5- الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة أخوه الشيخ عبداللطيف (قاضيها السابق) عام 1247هـ ، وقد كان له جاه عند حكام مملكة المنتفق آل سعدون الأشراف. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 280 ((( الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن علي بن سلوم بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان الوهيبي التميمي نسبا الزبيري مولدا ومنشأ ... ولي قضاء سوق الشيوخ بعد وفاة أخيه عبداللطيف ، وبقي فيه حتى مات ، كما أنه الخطيب والواعظ ... قال ابن حميد (وصار له جاه تام عند الحكام ، وكلمة نافذة ، وانفرد بتلك الجهة بالحل والعقد)... توفي بسوق الشيوخ عام 1254هـ ))).
6- الشيخ عبدالله بن أحمد بن سلوم التميمي:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ بعد وفاة عمه الشيخ عبدالرزاق بن سلوم التميمي عام 1254هـ ، واستمر في القضاء حتى سنة وفاته 1279هـ . يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 4 ، ص: 53 ((( الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان (سلوم) بن عيسى بن سليمان بن محمد بن خميس بن سليمان التميمي قبيلة ، الوهيبي بطنا ، الشبرمي فخذا ... ولما عين والده قاضيا في بلدة سوق الشيوخ ... انتقل مع أسرته ، وهو مواصل لطلب العلم وتحصيله ، وكان عمه الشيخ عبدالرزاق بن محمد بن سلوم هو القاضي ، فلما توفي عين المترجم بدله قاضيا فيها ، وذلك في عام 1254هـ . واستمر في قضائها وبث العلم فيها حتى توفي عام 1279هـ. رحمه الله تعالى))). يذكر الشيخ عبدالرحمن البسام أن والد الشيخ عبدالله بن سلوم ( أحمد بن سلوم) كان قاضيا في عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ ، الا أننا لانعرف سنة توليه القضاء فيها.
7- الشيخ فهد بن أحمد السواحة:
تولى قضاء عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ لمدة عشرين سنة ولانعرف تاريخ توليه القضاء وربما يكون تولى القضاء بشكل متزامن مع قضاة آخرين. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 5 ، ص: 374 ((( الشيخ فهد بن أحمد السواحة النجدي ، رحلت أسرته من نجد واستوطنت الزبير ، فولد المترجم فيه عام 1200هـ ... ثم انه في صباه انتقل الى الشام لطلب العلم ، فشرع في الدراسة على حنابلة الشام حتى تفقه ... وبعد عودته من الشام ذهب الى سوق الشيوخ ، وولي فيه القضاء مدة تزيد على عشرين سنة ، ثم رحل من سوق الشيوخ وعاد الى الزبير وجلس فيه للتدريس والافادة ومجالسة العلماء الذين يستفيد منهم ، وهم يستفيدون منه))).
8- الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك التميمي:
كان يفد على الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون للوعظ والتعليم، وحين ألح عليه بالبقاء في العراق قسّم السنة إلى نصفين بين العراق والأحساء. يذكر ترجمة له ، الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح آل بسام ، في كتابه علماء نجد خلال ثمانية قرون ، ج: 3 ، ص: 325 ((( الشيخ عبدالعزيز بن حمد بن عبداللطيف بن مبارك بن حمد بن علي بن جاسم آل مبارك من بني عمرو بن تميم. انتقل جدهم حمد من روضة سدير الى الأحساء فكانت أحفاده هذه الأسرة المباركية المباركة في علمها وأخلاقها وسمتها ، وقد ذكرنا نسبهم وتنقلاتهم في بعض تراجم علمائهم ... وله مجال واسع وباع طويل في مجال الرسائل والنصائح ... وله فتاوى لو جمعت لجاءت مجلدات. وهو مع هذا من نوابغ الشعراء وفحول الخطباء ))).
وهذه أبيات من قصيدة للشيخ عبد العزيز بن حمد آل مبارك التميمي سنة 1329هـ (1911م) مودعاً الأمير غالب بن حمود العمر السعدون، وراداً عليه بعدما أقام مدة في ضيافة الأمير فالح (باشا) بن ناصر السعدون:
أجل إنها الأيام تُرضي وتُغضبُ
وآونةً تقصي، وحيناً تقرّب
و يوماً لها ثغرٌ من الأنس باسمٌ
ويوماً لها بالبؤس وجهٌ مقطّب
وآونةً بالوصل تزهو رياضها
وأخرى بشحط البين تلوي وتجذب
وما المرء إلا من يوطّن نفسه
على حالتيها: حين تعطي وتسلب
فلا يزدهيه طيب عيشٍ لعلمه
بأنّ الصفا فيها وإن راق يذهب
ولا يعظم الخطب الملمُّ لهوله
وثوقاً بلطف الله، واللطف أقرب
فيا (غالب) الأمجاد في كلّ مشهدٍ
إذا حشدوا للمكرمات وألّبوا
ويا سابق الأقران عفواً إلى العلا
إذا استبقوا والكلّ بالجهد متعب
ويا ريف ركبٍ ممحلين فجوده
يسحُّ بلا منٍّ كما سحّ هيدب
ويا أيّها المقدام في حومة الوغى
إذا احتدمت فهو الكميّ المجرب
ويا من يحامي دون من في جواره
فمعروفه منهم يفيض ويسكب
ويا من له في الأقربين تعطّفٌ
كما عنده للصالحين تحبّب
ويا مالكاً رقّي بحسن أخائه
فمالي براحٌ عن هواه ومذهب
أتاني كتابٌ منك بالفضل شاهدٌ
كما أنّه عن حرقة البين معرب
لقد زاد قدري أنّ مثلك لي أخٌ
يحنّ إلى قربي إليه ويرغب
لئن جرت الأقدار بالبعد عنكمُ
ومن بيننا حالت قفارٌ وسبسب
وظلت بحيث الكتب منكم عزيزةٌ
ولا مخبرٌ عنكم يفيد ويعرب
فعندي لك الشوق الشديد ولوعةٌ
تؤّوبني ما لاح في الأفق كوكب
وذكرك بالأنفاس يُقرن مثلما
خيالك لا عن ناظر العين يحجب
فيا (آل سعدون) بقيتم لذي الدنا
جمالا بكم أسنى المكارم تنسب
تباريكمُ في الفضل من (آل مانعٍ
وآل شبيبٍ) فتيةٌ لم يخيّبوا
ورثتم من (الآل) البسالة والندى
فما منكمُ إلا جواد وأغلب
رسا لكم في العزّ أرعن باذخٌ
و طاب لكم في (آل ياسين) منسب
وقام لكم في الملك صرحٌ ممنّعٌ
وفي المجد بيتٌ بالمعالي مطنّب
وفيكم لهذا العهد غرُّ خلائقٍ
لأمثالها تسعى الكرام وتطلب
كبار العطايا عندكم كصغارها
بجودكم الأمثال في الناس تضرب
ولا عيب فيكم غير أنّ نزيلكم
عن الأهل والأوطان يسلو و يرغب
9-الشيخ عبدالكريم المغربي - مؤسس حركة الأخوان:
هو الشيخ عبدالكريم المغربي مؤسس حركة الأخوان المشهورة في الجزيرة العربية ، كان معلما لحاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ثم معلما لأخيه الأمير الشريف مزعل (باشا) السعدون ، قبل أن يغادر الى الأرطاوية والتي أسس فيها لاحقا حركة الأخوان. يذكر هارولد ديكسون ، كتاب الكويت وجاراتها ، ج: 1 ، ص: 143 ((( وقد بدأ هذه الحركة العالم المتدين الشيخ عبدالكريم المغربي الذي كان المعلم الأكبر للمرحوم فالح باشا السعدون شيخ المنتفق. واصبح بعد ذلك معلما لمزعل باشا السعدون ، والد ابراهيم بك السعدون. وعندما ترك الشيخ عبدالكريم خدمة مزعل باشا غادر العراق الى نجد حيث أظهر نفسه كمعلم ومصلح ديني في مدينة الأرطاوية))).
في الختام كان المذهب المعتمد في مملكة المنتفق لمنصب القضاء هو المذهب السني ، سواء مذهب الإمام مالك إمام دار الهجرة النبوية أو مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، ومن أبرز العلماء في مملكة المنتفق تاريخيا أبناء أسرة آل الشيخ مبارك التميمي (ومن أحفادهم في عصرنا الشيخ قيس آل الشيخ مبارك - عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية). هذا مع حرص الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق على السماح بالحريات الدينية والمذهبية للشيعة والصابئة والمسيحيين واليهود وغيرهم من الطوائف التي كانت تحت ظل هذه الدولة.
3- الأوقاف والمساجد والمدارس التي أسسها حكام مملكة المنتفق آل سعدون:
قام حكام مملكة المنتفق على امتداد تاريخهم ببناء الكثير من المساجد والمدارس الدينية وهنا نذكر أبرزها وأشهرها والتي وصلنا ذكرها تاريخيا.
1-المدرسة المغامسية في البصرة وأوقافها:
تأسست سنة 1117هـ (1705م) من قبل حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف مغامس بن مانع آل شبيب (عم الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت الأسرة باسمه لاحقا) في مدينة البصرة ، وذلك بعد أن انتزع البصرة من العثمانيين وجعلها عاصمة لممكلة المنتفق لأربع سنوات ، وقد أسسها لتدريس العلوم، ورعاية الطلبة ، واستمرت في أداء دورها العلمي حتى هدمت قبل قرنين من الزمان، وأحيلت أوقافها إلى المدرسة الحللية. يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي, في موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين , ج 5 , ص 210 (((ان حكم المنتفق على البصرة لم يكن عشائريا . وانما كان هنالك قاضي شرع . وان من بقايا أعمال الأمير مغامس المدرسة المغامسية منسوبة اليه . ولانعرف عنها تفصيلا أكثر من أنها كانت في أقاصي البصرة أسست لتدريس العلوم وأطعام الطعام للطلاب ))).
2-جامع سوق الشيوخ الكبير:
هو الجامع الأكبر في مدينة سوق الشيوخ تاريخيا ، وقد بناه حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) ، وذلك عام 1780م عند تأسيسه لمدينة سوق الشيوخ لتكون عاصمة لمملكة المنتفق ومركزا تجاريا في المنطقة ، يذكر أهمية مدينة سوق الشيوخ في تلك الفترة التاريخية ، عبدالكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ , ص: 28 ((( ولما كانت المدينة على حافة نجد الشرقية , فقد اصبح سوقها مركزا تجاريا وتموينيا لعرب نجد. فأزدهرت التجارة والتبادل والمقايضة في هذه المدينة ازدهارا عظيما لم تبلغه اية مدينة اخرى في جنوب العراق او وسطه , وبنيت في وسط المدينة الأسواق المسقفة الطويلة المزدحمة بمئات الدكاكين السلعية والحرفية , كما شيدت مباني الخزن والتوزيع الكبيرة الواسعة ( الخانات التجارية) في وسط الأسواق وأطرافها , التي تمتلأ بالخزين من البضائع المستوردة من اسواق البصرة , ومن الهند وتركيا والشام والخليج العربي وايران ))).
هذه صورة لمنارة المسجد التي أنشئت عام 1780م والتي يبلغ طولها 30م:
يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي ، في بحثه الخاص بمدينة سوق الشيوخ ، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس مدينة سوق الشيوخ (((هو الشيخ ثويني المحمد جد الأسرة السعدونية. وذلك أنه لما كان حاكما كبيرا في العراق، يمتد حكمه من الغراف والبصرة إلى ماقارب الكويت من جهة، ومن الجزيرة إلى ماحواليها من جهة أخرى أصبح نفوذا عظيما على كثير من عشائر العراق ونجد وقبائلهما. وكان معه في غزواته وفتوحاته سوق متنقلة وهي عبارة خيام تجار وباعة... ثم أن أعراب ثويني رغبوا في أن تقام سوق دائمة قريبة من الفرات في الصقع الذي ترى فيه اليوم سوق الشيوخ لطيب مائه وحسن هوائه وكثرة مرعاه فاذن بذلك))). ولكي تكون المدينة مركز تجاريا مؤثرا فقد قام الأمير ثويني بن عبدالله بسياسة مهمه لتحقيق هذا الهدف وذلك بإعطاء التجار في المدينة القروض الكبيرة دعما لهم وتشجيعا للتجار من خارجها أيضا على السكن فيها والإستفادة من هذه القروض ، يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي ، في بحثه الخاص بمدينة سوق الشيوخ ، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن الأمير ثويني بن عبدالله (((وكان الشيخ ثويني يعطي تجار الشيوخ مئات من نقود الفضة والذهب بمنزلة قرض يستفيدون من نفعها ويردونها اليه وقت الحاجة حينما يطلبها منهم أو يطلب عوضا منها))).
وقد كانت مدينة سوق الشيوخ أول مدينة أسست لهدف تجاري في المنطقة في القرون المتأخرة ، وهي توضح التطور في الفكر الإقتصادي والسياسي الذي وصل له حكام مملكة المنتفق في تلك الفترة ، بالإضافة الى توضيح امتلاكهم للقدرة السياسية والإقتصادية لإنجاح مثل تلك المدينة.
3- جامع سوق الشيوخ الثاني:
هو الجامع الثاني في مدينة سوق الشيوخ (يعرف حاليا بجامع الصفا) وقد بناه الأمير الشريف ثويني بن عبدالله بن محمد آل شبيب ( ابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا)، وذلك في الفترة مابين 1780م - 1790م ، وللتوضيح فان بعض المعلومات تشير الى ان هذا الجامع هو الجامع الأول (الأقدم) في مدينة سوق الشيوخ وأن الجامع السابق (جامع سوق الشيوخ الكبير) هو الثاني ، وقد أسس كلا الجامعين مؤسس المدينة الأمير ثويني بن عبدالله.
4-جامع الناصرية الكبير:
هو الجامع الأكبر في مدينة الناصرية ، وقد تم بناؤه في الفترة التالية لتأسيس المدينة ، والتي تأسست عام 1869م من قبل حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ناصر (باشا) بن راشد السعدون ، وقد أسس هذا الجامع ابنه الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون.
وهذه صورة قديمة لهذا الجامع المعروف بجامع فالح باشا الكبير:
ومدينة الناصرية هي رابع أكبر مدينة في العراق في العصر الحديث، وأسسها عام 1869 م الامير ناصر (باشا) بن راشد السعدون الملقب بالأشقر وسميت على اسمه. وبالأضافة إلى كون مؤسسها الأمير ناصر السعدون حاكم لمملكة المنتفق فقد كان والي من قبل الدولة العثمانية على البصرة والأحساء ما بين 1874 م - 1876 م. وقد بنيت المدينة على طراز حديث لم تعهده مدن العراق في ذلك الوقت وخططها المهندس البلجيكي جولس تيلي. وهي من مفاخر ال السعدون التاريخية. يتحدث عن تأسيسها الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 54 (((وبعد أن بنى ناصر باشا في المكان الذي اختاره قلعة واسعة وحصينة وألحق بها ثكنات بدأ بتشييد مدينة جديدة حولها سميت (الناصرية) نسبة لمؤسسها. ان تخطيط المدينة بل وحتى بناء الكثير من عمارتها كما تشير الشائعات، هو من عمل مهندس بلجيكي وذلك ماجعل الناصرية بسوقها الواسع وبيوتها وشوارعها العريضة أحسن من أي مدينة أخرى على الفرات فهي تعطي للأوروبي أجود انطباع))). ويذكر الكسندر أداموف القنصل الروسي في البصرة في نهاية القرن التاسع عشر، في كتابة ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، ص: 54 (((لقد تزامن ازدهار الناصرية مع تضاؤل المركز التجاري السابق سوق الشيوخ التي التي ظل البدو حتى ذلك الوقت يتقاطرون عليها لا من مناطق العراق العربي المجاورة فحسب وانما من البلدان البعيدة أيضا كالكويت ونجد وصحراء شمال شبه جزيرة العرب))).
5- مسجد الناصرية الصغير:
هو مسجد صغير في مدينة الناصرية بني عام 1869م على نفقة والدة الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون ، وقد بنت المسجد في المدينة التي أسسها زوجها حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ناصر (باشا) بن راشد السعدون، ويعرف المسجد بمسجد فالح باشا الصغير.
6-جامع الخميسية الكبير والمدرسه الملحقه به:
هو الجامع الأكبر في مدينة الخميسية ، بناه حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر (باشا) السعدون سنة 1308هـ (1891م) حيث جلب لتشييده بنّاءاً مشهوراً يدعى (سبع) كما عيّن سليمان المسفر مؤذنا له، وذلك لما اتسعت البلدة، واحتاجت لجامع كبير، وقد استقدم له العالم علي بن عرفج من بريدة، والذي زاول الإمامة فيه حتى توفي 1328هـ (1910م)، فتم استقدام قاضي القصيم إبراهيم بن جاسر من قبل آل سعدون لهذا الغرض. يذكر المؤرخ والصحفي سليمان بن صالح الدخيل النجدي (المعاصر للأحداث) ، في بحثه الخاص بمدينة الخميسية (لؤلؤة البرية)، المنشور في مجلة لغة العرب عام 1912م (قبل الحرب العالمية الأولى) ، وذلك عند حديثه عن مؤسس جامع الخميسية الكبير والمدرسة الملحقة به ((( ولما اتسع نطاق المدينة ورأى فالح باشا أنها صالحة للاعمار وعليها اقبال عظيم من كل صقع وقطر قام وبنى فيها مسجدا تصلى فيها الجمعة ومدرسة يدرس فيها مبادىء العلوم الدينية وجلب لها أحد العلماء من نجد وهو حضرة الشيخ علي بن عرفج من أحد البيوتات الكريمة من احدى القرى التابعة لبريدة السالفة الذكر وخصص لهذه الغاية واردات يأخذها العالم المذكور كل سنة من أطعمة السعدون فيصرفها على كل مايتعلق بأمر المدرسة وطلبة العلم ومازال ذلك الشيخ مقيما فيها حتى توفاه الله في سنة 1328هجرية ( 1910م) فطلب حينئذ آل السعدون شيخ علم آخر بدلا عن المتوفى فجاءهم الشيخ العلامة ابراهيم بن جاسر قاضي القصيم عنيزة وبريدة سابقا وهو لايزال مقيما هناك ومضطلعا أتم اضطلاع الى يومنا هذا))).
هذه صورة لما تبقى من هذا الجامع:
والخميسية أسسها عبد الله بن خميس التميمي تقريبا في عام 1886م بطلب من الأمير الشريف فالح بن ناصرالسعدون وذلك لتكون بديلا لسوق الشيوخ بعد غرقها عندما فاضت مياه نهر الفرات وأحاطت بمدينة سوق الشيوخ وعطلت تجارتها ، وقد أصبحت المدينة عاصمة لمملكة المنتفق منذ عام 1891م وذلك من قبل حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف سعدون بن منصور السعدون. يذكر حمد بن عبد الله بن حمد آل خميس أن حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشائخ قبائلها الأمير الشريف ناصر بن راشد السعدون (والد الأمير فالح) هو الذي استدعى عبد الله بن خميس للعراق واعطاه الحق باستلام روبية واحدة على كل من يبيع ويشتري في منطقة أم البطوش وذلك قبل تأسيس الخميسية ، وذلك في كتابه امارة في بلاد الرافدين – الخميسية، ص: 109 (((حتى يقال أن ناصر باشا السعدون" ناصر الأشقر" هو الذي استدعى عبد الله بن خميس من نجد واستقبله عند أول قدومه وأسكنه في منطقة "أم البطوش" جنوب العراق وأعطاه الحق باستلام روبية واحدة عن كل من يبيع أو يشتري قبل تأسيس الخميسية))). يذكر عبد الكريم محمد علي ، في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ، ص: 64 (((وقد كانت منازل آل شبيب، ومن بعدهم آل سعدون، موزعة في مناطق نفوذهم، من الغراف وحتى البصرة، ولكن المركز الرئيس لهم هو الحافة النجدية من حدود العراق، والممتدة على الضفة الغربية لنهر الفرات، قرب مدينتهم سوق الشيوخ التي هي عاصمتهم وسوقهم التي اخذت اسمها عنهم، وقربها مساكنهم في قرية السعدونية، وفي مركزهم الحربي في قرية الخميسية – التي بناها لهم مأمورهم الأمين بن خميس))).
7-جامع الغبيشة:
هو جامع في الغبيشية بناه حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف سعدون (باشا) بن منصور (باشا) السعدون سنة 1306هـ (1889م) ، وذلك عندما أقامت لديه جماعة من أهل الزبير بعد اضطراب الأمن في بلدتهم.
هذه صورة للأمير الشريف سعدون السعدون وخلفه اثنين من أبنائه:
وكان الأمير سعدون بن منصور السعدون قد بدأ حكمه في المرحلة التالية لسقوط مملكة المنتفق الأول - بمعركة كون الريس ضد الدولة العثمانية - وهي المرحلة التي بدأت منذ عام 1881م والتي تسببت في انقسام الدولة بعد سقوطها الى قسمين متصارعين قسم معادي للعثمانيين يقع يمين الفرات وفي بادية العراق الجنوبية ويشمل معظم قبائل المنتفق البدوية تحت حكم الأمير سعدون السعدون (سعدون باشا بعد عام 1904م) والذي بدا استعادة وحدة مملكة المنتفق بعد سقوطها بسنوات قليلة مما ادخله بحروب داخلية كثيرة، وقسم موالي للعثمانيين بمنطقة الجزيرة مابين الفرات ودجلة ونهر الغراف تحت حكم الأمير فالح (باشا) بن ناصر السعدون. يتحدث هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه الكويت وجاراتها ،عن هذه الفترة ، ج : 1، ص : 161 (((وفي تلك الأثناء أصبح المنتفق موزع الولاء بين فالح باشا وسعدون باشا ابن الشيخ منصور. وكان ينظر إلى سعدون بأنه ممثل المبادئ القبلية القديمة. فأنصار فالح كانوا يقطنون المنطقة ما بين دجلة والفرات، بينما الجماعات القبلية الموالية لسعدون باشا كانت تقطن الضفة اليمنى من الفرات))). ويذكر نفوذ حاكم مملكة الأمير سعدون السعدون في هذه الفترة ، العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للأمير سعدون السعدون وللحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق ، وذلك عند حديثه عن الأمير سعدون السعدون واستعادته لوحدة قبائل مملكة المنتفق من جديد ، ص: 444 (((وجعل مقره في الموضع المسمى (شقرا) وأنشأ فيها قصراً مشيداً ثم سكنه فازدادت أهمية سعدون باشا لدى العشائر وهابته فخضعت له غالب الأعراب من حدود (النجف) إلى حدود (الكويت) وفرض على الرعاة وبعض العشائر (خراجاً) يستوفيه منهم جبراً. ثم بعد يسير من الزمن جعلت العشائر الرحل تؤدي له الزكاة طائعة بنفسها خوفاً من غاراته المتوالية وتأميناً لها من غزوات بعض عشائر المنتفق (لأنهم إذا انتسبوا إليه يكفون عنهم) ثم لما استفحل أمر سعدون باشا صار يشن الغارات في شمال داخل جزيرة العرب على حدود عشائر (سورية) إلى أطراف نجد جنوباً. فنشأت له سطوة وهيبة عظمى بين الأعراب))). ويذكر هارولد ديكسون ، الوكيل السياسي البريطاني والذي عمل كسياسي بالعراق بعد الحرب العالمية الأولى ، في كتابه الكويت وجاراتها، نفوذ حاكم مملكة المنتفق الأمير فالح بن ناصر السعدون في تلك الفترة (مابعد عام 1881م) والذي كان حاكما لمملكة المنتفق قبل سقوطها في كون الريس عام 1881م وهو منافس الأمير سعدون السعدون على الحكم في الفترة التالية لعام 1881م ، وذلك عند حديث المؤلف عن الأمير فالح بعد وفاته ، ج : 1، ص : 162 ((( فالح باشا السعدون : سابقا رئيس جميع القبائل القاطنة بين دجلة والفرات))).
هذه صورة للأمير الشريف فالح (باشا) بن ناصر السعدون:
وفي عام 1904م حصل الأمير سعدون السعدون على العفو من السلطان العثماني بالإضافة إلى لقب (باشا) وذلك بعد توسط الأمير عبد العزيز الرشيد (حاكم دولة آل رشيد – التي تشمل نجد) له لدى الخليفة العثماني، يذكر العالم الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي (كان هو ووالده مدرسين بالمسجد الحرام.. وهو معاصر للحرب العالمية الأولى وسبق له تولي قضاء البصرة)، وهو المعاصر للأحداث وذلك في كتابه التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، قسم المنتفق ، ص: 450 (((وظل سعدون باشا مستمراً على العبث في أطراف العراق إلى أن جاءه من السلطان عبد الحميد الثاني (العفو السلطاني) في أواخر عام (1322هـ 1904م) فأمن جانبه وهدأ من الفتن وأعاد أهله وعائلته إلى مقره في الشامية وإن الساعي بالصلح بين سعدون باشا والدولة العثمانية هو الأمير عبد العزيز الرشيد))).
8-جامع الأمير مزعل (باشا) السعدون وأوقافه:
يقع في محلة الشمال ببلدة الزبير، وقد أسسه الأمير الشريف مزعل (باشا) بن ناصر (باشا) السعدون يوم الأحد غرة محرم سنة 1324هـ (25 فبراير 1906م) ليكون مكان عبادة ودرس، واهتم به كثيراً، فأوقف بعض البساتين لنفقاته كما حرص على اختيار إمام كفؤ له، فاستقدم المصلح الشهير الشيخ محمد أمين الشنقيطي الذي وصل إلى الزبير قادماً من المدينة المنورة بعد وفاة الأمير مزعل في محرم 1327هـ (يناير 1909م)، وكانت الإمامة قد عهدت للشيخ المغربي محمد الرابح، فاستمر الأخير فيها. يذكر يوسف بن حمد البسام ، في كتابه الزبير قبل خمسين عاما مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت، ص: 81 ((( ولما أسس مزعل باشا السعدون جامعه المعروف الكائن في محلة الشمال كلف الحاج علي العبدالله البسام الذي كان ينوي السفر الى نجد أن يأتي له بامام مالكي المذهب وعندما وصل الحاج علي العبدالله البسام الى المدينة المنورة اتصل بالشيخ شعيب شيخ المذهب المالكي في باب زيادة وأخبره بطلب مزعل باشا ارسال عالم مالكي المذهب ليكون اماما وخطيبا ومدرسا في الجامع الذي أنشأه في الزبير. وقد رشح الشيخ شعيب الشيخ محمد أمين الشنقيطي . ووافق الشنقيطي على ذلك ثم أنه توجه من المدينة المنورة مع الحاج علي البسام قاصدا عنيزة في القصيم وفي عنيزة تعرف الاستاذ الشنقيطي بالشيخ ( صالح العثمان القاضي ) قاضي عنيزة واصبح لايفارقه وأخذ منه الفقه الحنبلي وشيئا من التفسير والحديث ثم سافر من عنيزه برفقة بعض القوافل المتوجهة نحو الزبير فوصلها سنة 1327هـ ولما وصلها وجد مزعل باشا السعدون الذي طلبه قد توفى. ووجد فضيلة الشيخ محمد بن رابح قد عين اماما في الجامع بترشيح من أولاد الشيخ محمد الصباح ( وكان الشيخ محمد بن رابح قد قدم الى الزبير مع أولاد الشيخين محمد وجراح الصباح بعد قتل الشيخ مبارك الصباح لأخويه). هذا ويقال ان الشيخ محمد بن رابح أراد أن يتنازل للشيخ محمد الشنقيطي ولكن الشيخ الشنقيطي رفض وأصر على بقاء الشيخ محمد الرابح اماما في مسجد مزعل. ولما علم ابراهيم المزعل السعدون بقدوم الشيخ محمد الشنقيطي الى الزبير تلبية لطلب والده وانه تنازل عن المسجد حتى يبقى الشيخ محمد الرابح اماما فيه أعطاه مبلغا وقدره ( 100) مائة ليرة اكراما له))).