بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم
كتب محمد بن حسن المبارك
أوثق الدلائل
الى نسب امراء الدولة العيونية
في بني وائل
العيونيون سموا بهذا الاسم انتسابا الى مدينة العيون بالاحساء ،و هم من ربيعة بلا شك
إلاَّ أنه تجدر الاشارة الى ان قبائل ربيعة تداخلت مع بعضها البعض منذ العهد الجاهلي ايام حرب البسوس ، فانضمت قبيلة النمر بن قاسط الى اخوتها التغالبه
ويقول عن هذا التداخل الشاعر القطامي التغلبي في النمر بن قاسط وقد أصبحوا جزءا من تغلب
وتغلب حي ورثت مجـد وائـل ***** مراسيلها حشد ومرفدها غـزر
دعوا النمر لا تثنوا عليهم خيانة ***** فقد أحسنت فيما خلى بيننا النمر
وكنا كما كانوا إذا نزلـت بهـم ***** من المعضلات لا عوان ولا بكر
كما يقول عمرو بن كلثوم في ديوان عمرو بن كلثوم يمدح خاله الثوير من النمر بن قاسط ويعده في تغلب بن وائل
ما بامرئ من ضؤلة في وائل ***** ورث الثوير ومالكا ومهلهلا
خالي بذي بقر حمى أصحابه*****وشرى بحسن حديثه أن يقتلا
ذاك الثوير فما أحب بفضله *****عند التفاضل فضل قوم أفضلا
يقول أبو عبيد البكري : ( وأقامت سائر قبائل ربيعه، من بكر وتغلب وغفيله وعنزة وضبيعة في بلادهم، من ظواهر نجد والحجاز وأطراف تهامه ، حتى وقعت الحرب بينهم في قتل جساس بن مره بن ذهل بن شيبان كليب بن ربيعه ، وانضمت النمر وغفيلة إلى تغلب ، فصاروا معهم).
ويقول ابن عبد ربه في العقد الفريد : ( ودعت تغلب النمرَ بن قاسط فانضمّت إلى بني كُليب وصاروا يداً معهم على بكر، ولحقت بهم غُفَيلة ابن قاسط)
ويؤكد هذا التحالف والتداخل بين قبائل ربيعة عدد من قصائد ابن مقرب العيوني حيث يقول:
اما حان يافرعـي ربيعـة ان ارى ***** بنات الوغى يعلو الروابي قتامها
ردو الحرب ورد الضاميات حياضها ***** خوامس يغتال العضال ازدحامهـا
ويعني ابن مقرب بفرعي ربيعه: بني عامر من عبد القيس ، و بني وائل ،
ويؤكد ذلك قوله:
بها كل قومٍ من ربيعـة ينتمـي ***** إلى ذروة تعلو الرواسي هضابها
لكيزيـة أنسابـهـا عامـريـة # يكود المناوي ضيمها واغتصابها
إذا ثوّب الداعي بها : ياآل عامر *****أتت مثل أسد الغاب غّلب رقابهـا
من الحارثيين الأولى في أكُفُهـم *****حار النـدى مسجـورةٌ ثغابُهـا
و الحارثيون هم قبيلة الحارثي في عمان و الامارات الآن )
و يرجعون الى الحارث بن أنمار بن وديعة بن لكيز بن افصى بن عبد القيس )
ومن مالك الفخَّـار بيت ابـن عامـر ***** فوارس أرواح الأعادي نهابهـا
ومن نسل عبـد فتيـةٌ أي فتيـة **** يجلّ المعـادي بأسهـا فيهابهـا
وإن صاح داعي حيّها في محارب **** أتـت تتلظّـى للمنايـا حرابهـا
أما من نسبهم الى عقيل بن عامر بن صعصعة فقد ابعد النجعة ، إذ عامة العيونيين من عبدالقيس اتفاقاً، يؤخذ من تصريح المؤرخين بذلك ، أو من دراسة سيرورة و طبيعة التنافس القبلي شرق الجزيرة العربية .
و سبب نسبتهم لهم في عقيل بن عامر بن صعصعة اختلاط الأمر عليهم بين عامر قيس عيلان ، و عامر ربيعة "والتي جلها من عبدالقيس " ، وأيضاً بسبب دخول قبائل من ربيعة معهم
أمراء الدولة العيونية وائليون شيبانيون :
الا أن امراء الدولة العيونية ،والذين منهم الشاعر المفلق علي بن المقرب هم ال ابراهيم من بني شيبان من بكر بن وائل ، ، و لذلك يقول بعد ذلك في قصيدته السابقة :
وإن قال ياآل شيبـان :أرقلـت ***** إلى الموت عدواً شيبها وشبابها
و ابن المقرب وان افتخر بعبدالقيس اشتراكاً في الجذم الربعي ، فان افتخاره بوائل اكثر و اظهر
منازل بكر بن وائل منذ الجاهلية في البحرين :
انتقلت بكر بن وائل من منازل ربيعة في تهامة إثر حروبهم الطاحنة، مروراً باليمامة واستقروا في البحرين كغيرهم من قبائل ربيعة ، فنزلوا هجر والشيِّطان وثاج وعباعب والزارة وجزيرة دارين وجواثا وانتشروا فيما بعد مع أبناء عمومتهم عبدالقيس من ربيعة في باقي أرجاء البحرين سواحلها وجزرها
إذ كان إقليم البحرين القديم "من البصرة شمالاً إلى عمان جنوباً ومن الخليج شرقاً إلى الدهناء ونجد غرباً" أحد المنازل للعديد من قبائل الجزيرة العربية. أهمها عبدالقيس والأزد وإياد وتنوخ وبنو وائل وبنو تميم، ثم بنو عامر بن صعصعة الذين كان لهم بعض الإمارات كإمارة آل عصفور وآل جروان وآل جبر. وغيرهم من القبائل التي كانت تبحث عن خصوبة الأرض ووفرة المياه، أو لأسباب أخرى متعددة.
بنو بكر في اقليم البحرين القديم
و برز من بكر في الجاهلية عدة شعراء مثل : المرقش الأكبر / المرقش الأصغر / طرفة بن العبد (قتل ودفن في هجر ) / عمرو بن قميئة. وكل هؤلاء من شعراء البحرين.
وبسبب بني شيبان من بكر قامت معركة ذي قار المعروفة تاريخيا كأول معركة بين الفرس والعرب ، و أول يوم انتصفت فيه العرب من فارس .
يقول جواد علي في موسوعته "المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام" :
(وبكر بن وائل، من القبائل الكبيرة التي كان لها شأن معروف عند ظهور الإسلام. وهي مثل القبائل العدنانية الأخرى من القبائل المهاجرة التي تركت ديارها القديمة على حد قول الأخباريين، وهي تهامة، على أثر الحروب الكثيرة المملّة التي وقعت بين العدنانيين، فهاجرت إلى اليمامة ثم إلى البحرين والعراق. ويذكر أنها أخذت تغزو مع تميم وعبد القيس حدود الفرس) .
و لي في اثبات وائلية العيونين عدة مسالك :
1ـ منها ما نقل عن ابن المقرب نفسه من الانتساب الى بكر بن وائل تصريحا =
أـ فقد أومأ محقق ديوانه إلى أن معاصري ابن المقرب نقلوا عنه نسبته لنفسَه في بكر بن وائل،
ب ـ كما ذكر الحافظ المنذري في كتابه التكملة لوفيات النقلة، نسخة دار الكتب المصرية في ذكر وفيات سنة 629 هـ حين قال: ( ابو الحسن علي بن المقرب بن منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن سنبار بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الربعي العيوني البحراني الأحسائي الشاعر بالبحرين ومولده سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة بالأحساء من بلاد البحرين وقيل أنه توفي في رجب من هذه السنة 629. قدم بغداد وحدث بها شيئا من شعره ، كتب عنه غير واحد من الفضلاء ودخل الموصل أيضا ومدح ملكها وأقبل عليه أهل البلد أيضا وكان شاعرا مجيدا مليح الشعر وقيل أنه من بكر بن وائل ) ..انتهى
أو ما ذكره المؤرخون في نسبته
أ ـ مثل مثل قول جبر بن سيار : (و ابن المقرب وائلي ) .
ب ـ و هناك نسخة من ديوان ابن المقرب اطلع عليها الباحثان الفاضلان علي الصيخان و راشد آل عساكرعليها تملك لبعض النجديين ، و فيها ترجمة ابن المقرب كالتالي :
"ابو عبدالله علي بن المقرب بن منصور بن المقرب ابن الحسن بن عزيزبن ضباربن عبدالله بن علي بن عبدالله بن محمد بن ابراهيم بن محمد الابراهيمي الربعي العيوني الشيباني الناصر لدين الله "
https://pbs.twimg.com/media/Ck6f4H9WkAAuceQ.jpg:large
ج ـ كما ان هناك تملك لبعض العيونيين على كتاب المصابيح للفراء ذاكرا نسبه في بني وائل فقال :
تملك هذا الكتاب من فضل الله و احسانه الفقير الى رضوانه احمد بن جابر بن سلطان بن هلال بن فلاح بن محمد بن هلال بن علي ثم ساق نسبه الى العيونيين و نسبهم الى وائل
ومن الطريف أن بعض المتملّكين لبعض النسخ المخطوطة من أهالي القرن ((الثاني)) عشر الهجري ـ وهذه المخطوطة تحتفظ بها مكتبة (الملك فهد الوطنية) بالرياض ـ قد كتب تملّكاً على هذه المخطوطة ، وضمّن هذا المتملك سلسلة نسبه حتى رفعها إلى الأمير العيوني الشهير محمد بن أبي الحسين ، ثم إلى جده عبد الله بن علي مؤسس الدولة العيونية ، ثم أعقب بعد ذلك بقوله : "الوائلي" نسباً الشافعي مذهباً " (انظر جبر ابن سيّار : نبذة في أنساب أهل نجد ، تحقيق راشد بن عساكر ، الصفحات 93 ـ 94 ، الحاشية رقم (4) ، وفي أصل هذه الحاشية نسب جبر بن سيّار ابن مقرّب على أنه وائلي أ
https://pbs.twimg.com/media/BxW8epMCUAA8hGn.jpg
و ـ أما ما نقله ابن خلدون عن ابن سعيد من قوله :
(ومن بني عقيل بن كعب, خفاجة بن عمرو بن عقيل، وانتقلوا في قرب من هذه العصور إلى العراق والجزيرة، ولهم ببادية العراق دولة. ومن بني عامر بن عقيل بنو عامر بن عوف بن مالك بن عوف، وهم إخوة بني المنتفق وهم ساكنون بجهات البصرة، وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسين ملكوها من تغلب)
فالذي يظهر لي أن هناك سقط و أن صحة الجملة الأخيرة : ( وقد ملكوا البحرين بعد بني أبي الحسين ، الذين ملكوها من تغلب) و ذلك حتى يعتدل المعطى التاريخي للجملة .
3ـ تراجم غيره من العيونيين :
أ ـ قال المؤرخ الشيخ عاتق بن غَيث البَلادي في كتابه : (الإشراف على تاريخ الأشراف) في ترجمة الشريف محمد بن بركات بن حسن بن عجلان:
(وفي شوال تنافر هو( أي الشريف محمد بن بركات) ووزيره بديد، فخرج بديد إلى جهة الشام في عسكر كثير؛ فاحتاط الشريف على بعض حواصله، وجميع إبله، وجميع عسكراً لغزوه؛ فأذعن بالصلح، وحلِّف على الطاعة، وسلَّم جميع ما عنده من الخيل والسلاح والزَّانة، وأمر أن يكون في جهة اليمن. ثم اصطلحا في جمادى الآخرة سنة سبع وستين، ودخل مكة.
وأنشد في هذا الصلح الأديب الأوحد البليغ "إبراهيم بن مبارك بن سالم بن علي المري الذُّهلي الشيباني القطيفي" قصيدة، في سنة ثمان وستين وثمانمائة بالمسجد الحرام، ولم يثبت غير مطلعها وهو:
أقبل السعدُ والنُّحوسُ بُزَّلا *****وأمَّنا النور والظلامُ انجلى
و إبراهيم بن مبارك بن سالم بن علي المري الذُّهلي الشيباني )
قلت هو من علماء القرن التاسع ، و مرة هذا هو والد همام بن مرة الشيباني الذهلي البكري الوائلي أخو جساس قاتل كليب
و ترجم لإبراهيم بن مبارك بن سالم بن علي المري الذُّهلي الشيباني ايضا
شمس الدين السخاوي في كتابه الشهير "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"- الجزء الأول
و ابن فهد الهاشمي (850 - 922هـ) في كتابه (غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام)
ب ـ و من ذلك ما قيل في نسب آل مقلد العيونين
و هم ذرية الأمير مقلد بن عبدالله بن علي العيوني (1154 – 1160 )م
فعندما توفي شيخ آل المقلد العيونيين الأكبر أبو علي عبد الله بن ناصر بن حسين بن المقلَّد من بني وائل للسنة الحادية بعد الألف ، ودفن بمقبرة الشيخ راشد في جبانة أبي عنبرة" بالمنامة رثاه الشاعر الشهير ابو البحر جعفر بن محمد العبدي الخطي الشاعر القطيفي المشهور ،
خليليَّ من أبناءِ بكرِ بنِ وائلٍ **** قفَا وانْدُبَا شَيْخاً بهِ فُجِعتْ بَكْرُ
ثوَى بِكِ من آلِ المُقَلَّدِ سَيّدٌ **** هو الذَهَبُ الإبرِيزُ والعَالَمُ الصُّفْرُ
و قد علق الغنوي ـ جامع ديوان الخطي و شارحه ـ بقوله:
"واتفق خروج أعيان القطيف منها لأمر ، وسكنوا البحرين للسنة التاسعة والتسعين والتسعمائة ، وبقوا مدة توفي فيها شيخهم الأكبر أبو علي عبد الله بن ناصر بن حسين بن المقلَّد من بني وائل للسنة الحادية بعد الألف ، ودفن بمقبرة الشيخ راشد في جبانة أبي عنبرة" ، (ديوان أبي البحر الخطي: 268/1"
كما علقأيضاً محقق ديوان ابن المقرب العيوني على هذه القضية بقوله :
(وقد كان يوجد في القطيف في القرنين التاسع والعاشر أسرة ذات ثراء واملاك يدعون بـ (آل مقلد) ، وكان لهم مشيخة وزعامة في القطيف ، وهم ممدوحو ابي البحر جعفر بن محمد العبدي الخطي الشاعر القطيفي المشهور . ولكنه نسبهم في أكثر من موضع في شعره إلى بكر بن وائل )
قلت لا تزال عشائر و أسر في المنطقة تنتمي الى أجذام العيونيين من ربيعة سواء من عبدالقيس أو وائل بقسميها الكبيرين بكر و تغلب، و الله أعلم
http://www.qatifoasis.com/?act=artc&id=2421
2 ـ و منه ما دلَّ عليه شعره
أـ مثل قوله:
قومي هم القوم في بأس وفي كرمٍ*****إنِ ادعى غيرُهم ما فيهمُ وهِما
في الجاهلية سُدنا كلَّ ذي شرف***** بالمأثرات، وسدنا العرب والعجما
وصار كلٌّ معدِّي لنا تبعاً يرعى***** بأسيافنا الوسمي حيث هما
إذ يشير في شطر البيت الأخير "يرعى بأسيافنا الوسمي" الى ما اشتهر عن اتخاذ كليب و هو وائل بن ربيعة التغلبي حمى له لا ترعاه إلا إبله أو إبل من يأذن لهم. و تغلب أخو بكر و كلاهما ابنا وائل ..
ب ـ و مثل قوله:
وإن قال ياآل شيبـان :أرقلـت ***** إلى الموت عدواً شيبها وشبابه
مثل قوله ج ـ و
وهل تصحبني من شريك عصابة ***** نماها الى العليا قيـس وخالـد
اولئك اخواني ورهطي واسرتي ***** وقومي اذا ماستنهضتني الحقائد
و يعني بقيس : "قيس بن خالد بن عبد الله ذي الجدين بن عمرو بن الحارث بن همام بن مـرة بن ذهـل بن شيبان "الأكبر" بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل
و قيس بن خالد هو جد بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد
قال الأعشى : أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ وَأنْتَ امرُؤٌ تَرْجُو شَبَابَكَ وَائِلُ
قال طرفة في معلقته :
فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ
وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ
فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي
بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّد
د ـ و مثل قول ابن المقرب ايضاً :
أحيى شجاعة وائـــل في (وائــــــــــل)***وسـماحـــــ ـة المطـري في شيبان
ووفاء ميمون النقيبــــــــــة حـــــارث***وحميــــــــة الملك المحظم هانـي
قال شارح ديوان ابن المقرب العيوني المجلد الخامس ص2713-2730 معلقاً على هذه الأبيات :
( يصف الامير الفارس محمد بن ابي الحسين عندما هزم جمع بطون من بني عقيل بن عامر وحده ، واستحوذ على الجمل الذي حددوه، والهودج الذي جعلوا فيه ام الامير طريفة بنت شبانة وكانت عندهم لحظة المعركة ،وهم اخواله واعدائه بنفس الوقت) .
قلت : و كل هؤلاء وائليون ، فوائل يعني به كليبا وائل بن ربيعة التغلبي ملك العرب ، و المطري هو معن بن زائدة الشيباني البكري ، و الحارث هو ابن عباد اليشكري البكري ، و هانئ بن مسعود الشيباني البكري قائد العرب في يوم "ذي قار"، أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم
هـ ـ و يقول ابن المقرب العيوني العبدلي "نسبة الى عبدالله بن علي العيوني مبيد القرامطة" الوائلي الربعي :
وأين آل (مضاص) في قبائلها****من جرهم ساكني بحبوحة الهرم
أفناهمُ وأدار الكأس مترعــــةً****في
وائل فسقاها غــــــير محتشم
أردى أبن
مرّة همّاماً وكان له****عقدُ الرئاـــــــسة عن آبائه القٌدُم
يعني
همام بم مرة بن ذهل بن شيبان وكان صاحب رئاسة بكر بن وائل.
ومانع الحار
جسّاساً أتاح لهُ*****سهم المنون على عمد فلم يرُم
يعني جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان قاتل "كليب بن ربيعة" وكان يقال لجساس "بن مرة" حامي الذمار ومانع الجار .
و
الحوفزان الذي كانت تنوء به****بكرٌ سقاه بكاسات من النقم
الحوفزان هو الحارث بن شريك بن عمرو الصلب بن قيس بن شراحيل بم مرة بم همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ، وكان الحوفزان من سادات بكر بن وائل وفرسانها ، "ولم تطع بكر بن وائل أحداً كطاعتها له " وكان اكثرها وقائعاً " وأعظمها هيبةً وأسمحها يداً" ، ولم يعقد عليه من بكر بن وائل ، وله أيام كثيرة ، وفيه أشعار كثيرة .
وفارس العرب العرباء إن ذكرت*****ب
سطامُ مدّ إليه كفّ مخترم
وبسطام هو
بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بم خالد ذي الجدين بن عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن بكر بن وائل ، وكان فارس ربيعة و((بيته)) البيت الاول منها ، وهو الذي وضعت عليه العرب أعمدت بيوتها جزعاً عليه لما أتاهم خبر قتله ، وقتل وهو حدث السن ، وكان له عشرون سرية ، كلها يظفر بها إلا سريتين إحداهما أسر فيها ، والأخرى قتل فيها ، وحديثه يطول .
فابتزّهُ ملكهُ غصباً وأنزله*******فوق التراب عفير الخد والقسم
و
عاقر الفيل يوم (القادسية) قد*****سقاه صرفُ الرّدى صرفاً لغير فم
"عاقر الفيل" يعني
المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل شيبان ، وهو الذي عقر فيل مهران يوم القادسية ، وقتل الاعاجم ،"وعاث في مملكة كسر" ونهب في ديارهم وسبى ، وكان سبب فتح بلاد كسرى ،
يقول الاعور الشني شعراً :
هاجت لأعور دار الحيّ أحزانـا***واستبدلت بعد عبد القيس همدانا
أزمان سار المثنى بالجنود لهم***ففلّل الجمع من فرس وجيـــلانــا
سار المثنى بفرسان مســــوّمة***فقتل الفرس من مثنى ووحدانــا
ما إن رأينا أميراً بالعرق مضى***مثل المثنى الذي من آل شيبانــا
إن الأمير المثنّى يوم بــــــارزه***مهران أشجع من ليث بخفانــــا .
وقد أذاق
شبيباً في شبيبته***كأس الحتوف بلا كأس ولا سقم
يعني
شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس بن عمرو بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان ، "الخارجي" وكن "شبيب" هذا فارس العرب "كلها " باديها وحاضرها ، ومتقدمها ومتأخرها ، وهو الذي خرج على بني أمية على عهد عبد الملك بن مروان ، وأرجف وخطب له بالمنابر بالخلافة ، وخوطب بأمير المؤمنين ، حيث يقول شاعر ربيع :
فإن يكن منكم كان مروان وابنه***وعمرو ومنكم هاشم وحبيبُ
فمنّا سويدٌ والبطين وقعنـــــــب***ومنّا أميــــر المؤمنين شبيبُ
ودخل على الحجاج الكوفة مراراً كثيرة ، وحصره فيها ، واجتمعت عليه عساكر العراق مراراً فهزمها كلها ، وقتل منها ما لا يحصى ، وما بلغ عسكره فيها اكثر من ستمائة ، وأرسل الحجاج إلى عبد الملك فأتاه بمدد كثير من عساكر أهل الشام .
"وقوله " بلا سيف ولا سقم " يعني أنه مات غرقاً في دجلة ووقع به فرسه وعليه درعه وسلاحه فلم يطق يسبح فغرق .
و(
المزيديين) غالتهم غوائله****واجتاحه مزبدٌ من سيله العرم
يقصد سلالة معن بن زائدة الشيباني بيوت الكرم المشهورة في وائل .
ولم يدع
هانئاً وهو الذي انتصفت***به الاعريب واستولت على العجم
يعني
هاني بن مسعود بن هاني صاحب يوم ذيقار .
وهو اليوم الذي قال فيه النبي الكريم : هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم بفوارس من ذهل بن شيبان ، وبي نصروا .
و
الحارثُ بن عُباد غاله وسطى***بجحدر فارس التّحلاق للّمم
يعني
الحارث بن عباد بن مرة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الحصن ،- ويقال الأغر - بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ، أبا بجير ، كان فارس بكر بن وائل في زمانه وهو الذي أسر مهلهل بن ربيعة أخا كليب بن ربيعة مراراً ويخلي سبيله ، وكان يضرب به المثل بالوفاء ، فيقال : (أوفى من رب النعامة) ،والنعامة أسم لفرسه .
وجحدر هو
جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الحصن فارس يوم التحالق ،" وهو الذي افتدى ذؤابته بأول فارس يخرج من بني تغلب ، فقتل ذلك اليوم أول فارس وثاني فارس وثالث فارس حتى قتل عدة من الفرسان " وهو جد المسامعة الذين منهم مالك بن مسمع بن شيبان بن قلع بن عمرو بن عباد بن جحدر بن ضبيعة .
ذكروا ذات يوم أشراف العرب عند عبد الملك بن مروان حتى بلغوا إلى مالك بن مسمع ، فقالوا : يا أمير المؤمنين بالبصرة رجلٌ لو غضب غضب معه مائة الف سيف كلهم لا يسأل لم غضب ، فقال : عبدالملك : ومن هو ؟ فقالوا : مالك بن مسمع ، فقال : هذا السؤدد .
و
الحارثُ بن سدوس لم يهب عدداً***فيه بنيه ولم يكترث بهم
يعني
الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبه الحصن ، وكان من عظما بكر بن وائل ، وكان له خمسة وعشرون ولداً ذكراً "غير الإناث" وكان من فرسان ربيعة ، وأبوه سدوس قاتل الملك ابن الهبولة .
والجعدُ مسلمة لم يحمه فدنٌ***بناهُ والدهُ إذ كان ذا همم
الفدن القصر ، وسمي
مسلمة الجعد لقوته ، وهو صاحب وقعة هوازن التي قتلهم فيها حيث يقول لبيد بن ربيعة يرثيهم ويذكر مسلمة :
وجاءو به في هودج ووراءه******كتائب خضرٌ في نسيج السنوّر
وهو مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم " وأبو عبيد أول من أختط حجراً ونزل أرض اليمامة وكان له عشر أولاد ذكور ، وجاءه أعمامه - وكانوا جماعة - يطلبون الّشرك ، فرد يدّه الى ذكره ، وقال : والله لا أشرك فيها إلا من خرج من هذا ، ألا بل لكم الرضى ، فأعطاهم كل رجل من أعمامه قرية .
و
هوذة بن عليّ حطّ منتزعاً****عن رأسه التّاج غيرمحتشم
يعني الموت اخذه غير مستحي من ذلك ، وهو هوذة بن علي بن ثمامة بن عمرو من بني حنيفة وهوذة هذا أول معدي لبس التاج ، ولم يتوج قبله معدّي ولم يخاطب معدي بأبيت اللعن الا هو ، وهو الذي كتب اليه النبي الكريم كما كتب الى كسرى ملك العجم .
وهو الذي جاءته قيس عيلان وقد اجدبت نجد ونزلت بكر بن وائل على قتادة بن مسلمة بن عبيد ، ونزلت تميم على عمير بن سلمي من بني زيد بن يربوع بن الدول بن حنيفة ، ونزلت قيس على هوذة بن علي ، فأباحوهم تمر اليمامة وزرعها ، وأطعموهم حتى أخصبوا ، ثم أماروهم وركابهم ، وسمي هوذة الوهاب يومئذ ، وسمي قتادة غيث الارامل ، واما عمير بن سلمي فهو "الوافي"
وشيخ عجل
أبو معدان عاجله***منه الحمامُ فلم يطلب له بدم
هو
حنظلة بن ثعلبة بن سيّار من بني عجل بن لجيم من بكر بن وائل ،وكان يسمى مقطع الوضن والبطن لأنه يوم ذيقار قطع بطان بعير أمه ووضين أخته وكذلك بعير ابنته ورمى بها على الارض "فقاتلت الناس عند حتى هزموا الاعاجم وقتلوا جيوش كسرى " وكان اجسر بكر بن وائل يوم ذيقار اثراً ، وهو اول من غير سنة المشركين في قسم "خمس" الغنائم ((وذلك حين قتلوا جيوش كسرى ، وغنموا ما كان معهم من خيل وسلاح وغير ذلك)) فامر بقسمة غنائمهم التي غنموها من الاعاجم وأخرج خمسها وبعث به الى النبي الكريم عليه الصلاة و السلام ، وقد سال أي شيء يكون له من الغنائم ، فقالوا له : الخمس ، فبعثه اليه ، ولم يكن احدٌ سبقه الى ذلك .
وفارس العرب العرباء وسيّدها***أعني
كليباً قريع العرب والعجم
القريع : السيد ويقاللا فلان قريع دهره ، أي مختارأهل دهره ، وأصله الفحل ، وكليب هو كليب بن ربيعة بن مرة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب ،بن عمرو بن غنم بن تغلب بن بكر بن وائل ، وكان رئيس معد كلها وسيدها وصاحب مرباعها ، وكان يضرب به المثل فيقال "( أعز من كليب وائل) وهو صاحب يوم خزازى ويوم السلان ،) وفي رئاسته كان قتل التبابعة ، واخباره كثيرة مشهورة .
لم يحمه عددٌ مجرٌ ولا دفعت ***عنه المنيّة إذ جاءت(بنو جشم)
ولـــم يكن
لعديّ بعدهُ عصــمٌ***منه وكــــــان عديٌ أي معتصم
عدي هو
المهلهل بن ربيعة اخو كليب ، صاحب حرب بكر وتغلب "أربعين سنة" وكان سيّداً شريفاً شجاعاً "مشهوراً" شاعراً من أعظم فرسان العرب ، واحاديثه مشهورة .\
و
آل كلثوم ساداتُ الأراقم لم***يترك لهم من حمىً حام ولا حرم
آل كلثوم هم رهط
عمرو بن كلثوم قاتل الملك عمرو بن هند ملك الحيرة بالعراق ، وهو سيد تغلب وفارسها ورئيسها وخطيبها وشاعرها "واخباره مشهورة"
أولئك الغرُ من سادات قومكما***أهل النّهى واللّهى والعهد والذمـــم
فهذاه شيم الدنيا وغايتُـــــــها***فيمن مضى أو أبقى من سائر الأُمم
فتأمل كيف يبتدئ لدى الفخار بفرسان بكر، ثم يثني بتغلب ، فسائر ربيعة ،و اللله أعلم و أحكم ...