الإهداءات

 

 

   

 

    
  

 


    -  تعديل اهداء
العودة   موقع قبيلة عنزه الرسمي: الموقع الرسمي لقبائل ربيعه عامه و عنزة خاصه الركن الخاص المنتدى العام
المنتدى العام لجميع المواضيع العامه والتي ليس لها منتدى مختص
 

 
 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 04-16-2011, 05:15 PM   #1
مشرف قسم المستشرقين
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 724
افتراضي من هم الغجر 0

بسم الله الرحمن الرحيم

من هم الغجر
--------------


اثناء مطالعتي وقع نظري على موضوع شيق عن الغجر
واحببت مشاركتكم به على شكل سلسلة لان الموضوع طويل نوعا ما .

لنبدأ

تاريخ طويل وحياة هامشية


للغجر وجود في التاريخ العربي. ولكنهم ظلوا خلال هذا التاريخ يعيشون حياة هامشية، مميزة وغامضة، غنية ومجهولة، مما جعلهم لغزاً عصيا على الحل.. فمن هم الغجر؟ من أين أتوا وكيف يعيشون؟ ومن أين استمدوا تقاليدهم ومفردات لغتهم؟ إن هذا الاستطلاع عن الغجر في القطر السوري الشقيق يلقي الضوء على هذه التجمعات الهامشية التي مازالت ترفض الاندماج مع بقية المجتمعات التي تعيش فيها.

الزِّط وأسماء أخرى

تحفظ الغجر وانغلاق مجتمعهم على أنفسهم، وعدم البوح بأسرار نشأتهم ومعيشتهم ليس وليد الساعة، وإنما يرجع إلى أقدم العصور، وربما منذ انطلاقتهم الأولى. ففي المجلد العاشر من دائرة المعارف الإسلامية نجد حديثاً عن قبيلة غجرية تعيش على الشاطئ الشرقي لجزيرة مدغشقر باسم أوندزاتسي، فنعرف أن هؤلاء قوم (وفد أسلافهم من وراء البحار كما يقولون وإني - يقول الكاتب - وإن كنت قد اتصلت بهم شخصيا لعدة سنين، فإني أشعر أنهم لم يطلعوني بالتفصيل على عاداتهم وشمائلهم، ذلك أنهم كانوا دائما متحفظين) وتطلق دائرة المعارف على الغجر اسم "الزط" وتقول إنه "ينطق بكسر الزاي في دمشق، وهو اسم قوم"، ويذكر الفردوسي أن "بهرام كور" ملك فارس في القرن الخامس الميلادي سأل ملك الهند أن يرسل إليه عشرة آلاف من الرجال والنساء البارعين في العزف على العود. وهذه إشارة صريحة وواضحة إلى المكان الذي نشأوا فيه وهو الهند. وذكر البلاذري أن الزط قد استقروا في ثغور فارس، وردد هذا القول المؤرخ حمزة الأصفهاني الذي يقول إنه على دراية واسعة بتاريخ الساسانيين شأنه في ذلك شأن الفردوسي.

كما استقر كثير منهم في البطائح بين واسط والبصرة، وازدادت سطوتهم في عهد الخليفة المأمون.

وقد استغل المؤرخ "دي غوي" هذه النصوص في أحد كتبه عن الغجر وأكملها من لسان العرب وتاج العروس، ومن مؤلفات عدد من الجغرافيين العرب. ومن هذا الكتاب يتبين أن المؤلف قد تتبع بشكل جيد هجرات الغجر في آسيا، وحسبنا هنا أن النصوص العربية والفارسية - حسب دائرة المعارف - تقول إن الزط أو الغجر هاجروا لسبب من الأسباب من الهند إلى فارس، ومنها إلى الجزء الأدنى إليهم من آسيا وأوربا.

ومن المصادر الحديثة التي تحدثت بشيء من التفصيل عن الغجر، مؤلف للسيد أحمد حسين حسن، عنوانه "أدب الكدية في العصر العباسي" ومنه نعرف أن للغجر تسميات كثيرة غير تسمية زط، ومن تلك التسميات مكدين أو مجدين، وهي ما يدل على الاستجداء والتسول، كما يطلق عليهم أحيانا اسم الساسانيين، ولكن أشهر أسمائهم "الشحاذون". كما نعرف أن الغجر من الظواهر الاجتماعية المعقدة الضاربة في أغوار الزمان، وأن انتشارهم لم يقتصر على مجتمع دون سواه، فقد كانوا ومازالوا ينتشرون في المجتمعات البشرية المختلفة مختارين طواعية هذا النمط من الحياة.

والأماكن المفضلة لديهم لممارسة فنونهم في التسول والكدية وما شابه ذلك، هي المدن والساحات العامة والمساجد والجسور والتجمعات السكانية، وهم ينتقلون من مكان لآخر، لكن بعضهم فضل المكوث في مكان واحد قانعا بما يناله منه من مال ورزق.

مواطنون أم أجانب؟
لا يمكن معرفة مدى انتماء الغجر للمجتمع العربي السوري بدقة، ولا صلتهم به، فهم على الأغلب - شأنهم شأن بقية القبائل الغجرية في الوطن العربي والعالم - يعيشون أقلية داخل المجتمع السوري، ويمكن معرفة ذلك بكل سهولة ويسر من خلال أنماط معيشتهم وألوان حياتهم، التي تختلف اختلافا تاما عن معيشة وحياة وطباع وعادات مختلف الشرائح الاجتماعية والعشائر الموجودة في سوريا، بمختلف انتماءاتها وأديانها.

فالمجتمع السوري يضم عشائر وقبائل مختلفة تمتد أصولها بعيدا في أغوار التاريخ العربي والإسلامي، ولكل عشيرة من هذه العشائر أفخاذ أو فروع متعددة، كما أن لها عاداتها وتقاليدها المميزة الواضحة، وقد انصهرت تلك العشائر فيما بينها من خلال التزاوج والتصاهر، الأمر الذي جعل الانتماء العشائري والقبلي يذوب شيئا فشيئا في نفس الفرد السوري. وقد حاولنا بشتى الوسائل المتوافرة والمتاحة لنا أن نعرف صلة ما - ولو بسيطة - للغجر بأي قبيلة من هذه القبائل فلم نعثر على الإطلاق.

وعلى الصعيد الديني هناك دينان رئيسيان في سوريا هما الدين الإسلامي وهو دين الدولة الأغلبية، والدين المسيحي، وتوجد قلة تكاد لا تذكر تدين بالديانة اليهودية. ومن خلال الغجر أنفسهم وبعض العارفين بهم وبأحوالهم ندرك أن هناك احتمالا كبيرا لعدم انتماء الغجري لأي من هذه الأديان السماوية.

فمن هم الغجر؟ ومن أين جاءوا إلى سوريا؟ في الواقع ليس هناك مصدر تحدث عن زمن وجود الغجر في سوريا، لكن هناك مصادر تتحدث عن كيفية مجيئهم إلى الوطن العربي بصورة عامة، وهي نفسها المصادر التاريخية التي تحدثنا عنها في البداية، والتي تؤكد كما علمنا أن الغجر ما هم إلا قبائل هندية الأصل دخلت المجتمع العربي عن طريق بلاد فارس. لكن الغالبية العظمى منهم الآن مواطنون سوريون يحملون بطاقات شخصية، وبطاقات عائلية، لهم ما للفرد السوري وعليهم ما عليه، فهم يؤدون خدمة العلم (الجندية) ولهم الحق في الوظائف العامة، وفي التنقل بحرية تامة، وفي الانتخاب والترشيح، والتمتع بجميع حقوق وواجبات المواطن السوري العادي. وبالرغم مما في ذلك من مزايا فإن قسما ضئيلا منهم فضل عدم تسجيله كمواطن في سجلات الدولة، وبقي مسجلا على أنه "أجنبي" ومع ذلك بقي الغجر حتى الآن يعيشون في مجتمع خاص بهم، منغلق عليهم لم ينسلخوا عن عاداتهم وطرق معيشتهم التي ورثوها عن أجدادهم انسلاخا تاما.

وينتشر الغجر في جميع المحافظات والمناطق السورية، ففي محافظة الحسكة التي تقع في أقصى الشمال الشرقي، بجوار الحدود العراقية - التركية يعيش ما بين 2000 و 3000 عائلة غجرية، وفي محافظة دير الزور التي تجاور الحدود العراقية تعيش نحو 1700 عائلة، وفي محافظة الرقة يرتفع العدد إلى الضعف تقريبا، ومثله في محافظة حلب، إلا أن عددهم يزداد بكثرة ملحوظة في باديتى حمص وحماه، ففي حماه يصل عددهم إلى 4000 عائلة وربما أكثر وفي محافظة حمص وتحديدا في جورة العرايس، ينتشرون بكثرة، ولهم أيضا وجود في منطقة تدمر الأثرية التابعة لمحافظة حمص، وتنتشر أعداد قليلة منهم في بقية المحافظات والمناطق.

وعادة يسكن الغجر بجوار المدن، لأن عدد السكان يكون أكثر، مما يدر عليهم ربحا أكبر، خاصة لمن يمتهن التسول في الشوارع وأمام المساجد ودور العبادة وفي الساحات وعند المفارق والجسور وفي الأحياء وعلى أبواب المنازل. وينتقل الغجر من مكان لآخر حسب الانتعاش الاقتصادي لكل منطقة من المناطق، وهذه صفة من الصفات الدائمة للمجتمع الغجري، فمثلا تجدهم يكثرون في المناطق الشرقية والشمالية، ولا سيما محافظتا الحسكة والرقة، عند أوقات جني المحاصيل والحصاد، وذلك لأن هذه المناطق تعتمد اعتماداً كليا على الزراعة، فسكانها يزرعون القمح وبقية أنواع الحبوب والقطن والخضراوات، وعند الحصاد يقومون ببيع إنتاجهم للدولة بأسعار مجزية وجيدة، الأمر الذي يجعل المنطقة تعيش أقصى درجات الانتعاش الاقتصادي في فترة المواسم. وإلى جانب مواسم الحصاد يستغل الغجر المناسبات الدينية وخاصة شهر رمضان المبارك، فتراهم ينتشرون بكثرة في شهر رمضان من أوله وحتى عيد الفطر ومن ثم يعودون من حيث أتوا، إلا إذا وجدوا سببا قويا لبقائهم. وقد كان الغجر في السابق يستخدمون الدواب في تنقلهم وترحالهم من مكان لآخر، أما اليوم فإنهم يستخدمون الآليات المختلفة، وعلى الأغلب ينتقلون بشكل جماعي، إما لكون بعض الحيل التي يكدون أو يتسولون بها تحتاج إلى أكثر من شخص في تنفيذها، أو ربما كانت هناك أسباب وعوامل أخرى نجهلها تتعلق بطبيعة الغجري وأعراف قبيلته وضوابط حياته وقوانينها.
حميد الرحبي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

 
المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إذا أردت أن تعرف مستوى الفهم لدى الغير فافعل 0000 محمد فنخور العبدلي الخطب والمقالات والبحوث العلميه 2 11-08-2011 08:23 PM
هل المصاهرات مع الغير قبائل تغير في النسب؟؟ الواصل الأنساب العام واستفسارات الأنساب 15 09-13-2010 08:07 AM
ودي كان الغدر منك مصافحه اولى الغــــريب الشعر الشعبي المكتوب 4 03-01-2010 02:45 AM
الاخطاء الغير مقصوده alsagar الأنساب العام واستفسارات الأنساب 2 11-28-2009 07:39 AM
أدعاء الغجر الحارث الأنساب العام واستفسارات الأنساب 3 10-20-2009 09:13 PM
 


 
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

 
 
 

الساعة الآن 02:27 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.8 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd 
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009