" إلى ذمّة الله وجواره وجنانٍ
عرضها السموات والأرض يأبا سامي "
كما أن الأدب يعلي مكانة صاحبه في الدنيا فهو يعلي ويحيي ذكره ومكانته بعد مماته، وهذا ما شاهدناه برحيل الأديب سليمان الفليح - غفر الله له - الذي حزنت على رحيلة جميع الأوساط الأدبية والثقافية والشعبيّة في الخليج العربي، وقد بثت القناة الثقافية السعودية برنامجاً كاملاً إستعرض فيه مشوار هذا العلم ومكانته الأدبية في المجتمع الخليجي، كما قامت جميع الصحف الخليجية ذات الصلة بتأبين رحيل هذا العلم والرمز الأدبي، وبتأبينهم لرحيله عكسوا مدى خسارة الوطن لأحد أبناءه البررة ولكنها سنّة الله في خلقه ولا باقٍ إلا وجهه سبحانه.
كما وقد رثاه العديد من مشاهير شعراء الخليج والجزيرة العربية وعلى طليعتهم أديب قبيلة عنزة الأستاذ عبدالله بن عبار والشاعر الكويتي القدير الأستاذ حمود البغيلي حفظهم الله والعديد من الشعراء الذين سنحاول جاهدين بإذن الله جمع أشعارهم وتدوينها في شبكة منتديات قبيلة السبعة كي تكون شاهداً على حب الناس لفقيدنا في حياته وبعد مماته، وقد قلت هذه الأبيات التالية التي أرجوا أن تحوز على رضاكم أجمعين وبمقام فقيدنا رحمه الله تعالى، بعد ما شاهدت ما له من مكانه وتقدير عند عباد الله والتي نسأل الله أن تكون علامةً من علامات الرضا والقبول فالناس شهود الله في أرضه، فقلت :
الـمــوت حـــوضٍ وارده كــــل انــســان *** حــــــــقٍ عــلــيــنــا كـــلـــنـــا وارديــــنـــــه
عــزّ الـعـزا فــي مـثـل مـوتـة سليـمـان *** لـــجّـــوا عــلــيــه قــرومــهــا فـاقــديــنــه
وصحـف الجرايـد كلهـا نفـس عـنـوان *** رمـــــــــز الأدب رثــــــــــوه ومــأبــنــيــنــه
وجضّـوا عليـه أللـي ورا جبـال عمّـان *** وألــلــي ســكــن بـريـاضـهـا والـمـديـنـة
ما ألوم قلب أللي سطت فيه الأحزان *** ولا ألــــوم ربــعــه بـالـفـخــر بـاخـنـيـنـه
ســيــفٍ مــجــرب بـالـمـلازيـم فـهـمــان *** ولا كــبــرت الـقـالــة لـربـعــه ضـمـيـنــه
ضحوك طلق حجاج في كل الأحيـان *** طـلــق الـمـحـيّـا مــــا بـقـلـبـه ضـغـيـنـه
والله لـــو الـمــوت يــشــرى بـالأثـمــان *** كــــــان الـقـبـيـلــة كــلــهـــم شـاريــيــنــه
ويالله يامـعـامـل عـبـيــدك بـالإحـســان *** إنـــت الـــذي مــــدات عــفــوك ثـمـيـنـه
إغـفــر لـعـبـدٍ يـطـلـب الــيــوم غــفــران *** واجـعـل عـلــى قـبــره تـــدوم السكـيـنـة
والله مــــن قــلــبٍ مــــن الــهــم قـــــزان *** يـوم ايتطـرى مــا مـضـى مــن سنيـنـه
ويـن الرجـال اللـي لـهـا بالـعـلا شــآن *** أهــــــل الــمــكــارم والــثــنــا كـاسـبـيـنــه
طعّامـة اللقمـة عـلـى العـسـر جيـعـان *** منصى الضعيـف اللـي حياتـه غبينـه
سِمح الوجيـه مدلهـة غُـرب الأوطـان *** وتـدلـه بـهـم حـتـى العـجـوز الحزيـنـه
وكـم مـن كريـمٍ حـي لــو كــان فنـيـان *** مـــا مـــات ذكــــره لــــوّ هــــم دافـنـيـنـه
مثل أبو هادي مفني الكـوم والضـآن *** قـلـبــي عــلــى مـثــلــه تــزايـــد ونـيــنــه
أعـنـي بشـيّـر مفـنـي الـقـوت وإمــوان *** يــوم الشِّـفـي شقـيـان يـمـلا الخـزيـنـه
ربيـع ربـعـه مــا حــوى الفـعـل بهـتـان *** ولا قــــد عــقــد بوجـيـهـهـم حاجـبـيـنـه
مـــن لابـــةٍ يـــوم الـمـعـارك والأكـــوان *** عــدوهـــم مـــــا قــيـــل فـــــاز بـمـنـيـنــه
عـقــاقــره والـنــعــم لا قــيـــل فـــدعـــان *** أهـل الصخـى وأهـل العقـول الرزيـنـه
وبــالآخـــرة نــرجـــاك تــجـــزاه بـجــنــان *** وتحـرّم علـيـه الـنـار مــا تـجـي عيـنـه
ولـيـت المنـايـا تـآخــذ الـعـفـن كـوبــان *** ألـلــي عـلــى ربــعــه مـسـلــط سـنـيـنـه
وتقطـع قـطـوعٍ لابــسٍ ثــوب شيـطـان *** مطغـيـه زوم إبلـيـس ومعـمـي يقـيـنـه
وتـدلـي بـدنــوعٍ خـايــب الـســد فـلـتـان *** ومــن حسـنـة الأجــواد تصـفـر يديـنـه
وتفـجـى شـفــيٍ صـــار لـلـمـال خـــزان *** ومـــــن الـحـسـانــي حــــــارمٍ والــديــنــه
وتقـفـي بـشـيـخٍ صـــار لـلـربـع خـــوان *** خـالــف جـــدوده كـاســبٍ كـــل شـيـنــه
ويالله يـالـمـعـبــود تـــرحـــم سـلــيــمــان *** وتـجـبـر عـــزا نـفــسٍ بـفـقــده حـزيـنــه
وعـسـاه فــي جـنــات خـلــدٍ ورضـــوان *** وعـن حمـو صلـو النـار تسلـم يمينـه
وأدعـي الكريـم أللـي لـلأرزاق ضمّـان *** عــفـــوه وســتـــره والــرضـــا طـالـبـيـنــه
* أبو هادي هو بشيّر همش الحنتوشي العقاّري الفدعاني العنزي وهو - رحمه الله - من أكرم كرماء قبيلة عنزة بمدينة الخفجي منذ تأسيسها، وقد كان بيته مدهل لجميع من قال أنا عنزي حتى توفاه الله عام 1411 هـ 1991م.