حقيقةً المتتبع لأخبار القبيلة الجاهلية (عنزة بن أسد )
في المصادر التاريخية فهي قبيلة ذات حسب و نسب لا يقل بحال من الأحوال
عن قبائل ربيعة الأخرى سواء ( بكر , تغلب , النمر بن قاسط ,
عميرة بن أسد , عبد القيس , ضبيعه بن ربيعة غيرها من قبائل ربيعة )
و كانت تقود قبائل ربيعة في الجاهلية ثم بعد ذلك مرت بفترة ركود بعد أن طال بها
الأمد حالها كحال القبائل القديمة و مع مرور الوقت خف بريقها شيئا فشيئاً و قل
عددها بالنسبة لباقي قبائل ربيعة المشهورة و تفرقت بطونها في تحالفات شتى
أو بالأصح تداخلت مع أبناء عمومتها بدئاً من حرب البسوس و انضمامها إلى بطن
( اللهازم ) من بكر بن وائل
ما عدا بني هزاّن و بني الدول من بني يذكر بن عنزة
الذين انضموا أيضاّ إلى بني حنيفة الذين اعتزلوا الحرب و
( كان بني الدول يعتبرون بطن من بني حنيفة ) و الملاحظ على
بني هزاّن أنهم انفصلوا منذ الجاهلية عن القبيلة الأم عنزة بن أسد
ولم يشتركوا معهم في أي حدث بمعنى أدق لهم استقلاليتهم الخاصة و لا يربطهم
أي رابط حربي أو جغرافي إذ أن عنزة بن أسد انتقلت
بمعية بطن اللهازم من بكر بن وائل و بعض قبائل ربيعة
إلى العراق وبني هزاّن بقوا في أراضيهم في اليمامة و بعد ذلك توالت الأحداث
و شاركت باقي بطون عنزة مثل بني جلان و بني محارب من بني يذكر
و بني هميم من بني يقدم بن عنزة تحت لواء بكر بن وائل في كافة حروبها
و حلها و ترحالها سواء حرب البسوس أو معركة ذي قار مع الفرس أو الحروب مع
بني تميم و غيرها من الحروب و قد كان الشاعر الجاهلي رشيد
بن رميّض الجلاّني العنزي يفتخر كثيرأ في انتصارات
بكر بن وائل و يعتبر نفسه منهم و كما قال عندما انتصرت بكر بن وائل
على بني تميم في يوم الشيطين :

وما كان بين الشيطين ولعلع ،،،، لنسوتنا إلا مناقل أربع
فجئنا بجمع لم ير الناس مثله ،،،، وكاد له ظهر الوديقة يضلع
بأرعن دهم تنشد البلق وسطه ،،،، له عارض فيه المنية تلمع
إذا حان منه منزل القوم أوقدت ،،،، لأخراه أولاه سنا وتيفعوا

أيضاً في يوم السلي وهو يوم انتصرت فيه تميم على بكر واللهازم وفيه كانت
الغارة على بني يشكر خاصة وفي هذا اليوم يقول : حاجب بن
ذبيان المازني التميمي :

سلي يشكرا عني وأبناء وائل ،،،،،
لهازمها طرا وجمع الأراقم
ألم تعلمي أنا إذا الحرب شمرت ،،،، سمام على أعدائنا في الحلاقم

وغيرها من الدلائل المحكمة التي تثبت دخول عنزة بن أسد في بطن اللهازم
من بكر بن وائل وماذا تعني عزوة ( وائل ) في ذلك
الوقت و إليكم أقسام عنزة بن أسد كما ذكرها ابن الكلبي و ابن حزم :

أ ـ بنو يذكر من عنزة : وقد تفرع إلى بطون وهي :

1ـ بنو جلان . وهو جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر
بن عنزة بن أسد .
2ـ بنو هزان . وهو هزان بن صباح بن عتيك بن
أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد.
3ـ بنو محارب . وهو محارب بن صباح بن عتيك بن
أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد .
4ـ بنو الدول . وهو الدول بن صباح بن عتيك بن
أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد
5 - بنو عوف . من بني يذكر بن عنزة . وقد يكون
بطن تابع لأحد البطون أعلاه .

ب ـ ينو يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة ، وقد تفرع عنه
البطون التالية :

6- بنو جسر . وهو جسر بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد .
7ـ بنو هميم . وهو هميم عبد العزى بن ربيعة بن تيم
بن يقدم بن عنزة بن أسد .
8- بنو عمرو . وهو : عمرو بن عامر بن يقدم بن عنزة بن أسد .
9ـ بنو القرار : وهو : قرار بن ثعلبة ، بن مالك بن
حرب بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد .

أما بني هزاّن فإنهم دخلوا في حلف مع
بني حنيفة في اليمامة و قد كانت لهم أستقلالية تامة عن باقي قبيلة
عنزة بن أسد يشبه إلى حد ما إستقلالية
بني حنيفة عن بكر بن وائل فعرفوا ببني هزاّن و أشتهروا بهذا الأسم
ولم يحملوا أسم عنزة مع أنهم بطن منها فعندما خرجت بكر إلى العراق أو ما يسمى
بلاد ربيعة في بداية القرن الأول الهجري خرجت عنزة بن أسد أيضاً و كانت تعد بطن
من اللهازم ولم يبقى في اليمامة من ربيعة إلا بني حنيفة مع بني هزاّن و أستمر
وجودهم حتى القرن الثالث الهجري فهاجر بعض من بني حنيفة و حلفائها من
بني هزاّن إلى العراق و دخل بعض من حنيفة في اللهازم
أيضاً و الأغلبية هاجروا إلى مصر و لم يبقى أحد من ربيعة في اليمامة بعد القرن
الخامس كما ذكر المؤرخون إلا أن بعضهم أشار إلى بقاء باقي بني هزاّن في بلادهم القديمة .

هذا نص لإبن خلدون يثبت ذلك يقول فيه ( اليمامة بعد طسم وجديس
بنو حنيفة، وكان منهم هودة بن علي ملك اليمامة، وتتوج. ويقال إنما كانت خرزات
هودة بن علي ملك اليمامة، على عهد النبوة، وأسر وأسلم وثبت عند الردة. وكان
منهم مسيلمة وأخباره معروفة. قال ابن سعيد: وسألت عرب البحرين وبعض مذحج لمن
اليمامة اليوم فقالوا لعرب من قيس عيلان، وليس لبني حنيفة بها ذكر )
. ( تاريخ ابن خلدون , الطبقة الرابعة , الصفحة 1274 )

أعتقد أن النص واضح لا وجود لبني حنيفة أو أحلافهم في اليمامه بعد القرن الخامس .

و هذا نص للمقريزي في كتابة البيان و الأعراب عما بأرض مصر من الأعراب يفيد
هذا النص إلى التاريخ الذي هاجرت فيه قبائل ربيعة التي بقيت في موطنها
القديم بقيادة بني حنيفة و حلفائها من بني الدول و بني هزاّن من عنزة بن أسد
و إلى أين أتجهت عندما غادرت اليمامة و الجزيرة العربية .
( وكان بصعيد مصر أولاد الكنز أصلهم من ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان، وكانوا
ينزلون اليمامة وقدموا مصر في خلافة المتوكل على الله أعوام بضع وأربعين
ومائتين في عدد كثير وانتشروا في النواحي. ونزل طائفة منهم بأعالي الصعيد
وسكنوا بيوت الشعر في براريها الجنوبية وأوديتها ) .


ويتفرع من بطن هزان المعروف البطون التالية :

1ـ بنو شكيس . وهو شكيس بن الأسود بن الأعسر بن
معاوية بن وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد.

2ـ بنو ضور . وهو ضور بن رزاح بن مالك بن سعد
بن وائل بن هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد.

3- بنو جشم وهم بنو الحارث بن رزاح وكان يقال له
الحارث بن لؤي بن غالب من قريش و هو حليف بني هزاّن كما
قال ابن هشام ‏‏‏:‏‏‏ ( والحارث بن لؤي ‏‏‏:‏‏‏ وهم جشم بن الحارث ، في هزان من ربيعة ) .

4- بني السلي من قبيلة جرم القحطانية حلفاء لبني هزاّن .