02-26-2013, 07:56 AM
|
#1
|
باحث
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 34
|
شيء عن قبيلة عنزة الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , وبعد :
بينما أتصفح كتب الأنساب والتاريخ في بحوثي عن أنساب قبائل العرب وتاريخها , وقعت على كثير من أخبار قبيلة عنزة الكريمة , ومنهجي في قراءة كتب الأنساب هو تدوين ما أقع عليه في " كُناش " كما هي عادة العلماء الأولين , وقد أخبرت أخي الأستاذ عبدالله العبار من باب الإفادة وزكاة العلم لا سيما أنها تخصه , وقد أعلمني أن أنزلها في هذا القسم من موقعه المبارك .
ولابد من تنبيه , أتمنى من كل الباحثين المختصين بعلم الأنساب أن لا يبخلوا على بعضهم في تبادل المعلومات كي يزدهر هذا العلم وتعلوه التعاون والمحبة في دراسة هذا العلم الشريف لإتمام وتقريب صلة الارحام بين القبائل وتدوين تاريخها وأنسابها .
وسوف نبدأ بذكر الدُرر واللطائف في ما جاء عن قبيلة عنزة الكريمة .
1ـ جاء في كتاب " نزهة الألباب " ( 123 ) للعامري : ( كان أعرابي يدعى أبا مهلهل من عرب الرويلة (1) ، بأطراف نجد عشق ابنة عمه المسماة ( دريعة ) وتكتم ذلك مع شدة الغرام , إلا أنه سعى فيما يوجب فراقه من أبيه ، والأقامة عند عمه المذكور لئلا تظن العرب به سوءاً ، أو ينكشف أمره للوشاة ، فتم مشروعه واستمر عند عمه بضع سنين ، وهو لا يتمتع بنيل محبوبته التي تحبه كمحبته لها وأخيراً زوجها ابوها لغير كثير المال ، فقال من فزع صبره وزداد وجده ، يعاتب عمه وملمحاً ان كرم أبيه سبب الفقر الذي هو فيه :
يا راكب اللي من تقل مرجي
والا ظليم جافل مع زراجي
والحمام طار من فوق برجي
الا ما حلا مرواحهن بانزعاجي
ما لفاك بيت به مجالس وهرج
راعيه ما حاشت يمينه خراج
يا عم انا في سبتك مت حرج
موت الفجاع اللي عليه ارتهاج
إلى آخر الأبيات ...... ) .
قلت : وقد أنتخب أخي الأستاذ ابو مطلق تركي القداح ما جاء عند العامري من أشعار نبطية لأهل نجد وهو جُهد يُشكر عليه ، وقد وقع العامري في وهم وهو ذكره ( نمر بن عدون ) من أهل نجد وهذا غلط بل أن نمر بن عدوان من بلقاء الشام .
2ـ جاء ذكر ( صحن الشعلان ) عند رحلة فتح الله الصائغ وذكر أن له أخ يسمى ( سعدون ) ، وذكر الأب أنستانس الكرملي في مجلته ( لغة العرب ) ( 1/199) : ( صحن الشعلان : أظهر هذا الشيخ سوء نيته في ما أتاه وأجترحه من المنكرات كالعصيان على الدولة وابائه دفع الزكاة والهجوم على البريد وقطع الطريق وتهييج العشائر على الحكومة ونهب أموال التجار والقوافل وأبتداعه رسوماً جديدة لنفسه لم يسبق اليه أحد ) .
لا سيما جاء ذكر ( اذعار بن هذال وابن مهيد وفهد الدغيم ونوري الشعلان وابن مجلاد ) و ( الفدعان والسبعة ) وهما قبيلتان عظيمتان من عنزة كما اشار الى ذلك أنستانس الكرملي في مجلته ( لغة العرب ) في المجلد (2/ص 38 وص74 وص211 و38 ).
3ـ قال الشبيبي في ( رحلة في بادية السماوة ) : ( والرولا فخذ مشهور من أفخاذ عنزة وأميرهم نوري الشعلان ، ولجِمال القوم وخيلهم الأصيلة شهرة في البادية وهم من أكثر بطون عنزة ماشية وجِمالاً وأوفرهم راغية وناغية ... )
قلت : وجاء ذكر بعض بطون عنزة عند الشبيبي كـ ( الدهامشة وغيرهم ) وتكلم عليهم .
4ـ من الكتب التي ذكرت مناخات عنزة كتاب ( من وقائع وأحداث البدو ) لـ ( خلف بن حديد ) وهو كتاب نافع وجامع لكثير من غزوات وحروب قبائل العرب على حسب السنة الهجرية .
5ـ الكتب التي تكلمت على عنزة كثيرة ومن أهمها عندي ( رحلة في بادية السماوة ) للشبيبي و ( مجلة لغة العرب ) للكرملي و ( رحلة فتح الله الصائغ الحلبي ) وإن كان عليه بعض الملاحظات ، وكتاب ( الرحلة التنوخية ) و ( الرحلة الحجازية ) وغيرها الكثير .
قلت : وقبيلة عنزة لها ذكر كثير في كتب التاريخ والأنساب وقد يكون ذلك لعدة أسباب ومن أهمها ، أنها قبيلة خرجت منها بطون كثيرة وكبيرة وتوزعت وأنتشرت ولها نفوذ , كحال قبائل جذام التي خرج منها قبائل وبطون كثيرة جداً حتى آخر بقاع مصر والأندلس .
وكما هو معلوم أن القبيلة هي التي تفرض نفسها على المؤرخ ولا يفرض المؤرخ نفسه عليها ، فكلما قوي نفوذها جبرت وغصبت المؤرخ على ذكرها وعدم إهمالها .
لا سيما أن سُنة الحياة والمجتمع القبلي أن في فترة من الفترات يشع نجم قبيلة ثم يخرج منها بطن يطغى عليها ويكون الأول قد أفل نجمه وظهر بطنٌ منه قد شع نوره طغى على الأول ..
هذا ما جاد به قلمي في هذه النُبذة ، ولو سردنا ما جاء عن قبيلة عنزة لطال المقال ولا يتسع إلا لمُصنف مُستقل بمجلد لكثرة أخبارها ، وهذه الدُرر واللطائف فوائد لمن لم يقع عليها وتذكير ومدارسة لمن وقع عليها .
وكتبه
أحمد بن سليمان ابوبكرة الترباني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الرويلة ـ وصوابها الرولة .
|
|
|