أهداء كتاب الوشي المحبّر
أرسل لي أحد رجال بني تميم مع أبني المهندس نايل بن عبدالله العبار كتاب ( الوشي المحبّر ) مشكوراً وهذا الكتاب مختص في اخبار آل بو حسين أهل قارة بني العنبر من تميم ( نسب وتاريخ ورجال ) لمؤلفه الدكتور عبدالعزيز بن محمد آل عبدالله التميمي والكتاب مجلدين يقع في 706 صفحات من القطع المتوسط ويتحدّث عن نسب وتاريخ بني العنبر من بني تميم خاصة وعن بني تميم عامه منذ نشأت هذه القبيلة العظيمة إلى وقتنا الحاضر ويلاحظ أن الدكتور المؤلف قد عقب على بعض ما يشاع ووضع النقاط على الحروف ومن الفقرات التي يحتوي عليها هذا الكتاب - منازل بني العنبر – أعلام بني العنبر – لمحات من تاريخ بني العنبر – الوقائع والأيام – المآثر والمناقب وقد شرح عن الأيام بالعصر الجاهلي ومعظمها بين بني تميم وبين بكر بن وائل وأورد مقاطع من الشعر ومن الأيام التي ذكرها بين بني تميم وبكر بن وائل 1- يوم غول 2- يوم زرود 3- يوم ذات الشقوق 4- يوم الخنان 5- يوم الصليب 6- يوم ثاج 7- يوم تعشار 8- يوم مبايض 9- يوم الصليعا 10- يوم السباري 11- يوم صعفوق 12- يوم الشيطين 13- يوم الوقيط 14- يوم الفقء 15- يوم الظهر
وقد نوه المؤلف عن بعض ما يراه غير صحيح مما اشيع عن نسب وتاريخ القبيله وذكر الأستيطان بالديار ونقد بعض المبالغات في الشعر حيث أفاد أن هناك مفردات غامضة توحي بأن هذا الشعر قيل في حقبة قديمة وتطرّق إلى تلفيق بعض الأوراق المتعلقة بالأنساب وسرد ما ذكره أبن لعبون عن بني تميم وعقّب عليه وصحح ما ذكر عن الديار وتاريخ سكنى بني تميم بها
وقد شرح عن منهجة في اثبات الأنساب وقال : من منهجي في البحث فيما يتعلّق بأنساب أسر البوحسين أهل القارة ومن تفرّق منهم في البلدان النجدية أما ما يتعلّق بالأسر في بلد القارة وما حولها من بلدان سدير اثبت ما استفاض واشتهر وتعارف عليه الناس ولم ينكروه خاصة أهل الشان وقد كنت منذ حوالي عشرين سنة أزور كبار السّن في المنطقة وآخذ اقوالهم ومن يعرفون من عشيرتهم ومن أقرب الناس لهم ثم ذكر عدد من المشائخ الرواة وأسند لهم
أما فيما يتعلّق بأنساب الاسر التي خرجت من القارة منذ زمن كأهل حوطة بني تميم وأهل قفار والفداغم وغيرهم فأني اعتمدت على ما ذكره الثقات من المهتمين بالأنساب والمدونين لها
وبعد أن أطلعت على محتوى هذا الكتاب من التوثيق فأني اعجبت بصراحة هذا الرجل وصدقه في ذكر الحقائق عن قبيلة بني تميم العريقة ونفي ما يرى أنه غير صحيح وما أحوج قبيلة عنزة لرجل يرى بعين الصواب وما أحوجها لرجال من سراة القبيلة يهتمون بنسب وتاريخ القبيلة ويوقفون الذين حقّروا بها ومسحوا اسمها وخلطوها مع قبائل أخرى وجلبوا لها جد مستعار واستخفوا في عقول رجال من سراة عنزة ووقعوا على مشهد يزوّر نسب عنزة ويضع فرعي عنزة بكر وتغلب وينسبها لوائل بن قاسط وهو ليس جدها ولا يوجد أي دليل والذين وقعّوا لم يراعون ما توارثته أجيال عنزة عن صفاء نسبها ولم يطلعّون على المصادر والوثائق ولكنهم مع الأسف أخذوا من كتابات كتبت بالنت في هذا العصر من أشخاص يفخمّون جد ويضعون عنزة به وهو ليس جدهم متجاهلين قول الله ورسوله فيما يخص انتحال النّسب والأنتماء لغير الجد
ومع الأسف أنه كان يتواجد في مجالس بعض رجال عنزة صاحب الشنب الأشهب وهو رجل مهرّج لبعض الرجال وهو ليس عنزي وكان يردد على مسامعهم مقوله فيقول ( أنتم لست عنزة لأن عنزة قبيلة ضعيفة وحقيرة وأنتم بكر وتغلب أحفاد الزير وكليب وهاني بن مسعود ) وصار هذا المهرج هو مصدرهم ولم يطلب منه أحد المصدر حتّى صدر كتاب لرجل متعلّم وأعجبته هذه العبارة التي يكررها صاحب الشنب الأشهب فكتب في كتابه ( عنزة قبيلة حقيرة وضعيفة ) مما اخجل كل عنزي حريص على مجد وفخر قبيلة عنزة علماً أن قبيلة عنزة لها تاريخ ونسب عنزة مشتهر منذ مطلع القرن الثاني الميلادي واسم العنزي موجود إلى وقتنا الحاضر والعنزي القديم هو العنزي المعاصر ولم تكن قبيلة عنزة حقيرة وضعيفة بل قويه ومنيعه وحسبنا الله على من سفّه في عقول من أخذ بقوله وجد القبيلة عامر بن أسد بن ربيعة الملقب ( عنزة ) مذكور في جميع مصادر الأنساب والتاريخ وقد سردت المصادر في كتابي ( أصدق الدلائل في أنساب بني وائل ) ولكن البعض يأخذ من الكتابات المزيفة ومعروف أن عنزة أنجب يذكر ويقدم وتفرعت منهم عنزة ولم يتغيّر اسمها ولا نسبها منذ ذلك التاريخ إلى اليوم ولم تحمل أي اسم غير اسمها وحسبنا الله على من شوّه نسب عنزة واستخف في عقول بعض الرجال
اسوق هذه الملاحظة لأبراء الذّمة وللوقوف في وجه المزورين والعابثين ولتنقية نسب هذه القبيلة من الأكاذيب والتلفيق وأضرب مثل بهذا الدكتور الموقّر الذي ذكر ما صح عنده وترك التخيّل والتحريف لأن القبيلة العريقة مثل بني تميم وعنزة لها افعال وأنساب ولا تحتاج إلى تلفيق كما حصل لعنزة وأقول لعل المزورين الذين عبثوا بنسب عنزة وخلطوها مع غيرها ومن صدّقهم يعودون للحقيقة اللّهم أني بلّغت اللّهم فأشهد