( لا تفترون على الأموات )
أيها الأخوة الأكارم مهما كان التعاطف مع من زوّر نسب عنزة ومهما كانت المجاملة مع من يبحث عن مثالب أبن عبّار ومهما كان الحسد والغيرة من أعمال أبن عبّار المشرفة بشهادة المنصفين الذين يثمنون جهده في خدمة القبيلة وجمع شملها وتعريفها بعضها ببعض ومهما كان التصديق بالكذب بجهل أو بقصد او بخبث ومهما كانت الرغبة في الدخول بجد مخصص بناء على ما أشيع من هلس فاضي ومهما تأثر الرجل بما كتب فأن الأفتراء والتقوّل على لسان الأموات والأحياء محرّم ومعيب ونقص على الرجل أن يقول ورثت عن جدودي نسب لم يارثه وأخص من يتقولون على أموات عنزة بأنهم ورثوا أن فرعي عنزة بكر وتغلب ولتكذيب هذه الإشاعة الباطلة سوف أسأل كبار السن الأحياء وفي هذا اليوم غرة شهر ذوالحجة من عام 1431هـ التقيت برجلين من كبار السن وهم معروفين بالصّدق ولا يكذب أحدهم لو على قطع رأسه وهم : عواد بن عاقول من كبار الموايقة من السبعة ويبلغ من العمر ما يقارب تسعون عاماً وبحضور مجلس من عنزة ومن الحضور الشيخ فايز بن جدعان بن مهيد فسألت عواد ( هل سمعت بقبائل تسمى بكر وتغلب ) فقال ( والله أني ما سمعت بهذه القبائل ألا منك هلحين ) وسألت حمد بن جريّد من وجهاء المهيد في نفس المجلس وهو من كبار السن وقد تجاوز الثمانين هل سمعت بقبائل بكر وتغلب فقال ( سمعت في بكر وتغلب في الأونة الأخيرة ولكن لم أسمع أنهم من عنزة أو لهم علاقة بعنزة ) والرجلين كل شيّاب عنزة الذين بسنهم لا يعرفون بكر وتغلب فكيف يقول قائل أنهم ورثوا من كبارهم أن عنزة هي بكر وتغلب ولماذا يفترون على الأموات ويتقولون على لسان الأموات وماهو مصير المشهد الذي يقول أنه ورث هذا النسب من الجدود هل فهمتم يا عنزة أنه كذب أم لأ ؟ وأني أريد من كل رجل مصدّق بهذا المشهد أن يسأل الرجال كبار السن الذين عايشوا عنزة في بداوتها قبل أن ينتشر الكذب ويسيطر الكذابون ولا خير في قوم يصدّق كذوبهم ويكّذب صدوقهم ويسفّه بعقل عاقلهم ويكون الأمر لسفيههم
هذا ما يخص النسب الموروث أما ما جاء بالمصادر فأن المؤرخين والنسابين ذكروا أن أبناء أسد بن ربيعة ثلاثة وهم ( عامر جد عنزة وعميرة أخيه من أم وأب حيث أمهم وبرة بنت قيس عيلان بن مضر بن نزار أما أخيهم جديلة فأن أمه مريهة بنت عمران بن لحاف بن قضاعة
وهنا يجب أن يفهم الجاهل أو المتجاهل الذي لا يعرف أم جدّه الخامس من هي بنته فأن أبناء أسد وهم الجدود رقم ستون وما فوق وقد أطلع على أن المؤرخين ذكروا حتى أمهاتهم ونسبهن وفصلوا نسب ذرية كل رجل من هؤلاء وقد ذكروا تفرعات نسب عنزة وتفرعات نسب جديلة وتنقلاتهم وأماكن وجودهم عبر العصور وذكروا أن قبيلة عميرة دخلت في عبدالقيس وعد العميري قيسي وذكروا أن قبيلة النمر بن قاسط دخلت في تغلب وعد النمري تغلبي وذكروا تحالف عنزة مع بطون من بكر قبل الإسلام ولم يخلطون نسبهم ولم يكن تحالفهم أندماج بل أن عنزة احتفظت بنسبها العنزي ثم أنحاز منها قسم عنزي صافي وهاجروا لخيبر وحلف اللهازم تفكك وأندثر ولم يكن له أي ذكر منذ هجرة عنزة لخيبر إلى هذا الوقت وهذا كله ثابت ومسجل بكل التواريخ حتى جاء عصر الكذب والتدليس والدس الرخيص فزوّر وحوّر نسب عنزة وكيف أنه لم يفوت على المؤرخين حقيقة نسب عنزة ومع ذلك جانبوا الصواب وأهملوا مصادر تاريخ عنزة وأصبح كل رجل يلفّق ويجمع من الزور والبهتان حسب رغبته ولماذا لا يسأل كل رجل نفسه هل عنزة نسبها عليه غلاط أو به شكّة حتى يحتاج إلى تثبيته بمشاهد ؟ أم أن هذه المشاهد جمّعت لقصد الفزعة لمن كذب في بحوثه ولكي يتحوّل الكذب إلى صحيح ؟ أقول أنه مستحيل جداً أن ينتقل نسب عنزة إلى بكر وتغلب ومستحيل أن تكون عزوة عنزة وائل بن قاسط بالأعارة وقد تذكرت بيت من شعري قديم أقول :
ثوب العرية صاحبه دوم عريان *** وأنت الذي منك العرب يعتروني
فأفهموا يا قوم وأتقوا الله ولا تقولون على أمواتكم بالكذب
الإهداءات
11-07-2010, 01:07 PM
لا تفترون على الأموات
العرض الشجري
