الأخ صفوق شكراً على ما ذكرت ومن المعروف عند العامة أن النقد نوعين وهو نقد بناء ونقد هدّام فالنقد البناء هو النقد الهادف المفيد كتصحيح خطأ أو النهي عن خطأ والنقد المفيد هو الذي بمثابة النصيحة وليس لقصد التشهير بالخطأ أو تأليب الصدور أو البحث عن المثالب أو اعتماد النميمة والبلبلة والقدح فهذا ليس نقد ولكنه أسلوب الحاقدين والمفلسين الذين يفكرون أن الناس لا تعي ولا تميّز بل تتقبل كلامهم وتعتمدة
أحد القضاة الذين جربوا القضايا وعرفوا بعض الناس على حقيقتهم فهم يقيمون الأمور تقييم شرعي وهاهو أحد القضاة جاءه رجل يشكي ظلم الآخر وعندما جمعهم القاضي بدأ أحدهم يبكي بصوت مرتفع فقال رجل جالس عند القاضي ( يا شيخ هذا الرجل يبكي ولابد أنه مظلوم فقال القاضي لا تستعجل فأن أخوة يوسف القوه في البير وجاءوا أبوهم يبكون ) وعندما دقق القاضي بالقضية وجد الذي يبكي هو الظالم ولذلك فأن الكثير من الدجالين والمهسترين يعيبون غيرهم والعيب فيهم
والنقد البناء هو الذي يؤثر مع ضعيف الشخصية لأنه يكشف حقائقه ولا يخشى من النقد البناء ألا أصحاب التدليس والكذب الذين يقفون على أرض زلق أما من يقف على صخر صلب فهو واثق من نفسه والحق معه
أما النقد الهدام فهو النقد الذي في غير محله وهو الذي ينقد الشخص الذي يكون مسيره صح لمجرد أنه قد غار منه أو حسده على عمله وهذا لا يفيد الناقد بل يرجع عليه
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-07-2022 الساعة 06:51 AM
خطب الحجاج الثقفي .يوما فأطال الخطبه, فقال له رجل: الصلاة" فان الوقت لاينتظرك" فأمرالحجاج بحبسه, فأتاه اهل الرجل وزعموا انه مجنون وسالو
ان يخلي سبيله 00 فقال الحجاج ان اقر با الجنون خليته.
فقيل للرجل في ذلك فقال معاذ الله " لا ازعم ان الله ابتلاني وقد عافاني"
فبلغ قوله الحجاج. فعفى عنه لصدقه وشجاعته في الحــــق.
والضعف في الحجه وغيرها تحتاج الى تغطيه وهميه . وصاحب الحق هو الشجاع في القول والحجه ولديه رصيد من
الصبر .
قراءه سابقه عن الحجاج
التعديل الأخير تم بواسطة متعب الفققي ; 03-02-2011 الساعة 01:33 PM
مشاركه منقوله في نفس السياق وتأكد يا أخ صفوق أن هناك اعوجاج ربما نستطيع تقيمه بالنصح والنقد وهناك عدم وجود الأمكانيات اصلا لدى من نريد أن ننقد فهو غير مؤهل لهذا المكان اصلا حتى نساعده على تصحيح وضعه والمطلوب انزال الناس منازلهم فلا تستطيع أن تصنع من الغبي ذكي ولو جلست الدهر كله..... وكذلك أقيس الناس بملابسهم التي يلبسونها وليس بملابس اجدادهم ولنسكن الناس بمساكنها....
العجيب هو تطابق صفات الرماد مع من ينظر لوضعنا الحالي فهو يستخدم لعده فوائد كتلميع بعض الأجسام واستخدامه في تزجيج الأواني الفخارية وهو عكس والده النار الذي يولد الحرارة والدفء في أوقات الشتاء الباردة
في الرماد فائدة
د. عبدالعزيز بن سعود الغزي
ربما ينطبق المثل القائل «النار ما ترث إلا الرماد» على الحضارات المادية التي قد لا تُخلف إلا بقايا هي أشبه بالرماد. فهي أشبه بالرماد عندما نطبق عليها النظرة الأولية، ولكنها مثل الرماد لديها فوائد كثيرة عندما ننظر إليها بعين متفحصة.
فمن النظرة الأولية الرماد لا خير فيه حيث إنه لا يولد حرارة، ومن هذا المنظور حُكم عليه أنه لا خير فيه إذا قورن بالنار التي تولد الحرارة. فمن يريد النار والحرارة والدفء في أوقات الشتاء الباردة وطهي الطعام وتسخين الماء لا يرى الرماد إلا مادة لا فائدة منها، فهو خامد على عكس النار المشتعلة بأثر وجود الوقود الحي. ولكن المثل لا يعكس حقيقة الرماد بكاملها فهو ينظر إليه من زاوية واحدة، ويغفل الفوائد العديدة التي يمكن أن تجنى من الرماد، فمن فوائده استخدامه في العلاج لبعض الأمراض واستخدامه في تلميع بعض الأجسام واستخدامه في تزجيج الأواني الفخارية. وعليه نجد أن النار تخلف رماداً فيه فوائد من جوانب متعددة.
وما تخلفه الحضارات في جانبها المادي شبيه بما تخلفه النار، فهو في النظرة الأولية لا يشكل إلا أطلالاً وبقايا لا تفهم ولا تفيد ولا تعكس الأصل الذي عنه نتجت. وعندما نتجه إلى تجاوز النظرة الأولية إلى نظرة المتفحص نجد في تلك البقايا الكثير من المعلومات ذات الصلة بأصولها ومن تلك المعلومات يمكن أن يستدل على تلك الجذور ويُعرف الشيء الذي عليه كانت.
ومعنى التضاد بين الأصل والفرع نجده عند الشعراء الشعبيين الذين يكثرون من ضرب الأمثلة بما ينتج عن الأصل من فرع قد يكون جيداً أو غير جيد، ولكنهم نادراً ما يضربون الأمثلة بنتاج فرع طيب عن أصل رديء، وهو الشيء الذي يحدث كثيراً ويوجد الكثير من الأدلة عليه.
قال الشاعر بركات الشريف مخاطباً ابنه:
والهقوة انك ما تجي دون هاليك
ولا ذكر عود الورد يثمر بتنباك
هنا نجد الشاعر يرجح ظنه ان ابنه لن يكون أقل من أهله وأن عود الورد لا يمكن أن يثمر بتنباك. فما جاء في الشطر الأخير حقيقة لا جدال فيها فلم يذكر في التاريخ أن عود الورد يمكن أن يثمر أو أنه قد أثمر بتنباك، والتنباك نوع من أنواع الدخان المؤذي، أما الورد فيشتهر بروائحه الزكية. أما ما جاء في الشطر الأول من البيت فيعكس تمنياً تمناه الشاعر فهو غير متأكد ولكنه يرجح من خلال استخدامه الكلمة العامية «الهقوة» والتي تعني «الظن» وهو تمن يمازجه رجاء غير معلن إلا أنه يدرك من الكلمة ونطقها.
قال الشاعر شالح بن هدلان أحد فرسان قبيلة قحطان وعقلائها:
ابانذر اللي من ربوعي يبا الطيب
لا ياخذ إلا من بيوت الشجاعة
يجي ولدها مذرب كنه الذيب
عزه لبوه وكل ما قال طاعه
وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب
غبن لبوه وفاشله بالجماعه
فهنا نجد أن الشاعر يقطع دون أن يصرح بأن من يرد ولداً بارعاً فعليه أن يصاهر بيوتاً عرفت بالشجاعة، ولكن هذا غير صحيح فكم من شجاع جاء من أب غير شجاع، وكم من جبان جاء من أب شجاع، وكم من حكيم جاء من أب أهوج أحمق والعكس صحيح. وعليه نجد أن القاعدة ليست ثابتة مطلقاً ولدينا من الأمثلة الشيء الكثير.
وقال الشاعر الفارس سعدون العواجي:
لعل ورع ما يجي مثل أهاليه
تشلق عليه جيوبها المحصناتي
الشاعر القحطاني نصح أما الشاعر العواجي فنجده يقر أن هناك من لا يأتي مثل أهاليه ولكنه يرى أن النجابة أن يأتي الولد مثل أهله. فنجده يعلن في شعره ويؤكد أن الولد لا بد أن يجيء على أهله وان جاء عكس ذلك يتمنى له الموت وهذا اعتقاداً منه أنه إن لم يجئ على أهله فسوف يكون أقل منهم. والغريب أن الشاعر لم يتمن أن يكون الولد أطيب من أهله، ونادراً أن نجد شاعراً تمنى مثل ذلك.
وعليه علينا أن نذري رماد حضاراتنا وأن نستفيد منه في كل زاوية مفيدة، فلا ننظر إليه كنظرة ضارب المثل الذي جاء في أول هذه الزاوية والقائل: «النار ما ترث إلا الرماد».
كما نتمنى إلا ننظر إلى نتاج حضاراتنا المادي نظرة الشاعر الشعبي إلى الابن الذي في نظره يجب أن يكون مثل أهله وان كان خلاف ذلك فلا فائدة منه، وهذه نظرة غير صحيحة، فكم من ابن فاق أهله بل فاق أسلافه لقرون.