[ خطبـة الكتاب ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي خلق الإنسان من طين ثم جعله في قرار مكين نحمده على جزيل فضله وإحسانه ونصلي ونسلّم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحابته أجمعين وبعد : قال الله سبحانه وتعالى { يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب :[ 70- 71 ] وقال جل قائل { يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً } [ النساء : 1 ] وقال سبحانه {هو الذي خلقكم من نفٍس واحدةٍ وجعل منها زوجها} [ الأعراف 189 ] وقال جلت قدرته { يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} [ الحجرات 13 ] وقال سبحانه وتعالى { إن الله أصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم } [ آل عمران 33- 34] وقال تعالى { هو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفورٌ رحيم } [ الحجرات : 13 ] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( تعلموا من أنسابكم ما تحفظون به أحسابكم وتصلون به أرحامكم : فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأجل مرضاة للرب) وقال : عليه أفضل الصلاة والسلام ( من أدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) وقال : رسول الله صلى الله عليه وسلّم في حديث آخر ( ليس من رجل ادعى إلى غير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ) وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( من أدعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) وفي حديث آخر قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( لا ترغبوا عن أبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ( الولاء لحمة كلحمة النسب والنسب لا يباع ولا يوهب ) وقال صلى الله عليه وسلم ( اثنتان في الناس هما كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت ) وقال : في حديث آخر ( كلكم من آدم وآدم من تراب ) وقال أيضاً (( لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى) وقال ( الناس مؤتمنون على أنسابهم ) وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( تعلموا النسب فرب رحم مجهولة قد وصلت بعرفان نسبها ) وقال علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه : ( أكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير ) وقيل ( إذا كنت في غير قومك فلا تنسى نصيبك من الذل ) وحيث أن حفظ النسب أمانة في أعناق الآباء تورثه الأبناء فمن الواجب على المسلم أن يحافظ على نسبه كما حث على حفظه الشارع دون التعالي والتفاخر على أحد أو التعصب الذي نهى عنه الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقوله ( دعوها فإنها منتنة ) يعني بذلك العصبية الجاهلية جعلنا الله ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وما الحث على حفظ النسب إلا لقصد التواصل والتراحم وما قدمته من جهد لجمع شتات أسر وفصائل وعشائر وبطون هذه القبيلة أقصد به تعريف الأجيال القادمة بالأقرب فالأقرب لتوثيق عرى صلة القربى بين ألأفراد وأستمد العون من الله العلي القدير وأسأله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه تعالى وأبرأ إلى الله من كل عمل لا يرضي رب العزة والجلال وصلى الله وسلّم على المبعوث رحمة للعالمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
***