فضل علم الأنساب

بسم الله الرحمن الرحيم

( علم النسب )
لا يخفى أن العلماء عرّفوا علم النسب بأنه العلم الذي يبحث في تناسل القبائل و البطون و الشعوب و تناسل الأبناء من الآباء
وتفرع الغصون من الأصول في الشجرة البشرية ، بحيث يعرف الخلف عن أي سلف ٍ انحدر و الفرع عن أي أصل صدر .

وحفظ الأنساب ليس خاصاً بالعرب بل هو علم مشترك بين سائر الأمم إلا أن العرب امتازوا بذلك وتغلب على مشاعرهم وأحاسيسهم ،
حتى لتجد الصبي و اليافع و الكهل و الشيخ إذا سألت أحدهم عن نسبه سرد غير متلكئ ولا متقاعس .

قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى :
{ .. وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ..}
أي : ليحصل التعارف بينهم ، كلٌ يرجع إلى قبيلته.
وقال مجاهد في قوله : { لِتَعَارَفُوا } ، كما يقال : فلان بن فلان من كذا وكذا ، أي : من قبيلة كذا وكذا .

حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك عن عبد الملك بن عيسى الثقفي عن يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر)
قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه ومعنى قوله منسأة في الأثر يعني به الزيادة في العمر .

قَوْلُهُ : ( عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عِيسَى الثَّقَفِيِّ )
اِبْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَارِيَةَ بِالْجِيمِ التَّحْتَانِيَّةِ مَقْبُولٌ مِنْ السَّادِسَةِ
( عَنْ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ )
بِضَمِّ الْمِيمِ وَسُكُونِ النُّونِ وَفَتْحِ الْمُوَحَّدَةِ وَكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ بَعْدَهَا مُثَلَّثَةٌ مَدَنِيٌّ صَدُوقٌ مِنْ الثَّالِثَةِ

قَوْلُهُ : ( تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ )
أَيْ مِنْ أَسْمَاءِ آبَائِكُمْ وَأَجْدَادِكُمْ وَأَعْمَامِكُمْ وَأَخْوَالِكُمْ وَسَائِرِ أَقَارِبِكُمْ
( مَا ) أَيْ قَدْرَ مَا ..

(تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ )
فِيهِدَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ الصِّلَةَ تَتَعَلَّقُ بِذَوِي الْأَرْحَامِ كُلِّهَا لَابِالْوَالِدَيْنِ فَقَطْ كَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْبَعْضُ . وَالْمَعْنَى تَعَرَّفُوا أَقَارِبَكُمْ مِنْ ذَوِي الْأَرْحَامِ لِيُمْكِنَكُمْ صِلَةُالرَّحِمِ وَهِيَ التَّقَرُّبُ لَدَيْهِمْ وَالشَّفَقَةُ عَلَيْهِمْ وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ , فَتَعَلُّمُ النَّسَبِ مَنْدُوب.

( فإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ )
بفَتَحَاتٍ وَتَشْدِيدِ مُوَحَّدَةٍ مَفْعَلَةٌ مِنْ الْحُبِّ , مَصْدَرُالْمَبْنِيِّ لِلْمَفْعُولِ . قَالَ الْقَارِي : وَفِي نُسْخَةٍ يَعْنِي مِنْ الْمِشْكَاةِ بِكَسْرِ الْحَاءِ أَيْ مَظِنَّةٌ لِلْحُبِّ وَسَبَبٌ لِلْوُدِّ

( فِي الْأَهْلِ )
أَيْ فِي أَهْلِ الرَّحِمِ

( مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ )
بِفَتْحِ الْمِيمِ وَسُكُونِ الْمُثَلَّثَةِ . وَفِي النِّهَايَةِ : هِيَ مُفْتَعَلَةٌ مِنْ الثَّرَى وَهُوَ الْكَثْرَةُ أَيْ سَبَبٌ لِكَثْرَةِ الْمَالِ وَهُوَ خَبَرٌ ثَانٍ .

( مَنْسَأَةٌ )
بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ مَفْعَلَةٌ مِنْ النَّسَاءِ وَهُوَ التَّأْخِيرُ ..

( فِــــــي الْأَثَـــــرِ )

بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ الْأَجَلِ , وَالْمَعْنَى أَنَّهَا سَبَبٌ لِتَأْخِيرِ الْأَجَلِ وَمُوجِبٌ لِزِيَادَةِ الْعُمُرِ , وَقِيلَ بَاعِثُ دَوَامٍ وَاسْتِمْرَارٍ فِي النَّسْلِ . وَالْمَعْنَى أَنَّ يُمْنَ الصِّلَةِ يُفْضِي إِلَى ذَلِكَ . وَقَالَ فِي اللُّمَعَاتِ : وَالْمُرَادُ بِتَأْخِيرِ الْأَجَلِ بِالصِّلَةِ إِمَّا حُصُولُ الْبَرَكَةِ وَالتَّوْفِيقُ فِي الْعَمَلِ وَعَدَمِ ضَيَاعِ الْعُمُرِ فَكَأَنَّهُ زَادَ ..

, أَوْ بِمَعْنَى أَنَّهُ سَبَبٌ لِبَقَاءِذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَهُ , أَوْ وُجُودِ الذُّرِّيَّةِ الصَّالِحَةِ . وَالتَّحْقِيقُ أَنَّهَا سَبَبٌ لِزِيَادَةِ الْعُمُرِ كَسَائِرِ أَسْبَابِ الْعَالَمِ . فَمَنْ أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى زِيَادَةَ عُمُرِهِ وَفَّقَهُ لِصِلَةِ الْأَرْحَام.. ,

, وَالزِّيَادَةُ إِنَّمَا هُوَ بِحَسَبِ الظَّاهِرِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْخَلْقِ , وَأَمَّا فِي عِلْمِ اللَّهِ فَلَازِيَادَةَ وَلَا نُقْصَانَ , وَهُوَ وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ " , وَقَوْلُهُ تَعَالَى : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ } اِنْتَهَى .
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحٌ .

67746 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
(تعلموا أنسابكمثم صلوا أرحامكم والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخل الرحم لأوزعه ذلك عن انتهاكه)
الراوي: جبير بن مطعم - خلاصةالدرجة: حسن الإسناد وصح مرفوعا - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 53

80665 - تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ؛ فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منساة في الأثر..
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيحالترغيب - الصفحة أو الرقم: 2520

78280 - اعرفوا أنسابكم ، تصلوا أرحامكم ،فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت و إن كانت قريبة ، و لا بعد بها إذا وصلت و إن كانت بعيدة..
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم:

183249 - الناس لآدم و حواء إن الله لايسألكم عن أحسابكم و لا أنسابكم يوم القيامة إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أوالرقم: 311

183249 - الناس لآدم و حواء إن الله لا يسألكم عن أحسابكم و لاأنسابكم يوم القيامة إن أكرمكم عند الله أتقاكم
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 311

قال ابن حزم رحمه الله :
(384هـ – 456هـ )
لقد جعل الله سبحانه تعارف الناس بأنسابهم غرضاً له تعالى في خلقه شعوباً وقبائل؛
فوجب بذلك أن علم النسب علم جليل رفيع، إذ به يكون التعارف .

وقد قص الله تعالى علينا في القرآن ولادات كثير من الأنبياء - عليهم السلام - وهذا علم نسب. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتكلم في النسب فقال: " نحن بنو النضر بن كنانة " وذكر بني تميم وشدتهم على الدجال. وأخبر – عليه الصلاة و السلام - أن بني العنبر بن عمرو بن تميم من ولد إسماعيل. ونسب الحبشة إلى أرفدة. ونادى قريشاً بطناً بطناً، إذ أنزل الله عليه: " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، وكل هذا علم نسب.

وقد قال عليه الصلاة و السلام:
أنا النبي لا كذب ... أنا ابن عبد المطلب

وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - وأبو الجهم بن حذيفة العدوي، وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، من أعلم الناس بالأنساب. وكان عمر، وعثمان، وعلي، به علماء، رضي الله عنهم، وإنما ذكرنا أبا بكر، وأبا الجهم بن حذيفة، وجبيراً قبلهم، لشدة رسوخهم في العلم بجميع أنساب العرب .

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسان بن ثابت رضي الله عنه، أن يأخذ ما يحتاج إليه من علم نسب قريش عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وهذا يكذب قول من نسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن النسب علم لا ينفع، وجهل لا يضر؛ لأن هذا القول لا يصح، وكل ما ذكرنا صحيح مشهور منقول بالأسانيد الثابتة، يعلمها من له أقل علم بالحديث.

وما فرض عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - الديوان، إذ فرضوه، إلا على القبائل؛ ولولا علمهم بالنسب، ما أمكنهم ذلك. فبطل كل قول خالف ما ذكرناه.
وكان سعيد بن المسيب، وابنه محمد بن سعيد، والزهري، من أعلم الناس بالأنساب، في جماعة من أهل الفضل والفقه والإمامة، كمحمد بن إدريس الشافعي، وأبي عبيد القاسم بن سلام، وغيرهما.

و ذكر صاحب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام قوله :
للنسب عند العرب شأن كبير و لا يزال العربي يقيم له وزناً ، و لا سيما عربي البادية
فعلى نسب المرء في البادية تقوم حقوق الإنسان بل حياته في الغالب ، فالانتماء إلى عشيرة أو قبيلة هو حماية للمرء .

قد ذكر العلماء لحفظ النسب فوائد جمة نظرية و علمية و جعلوها من الضرورات الشرعية و الاجتماعية و الأدبية و المادية منها :
ثبات المواريث ، و الوقف ، وصلة الأرحام ، و الأنكحة ، و الديات في حق العاقلة و غير ذلك .

هذا و الله أعلم .

أخوكم /
إبراهيم بن حمدان البقمي

بارك الله فيك يابو حمدان على هذا البحث الرائع

هلا ومرحبا بك يا اخ ابراهيم البقمي يالله حي البقوم جميع ....

.... أبي أسألك سؤال اذا تسمح .... قبيلة البقوم يقولون من الأزد وأنا ماعمري اقابل بقمي الا أحس انهم من العدنانية اشكالهم ولهجاتهم واطباعهم فأنا لا أعلم من أول من نسبهم الى الازد عبر المصادر التاريخية ؟

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشعل العبار [ مشاهدة المشاركة ]

بارك الله فيك يابو حمدان على هذا البحث الرائع

الأستاذ / مشعل العبّــــار
تشرفت بإطلاعكم و صدق مشاعركم ،،
بارك الباري فيك ..

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجال العنزي [ مشاهدة المشاركة ]

هلا ومرحبا بك يا اخ ابراهيم البقمي يالله حي البقوم جميع ....

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرجال العنزي [ مشاهدة المشاركة ]

.... أبي أسألك سؤال اذا تسمح .... قبيلة البقوم يقولون من الأزد وأنا ماعمري اقابل بقمي الا أحس انهم من العدنانية اشكالهم ولهجاتهم واطباعهم فأنا لا أعلم من أول من نسبهم الى الازد عبر المصادر التاريخية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الأستاذ / الرجال العنزي

أشكركم على الترحيب الوافي الذي أنتم أهله ..

أما ما يتعلق بنسب قبيلة البقوم فهي فعلاً قبيلة أزدية كهلانية قحطانية ،،

و سأذكر شيئاً من ذلك هنا ،،

وإن كان بإمكان الإخوة الكرام القائمين على هذا الصرح العالي ،،
السماح بوضع نبذة مختصرة عن قبيلة البقوم في منتدى الأنساب العام فأنا لهم
من الشاكرين ،،
و إن كان المنتدى خاص بقبائل ربيعة النزارية المعدية العدنانية فقط ف لحر تكفيه الإشارة .

قبيلة البقوم

قبيلة البقوم هي قبيلة حوالية أزدية كهلانية سبئية قحطانية

يعود نسبها إلى عامر الملقب بـ ( باقم ) بن حوالة بن الهنو بن الأزد بن الغوث بن نبت
ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان .

جاء في نص محمد بن حبيب ( المتوفى سنة 245هـ )

وهو من قدماء علماء النسب فيكتابه (أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية والإسلام وأسماء من قتل من الشعراء

( عند ذكر مقتل الشنفرى الأزدي الذي قتل قبل البعثة النبوية بحوالي 70 عاماً ، أنه قتل من بني سلامان بن مفرج تسعة وتسعين رجلاً في غاراته عليهم ,
وأن بني سلامان أقعدت لـه أسيد بن جابر السلاماني و حازم البقمي ، من قبيلة البقوم من حوالة بن الهنو بن الأزد .

ذكر صاحب الأغاني ( 284هـ - 356هـ ).

في خبر حاجز بن عوف الأزدي ، أحد الصعاليك المغيرين على قبائل العرب، و ممن كان يعدو على رجليه عدواً يسبق به الخيل .

قال أخبرني محمد بن الحسن بن دُرَيْد ، قال : حدثني العباس بن هشام ، عن أبيه ، عن عوف بن الحارث الأزدي ، أنه قال لابنه حاجز بن عوف :
أخبرني يا بني بأشَدّ عْدوِك ، قال نعم ، أفزعتني خثعم فنزوتُ نزواتٍ ، ثم استفزتني الخيل و اصطف لي ظبيان ، فجعلت أنهمهما عن الطريق ،
و منعاني أن أتجاوزهما في العْدوِ لضيق الطريق حتى اتسع و اتسعت بنا ، فسبقتهما . فقال له فهل جاراك أحدٌ في العَدْو ؟ قال :
ما رأيت أحداً جاراني إلاّ أُطَيلِس أُغيبِر من البُقوم فإنا عدونا معاً فلم أقد على سبقه.
قال البُقوم بطن من الأزدِ من ولدِ باقِم و اسمه عامر بن حوالة بن الهنو بن الأزد .

قال الزبيدي (المتوفى سنة 1205هـ )

(و البُقْمُ ، بالضَّم و بضمتين ) مثال يُسْرِ و يُسُرِ : ( بَطْنٌ من العَرَب ) ، و يقال لهم أيضاً : البُقُوم الواحد باقِمٌ ، و اسمه

عامِر بن حَوالَةَ بن الهِنْوِ بن الأزد ، هكذا أورده صاحب الأغاني في ترجمة حاجِزِ الأَزْدِي ، عن ابن دُرَيْد بسنده ، و فيه قال حاجِزٌ :
ما جاراني إلا أُطَيلِس أَعْسَر من البقوم ) .
و ( أُطَيلِس ) تصغير أطلس و الأَطَيَلسُ من الرجال : الدّنِسُ الثياب ، شُبه بالذئب
في غُبْرةِ ثِيابه .
و ( أَعْسَر ) على ما جرى من كلام العرب ، يقال " رجل أعسر" إذا كانت قوته في شماله و يعمل بها ما يعمله غيره بيمينه ، ويقال :
ليس شيء أشد من رمي الأعسر ، قال الأزهري :
لها منسم مثل المحارة خفه ... كأن الحصى من خلفه حذفُ أعسراَ .

و ذكر عمر رضا كحالة في كتابه معجم قبائل العرب القديمة و الحديثة :

البقوم بطن من الأزد من القحطانية ، و اسمه عامر بن حوالة بن الهنو بن الأزد ،

و البقوم من قبائل العرب ، أصلها من الأزد .

و قال محمد سليمان الطيب في موسوعة القبائل العربية :

البقوم هم بنو عامر بن حوالة بن الهنو بن الأزد ، بطن من الأزد من القحطانية .

و قال العلامة حمد الجاسر :

البقوم و النسبة إليهم بقمي ، منازلهم في وادي تربة ، و ما حوله من وادي كراء ، و الحرَّة المعروفة باسم تلك القبيلة ،

و في جبل حضن و ما حوله .

و ذكر المستشرق الألماني البارون ماكس أوبنهايم ( 1860م – 1946م )

في ( موسوعة البدو )

البقوم اسم لقبيلة لم تزل حتى الآن تخيم في منطقة تربة ، و تربة بلدة تقع على مسافة قريبة من الطائف .

وفي كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب قال القلقشندي (756هـ - 821هـ )

بنو حوالة ( بالحاء المهملة مع الواو ) بطن من الهنو من الأزد من القحطانية ، وهم بنو حوالة بن الهنو بن الأزد .

بنو الأزد ( بفتح الهمزة و سكون الزاء و بالدال المهملة ) و يقال فيهم الأْسْد ( بالسين المهملة بدل الزاء ) و هم من بني كهلان من القحطانية ،
وهم بنو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان ([1] ) .
والأزد لقبه : دِراء بوزن (فِعَال)، والأزْد والأسْد لغتان، والأخيرة أفصح، إلا أن الأولى أكثر .

قال ابن دُرَيْد في كتاب الاشتقاق :

( اشتقاق ولد الأسْد و رجاله ) اشتقاق الأسْد من قولهم : أسِدَ الرجل يَأْسَدُ أَسَداً ، إذا تشبّه بالأسَد . و في حديث أمِّ زَرْع :إنْ دخَل فَهِد ،

و إن خَرجَ أسِدَ أي تشبّهَ بالفَهْد إذا دخَل ، لتغافله و تناعُسه ، و بالأسد إذا خَرجَ لتيقُّظه و شِدِّته .
ثم قال ومن ولد الهنو بن الأزد : حوالة ، و عوهى ، و الهون ، و يرفى بطون ،
و اشتقاق الهنو من قولهم : هنأتُ البعيرَ أهْنَؤُه هَنْئاً ، إذا طليته بالقطران ،
أو هنأت الرجلَ أهنؤه هَنْئاً ، إذا أعطيته ، و مثل ٌ من أمثالهم :
( إنما سمِّيت هانئاً لتهنأ ) أي لتُعطِىَ قال الشاعر :
هَنَأْنَاهمُ حتَّى أعانَ عليهمُ ... سوافي السِّمَاك ذي السِّلاح السَّواجم
إلى أن قال و الهنو أبو قبيلة و هو ابن الأزد .

قال السمعاني ( المتوفى سنة 562هـ )

الأزدي : وهذه النسبة إلى أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، و المشهور بهذا الانتساب أبو معمر عبدالله بن سخبرة الأزدي ،

و أبو حوالة عبدالله بن حوالة الأزدي من الأزد بن الغوث وله صحبه .

و قال أبو المنذر هشام بن السائب الكلبي ( المتوفى سنة 204هـ )

و بنو الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان :

مازناً ، ونصر بن الأزد ، و عمرو بن الأزد ، و عبدالله بن الأزد .
و الهنو بن الأزد ، و قدار بن الأزد ، و الأهيوب بن الأزد .
ثم ذكر وولد الهنو بن الأزد : حوالة بطن ، و حجراً بطن ، وعوهى بطن ، و النّوب بطن ، و أفكة ، و يزيد ، و دهنة بطن ،
و برمئ بطن ، و يرفئ بطن .

قال صلى الله عليه وسلم :

( نعم الأزد طيبة أفواههم ، برة أيمانهم ، نقية قلوبهم ) ( )

وفي الكامل للمبرّد ( 210 هـ - 285هـ ) :

أن علي بن أبي طالب رضي اللهعنه قال في الأزد :

( أربع ليست لحيٍ غيرهم بذل لما ملكت أيديهم ، ومنع لحوزتهم ، وحي عمارةلايحتاجون إلى غيرهم ، وشجعان لايجبنون ) .

وقد بلغت الأزد من المجد قمته، ومن الشرف ذروته، حفظ التاريخذكرهم و دوّن مجدهم فهم أصحاب الجنتين في مملكة سبأ ،

وبعد البعثة النبوية كان لهم فيالإسلام بادرة عظيمة ومنـزلة شريفة، إذ هم أول القبائل العربية إيمانًا بمحمد صلىالله عليه وسلم وتصديقاً برسالته ،

فآووه في أرضهم ونصروه بأموالهم وأنفسهم ، وهم فيالفتوحات الإسلامية أصحاب مواقف مشرفة في رفع راية التوحيد ونشر الإسلام في أصقاعالأرض ،
ثم كان منهم العلماء والشعراء الذين أثروا الثقـافة العربية والإسلامية ، وعُرفالأزد بالفصاحة فكانوا من أفصح الناس لسانًا وأعذبهم بياناً ،
أُعتمد على لغاتهم فيأخذ اللسان العربي ، وظهر أثرها الواضح في ألفاظ القرآن الكريم ، وقراءاته ،
وأحاديثالنبي صلى الله عليه وسلم ،
وما أُثر عنهم من أقوال وأشعار وأمثال ، كما كانت لغاتهممن مصادر الاحتجاج اللغويّ والنحويّ عند علماء العربية وغيرهم
وهم من أعظم قبائل العرب وأشهرهم .

فروع قبيلة البقوم :

تنقسم قبيلة البقوم الى جذمين كبيرين جداً هما:

وازع ( بني وازع ) و محاميد ( بني محمد )
وكل جذم يشتمل على عدد من القبائل .

(جذم أو شمل وازع )

و النسبة إليه (وازعي) و يضم :

1-الكلبة: ( البضاعات - الفضول - الرياحات - الرماضين– السواهر-
الدمانين- القرامدة - الجعاثنة - العبارى - الجحيشات - الشباثين )
2- البدارى
3- القروف
4- الرحامين (رحمان)
5- الدغافلة
6- الجنبة

( جذم أو شمل محاميد )

و النسبة إليه (محمدي) ويضم :

1-الموركة
2- المرازيق
3- الكرزان
4- هذيل
5- الدهمة
6- السميان

(وجميع هذه القبائل تشتمل على عدد كبير من الفخوذ والخوامس)

بعض المصادر و المراجع :
1- السلسلة الصحيحة للشيخ العلامة / محمد بن ناصر الدين الألباني

( المتوفى سنة1420هـ ) الناشر مكتبة المعارف – الرياض .

2- مجمع الزوائد و منبع الفوائد لأبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ، الناشر : دار الفكر- بيروت ، سنة 1412هـ .
3- لسان العرب للإمام أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرّم بن منظور ، تحقيق نخبة من العاملين بدار المعارف هم الأساتذة :
عبدالله علي الكبير ، محمد أحمد حسب الله ،
هاشم محمد الشاذلي - دار المعارف .
4 - كتاب معد و اليمن الكبير لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي
( المتوفى سنة 204هـ ) تحقيق /الدكتور ناجي حسن ، عالم الكتب ، مكتبة النهضة العربية ، الطبعة الأولى 1408هـ- 1988م .
5- كتاب ( أسماء المغتالين من الأشراف في الجاهلية و الإسلام و أسماء من قتل من الشعراء )
لأبي جعفر محمد بن حبيب بن أمية الهاشمي البغدادي( المتوفى سنة 245هـ )
المحقق / سيد كسروي حسن
الناشر : دار الكتب العلمية للنشر ، البلد لبنان ، سنة النشر 2001م ، تاريخ الإصدار 30/6/2001م .
6- كتاب الكامل في اللغة و الأدب ، تأليف / الإمام أبي العباس محمد بن يزيد المشهور
( بالمبرد ) ( 210هـ-285هـ ) تحقيق / محمد أبو الفضل إبراهيم ، سنة النشر 2002م ، الطبعة رقم ( 1 )
الناشر : المكتبة العصرية – الدار النموذجية .
7- كتاب الاشتقاق لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري ( المتوفى سنة : 321هـ ) ،
تحقيق / العلامة عبد السلام محمد هارون ، طبعة دار الجيل بيروت ، الطبعة الأولى سنة 1991م .
8- كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني علي بن الحسين القرشي الأموي
( 284هـ-356هـ ) ، القاهرة – مطبعة دار الكتب المصرية ، الطبعة الأولى ، عام 1369هـ-1950م .
9- كتاب جمهرة أنساب العرب لأبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي الظاهري ( 384هـ-456هـ )
تحقيق و تعليق / عبد السلام محمد هارون ، طبعة دار المعارف - مصر ، سنة 1934م .
7- كتاب الأنساب للإمام أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني
( المتوفى سنة 562هـ ) تحقيق و تعليق / الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ،
مكتبة ابن تيمية - القاهرة .
10- كتاب نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب لأبي العباس شهاب الدين أحمد القلقشندي
(756هـ - 821هـ) ، تحقيق إبراهيم الأنباري ، الناشر دار الكتاب اللبناني بيروت ، الطبعة الثانية عام 1400هـ - 1980م .
11- كتاب سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب لأبي الفوز محمد أمين البغدادي الشهير بالسويدي ، دار إحياء العلوم بيروت .
12- كتاب تاج العروس من جواهر القاموس ، للسيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي
( المتوفى سنة 1205هـ ) ، تحقيق / عبد العليم الطحاوي ، مراجعة /
الدكتور حسين محمد شرف و الدكتور خالد عبدالكريم جمعة ،
الطبعة الأولى 1421هـ-2000م الثراث العربي ،
سلسلة يصدرها المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ، دولة الكويت .
13- موسوعة البدو تأليف المستشرق الألماني الدكتور/ البارون ماكس فرايهير فون أوبنهايم (1860م-1946م )
و بمساعدة الدكتور/ أرش برونيلش ( 1892م-1945م ) والدكتور/ فريز كاسكل
( 1896م-1970 ) ، ترجمه إلى العربية / محمود كبيبو ، تقديم و تحقيق / ماجد شبر مدير شركة دار الوراق للنشر المحدودة – الناشر
دار الوراق 2004م .
14- المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ، تأليف / الدكتور جواد علي ، الناشر :
دار الساقي ، الطبعة الرابعة 1422هـ -2001م .
15- معجم قبائل المملكة العربية السعودية للعلامة حمد الجاسر ، الناشر دار اليمامة للبحث و الترجمة ، المدينة :
الرياض ، السنة : 1401هـ-1981م .
16- كتاب كنز الأنساب و مجمع الآداب ، تأليف حمد بن إبراهيم بن عبدالله الحقيل ،
الطبعة الثانية عشرة عام 1413هـ - 1993م .
17- تاريخ نجد ، تأليف / السيد محمود شكري الألوسي ، عني بتحقيقه / محمد بهجة الأثري ، الناشر :
مكتبة مدبولي القاهرة .
18- كتاب معجم قبائل العرب القديمة و الحديثة لعمر رضا كحالة ، الطبعة الهاشمية بدمشق عام 1368هـ- 1949م ،
طبع بنفقة المكتبة الهاشمية بدمشق لأصحابها محمد هاشم الكتبي و شركاه .
19- موسوعة القبائل العربية : بحوث ميدانية و تاريخية ، تأليف / محمد بن سليمان الطيب ، الناشر :
دار الفكر العربي .
20- كتاب صفة جزيرة العرب لأبي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود الهمداني ، طبع في مدينة ليدن المحروسة ،
الجزء الأول بمطبع بريل سنة 1884المسيحية ، الجزء الثاني سنة 1891المسيحية .
21- كتاب بلاد حوالة ، تأليف صالح و محمد آل سهيل ، و سعيد آل عثمان ، الطبعة الأولى
عام 1421هـ - 2000م .
22 – كتاب معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر ، تأليف / سعد بن جنيدل ، إصدارات
مركز حمد الجاسر الثقافي – عام 1425هـ - 2004م .
23- أجزاع تربة و ديار البقوم ، تأليف الأستاذ / محمد بن ماجد بن غنام البقمي ، الطبعة الأولى عام 1420هـ .
24 - كتاب نسب و شجرة قبيلة البضاعات من البقوم ، تأليف إبراهيم بن حمدان البقمي ،
الطبعة الأولى عام 1431هـ .
25 - مبحث في أصول القبائل العربية ، تأليف إبراهيم بن حمدان البقمي .

.....

وهذه شجرة قبيلة البضاعات من الكلبة من وازع البقوم .

والتي قمت بعملها بتوفيق من الله ،،

اضغط على الصورة للتكبير

......


والدي الشاعر حمدان بن فريج البقمي

صاحب إحدى قصائد معركة الوديعة المشهورة ،،
و التي إمتدح فيها صديقه ابن مرشد الشريفي العنزي و قبيلة عنزة،،
عندما قال :
وابن مرشد ماقفه مانسيناه = في ساعةٍ طيب الرجال معدومي
من روس شجعانٍ نهار المثاراه = تنزّح الحدان يوم القسومي
...
أخوكم/
إبراهيم بن حمدان بن فريج بن سوقان بن هضول بن عون الله(عون الرفيق)
ابن رافع بن مغيب بن راشد بن بضيع بن معيوف بن كليب
ابن محمد بن وازع البقمي .

الأخ الباحث: إبراهيم بن حمدان البقمي

الموقع موقعك ونحن نرحب بكل بحث علمي موثق في الأنساب والموروث والله يحييك ولا تتردد بطرح ماتريد

الأخ المشرف العام
مشعل العبّـــــار
سلمت ،،
اللهم وفقنا لتقديم ما فيه خير ،،

ونعم والله فيك وبقبيلة البقوم جميع ... وشكرا لك على التوضيح .... تحيتي لجنابك العزيز..

الأخ القدير
الرجال العنزي
و نعم بحالك
و لا عليكم زود
يا لآد وائل

وصلنا متأخرين ولكن خير من أن لا نصل
ماشاء الله تبارك الله وموفق بإذن الله
جميل ما قدمت
والموقع للجميع ممن يقدمون الطرح النافع والمفيد