توصلت دراسة أميركية جديدة إلى أن النوم الذي يتم بعد الغداء يفيد بشكل جيد الذاكرة، غير أن تحسن أداء الذاكرة جراء هذا الأمر مربوط بشرط هو تمتع النائم برؤية الأحلام خلال غفوته هذه.
وأكدت الدراسة أن النوم جزء ضروري من عملية تجديد الذاكرة، ويتم خلاله تجدد نظام الجهاز العصبي والوظيفة التفكيرية، مشيرة إلى أن التأثير الايجابي للنوم على الذاكرة معروف منذ فترة طويلة، أما الجديد في هذه الدراسة فهو كشفها عن أن فترة الغفوة بعد الظهر يمكن لها أن تحسن مقدرة الذاكرة على معالجة المعلومات التي تصل إليها بمقدار يزيد عشر مرات.
ويؤكد صاحب الدراسة روبرت ستيغولد مدير مركز النوم والوعي في المركز الطبي في بوسطن أن الأحلام تعتبر مهمة جدا، لأنه حين يحلم الإنسان فان الدماغ يحاول الربط بين أشياء لم يتم التفكير فيها أو لم تتم ملاحظتها في حال اليقظة.
ويضيف أن الدماغ يحاول خلال فترة النوم حل ما هو مهم وما الذي يتعين الاحتفاظ به أو يتعين إبعاده بالنظر لكونه من دون ثمن.
وقد شارك في الدراسة التي قام بها ستيغولد مع زملاء له 99 طالبا جامعيا، حيث طلب منهم تذكر متاهة شاملة في الكمبيوتر، ثم وضعوا في استديو افتراضي فيه صيغة من هذه المتاهة تعمل ضمن نظام ثلاثي الابعاد (3d)، وقد طلب منهم التوجه بشكل جيد ضمن هذه المتاهة.
وقد غفا نصف المشاركين في البحث بعد عدة محاولات، أما النصف الثاني فقد ظل صاحيا وتابع أفلام فيديو مختلفة.
وقد اخضع الطلاب بعد خمس ساعات لامتحان المتاهة من جديد، فتبين أن الطلاب الذين غفوا خلال الامتحان الأول قد اظهروا نتائج أفضل من الذين ظلوا صاحين، وان الناس الذين حلموا بالمتاهة خلال غفوتهم، ومنهم احد الطلاب الذي حلم بضياعه في كهف خفاش، اظهروا مقدرة تفوق بعشر مرات مقدرة زملائهم الذين لم يشاهدوا أي أحلام.