من الأمثال المعروفة عند العامة قولهم(عطية غبينى) وهو مثل يضرب للشيء الذى يعطي ولايرد أي لايقبل صاحبه استرداده وقصة هذا المثل أن الشيخ (حمدان بن عيد بن غبين) من الجديع من ضنا كحيل من الفدعان من عنزة كان يمتلك حصانا اسمه(شقير) ليس فى نجد له مثيل ولايوجد فى الخيل من يسبقه وعلم بذلك الأمير بن عريعر حاكم الاحساء فى تلك الفترة وهى بحدود بداية القرن الثانى عشر هجرى 1100هـ 1688م فوضع جائزة مقدارها (مئة ناقة) لمن يأتيه حيافة بهذا الحصان فقال أحد جماعته المقربين بامكانى أن (أتفدوى) عند صاحبه (والفداوى ضيف يقوم بالخدمة) وفعلا نزل هذا الرجل عند الشيخ حمدان بن غبين وقام يخدمه بقدر جهده ولم يستفسر منه الشيخ حمدان عن اسمه أو نسبه وهى عادة عند العرب خشية أن يكون السؤال فيه احراجاً للرجل خاصةً اذا كان الرجل لاجئاً مثله. وخلال اقامة هذا الرجل عند الشيخ حمدان لم يغب الحصان عن بصره ووجد من الصعوبة بمكان بل ومن الاستحاله أن يسرق الحصان لشدة حرص صاحبه عليه واهتمامه الشديد به فكان يفكه بنفسه ليسقيه ثم يعيده الى القيد تحت اهتمام ومراقبة مستمرة على مدار الساعة ومضى على هذا الحال عاماً كاملاً حتى يئس هذا الرجل تماماً من جدوى سرقة الحصان وقرر العودة الى قومه مستئذنا الشيخ حمدان بالرحيل اِلا أن الأمر كان مفاجئاً للشيخ حمدان أن يفارقه ضيفه هكذا دون مبرر أو أسباب تدعوه لذلك؟ فأخذ يلح عليه مضيفه لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء قراره المفاجيء وأما هذا الالحاح والاصرار من الشيخ حمدان بن غبين لم يجد الرجل الا ان يعترف بالسبب الذى جاء من أجله أساساً وهو سرقة الحصان مندوباً ومرسلاً من ابن عريعر شخصياً لهذه المهمة! فقال له الشيخ حمدان انتظر الى الصباح حيث أطلب من الصانع تجهيز الحصان لك لترسله الى ابن عريعر هدية منى له حتى لاتعرض نفسك للخطر! ولما وصل الحصان الى الامير ابن عريعر وعلم بما قاله الشيخ حمدان عفَ عن الحصان وقال للرجل ارجع به الى صاحبه فما لى به من حاجة فما ان عاد الرجل بالحصان الى الشيخ حمدان ليرده اليه حتى رفض قبوله قائلاً أعده للامير ابن عريعر وقل له(عطية غبينى) لاتُرد وان أعاده مرة أخرى ذبحت الحصان!!وفعلا قبل الامير ابن عريعر هذه العطية وذهبت مثلاً(عطية غبينى لاترفض ولاترد) والجدير بالذكر ان أسرة الغبين كانت لها مشيخة سابقة على ضنا بشر من عنزة وهى من الأسر العريقة ذات السمعة والشهرة بين قبائل نجد والجزيرة العربية قبل رحيلها للشمال وبرز منها رجال أشتهروا بالشجاعة والطيب ومكارم الأخلاق ذكرتهم المصادر التاريخية والمستشرقين الرحالة وقد خلد التاريخ اسم هذه الاسرة العريقة لعظم أقوالها وطيب أفعالها وقِدم أمجادها فى قبيلة عنزة وعند القبائل العربية الأخرى.
( ودمتم سالمين)
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 07-20-2010 الساعة 03:21 AM