الأخ طالب الونيس حيّاك الله :
استطيع أن أقول لك وبكل فخر أن أي قصّة أو قصيدة تخص قبيلة عنزة قد حصلت عليها من خلال مشوار بحثي ودونتها في كتبي والبيت الذي تسأل عنه ضمن قصيدة لا تخلوا بعض أبياتها من التعرّض لأشخاص وقد نشرت القصّة والقصيدة في كتابي قطوف الأزهار مع حذف الأبيات غير المجازة وكان نشرها بهذه الصيغة :
* أما الشاعر مطلق بن غافل الصليلي الدهمشي فمن أشهر قصائده هذه القصيدة حيث كان قد تجمل برجل من كبار الحمايل وصار له عنده منزلة وفي أحد السنين المجدبة على ديار الدهامشة كانت ديار الرجل الذي تجمل به مطلق ريف فأشار عليه أخيه صياح أن يرحل ويسكن في كنف صديقه حتى تمرع بلاده فيعود وقد قبل مطلق بن غافل شور أخيه صياح ورحل ونزل عند ذلك الرجل فرحب بـه وانزله وورده ثم بعد مضي مدة من الوقت كانت عند الصليلي ذلول من نجائب الهجن فتعلقت نفس جاره بها وطلبها من مطلق ولكن مطلق رفض وذلك أنها تساوي عنده كل ما يملك وكان قصد الرجل من طلب الحصول على الذلول اهدائها إلى سعود بن رشيد حاكم حايل آنذاك وعندما رفض الصليلي إعطاء الذلول عـّرض بها جاره إلى أبن رشيد وكان يقوم بالنيابه عنه خاله زامل بن سبهان فأمر زامل بأخذ الذلول قسراً فرحل الصليلي ونزل عند أحد المشائخ وطلب منه أن يجير ذلوله من أبن رشيد فوافق ذلك الشيخ ولكنـه عندما رأى رجال أبن رشيد قادمون لأخذ الذلول تغيّر رايه وأعتذر من الصليلي أنه لا يستطيع رد رجال أبن رشيد فأخذت الذلول ورجع الصليلي إلى جماعته نادماً وقال هذه القصيدة يلوم على أخيه الذي أشار عليه بالرحيل ويتوجد على جماعته الدهامشة ويثني على شيخهم الشيخ جزاع بن عقيل المجلاد والشيخ محمد بن تركي المجلاد الملقب سعران ثم غزوا الدهامشة وأسترجعوا ذلول الصليلي وهذه ملخص القصيدة :
يـا سعـد حـظ الـلـي بـداره ولا راح *** يمـوت ما فـارق نـزول الأصاحيب
يـا ليـت بالمرحـال مـا شـار صيّـاح *** ولا رحت من داري لدار الأجانيب
من لا يجيد الغوص ماهو والأرباح *** خطـرٍ عليه من الحوت والشواذيب
وبكرتي وخذت عـلى غـيـر ميـلاح *** قـصـيـرت .........بـيـن الأطـانـيـب
جازاني جزأ المغـربي لأبن طلفـاح *** الـلي بدأ بعلم الردى وانكـر الطيب
عـسـاك مـنـك وغـاد يـا بـارق لاح *** عساه من رفحا طشاشك وتغـريـب
عساه مـن جـال الأخيضر إلى راح *** مـا طرت الغدفـا عـلى جثم ونخيب
سـيـليـة مـنـهـا الـهـذالـيـل طـفـاح *** وعـلى مطـب معـيلـه مدهـل النيـب
هـيـدامـة يـفـرح بـهـا كـل مصلاح *** ضفوه ولا سيلـه بوسط الجراجيب
تسقي ديار اللي سلفهم اليا انـزاح *** يشـدا تصفـق جمعـة مع ضنـابيـب
يتـلـون أبـو مثـقال كساب الأمـداح *** الـلي نـبـاه لهاشـل الـليـل تـرحيـب
الـلـي لـجـزلات الـمـراديـم ذبـّـــاح *** عـلى الفقار يصبب السمن تصبيب
مجـلاد باللـقـوات يهـدون الأرواح *** سوه على الجمع الموالي إلى هيب
كـم واحـدٍ بالكـون برماحهـم طـاح *** له حروة سعران عطب المضاريب
عـدوهــم مـا ذاق لــذه ولا أرتــاح *** يسقونه الحنضل خبيث المشاريـب
------------------------------------------------------------------
وقصة مثل (جزأ المغربي لأبن طلفاح ) يروى أن كليب بن طلفاح المهيدي وجد دراويش مغاربي وقد أحاطوا به بعض اللصوص لقصد سلب ما معه وقتله فأنقذه منهم وقال المغربي لأبن طلفاح أنا فلان بن فلان من أهل الديرة الفلانية في المغرب وعندما يحوجك الزمان فأني أخ لك ومرت السنين فأحتاج أبن طلفاح وتذكر صاحبه المغربي فعزم على السفر إلى بلاد المغرب وبعد مشقة وصل إلى صديقه المغربي فتلقاه بالترحيب وكان أبن طلفاح يتوقع من صديقة الكرامة والعطاء ولكن المغربي دخل على أبن طلفاح ومعه سيف فشهره بوجهه وقال : يا صديقي أبن طلفاح أنت أعتقتني من الموت ولا أجد في هذه الدنيا الزائله ما أجزاك بـه ألا انني قررت أن اقتلك لكي أتحمل ذنوبك فتدخل الجنة ولما تأكد أبن طلفاح أن هذا الرجل مجد فيما يقول توسل إليه أن يتركه وشأنه ولكن المغربي أصر على تنفيذ خطته ثم أن أبن طلفاح فكر في الهروب وطرأت على باله حيله فقال للمغربي أعطني ماء كي أتوضأ وأتجهز للموت وأمهلني حتى أدعوا ربي وأتشاهد فذهب المغربي لأحضار الماء فأنطلق أبن طلفاح هارباً وشاهده المغربي فحاول اللحاق به ولكنه أفلت منه ونجى بروحه وهكذا صارت العرب تضرب المثل بهذه الحادثة الغريبة
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-27-2022 الساعة 04:25 PM
|