![]() |
لا تُحتفل بموت قريبُكَ
لا تُحتفل بموت قريبُكَ جرت العادة في مجتمعاتنا أنه عند موت احد الاقارب تُقام مُئادب على مدار الثلاث ليالي بعد موته عشاء وغداء تتراوح الذبائح المقدمه لكل وجبه من ذبيحتين إلى ثلاث ذبائح وغالباً ما يقوم بتحملها أصحاب الهمة والمرؤة رغم عدم الإمكانيات وقد يستلف قيمة هذه الاحتفالية التي تنفر منها النفوس والكثير لم يقرها إنما اعتادوا عليها ويحسون بالنقص إذا لم يقوموا بذلك فـ تجد الكثير يتنافسون على القيام بأحد هذه الموائد على مدى ثلاث ليال غداء وعشاء بعدد ثلاث ذبائح اضافة لنصب الخيام واختيار الأكبر منها !! لا يا أخي هذا ما صار عزاء صار فرح تجاوز ما يُقـدم باحتفاليات أفراح الزواج ، ففي فرح الزواج يُحتفل ليلة واحده بينما في احتفالية الميت ثلاث ليال !! نحنُ نُطالب من اقتنع بهذا الوضع أن يُدلل على هـــذا الوضع من السنة المحمدية ، أما اذا كانت عادة فهناك الكثير من العادات التي كان لها ارتباط بنا وقد تُركت بعد ما أتضح خطئها فلماذا نتمسك بهذه العادة التي ما أنزل الله بها من سلطان ؟! دعونا نتنبه لهذا الخطأ الكبير وننبذه ونتبع ما أتت بهِ السنة المحمدية قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله سبحانه من حلل الكرامة يوم القيامة. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. كما أن صنع الطعام لأهل الميت مستحب أيضاً، قال الإمام النووي في المجموع واتفقت نصوص الشافعي في الأم والمختصر والأصحاب على أنه يستحب لأقرباء الميت وجيرانه أن يعملوا طعاماً لأهل الميت، بحيث يشبعهم في يومهم وليلتهم. وليس عمل موائد والدعوة إليها !! وإليكم ما جاء في المذاهب الأربعة المَذْهَبُ الحَنَفِي: قال ابنُ عَابدِين في كِتَابِهِ رَدِّ المُحتَـار على الدُّرِّ المُخْتَار ( وَيُكْرَهُ اتِّخَاذُ الضِّيَافَةِ مِنْ الطَّعَامِ مِنْ أَهْلِ الْمَيِّتِ، لِأَنَّهُ شُرِعَ فِي السُّرُورِ لَا فِي الشُّرُورِ، وَهِيَ بِدْعَةٌ مُسْتَقْبَحَةٌ! وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ " كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصُنْعَهُمْ الطَّعَامَ مِنْ النِّيَاحَةِ" ) المَذْهَبُ المالكي: قالَ في مَواهِبِ الجَلِيلِ في شَرحِ مُختَصَرِ خَلِيل (وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُهَيَّأَ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامٌ ، (فَرْعٌ) قَالَ فِي الطِّرَازِ وَيَجُوزُ حَمْلُ الطَّعَامِ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ وَاسْتَحَبَّهُ الشَّافِعِيُّ وَالْأَصْلُ فِيهِ مَا رَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُمْ فَاجَأَهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ» خَرَّجَهُ أَبُو دَاوُد، لِأَنَّ ذَلِكَ زِيَادَةٌ فِي الْبِرِّ وَالتَّوَدُّدِ لِلْأَهْلِ وَالْجِيرَانِ.أَمَّا إصْلَاحُ أَهْلِ الْمَيِّتِ أَمَّا إصْلَاحُ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا وَجَمْعُ النَّاسِ عَلَيْهِ فَقَدْ كَرِهَهُ جَمَاعَةٌ وَعَدُّوهُ مِنْ الْبِدَعِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُنْقَلْ فِيهِ شَيْءٌ وَلَيْسَ ذَلِكَ مَوْضِعَ الْوَلَائِمِ أَمَّا عَقْرُ الْبَهَائِمِ وَذَبْحُهَا عَلَى الْقَبْرِ فَمِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ... قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْعَقْرُ الذَّبْحُ عِنْدَ الْقَبْرِ، وَأَمَّا مَا يَذْبَحُهُ الْإِنْسَانُ فِي بَيْتِهِ وَيُطْعِمُهُ لِلْفُقَرَاءِ صَدَقَةً عَلَى الْمَيِّتِ فَلَا بَأْسَ بِهِ إذَا لَمْ يَقْصِدْ بِهِ رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً وَلَا مُفَاخَرَةً وَلَمْ يَجْمَعْ عَلَيْهِ النَّاسَ ) المَذْهَبُ الشافِعِي: قالَ الهَيتَمِيُّ فِي شَرحِ المِنهَاج: (وَمَا اُعْتِيدَ مِنْ جَعْلِ أَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامًا لِيَدْعُوا النَّاسَ عَلَيْهِ بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ كَإِجَابَتِهِمْ لِذَلِكَ، لِمَا صَحَّ عَنْ جَرِيرٍ كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصُنْعَهُمْ الطَّعَامَ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ) قال الشَّرواني في الحاشية: " (قَوْلُهُ بِدْعَةٌ مَكْرُوهَةٌ) عِبَارَةُ شَيْخِنَا بِدْعَةٌ غَيْرُ مُسْتَحَبَّةٍ بَلْ تَحْرُمُ " وقَال الغمروايُّ في السِّراج الوَهَّاج على مَتنِ المِنهَاج: ( وَأما إصْلَاح أهل الْمَيِّت طَعَاما وَجمع النَّاس عَلَيْهِ فبدعة تعد من النِّيَاحَة ) المَذْهَبُ الحنبلي: قَال البهوتيُّ في كَشَّاف القِناع: "وَيُسَنُّ أَنْ يُصْنَعَ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ طَعَامٌ يُبْعَثُ بِهِ إلَيْهِمْ ثَلَاثًا) أَيْ: ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، لِقَوْلِهِ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرَ طَعَامًا فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ» رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ... ، وَسَوَاءٌ كَانَ الْمَيِّتُ حَاضِرًا أَوْ غَائِبًا وَأَتَاهُمْ نَعْيُهُ.وَيَنْوِي فِعْلَ ذَلِكَ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ (لَا لِمَنْ يَجْتَمِعُ عِنْدَهُمْ، فَيُكْرَهُ) لِأَنَّهُ مَعُونَةٌ عَلَى مَكْرُوهٍ، وَهُوَ اجْتِمَاعُ النَّاسِ عِنْدَ أَهْلِ الْمَيِّتِ. نَقَلَ الْمَرُّوذِيُّ عَنْ أَحْمَدَ هُوَ مِنْ أَفْعَالِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَأَنْكَرَه شَدِيدًا، وَلِأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ عَنْ جَرِيرٍ وَإِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ قَالَ: " كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ ". (وَيُكْرَهُ فِعْلُهُمْ) أَيْ: فِعْلُ أَهْلِ الْمَيِّتِ (ذَلِكَ) أَيْ: الطَّعَامِ (لِلنَّاسِ) الَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عِنْدَهُمْ، لِمَا تَقَدَّمَ.(قَالَ الْمُوَفَّقُ وَغَيْرُهُ) كَالشَّارِحِ (إلَّا مِنْ حَاجَةٍ) تَدْعُو إلَى فِعْلِهِمْ الطَّعَامَ لِلنَّاسِ (كَأَنْ يَجِيئَهُمْ مَنْ يَحْضُرُ مِنْهُمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى الْبَعِيدَةِ وَيَبِيتُ عِنْدَهُمْ، فَلَا يُمْكِنُهُمْ) عَادَةً (إلَّا أَنْ يُطْعِمُوهُ) فَيَصْنَعُونَ مَا يُطْعِمُونَهُ لَهُ . (وَيُكْرَهُ الْأَكْلُ مِنْ طَعَامِهِمْ، قَالَهُ فِي النَّظْمِ وَإِنْ كَانَ مِنْ التَّرِكَةِ وَفِي الْوَرَثَةِ مَحْجُورٌ عَلَيْهِ) أَوْ مَنْ لَمْ يَأْذَنْ (حَرُمَ فِعْلُهُ، وَ) حَرُمَ (الْأَكْلُ مِنْهُ) " فهل بعد هذا نستمر في هذا الخطأ ؟! وهل نجازي أصحاب المرؤة الذين يتسابقون بتقديم الواجب كما يظنون أنه واجب بالنكران ؟ ! لا بل نشكرهم على مروءتهم ونقول كفى - ما تقومون بهِ ليس من الدين بل عادة حان وقت نبذها وجلب وجبات خفيفة لأهل الميت على مدى ثلاث ليال من قبل الأقرباء والجيران وهذا هو المطلوب ويوافق الشرع . وجزاكــم الله خير وإذا كُنت غلطــــــان بهذا الموضـــوع فـ المعذرة منكم . والسلام عليكم أخوكم خليف لدوامي ابو زيدان - الرياض |
الأخ خليف الدوامي أبو زيدان شكر الله سعيك وأمدك بعونه وتوفيقه أما بعد :
هذه العبادة تفشّت عند بعض قبائل البادية في الوقت الحاضر بعد توفر النّعم والخطأ ليس في صنع الطعام لأهل المتوفي لأن هذا قد أمر به الشارع ولكن الخطأ في مكوث المعزين طويلاً وأنتظار الطعام لأن الرجل الذي يقوم بضيفة أهل العزاء يحرج ويلتزم بأن يبالغ في توفير الطعام لكي يستر نفسه أمام هذا الحشد والرسول صلّى الله عليه وسلّم عندما قال ( أصنعوا لآل جعفر طعاماً ) فهو لم يأمر بتقليط ذبائح وهو يقصد أنه يحضر لمنزلهم ليطعم الرجال والنساء والأطفال من بيت آل جعفر رضي الله عنه وقد حضرت عزاء عند بعض الحاضرة فوجدت المعزين لا يجلسون ألا دقائق ثم يذهبون ويأتي غيرهم ويكون العزاء في بيت المتوفي أو أخيه أو أبنه ومع ذلك ليس هناك وليمه ولا أخذ قصر أو استراحه لذلك يجب على العلماء والمشائخ وولاة الأمر التصدي لهذه الضاهرة المبتدعه |
ظاهرة خرجت عن السنه ولا عزز هذه الظاهره الا ابناء القبائل ويحسبون انهم يحسنون صنعا وكما قال الاخ ابو مشعل هنالك قصور من الدعاة والخطباء واهل الراي وكبار القوم في تصحيح هذا المفهوم الخاطىء
وقد تحدثناء في هذا المجال اكثر من مره وقلنا يا اخوان ان هذه الظاهره تعدت السنه وصار افراح وليس عزاء واخيرا اشكرك اخي الاستاذ ابو زيدان على طرح هذا الموضوع المهم |
ابو زيدان بارك فيك على الطرح المفيد وفعلاً أنتشرة هذه الظاهره عند الناس ولابد من التنبيه على الناس في هذه العاده حيث انها تحرج اهل الميت أمام الناس وتزاحم الناس في بيتهم على العشاء والبعض العياذ بالله تلقاه جالس ويرم من الفطحات ولا يغادر العزاء الا اذا انقعطت الذبايح أسأل الله أن يهدي الجميع ويلهمهم الصواب ويخففون على المسلمين في احزانهم ولايثقلون عليهم حتى في عزائهم 0
|
اقتباس:
أخوي الفاضل ابو مشعل كان السلف الصالح يُعد الِاجْتِمَاعَ إلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ مِنْ النِّيَاحَةِ ". و ما نفعلهُ اليوم من التسابق بتقديم الموائد وتجاذب الأحاديث الجانبية والضحكات التي تصل أحياناً لحد القهقهة والتهاون في هذه المصيبة هي نوع من أنواع التهاون بعظم المصيبة الأمر الذي يجعل الناس تقسَ قلوبهم وقد قيل كفى بالموت واعظاً إذا لم نتعظ بالموت في ماذا نتعظ ؟ لماذا لم نفكر بمصيرنا عندما نكون أحد هؤلاء الأموات يوماً ما ؟! ونعمل لهذا اليوم ؟ لقد قلت حفظك الله : (العزاء في بيت المتوفي أو أخيه أو أبنه ومع ذلك ليس هناك وليمه ولا أخذ قصر أو استراحة لذلك يجب على العلماء والمشايخ وولاة الأمر التصدي لهذه الظاهرة المبتدعة) وهذا هو الصحيح ولا مانع من عمل الأكل من قبل الأقرباء والجيران لأهل الميت وليس للمُعزين ،لا هنت وشاكراً مشاركتك الطيبة وأضافتك القيمة . وتقبل تحياتي واحترامي |
| الساعة الآن 05:27 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd