2 من رابعا لا يتعارض مع 1 لنفس البند( و سيأتي تفصيله كما ذكرت لاحقا ) و عرضه كان لتأكيد ( وائلية عنزة المعاصرة و أنها الوريث الشرعي لهذه السمية أعني الوائلية في هذا العصر و ما سبقه و أنها جذور ممتدة ليست مجهولة و لا تقوم على التخمين و الشاذ المحدث مما تعارفنا عليه و الموروث و المستفيض الذي سنورد شواهده الصريحة في بنده) و إنما سوء الفهم لدى البعض مصدره معارضة لمخالفة ما يرى و تشويش فالأمر بديهي فنحن رجعنا لمصادر و قول المتقدمين كما طلب الأحبة و لا زلنا بصدد الإكمال – إن شاء الله - فقالو خلطتم و نسختم فردنا هذه مصادر تنقل ( و ليست من نسخ فلان عن علان ) و التحليل لها قد يختلف أو يتفق حسب الفهم و توارد الآراء و الخواطر و الأفكار وارد فكتب المتأخرين تنقل من مصادر المتقدمين أو من وافقهم ممن سبقهم يزيد المؤلف عليه أو ينقص بما لا يغير حقيقة الفهم و الرأي فهل نقول عنكم بأنكم نسختم، أو نقول بأنكم نقلتم و شرحتم؟!!
بعض القوالب النصية جامدة مالم يكون للباحث شخصية من خلال التحليل و القياس المنطقي و معرفة العلل و استحضار الشواهد الصحيحة المكملة أو الشارحة أو المفندة للعلل. يجب أن لا نغيب العقول في الأمور التي تقوم على الجدلية و أن يكون القول في هذا من خلال غلبة الظن والموروث و ما تعارف عليه الناس و هذا منهجي إجماع و تعارف لهما أصل و شاهد لم ينقطع.
عموما لا مانع لدي من تقريب هذه الجزئية التي أشكلت على البعض من خلال التمثيل البسيط المفهوم لدينا جميعا لو كان هناك شخص أسمه كالتالي:
عمر2 بن زيد2 بن عمر1 بن سعد فلو سئلنا عمر2 عن سبب تسميته لقال نسبه إلى جدي عمر1 و ربما كان لعمر1 أب أسمه زيد1 قبل الجد المشترك هذا من ناحية.
من ناحية أخرى ليس شرطا حسب ما جاء في 2 من رابعا أن يكون هو عنز بن وائل أخو بكر و تغلب بن وائل و التي تشير بعض المصادر بأنها انفصلت هي و قبيلة أكلب عن قبائل ربيعة في الجاهلية و تداخلت مع القبائل الأزدية، و من قائل بأنها انقرضت بالطعون عام 1200م و من قائل أنها قبائل ( ربيعة و رفيدة ) الموجودة بين قبائل عسير اليوم علما بأنه يحق لكل عنزي صريح النسب من ( عنز بن وائل ) أن ينتسب للعم ( عنزة بن أسد ).
و من 2 أيضا و حسب ما جاء في أقوال المتقدمين الذي طرحناه ربما كان بين عنزة و أسد أب أسمه وائل وهو المعني في هذه الجزئية و ليس عنز شقيق بكر و تغلب. وهنا تمثيل بسيط ليس فقط لهذه الجزئية بل تمثيل عام للتقريب فعندما يتسمى شخص و يقول اسمي: عبد الله المحمد هذا يعني أن أسمه عبد الله و لكن ليس شرطا أن يكون أسم أبوه المباشر محمد بل ربما كان هناك أب أو سلسلة أباء للجد محمد، و بالمثل ليس شرطا أن يكون محمد أخر الجدود لهذه الشخصية الفرضية و لكن لشهرة هذا المحمد و فعلة أصبح لقب له أو عمود نسب لقبيلة كاملة وقس على أرض الواقع ما تشاء.
و هنا استشهاد و إيضاح لهذه البند و البند الذي سبقه و مما يؤيد وائلية عنزة ترجمة الصحابي الجليل: عبد الله بن ربيعة العنزي رضي الله عنه جاءت في ترجمته عند بن حبان ( صاحب الصحيح ) المتوفى سنة 354هـ في كتابه الموسوم ( مشاهير علماء الأمصار ) التالي: ( عامر بن ربيعة العنزي من ولد عنزة بن وائل حليف عمر بن الخطاب كنيته أبو عبد الله مات سنة 33هـ و عنزة هو أخو بكر و تغلب )
هنا دلائل كثيرة و ما يفيد الموضوع:
1-شهرة عنزة في ذلك الوقت المتقدم و الذي نسخ مسميات قبائل ربيعة كلها سعة و عدد في ذلك الوقت المتقدم و ليس كما كان في عصر الجاهلية و بداية الإسلام كحليف لبكر الوائلية ( اللهازم ) حتى في بداية الإسلام عندما وفدت وفود ربيعة للنبي عليه الصلاة و السلام .
2- ذكر عنزة كأحد أبناء وائل ( عنزة بن وائل ) ثم وضح ذلك بقوله: ( عنزة هو أخو بكر و تغلب )
و الشاهد المهم هنا غلبة مسمى عنزة على أبناء و ائل كلهم بل على ربيعة و أنه أصبح مسمى لهم، أي التداخل الكبير لقبائل ربيعة تحتى مسمى عنزة (الاسم المعاصر). و إلا فالراجح بأن الصحابي الجليل كما جاء في ترجمته هو من عنز بن وائل أخو بكر و تغلب.