السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية خاصة للشاعر والأديب الفاضل العم - عبد الله بن عبار -
وهو لاشك وبدون أي مجاملات مؤرخ عنزة الأول الذي حفظ انسابها وجال وصال حتى جمع لنا مابين أيدينا من تاريخ لنسب القبيلة وإن جاز التعبير
بل الحقيقة التي لاريب فيها أن عنزة قبائل فقد تشعبت البطون والافخاذ حتى صُعب على الشخص العادي إحصاء أسماء وبطون قبائل وحمائل عنزة
وهذا لعمري يكفي العم الفاضل عبد الله بن عبار فخرا طيلة عمره بل ونحن نفخر به ولعلي ولا استغرب أن أجد من يحاربه ويحاول تشويه سمعته وماذاك إلا ضريبة النجاح
وماأصدق قول الشاعر حين قال :
كل العداوة قد ترجى مودتها .................. إلا عداوة من عاداك من حسد
فإن علم الأنساب واسع جدا وشعبه كثيرة وطويلة للغاية واعتنى به العرب دون غيرهم في الجاهلية والإسلام والعصور المتعاقبة ليومنا هذا
لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ترفعوني فوق عدنان كذب النسابون )
وهي دلالة على أن علم الأنساب كان في الجاهلية واستمر حتى صدر الإسلام غير أن الغاية من تعلم الانساب في الجاهلية
انصرفت الى التفاخر والتفاضل والعصبية والهجاء والترغيب في أخذ الثار
فلما جاء الاسلام نبذ تلك الغايات وصرف علم النسب لغايات أخرى محمودة كقول النبي صلى الله عليه وسلم " تعلموا انسابكم لتصلو ارحامكم"
وهيهات هيهات أن يعلم بعض الأقوام هذه الغاية النبيلة والسامية ثم أن الفرد بطبيعته يميل إلى الاجتماع مع بني جنسه من البشر فتجده يميل للجماعة
وماالقبيلة سوى صورة مصغرة لمجتمع تجتمع فيه جميع صوره , فتجد الفقير والغني والأديب والشاعر والمثقف والتاجر والمحتاج
ولهذا يقال أن القبيلة هي نواة المجتمعات العربية بل قال أحد مؤرخي العرب بأن العرب قبائل والعجم أحياء دليل على انتساب العربي للقبيلة والعجمي للحي والمدينة
فالقبيلة هي أنموذج من نماذج العلاقات الاجتماعية فليست كما يتصور البعض بانها مقدمة على الدين والوطن بل هي صورة من صور الترابط الاجتماعي الذي يحتاجه الشخص المنتمي لهذه القبيلة
فالكثير يجد نفسه بين أبناء جلدته وأقربائه بطريقة أو أخرى لما فيه من تكافل وتعاضد فتجد الفقير والغني يتساويان بين أبناء القبيلة لتسوي الدم والنسب بينهما
ولأهمية هذا الشأن كان حفظ أنساب القبيلة دافع قوي لترابط أبنائها وتعاضدهم وهو من الغايات النبيلة المشروعة عرفا ودينا
ولكثير من الأسباب انبرى العم الفاضل عبد الله بن عبار ليجمع لنا أجمل الأشعار والأحداث التي أخذها من رواتها وجمع وحفظ أنساب هذه القبائل (( عنزة ))
في حين غفلة الكثير من الناس فهو كما أعلم قد سافر وتكبد المشاق ليصل إلى ماوصل إليه وهذا الشيء لايجحده سوى مكابر أو جاهل لأن مادة النسب كثيرة ومتشعبة وصعبة المنال
لما فيها من دقة في التفاصيل وتحرج البعض من إعطاء معلومات حول هذا الأمر
ولغير ذلك من الأسباب الحرجة التي قد يمر بها أي مؤرخ ونسابة في هذا الشأن ولعمري إن ابا مشعل جمع فأوعى وألف فأبدع وصال وجال فنال شرفا والله يستحقه
فهاهو قد أصدر موسوعات وكتب ومنشورات تعتبر أهم مصدر في تاريخ ونسب قبائل عنزة خاصة وربيعة عامة
فوالله لايسعني الشكر والمدح والثناء بقدر الفضل والعطاء فلله درك يا أبا مشعل اسأل الله أن يديم عليك الصحة والعافية بالدنيا وإن يجزيك حسن المثوبة في الأخرة هو القادر على ذلك
وأخيرا أبيات مهداة للعم الفاضل والمؤرخ النسابة عبد الله بن عبار يحفظه الله
وَإذَا تُبَاعُ كَرِيمَةٌ أوْ تُشْتَرى ..... فَسِوَاكَ بائِعُهَا وَأنتَ المُشْتَرى
وَإذَا تَوعَّرَتِ المَسالِكُ لَمْ يَكُن ...... فِيهَا السَّبِيلُ إلىَ نَدَاكَ بِأوْعَرِ
وَإذَا صَنَعْتَ صَنِيعةً أتَمَمْتَهَا ...... بَيَدَينِ لَيْسَ نَدَاهُمَا بِمُكَدَّرِ
وَإذَا هَمَمْتَ لَمُعتَفِيكَ بِنَائلٍ ........ قَالَ النَّدَى ـ فَأطعْتَه ـ لَكَ : أكثِرِ
محبكم / سليمان بن مزعل الخلف الضحوي العقاري الفدعاني