الاستاذ والشاعر الكبير الشيخ مخلص عبود التكريتي ال بزوني التغلبي

الاستاذ الشاعر والكاتب الشيخ مخلص عبود احمد التكريتي ال بزوني التغلبي ولد وترعرع في مدينة تكريت مواليد 1949 كمل دراسة الاعدادية في تكريت سنة 1964 ودخل كلية التربية في بغداد قسم اللغة العربية تخرج سنة 1968 وأول تعينه مدرس في محافظة بابل مدينة الحلة وفي سنة 1972 نقل الى مدينة تكريت ثانوية تكريت المركزية في ذاك الوقت كما قال الاستاذ جمال نوري في احد الصحف كان شابا طموحا بشوشا ترتدي وجهه ابتسامة ابدية حلو المعشر فكه الكلام محببا للتجدد والحيوية والشباب وسيما يجيد انتقاء الكلمات الجميلة نهل من مشارب المعرفة والعلم والادب مخلص عبود أول من اهتم بالثقافة والمؤوسسة الثقافية ومن خلال توليه مسؤولية الواقع الثقافي عبر الاشراف والمتابعة وكان متكلما بارعا في المحفل الادبية والمناسبات الوطنية .... وكان مخلص عبود يستشرف واقع الثقافة في محافظة صلاح الدين ويعتقد جازما ان هناك امكانيات ثقافية وفكرية قيمة ولكن كالوميض يدفنه الرماد لقد كان يقول الى ابنه صفاء مخلص (صدقني اذا قلت لك اني لم أسف على شيء مما صنعت في حياتي ولا اطمع في شيء لكن طمعي في ان ارى صورة بلدي مشرقة وارى بريق الشعاع الحاد خلال الدموع التي تملأ عيني وقد هاج في نفسي شوق ابن العشرين لست بشاكي من الدنيا هبوطا او صعودا او من المال والاسهم نحسا او سعودا قد كفاني ان لي هذه الرؤى حلما سعيدا )) هكذا تنوعت احلام الشاعر والكاتب مخلص عبود وتحققت عبر مسار الزمن القاسي ولم يعد يرعاه الان يسعفه لكاتبه لانه قد اصاب مرض المعلم والقدوة والمثقف والشاعر مخلص عبود وكانت في عينيه رسائل واضحة تؤكد على قوته وصلابته وتحديه للمرض الذي صابه كان يشفق ويدعونا الى التمسك بالصبر كنا منذهلين بأيمان الرجل وقوته فأدركنا انه يستمد صبره من تجاربه العميقة في الحياة واصرار قلمه على رسم كل ماهو جميل ومؤثر في تفاصيل طفولته وتاريخ مدينته العريقة وكان يعشق مدينة تكريت عشقا خاصا وكتب اكثر من قصيدة لمدينة تكريت ومن اروع ماكتب قصيدة بعنوان ((( مدينتي ))) ثم لم ينعم برؤية شعاع صباح يوم 23\2\2008 حيث حزم حقائب أحلامه المجهضة ومضي لا يلوي على شيء ودع عالمنا الأرضي ناشدا الطمأنينة والسلام بعد رحلة مضنية مع المرض الذي اقعده وذلك الرجل الذي لم تفارق الابتسامة ملامحه الجميلة هكذا حتى انطفأت جذوة الحياة والحركة الدائبة في جسده الرافل بالبشر والسعادة تتلمذ على نصائحه وملاحظته واشارته البليغة وهو يدلنا على طريق الكتابة الصعب ... لقد كان امتيازه الفريد لغة الحوار التي يبتكرها بعفوية وصدق مابعده صدق وتلك الحميمة التي تمنح محاوره شعورا اكيدا بأن هذا الرجل يمتلك حضورا وقوة فريدة في شخصيته كان يذكر لنا كل المواقف الطريفة التي مر بها في سفره الى اوربا الشرقية وتفاصيل اخرى كانت تستدرج نصف ابتسامة من مخلص عبود الذي قوض الألم جسده وهدم كل مواقع الدفاع والصمود في كيانه ... ويشهد الجميع على دوره في رعاية المؤسسة الثقافية منذ الثمانينات ورعايته لرابطة الشعراء الشعبيين وكان يكتب القصيدة الشعبية باللهجة التكريتية متميزا بصوته الخاص نشر العديد من قصائد التي تغني فيها بالطفولة ومدينة تكريت والمواقف الحياتية المتنوعة فضلا على نشر العديد من المقالات والاعمدة الصحفية التي تناول فيها القضايا الادبية ولا سيما في مجال الشعر .... وداعا مخلص عبود ورحمك الله برحمته الواسعة وادخلك فسيح جناته.ولديه الان الكثير من الابناء الذين تخرج من مدرسه الاستاذ مخلص رغم انه ليس له ولد الا ولدآ واحدآ وهو الشيخ صفاء المخلص التكريتي ال بزوني التغلبي.كان استاذآ عظيم في العلم والمعرفه وانا الذي اتكلمه عنه اليوم احد ابناء تلك المؤسسه التي تخرجت من تحت يد ذلك الرجل .اني ماكتب عن ذلك الرجل هو قليل بحقه لايمكن التعبير الابكلمات قليله جدآ
ومن قصائده
مدينتي

مدينتي عمري ولحن قصيدتي وحكاية السمارِ
هــي تكريــــــــت التي بنيـــــت مطرزة الازرارِ
والقائمان وســـورها الماضي العتيـــــد وداري
وحصى شواطيـــها وقلعتها واصـــداف المحارِ
محروســـة بدعاء اهلــــي الطيبيــــن وجاري
حيــــــث ذكراها وذكـــــرى الراحليــــــن وقارِ
والامسيــــات على ضفاف شاطئها تــــــدارِ
والقلـــوب العامرات بحبها والاربعيـــــن مزارِ
وحواليــــه صبايا ورعـــاة وحكايــات انتظارِ
حلقات دائرات وتلافيــــف لطاف في نضارِ
والاغنيـــات مواول فيهن احضان الصحاري
مدينتــــي وصدى لياليها وصافـــرة القطارِ
نغــــم تـــردده الشفــــاه فتــــعمــر كل دارِ
ولقالق الصيف التي عادت بلحنها المزمارِ
تهفــو الى اعشاشها وشــواطئ الانهـــار ِ
ولطالما هيضت جناحها فتسقط كالاساري
(وكع....وكع) يافــــــــرحة الفتيـــــة والصغارِ
ومواســـم للعشـــق تكبر في صدى اوتاري

مدينتي
هي تكريــــت التي اضحت قصيــــدتــي ودثاري
لهف نفسي اين هاتيك الليالي ودماليج الصغارِ
ايـــن هاتيـــــــــــــــــــك الازقــة والفوانيس منــارِ
تلك الازقـــة لوحـــة مــن سـحـــــرها المـــعمـــارِ
وشذى (مغـز) الشـــطاطي والسيـــابيـــط وناري
وحواليـــها قلوب في هوى الماضي ولون الجلنارِ
ونغني ... ليــــــت شعري مثل تلكم رائع الاشعارِِ ِ

بقلم الكاتب/صفاء مخلص التكريتي ال بزوني التغلبي
وبقلم الكاتب /عمر التكريتي ال بزوني التغلبي
20/6/2012

يكفي هذه المدينة فخراً أن برز منها الكثير من الرجال الأبطال ومنهم الذي أرهب قلوب الفرس والنصيرية وكان السد المنيع الذي أوقف المد الذي حاول السيطرة على العرب وبذر جذور الفرقة بينهم

اشكرك اخي العبار هذا من طيب اصلك ياطيب