بسم الله الرحمن الرحيم
هل هكذا يرحل الإنسان ؟!
=================
قيمة النظام الحضاري السياسي لدى أي أمة تنبع من قيمة الإنسان. الإنسان الفرد، كيف تنظر السلطة إليه ؟ وكيف ينظر المجتمع إليه ؟ وكيف ينظر هو إلى نفسه ؟
لا نريد أن نسترسل في الحديث عن القيمة التي أضفاها الإسلام على النفس الإنسانية بمطلق كونها نفساً إنسانية بغض النظر عن الجنس واللون والدين، فسوى النفس الواحدة بالإنسانية أجمع وأكد على أن هذا التعظيم لشأن النفس الإنسانية من الحقائق الخالدة التي ترددت في صحف موسى الأولى ثم تأكدت في شرعة الإسلام الحنيف (.. من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..)
وبغض النظر عن اسم النفس ولونها وجنسها ودينها وانتمائها فإنها تبقى نفساً مكرمة مصانة (حراماً)، ويبقى العدوان عليها عدواناً على الإنسانية أجمع سواء كان العدوان مباشراً أو غير مباشر، فإن العدوان يبقى عدواناً ويكون الساكتون عليه شركاء فيه. لقد شاهدتم بالامس كيف حدث للقذافي ومن سبقه من رؤساء اغرتهم الحياة الدنيا 0
هذا الموت الذي يقع على الإنسان بتلقائية ولامبالاة بكل أساليبه وألوانه ومداخله ومخارجه هو قتل له في النهاية مناط، وعنه في الحقيقة مسؤول. والإهمال والتسيب واللامبالاة والعجز هو بعض الفساد الذي عجزت الحكومة عن علاجه.. وربما كانت حادثة موت إنسان كفيلة بإسقاط حكومة فيما مضى من الزمان !!