يقول عبدالله بن رشيد :
عيسى يقول الحرب للمال نفاد==اِنشد مسوي السيف هو ليه حانيه
اِن كان مانرويه من دم الأضداد==وده يم العرفجية ترويه
واِن كان مامرِ يزغرت بالأولاد==ولا الموصي يسفه اللي موصيه
بيت من الشعر خلد شجاعة اِمرأة عربيه فمن هي العرفجية التي اِحترفت تروية السيوف بالدماء؟ تعالوا نتعرف على قصتها من خلال ماأورده الأديب الراحل سليمان النقيدان فى مؤلفه (من شعراء بريدة) نختصره قدر الأستطاعة: هي(لولوة بنت عبدالرحمن العرفج) من أسرة أَل أبا عليان التميمية حكام بريدة فى الماضي ويظن البعض أنها أخت شاعر بريدة المشهور محمد العلي العرفج ولكنه ليست كذلك فقد ولدت سنة 1190هـ1776م وتزوجت أمير بريدة المعروف حجيلان بن حمد وكان قد تجاوز الستين من عمره حين زواجه منها بينما كانت هي فى العشرين من عمرها وقد رُزق منها بولده الوحيد عبداللة وثلاث بنات وقيل أن سبب موافقتها على الزواج من حجيلان رغم فارق السن بينهما هو حرصها على تنفيذ مشروع اِنساني كان فى بالها وهو تحويل قصر الحكم فى بريدة اِلى ملجأ للأيتام والعجزة والمعوقين وقد حققت ذلك بعد الزواج وبعد اِحتلال اِبراهيم باشا نجداً عام 1235هـ1819م أخذ معها زوجها حجيلان بن حمد أسيراً اِلى المدينه المنورة حيث مات هناك فخلفه فى اِمارة بريدة ولده عبدالله اِبن العرفجية لكن ابناء عمومته قتلوه غدراً وأستولوا على الأمارة بقيادة رشيد بن سلمان ومن الغريب أن احد من ساعدهم كان لقيطاً من حرس القصر ربته العرفجيه فى ملجئها منذ أن كان عمره نصف يوم!! فعزمت لولوة العرفجيه على الأنتقام لأبنها الشاب فأعدت نفسها ودربت خادمه لها على حمل السيف وفى اِحدى الليالي بعد شهر من مقتل اِبنها جائت اِلى القصر وكلمت الحارس اللقيط الذى ساعد قاتلي اِبنها مدعية أن لها ملابس فى القصر وترغب بالدخول لأخذها فأمتنع لكنها رغبته بمال معها فطمع وفتح الباب وحينها فاجأته بضربة فصلت رأسه عن جسده تم توجهت اِلى مستودع الذخيرة التى كانت تحمل مفتاحاً له لأنها كانت المسئولة عن القصر سابقاً فأضرمت به النار ثم توجهت اِلى سلم السطح حيث كان سكان القصر نائمين فى السطح فوقفت فى ناحيه ووصيفتها فى ناحية أخرى ثم أنفجر المخزن فى دقائق محدثاً دوياً هائلاً أيقظ بريدة بل أذعرها كاملة والعرفجية واقفة ووصيفتها كالجبل لم تهتز لهما شعرة وقُتل فى الأنفجار أربعة على الفور والباقون خرجوا لايدرون ماذا حدث فنزلوا من الدرج فتلقتهم العرفجية هى ووصيفتها جلداً فى السيوف واحداً تلو الأخر حتى أجهزت على الموجودين وبعد تحقيق اِنتقامها ذهبت لولوة العرفجية للعيش مع اِبنتها المتزوجة من أحد أسرة الرواف وبعد سنتين ذهبت لأداء فريضة الحج فمرضت هناك وتوفيت فى مكة المكرمة سنة 1237هـ1821م وعمرها 45عام ويذكر هنا أن بعض الرواة يخلط بين لولوة العرفجية وبين واحدة من نفس العائلة تدعى فاطمة العرفج أيضاً حيث قامت بالقضاء على بقية أولئك الذين غدروا باِبن لولوة العرفجية حيث قامت فاطمة باِكمال اِنتقام اِبنة عمها حيت دعت الناجين من مذبحة القصر لعشاء فى مزرعة والدها وأجلست الرجال فى حجرة منخفضة بنيَ أساسها من صخور الملح وبجانبها هيأت بركة ماء وبعد دخولهم أغلقت الباب وفتحت ماء البركة وماهى اِلانصف ساعة حتى ذاب الملح وسقطت الغرفة على أهلها وقتلوا جميعاً وأكملت اِنتقام العرفجيات بالكامل واِحترافهن لتروية السيوف فى مواقف العز والكرامة.
أشكرك عزيزي أباالوائلي على المشاركة ومشاعرك الطيبة ولاشك أخي أن موروث الجزيرة يزخر بمثل هذه القصص والبطولات
وهي كثيرة والمرأة فى الجزيرة لاتقل شجاعةً وبطولة عن الرجل أحياناً ولكن بحكم كونها اِمرأة فقد خفيت عنا الكثير من القصص
الدالة على شجاعتها وتضحياتها وكثير منهن لهن بصمة فى تاريخ وموروث نجد والجزيرة العربية,