سأغرد خارج السرب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعده
من لم يفهم قصدي ، أو لا يريد أن يفهم ، فسيقول عني أني أغرد خارج السرب ، ومن فهم كلامي ومرادي فلا إشكال لأن الرسالة التي أريد إيصالها قد وصلت0
الإجازات محدودة ، والعطل الرسمية مدروسة ، عطل وإجازات ثابتة لا تتغير ، نعلم بها من بدايتها ، بل نعلم بترتيباتها من سنوات ، لأنها في الصحف معلنة ، وعلى صفحات المواقع الرسمية وغير الرسمية مثبتة ، فنرتب لها برنامجها إن كنا مرتبين، فمنّا من يقسمها بين نفحات إيمانية، وأخرى ترويحية ، فمكة المكرمة والمدينة المنورة حرسهما الله لهما نصيب الأسد ، وللنفس نصيبها فأنعم بهذا التقسيم0
ومنا من يجعلها نفحات 0000 ، سيندم على جزء كبير منها ، فنفحاته ما بين برج وجزيرة ؛ وبين سوق ومول ؛ يقضي أواخر رمضان وعيد فطره على شواطئها ؛ وتمضي السنون تلو السنون ولم يحرك إلى الديار المقدسة ساكنا0
لا أمانع من السفر سياحة وترويحا ، فإنني ممن للسياحة غازيا ، وللسفر مخاويا ، ولكنها موازنة بين دين وسياحة، ثم ذلك السائح إلى دياره يعود ، فيبدأ بمجتمع ( الفيسبوك والتويتر والواتس أب ) فيصبح من خلالها لمجتمعه ناقدا ، ولتصرفات العقلاء النبلاء رادا ، وعلى من لا يسافر متهكما ، يصفهم بالتخلف والرجعية ، وضيق الأفق والدونية ، لأنهم من وجهة نظره في بيوتهم قابعون ، وعن السفر محجمون ، ونسي هذا المتفتح المتنور أن للإنسان حرية لا يشاطره بها أحدا 0
وإن قيل له لما لا تشد رحالك للديار المقدسة ، قال حججنا واعتمرنا ، ومرة في العمر تكفينا ، قال بذلك علماؤنا ، ونسي أنهم أيضا قالوا واستشهدوا بقول أكرم الخلق أجمعين نبينا r حيث قال ( أديموا الحج والعمرة ، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ، كما ينفي الكير خبث الحديد ) وقال r ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة ) صححهما الألباني 0
قسم حياتك وكن في القسمة عادلا ، فنفحات دينية ، وسفرات سياحية ، داخلية وخارجية ، وتنظيمات أسرية ، ومخيمات عائلية ، فكن في القسمة موازنا ، وللرب مرضيا ، فالنفس والجسم لهما على الإنسان حقا 0