{ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ..
شخّصت حالنا يا أبو مشاري ولكأنك تكتب عن مجتمع قبيلة عنزة لا عن غيره كما أنك قد كتبت الدواء من هذا الداء الذي أخذ حقه وهو ينهش في جسد قبيلتنا حتى فرق أبناءنا فلم يعودوا كما يريده لهم كل حرٍ كريم ولا يرتضي بحالهم الذي هم فيه آبائهم ولا أجدادهم لو كانوا أحياء بين ظهرانينا، والأمر لا يستحق كل هذا والله، ولكن هذا لمن كان له عقلٌ أو قلبٌ منيب ..
فلابد لنا أن نكون متكاتفين متعاضدين لانسمع ولا نسمح لأي صوتٍ يسعى لفرقتنا أو لقطيعة رحمنا وعلينا ثم علينا أن نعود لأخلاقنا وما كان عليه آبائنا وأجدادنا من تواضع لبعضنا ودمح ومغفرة زلات بعضنا وأن نسد الطريق أمام كل من يريد فرقتنا ويتشفى بخذلاننا لبعضنا البعض وأن نتحرص ونحترص كي لا نكون عبرةً وهزوءً لكل متشفٍ وعدو لا يريد لنا وحدة الصف وربط أواصر وعرى القربى والرّحم ..
علينا أن لا ننساق خلف الحضارة الزائفة ولكن علينا أن نأخذ منها ما هو جميل وأن نلتفت لشئون بعضنا ويسأل الرجل عن ذويه وبني عمه وعشيرته وأن لا يتعالى عليهم ولا يتكبر أو يصد عنهم، فها نحن نشاهد بقية القبائل في زماننا وهم متكاتفين ومتعاضدين ومتماسكين أمام الله ومن ثم أمام خلقه بالرغم مما وصلوا إليه من حضارة وتمدن ورقي وكثرة مالٍ وبنون ..
ختام قولي أتوجه إلى الله عز وجل وأسأله بعزيز جلاله وسلطانه وعظمته أن يغفر لنا ما تقدم وما تأخر من ذنوبنا وخطايانا أجمعين وأن يردنا إليه الرد الحسن الجميل وأن لا يكتبنا ولا يجعلنا من قاطعي الأرحام ولا يشمت بنا عدواً أو مبغض ولا حول لنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ونشكي بثّنا وضعفنا إليه وهو المستعان وحده على ما بنا وعلى ما يدور في مجتمعاتنا ..
الإهداءات
10-11-2011, 01:33 PM
العرض الشجري
