من فرسان عنزة المشهورين الفارس والعقيد / رمضان الجلاوي الصقري من العمارات من عـنـزة
وكان الجلاوي فارساً مغواراً يغزوا على الأعداء ويدافع عن ربعه ويفك ما أخذه العدو منهم ، وقد خاض الكثير من الغزوات، وانتصر فيها وكسب الغنائم في ( بعضها ) حتى ظهرت شهرته وذاع صيته .
وسأورد هنا قصة اجتماعية عن الفارس والعقيد / رمضان الجلاوي وهي عن كيفية زواجة من زوجته الأولى ( الصقرية العنزية ) وكيف كان الفرسان الأوائل يتنافسون بالطيب والشجاعة وأن البنات لا يقبلن إلا بالرجل الكفء الذي تتمناه البنات و تتفاخر به النساء ويتعزن فيه .
رغب الجلاوي بالزواج من أحدى بنات قبيلته وكانت الفتاة ممن يُخطبن ويتعب عليهن الفارس وممن يتنافس عليهن الفرسان وقد تكون هي كذلك لا تمانع من الزواج بهذا الفارس صاحب الشهرة .
كان رمضان الجلاوي يتردد على بيت والد الفتاه بالزيارة والمسايير باستمرار بحكم القرابة وأنه عقيد وفارس فهو مرحب به عندهم ، وقد استقر لديه الأمر وقرر أن يخطب هذه الفتاة من والدها ولم يمنعه من ذلك إلا ضيق ذات اليد ، حيث أنه ليس صاحب مال وأنه لم يملك من المال ما يستطيع أن يقدمه مهراً لها وحقاً لوالدها .
وكان يؤرقه أن تلك الفتاة كان يتنافس عليها الشبان في الحي وهو لم يكن لديه من المال ما يدفعه مهراً لها،حتى أن هذا الخبر وهذا العلم ظهر وتم تداوله في الحي من أن رمضان الجلاوي يعشق تلك الفتاة ولكنه ليس قادراً على توفير مهرها ، وبذلك أعطى دافع للأخرين أن يتقدموا لخطبتها من أبيها والذي ترك الأمر لها هي بتحديد زواجها ممن تريد .
في إحدى الأيام وبينما هو في زيارة عادية لوالد الفتاة وجالساً في بيت أهل الفتاة المغرم بها رأى عدداً من الرجال متجهين نحو بيت الفتاة وحدس بمعرفته وفطنته وبذكائه أنهم جاءوا لخطبة الفتاة للفارس / علي بن حضيري الصقري الفارس الشجاع أيضاً لعلمهم بعدم قدرته المالية على تقديم المهر اللازم لها فعند ذلك تظاهر بالنوم وغطى نفسه حتى لا يعرفه أحد منهم ، وليعرف هو سبب مجيئهم ، دون أن يخبر أحد من أهل البيت ، وهذا يدل على أنه يعتبرهم كأهله وأنه يمون عليهم وهم يعتبرونه أيضاً واحداً منهم .
ولما حضروا وجلسوا عند والد الفتاة الذي رحب بهم وبمقدمهم، أخبروا والدها بأن مجيئهم لخطبة ابنته للفارس / علي بن حضيري أحد الفرسان الشجعان للقبيلة ..
وهنا فإن والد الفتاة أحال الأمر للفتاة وبعد مشاورة والد الفتاة لها جاءهم الرد بالإعتذار والرفض ، وهنا قد صدق ظنه وتوقعه كما أنه عرف وتأكد أن الفتاة تريده زوجاً لها ولا غيره.
بعد أن جاء الرفض خرج الفارس /علي بن حضيري مغتاضاً وغاضباً وتصادف أن رأى الفتاة أثناء خروجه فقال لها : أنا أعرف سبب رفضك أنك تريدين رمضان الجلاوي وأنا لا أستطيع أن أقول فيه شيئاً ... فهو من خيرة الرجال وعقيد وفارس وكريم ومن أفذاذ الرجال لكنه لا يملك ما يقدمه مهراً لك ولوالدك.
ولما علِم الجلاوي بما قاله ابن حضيري وبأنه يصفه بالضعف المالي وعدم القدرة على توفير مهرها صار كلام ابن حضيري عن الجلاوي هو الدافع وهو المحفز له للغزو والكسب مجدداً وزاد همه وكبر حزنه وقرر أن يغزو ويكسب ليحضر مهر الفتاة مهما كان .
استعد وتجهز وخرج مصمماً على الغزو حتى ولو كان وحيداً ، وتبعه أبناء عمومته خوفاً عليه من الهلاك في الصحراء،وأثناء سيرهم شاهدوا ومن بعيد إبلاً فأتجهوا لها وكان عليها وسم أحد القبائل المعادية وبجانبها فرس أصيل لأحد رجال تلك القبيلة فأختبأ صاحبها بشجرة ونام تحتها ، فاتجه إليه رمضان الجلاوي وأوثق قيده وقبل أن يذهب بالإبل قال له صاحب الأبل والفرس : لا تستعجل فإن المسافة بينك وبين قبيلتي طويلة ولن يدركك أحد.
فما كان من رمضان إلاّ أن فك وثاقه وأعطاه فرسه قائلاً له : اذهب إلى ربعك وأبلغهم بما حدث وأنا رمضان الجلاوي وأنني مستعد لملاقاتهم .
وبالفعل عاد راعي الأبل لربعه وأخبرهم وجاءوا لقتال الجلاوي ومن معه ولكن الجلاوي انتصر عليهم وكسب منهم مغانم كانت مهراً للفتاه التي يرغب الزواج منها .
وعاد رمضان الجلاوي لأهله وربعه محملاً بالغنائم ( الشجاعة والمال والكرم ) ومعه الكسب من الأبل ( الغنيمة ) .
وبعد ذلك تقدم لخطبة الفتاه فوافق أهلها وقدم مهرها من الغنائم التي كسبها ويذكر أنه أهدى علي بن حضيري ( ناقة ) وقال له : رغم قوة كلامك عني إلاّ أنه كان الدافع والمحفز لي وهو ما جعلني استعجل في وراء كل ما حصل .
وهكذا تحققت أمنيته وتزوج الفتاه وأنجب منها ابنه رجا .
وتوالت مغازي الجلاوي رمضان وانتصاراته ومكاسبه ، حتى ارتبطت الهجن ( الجيش ) باسمه .
الجيش صابه فسق واجفال *** عقب الجلاوي كسب راحه
يا ما سرى به من أم أوعال *** لين أودع الجوف مصباحه
نـط الرقيبـة برأس الجـال *** قـال الـدبـش جـاي مسراحه
أيضاً تزوج العقيد : رمضان الجلاوي بزوجة أخرى من قبيلة شمر واسمها ( الجفول ) التي رثته بقولها: .
يا طير يا ناحر المشهاة **** يا قـاطـع الـدو بـالـريـشـي
سلم عـلى صاحبي تلقـاه **** قله تـرى عـطـف الجـيشي
كـــم عـقـلـة وردنـا مـــاه ×××× ما هن رحايل حواشيشي