لمحة من عادات وتقاليد وتراث قبيلة عنزة منقولة من كتاب ( أصدق الدلائل في انساب بني وائل )
يلاحظ أنه في هذا الوقت كثر الخوض في موضوع الدّحة بحيث رسخت بأذهان الكثير من الرجال رواية أن الدحة تأسست في معركة ذي قار وكتبت عن بعض عادات وتقاليد وتراث عنزة في كتابي في جميع طبعاته منذ اكثر من خمس وثلاثين سنه وعاصرت رواة عنزة من كبار السّن وسألت العشرات ولا وجدت من يذكر تاريخ للدّحة واطلعت على جميع المصادر المكتوبة في كتب التاريخ الذي شرحت معركة ذي قار بشرح وافي من بدايتها إلى نهايتها ولا وجدت أي خبر يربط الدّحة في تلك المعركة وطالما أنني لم أجد سند أو دليل استند عليه في ربط هذه اللّعبة الشعبية في ذي قار فأني ما استطيع اكتب خبر دون دليل ومع ذلك اسمع من رجال أثرت معهم الدعاية وهم يقولون أبن عبار يقول الدّحة ليس لعنزة وهذه أشاعة من بعض المغرضين ومع الأسف أنهم ركزوا على هذه اللعّبة وجعلوها فخر وصرت أسمع من يقول إذا أننا ما دحينا بذي قار فأننا لست لنا فخر وقلت أن ذي قار فخرنا بها في الفعل وليس في اللّعب وإذا أننا لست لنا أفعال ألا الدّحة فأنها مجرد تراث شعبي وليس هي فعل وهنا أورد ما كتبت عن لمحة سريعة من عادات وتقاليد وتراث قبيلة عنزة بصدق وأمانة دون تحريف وقد ذكرت ما اعرفه ولا استطيع أضيف على التاريخ وأني اطلب من الذين يرددون هذه الرواية أن يحيلون إلى مصدر مكتوب أما كونها رواية فأن الرواية في حفظ الراوه ما تعدى مأتين سنة ثم تفقد من صدور الرواة إذا ما دونت علماً أن موقعة ذي قار قد مضى على حدوثها 1455 سنة فهل يعقل أنها تنقل بالرواية دون أن تكتب في مصدر والذي استودع تركة النعمان هو زعيم بني شيبان هاني بن مسعود الشيباني فهل هاني دح للمنذرية يا ترى ؟ وحيث أن قبيلة عنزة غنية بأفعالها ومفاخرها ومآثرها وأمجادها وتاريخها وقد أوردت في كتابي من مفاخر عنزة حسب ما جاء بالأحاديث وكتب التاريخ وكتب الأنساب ولها من الفخر ما يغنيها عن التفاخر بلعبة والله يهدي من أضل
[ وهذه اللمحة من التقاليد والعادات والتراث ]
( حقوق الضيف )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) ومن صفات العرب الحميدة في الجاهلية والإسلام إكرام الضيف وللضيف عند قبائل عنزة حقوق وواجبات ومن تقاليدهم وكان الضيف يقلط على قراه وحده دون أن يشاركه أحد خشية أن يخجل وفي الليل من عاداتهم إطفاء السراج بعد تقليط الطعام لكي يأخذ الضيف حريته المطلقة ويكون الطعام كثيراً لكي لا يراه الضيف قليلاً فلا يشبع ومن عوائد المضيّف أن يتقدم على الطعام فيدلي بأخذ لقمة وذلك لمعرفة نضوج الطعام من عدمه أو لئلا يكون باهتاً أو مالحاً أو حاراً ولإبعاد الشكة وبعد مغادرة الضيف يكون بحماية مضيفه لمدة ثلاث أيام ونصف وتسمى الملحة ويروي أن رجلاً من الفدعان زار اخواله من احد قبائل عنزة فصادف طلابه بين خاله وبين رجل آخر حيث أن خاله ضاف عنده ضيف وعندما ذهب من عنده لحقه احد جماعة خاله بعد ثلاثة أيام وقتله واخذ راحلته وعندما علم المضّيف أقام دعوى على الرجل الذي قتل ضيفه وكانت مدة حماية الضيف ثلاثة ايام فاثبت الرجل انه قتل الضيف بعد ثلاثة أيام لكي يسلم من العقوبة وبذلك تكون قد انتهت الملحة وكان الفدعاني شاب صغير فاحضر مغر وهو صبغ احمر يمغرون به الغنم وقال سوف اشرب المغر لكي تعرف مدّة الملحة وشرب المغر لمعرفة مدة بقاء الطعام في جوف الإنسان فبقي ثلاثة أيام ونصف وبسببه صارت الحجة على الذي قتل الضيف وأقتص المعزّب من القاتل وأصبحت قاعدة للملحة عند قبائل عنزة تقضي بها العوارف ولقبّ الفدعان ( شرّابة المغر ) بسبب هذا الشاب ولم أتمكن من معرفة اسم الذي شرب المغر ويقال أنه من المهيد وقد حث شعراء العرب على اكرام الضيف واعزاز الجار منذ العهد الجاهلي قال الشاعر ألأعشى :
الضيـف أوصيكـم بالضيـف أن لـه *** حـقـاً عـلـي فـأعـطـيـه واعـتـــرف
والـجـار أوصيـكـم بـالـجـار أن لـه *** يـومـاً مـن الدهـر يثـنيـه فينصرف
قال الشاعر الشعبي محمد الدسم من قصيدة :
الضيف ضيف الله وصى بـه حبيبـه *** أستقبـل ضيفك فـي تهلي وترحيـب
قـلـط لـه الميسـور وماهـان جـيـبه *** وأحلف مع الميسور دين المعازيب
وقال بركات الشريف من قصيدة طويلة :
الضيف لا تـلقـيـه مقـرن عـلابـيـك *** خـلـه صـديـق لــك مـود إلـى جـاك
وقال صقار الدريعي الفضلي اللامي من اهل القبيسة من قصيدة :
ترى الخوي والضيف والثالث الجــار *** مثل الصلاة مابين فـرض وسـنة
( حقوق الجار )
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه ( الجار ذو القربى والجار الجنب ) وأوصى رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالجار ومن تقاليد العرب الموروثة إعزاز الجار وإكرامه ويسمى الجار القصير وعند قبائل عنزة ( الجار مجار) قال محمد بن مقحم النجدي الصقري :
حـنـا لـك الـلـه مـن قـديــم لـنا كــار *** عـن جارنا مـا قط نخفـي الطـريفـة
نـرفـى خمالـه رفـيـت العش بالغـار *** ونودع له النفس الـقـويـه لـطـيـفـة
الجـار مـا نـذكـر خـمـالـه لـو جــار *** وجاراتـنـا عـن كـل عـيـب عـفـيـفـه
وعن المهونة والردا جارنـا مجـار *** بـربـاعـنـا يـلـقا ونـاسـه وكـيـفـــــه
وقال رميح الخمشي :
قصيـرنـا مـا حشمتـه عـنـدنـا يــوم *** يـزود مـع زايـد سـنـيـنــه وقـــــاره
عفـو الضهـرمحشـوم إلا من القوم *** يـوم يـخـلـط اجـمـارنـا مـع أجمـاره
دونـه نروي بـاللقـاء كل مسـمــوم *** ونرخص عمار دون كسـر أعتبـاره
( حقوق الخوي )
وللخوي حقوق وواجبات عند رجال قبائل عنزة وله شأن عظيم وعدم حفظ حقوق الخوي أو التهاون بها تحط من منزلة الرجل وتنزل من قدره عند العشيرة والخوي هو رفيق الدرب لفترة محددة أو خوي دنيا تدوم خوته مدى الحياة والتآخي في الإسلام معروف منذ أن آخى الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بين المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أما التآخي عند رجال قبائل عنزة فهو نوع من التكافل والتضامن والخوي غير الأخو فالأخو هو الأخ في النسب وتطلق كلمة الأخو على الصحبة والرفقه قال الشاعر محمد الدسم :
خـويـك الـلـي بـالخـلا تـبـتـلـي بـــه *** خـيـال ولا فـوق عـوج المصـالـيـب
أو راجـل حـفـيـان مـالـه نـجـيـبــه *** أو عـورة يـبـلابـهـا عـالـم الـغـيــب
حـقـه عـليـك تــزود الـقـدر هـيـبــه *** حتى يـروح بكـل حشـمـة وتـوجيب
( حقوق الدخيل )
وللدخيل عند رجال قبائل عنزة حقوق حمايته وأيوائه حتى يبلغ مأمنه وللدخالة أنواع النوع الأول دخالة ساعة وهي عندما يحضر رجلاً ما حادثة مصادفة فيلوذ به أحد المتخاصمين فينصره لمدة محددة النوع الثاني دخالة المهربات وتكون مدتها غالباً ثلاثة أيام النوع الثالث دخالة قاعة وهي دخالة أبدية وتعطى للرجل الجالي حتى يقبل من قبل خصمه ويعود لجماعته وصيغة الدخالة ينطق الدخيل بقوله ( دخيلك ) ثم يميز نوع الدخاله بقوله دخالة ساعة أو دخالة قاعة أو المهربات وعليه رفضها أو قبولها وعند أعتداء غريمه عليه بعد الدخالة يحق لمن أجاره أن يقتص من خصمه بأقصى العقوبات على قدر حجم الجريمة .
( حقوق الوجه )
الوجه عند رجال قبائل عنزة من أنواع الدخالة ولكنه يعرف بأسم الوجه بحيث عندما تحصل منازعة بين طرفين يدخل بينهم طرف ثالث فرد أو جماعة فيعرض كلمة الوجه أو يقول أحد المتخاصمين بوجه فلان فيقوم الطرف الثالث بفض المنازعة لنزع فتيل الفتنه وينوه بقوله وجهي بينكم وبذلك يكون قد أبلغ الطرفين بأنه ضد المعتدي وكذلك الوجه له مدة محددة وقد جرت العادة على أن يكون الوجه حتى نهاية الإشكال وعند أعتداء أحد الأخصام على الآخر وهو بوجه الطرف الثالث يسمى تقطيع الوجه وله حقوق يطول شرحها ومن أنواع الوجه أن يعطي الرجل صاحب الوجه آداة تدل على إنه بحمايته وهو أن يضع الوسم على عصاه أو يبلغ بذلك أصحاب العلاقة ليصل الخبر إلى الجميع قال الشاعر :
يا عـيـد عـلمـتـه بـكـم يــوم جـانـي *** لا شـك مـا حشـم وجـيـه الأجاويــد
أقـطع يـده يا شـوق صافي الثماني *** ولا أذبحه كان أنـت تدرى المناقيـد
( حقوق البيت )
وللبيت حق عند رجال قبائل عنزة والبيت هو مأوى الرجل ومسكنه ويشمل أسم البيت بيت المدر وهو القصر وبيت الوبر وهو بيت الشعر ومن حق البيت عندما يتخاصم رجلان في بيت من بيوت رجال العشيرة فإن صاحب البيت ملزم بردع المعتدي ويحق له أن يقتص من الرجل الذي لا يراعي حرمة البيت وحدود البيت من أقصى مراح الإبل أو الغنم الذي عادة يكون لها مكان مخصص بالقرب من البيت إلى داخل البيت ويقال أنه من أقصى مبارك أبل صاحب البيت حذفة الميجنة في جيرته وحقوق البيت ثابته اثناء وجود صاحب البيت أو في غيابه والحق هو ثمانين وقوف أو حر مكتوف وهو أن يدفع ثمانون ناقة أو رجل من خواصه .
( حقوق المنيع وهو الأسير )
للمنيع حقوق عند رجال قبائل عنزة والمنيع هو الرجل الذي يؤسر في الحرب ويربط حتى تدفع ديته أو يطلق سراحه ويمن عليه آسره وأحيان يكون هذا الأسير مطالب بدم أحد رجال القبيلة ولكن الرجل الذي أسره لايسمح لأحد أن يمسه بأذى ومن المعروف أن المنيع لايسلم نفسه إلا للرجل الشجاع فعندما تخور قواة أثناء المعركة أو يفقد سلاحه ويطلب منه أحد أخصامه تسليم نفسه عليه أن يقول ( أمنع عند فلان بن فلان ) ويكون قوله بمثابة عهد على حماية هذا المنيع ومن يقتل منيعه أو يهينه أو يبيعه على غريمه ليقتص منه يوصم بوصمة العار عند القبيلة مدى الحياة ولا يبقى له أعتبار قال الشاعر مشعان القزيعي النصيري الرويلي :
بـايـع منـيـعـه بـالسبـب للحويطـات *** رجـل لبـس مـن شـقـتـه وأكتساهـا .
( حقوق الوصي )
وللوصي عند رجال قبائل عنزة حقوق والوصي هو بمثابة الوكيل عن ورثة بحيث عندما تحضر الرجل الوفاة يوصي بعياله من يثق به حتى ولو هو بعيد نسب وتكون هذه الوصاة ملزمة إذا قبلها الوصي بالدفاع عن الموصى بهم وأحيان يتجمل رجل برجل من قبيلة أخرى فيجعل هذه الجمالة في وصاة له عند جماعة الرجل الآخر وصيغة الوصاة أن يعقد الرجل بعمامة الرجل ويقول لي عندك وصاة تحيا مع الأحياء ولا تموت مع الأموات وقد تكون الوصاة مقابل جعل معلوم ويوجد بعض النماذج المكتوبة عن صيغة الوصاة في وثائق قديمة والوصي يحق له منع من هو أقرب منه للموصى به عندما يعتدى عليه من قبل أحد أقاربه الأدنين فالوصي يعتبر من أقرب أقربائه وإن بعد نسبه .
( حقوق الحليف )
في الزمان السابق عندما يعمل الرجل جناية مع قومه يرتحل عنهم فيحل في دار قوم من أبعد القبائل نسباً ثم يدخل معهم بالحلف وصيغة الحلف أن يذبح شاة من الضأن تسمى شاة الحلف ثم يتم الحلف بأخذ عهد من الطرفين على أن يكونا يداً واحدة على من سواهم وقد يحالف الرجل بعيد النسب على قريب النسب قال محمد بن عثمان الزناتي التويجري :
أن ما حميتـوا داركم سوقـوا الشـــاة *** يـسوقهـا الـلي خاف مـن كـل عـايـل
وقالت مويضي البرازية من قصيدة :
أمـا أحـتـمـيـنـاهـا بـحـد الـسلايــــل *** ولا عـطـيـنـا الـشـاة ذولا وذولاك
والحلف يعتبر عند قبائل عنزة نسب وكما جاء بالأثر ( مولى القوم منهم ) فإن القاعدة تنطبق في عرفهم القبلي على حليف القوم فيقولون ( حليف القوم منهم ) بل إن الحلف أعظم من الولاء بحيث أن الحليف يختلط بالمصاهرة بينما الولاء لايجيز ذلك ويعتبر من قبيلة عنزة من كان معهم وشاركهم بالهدة والردة والرفدة بحيث يهد معهم إذا هدوا ويرد معهم إذا ردوا ويرفدهم ويسترفد منهم وبذلك يكون منهم وإن بعد نسبه .
[ من تقاليد وتراث قبيلة عنزة لعبة الدحّة
من عادات وتقاليد وتراث قبائل عنزة الموروثة لعبة ( الدحة ) والدح في اللغة التصفيق باليدين بحيث توضع قطعة من القماش على أعواد من الخشب وترفع في مقدمة بيت الشعر وتسّمى الراية أو المصنّع وتكون دليلاً على أن صاحب هذا البيت يدعو أبناء العشيرة إلى الحضور ليلاً لأقامة حفلة المصنّع ثم تتجمع نساء الحي في وسط البيت ويجتمع الرجال في الربعة وأمام البيت ويصف الرجال بشكل نصف دائري أو بشكل مستقيم ويتحاذون في المناكب ويصفقون بصوت الأكف الموحد ويتمايلون يميناً وشمالاً ويلتفت أحدهم إلى الآخر مع رفع الصوت بكلمة ( أدحيء) وهذه تكون فاصل لوقت محدد ثم يحضر الشاعر ويقف في وسط الصف ويقف عن يمينه أو عن شماله رجلين من أصحاب الأصوات الحسنة فينشد على السليقة أبيات من الزجل ويرد الرواديد بقولهم :
هـــلا هــــلا بــــك يـــــا هــــلا *** لا يـــا حــلــيــفــي يـــا ولــد
ثم أن الشاعر ويسمى ( القصاد ) يبتديء بمدح صاحب المنزل ورجال القبيلة ثم يطلب إحضار ( الحاشي ) وهي فتاة تخرج متحجبة ويكون معها سيف فيحضرها صاحب البيت وتقف أمام الصف ثم يبتدي الشاعر بذكر مآثر أهلها ويثني على قومها ويوصفها بالعفة وأحيان يأمرها صاحب البيت أن تجلس أمام الصف ويطلب من الشاعر أن يسومها لكي تنهض وذلك لقصد تعجيز الشاعر ولكي يتفنن في الشعر ويبرز موهبته ومن ثم يأمرها أن تقوم وتحوشي أمام الصف ثم يستبدل الحاشي بغيره وهكذا وفي الوقت الحاضر لاوجود للحاشي أما طاروق شعر الدحة فهو على لحن قول الشاعر العم الفحاط بن عبار رحمه الله عند ما قال :
انــا الــفـحــاط الــلــي عــــفــتـي *** أمـــرٍ ســـويــــتـــه مـــا جــــرى
لعـيـون الحـمـراء الـلي شـفـتي *** أتــــــــروّح والــــدبــــــش ورى
وبعض شعر الدحة حماسي لتعبئة رجال القبيلة وقد أشتهر بهذا اللون الشاعر الفارس مشعان بن زبدان الصقري العنزي في قصة الرجم عندما تقدم إلى أحد العدود الذي تقطنه قبيلة معادية لقبيلته وكان ينشد شعر الدحة حتى ورد إلى المورد وملأ قربته من الماء لإنقاذ جماعته من الظمأ وهم في الرجم وقد أصيب في أحد المعارك وأنشد ابياتاً من شعر الدحة يفيد بأن صوابه قاتل وإنه مفارقاً هذه الدنيا لامحالة ويطلب من أخيه حجي أبلاغ أخته مشعه بما حصل له من صواب وتوفي رحمه الله يقول :
يا حـجـي هـج الـركـايـب *** بالظــلما والقـمر غـايـب
نــبــي نــدور الــقـرايــب *** والـسـالـم مـنـا جـابـنــه
يـا حـجـي بـالــك تــونـــا *** تـرى الـزرفـات الحـقـنـا
أفـطـن لا يـوخــذ ظـعــنـا *** ولا اخـو مـشعـه وطـنـه
أن جتكم مشعـه تصيحـي *** عـطوها العـلم الصحيحي
قـولـولـه خـيّـك ذبـيـحــي *** فـنـش الأمـانـي كـلـنـــه
ويقول بعض من كتب عن لعبة الدحة أن لها تاريخ مرتبط بموقعة ذي قار ولم أجد مصدر يذكر ذلك وهي لعبة شعبية قريبة عهد ولم تكن بعهد ذي قار وهي لعبة فرح وطرب وأحيان نوع شعر الدحة يأتي في أوقات الحرب لتشجيع الرجال ومعروف أن شعر الحرب هو الحداء ومن تراث قبائل عنزة هوسة العرضة في أيام الحرب وفي أوقات الفرح والمسرات وتسمى ( الحندة ) وطاروق شعر الحندة من أنواع الهجيني بحيث يقول الشاعر زعل بن صلهام العنزي :
مـا نـخـلـي حــقــنــا لــلـي يـعــيـــل *** ومـن مشى مع جمعنـا عمّال طايـل
أن وفيـنـا الديـن وأرهـيـنـا المكـيـل *** تـايـهٍ حـسـابـهـا ضـاعـت قـبـايـــل
ومن تقاليد رجال قبائل عنزة لبس العقال وللعقال أعتبار وحشمة بحيث أن الرجل إذا غضب أقسم ألا يلبس العقال حتى يفعل كذا وكذا ويسمى العقال عند عنزة ( العصابة ) قال الشيخ سعدون بن سليمان العواجي :
نـجـيـك فـوق مكـاضمـات العـنـانـا *** صـفـرعـليـهـن لابسيـن العـصـابـه
وفي هذا العصر أصبح العقال يلبسه جميع القبائل في جزيرة العرب وغيرها ولقبائل عنزة عزاوي تعتزي بها كل قبيلة والقاب فخرية ذكرت في أماكنها وكذلك الوسوم أما المصاويت والرموز والمداويه فإني لم أتطرق لها لعدم الحصول على المعلومات الكافيه .
***