مس بيل عدد العنزيين في بادية الشام والجزيرة معا ربع مليون نسمة
تقول مس بيل السكرتيرة الشرقية للحاكم السياسي البريطاني في العراق منذ احتلال بغداد عام 1917 ، في كتابها الموسوم تاريخ العراق القريب ( ترجمة الدكتور جعفر الخياط ) عن عنزة بأنهم مجموعة موحدة من القبائل البدوية تقطن بادية الشام الممتدة بين الفرات والحدود السورية ، وهم يصلون في ترحالهم شمالاً الى حلب ، وفي هذه المنطقة الشمالية يعبرون الفرات فيحتلون المراعي الغنية بالعشب حوالي البليخ والخابور ، حيث يدل خط من التلول العالية المنتشرة بين القرى الأثورية على رخاء البلاد وثروتها في السابق ، وتكون في الجنوب الرمال المتموجة في صحراء النفوذ ، الحدود الاعتيادية لهجرة قبائل عنزة ، لأن النفوذ هي المراعي الشتوية لقبائل ابن سعود الشمرية .
وفي الشمال الشرقي ايضاً نجد عنزة من أي مكان تعبر الفرات شمر الى جانبها ، ولكن شمر في هذه الديار تتبع اسرة جربا وليس اسرةابن رشيد .
وتنطوي اسباب انحصار عنزة بين القبائل الشمرية من جهات مختلفة في تاريخ هجرتهم من جزيرة العرب . ففي منتصف القرن الثامن عشر طغى سيل شمر على حدودها في الحافة الشمالية من النفوذ واكتسح بادية الشام دافعاً امامه شاغلي هذه السهوب المملوءة بالعشب او منحيا اياهم الى جانبي البلاد المعمورة .
وقد يبلغ عدد العنزيين في بادية الشام والجزيرة معا ربع مليون نسمة ، ولاشك ان التقدير مبني على اضعف المعلومات ، اذ لم يحاول احد التفكير باحصاء خيم البدو . وهم ينقسمون بصورة عامة إلى جمهرات ثلاث :
فهناك العمارات الذين يدعون بأنهم من سلالة جد اسطوري يدعى بشرا . وهم يحتلون برئاسة فهد بك آل هذال الزاوية الجنوبية الشرقية من بادية الشام ، ويمضون الصيف بالقرب من الفرات .
وهناك جمهرة الرولة التي يترأسها نوري الشعلان وهم جيران متقابلون للعمارات ينزلون في الجهة السورية من البادية ، ويلتجأون إلى الشام في الاكتيال والتبصع . كما يقصد العمارات كربلاء والنجف .
والجمهرة الثالثة هم جمهرة مختلفة تتألف من الفدعان والسبعة ، والفريقان ينحدران من بشر ، كما ينحدر العمارات منه ولذلك فهم يدعون أحيانا كلهم بأسم بشر ، ويتبع الفدعان اسرة المهيد ،
وابرز الشيوخ بين السبعة ابن مرشد ويدعي فهد بك انه الشيخ الاعلى لعنزة بأجمعها ، ولكن حقوقه الشرعية او القانونية مهما كان شأنها هنا فأنه من السلطة الواقعية لاظل لسلطته على الرولة .
كما ان الفدعان والسبعة لا يكادون يعتروفون به الا اعترافا ضئيلا ولا يمكن ان يعتبر ذلك خضوعا له وحتى اقاربه شيوخ العمارات لايطيعونه اويعيرونه اذنا صماء الاتبعا لما تقتضيه مصلحتهم .
ويعتبر ابن هذال يعتبر اعظم شيوخ البدو في حدود العراق الغربية . وقد حاول الاتراك ادخاله في جهازهم الاداري بتعيين والد فهد ( الشيخ هذال ) قائمقاما للبادية الواقعة بين واحة شفاثة وكربلاء حيث يملك في نهاية جدول يتفرع من الفرات عدة افدنة من الاراضي الصالحة للزراعة يقوم بزراعتها فلاحون من سكنة المناطق النهرية .
|