البناخي فتى ربيعة اشكرك على ارتباطك الوثيق بمنتداك واضافة كل جديد ومفيد
وهذه القصة قد تكون اسطورة خيالية لأخذ العبرة وبداية القصة كما ذكرت وقد رويت لي القصة بصيغة أخرى وهي :
يقال أن الرجل الذي ذكرته عندما نزح من القرية حل ببلدة كان يحكمها أحد الولاة واشتغل الرجل عند حاكم البلدة خادم وكان عند الخادم رجلين من خواصة أحدهما قاضي والثاني أمام وخطيب جامع وكل منهم يلقبونه الزاهد وكان أحدهما عندما يروح للمسجد يركب بغلة علماً أن المسجد قريب وسبب ركوبه للبغلة يدعي أنه إذا راح للمسجد مشي يخشى أن يوطأ على نملة فيلحقه أثم والثاني يقال له مزرعه وفي طريقة مزرعة أخرى لشخص آخر مجاور ويمر مع مزرعة جاره وإذا وصل حد مزرعته يغسل رجليه بمزرعة جارة يخشى أنه لصق على أحد أرجله حبّه من مزرعة جارة ويعتبر أنها اثم ونظراً لهذا التزنّت صار للقاضي والإمام تقدير وأحترام عند الحاكم وكان عند الحاكم صندوق مليء بالذهب فأتفق القاضي والإمام على سرقة الصندوق واتهام الخادم وفعلاً حصل ذلك وسرقوا الصندوق وتقاسموا الذهب وعندما فقد الحاكم الصندوق أتهم الخادم وهو الرجل الذي مرّت عليه التجربة وقال الحاكم للخادم لازم تحضر الصندوق وإذا ما احضرته سوف أقتلك قال : الخادم للحاكم عيننّي قاضي يوم واحد وسوف أحضر لك الصندوق فيعينه قاضي واعلن أني عينت خادمي قاضي فمن طلبه فليحضر عنده فوراً وطلب القاضي الجديد القاضي الأول والإمام وحضروا عنده فاستغرب الحاكم وانزعج كيف يتهم القاضي والإمام وهما من أتقى أهل البلد فقال الخادم للحاكم اجلس في مكان قريب بحيث ما يرونك وسوف تسمع أقوالهم وكان الحاكم غير مصدّق فطلبهم القاضي الجديد للحضور عنده وعندما بدأت الجلسه قال الخادم الذي هو القاضي أنتم سرقتم صندوق الحاكم وتقاسمتم الذهب وسوف أصدر عليكم حكم اعدام وتقتلون ولكن إذا تريدون الحياة أحضروا الصندوق ورجعوا الذهب بوسطه ما ينقص منه شي وأنا أقول للحاكم أنني اغواني الشيطان وسرقت الصندوق وتكونون بريين قالوا وتصدق معنا وتعفي عنا ولا يعلم الحاكم قال نعم قالوا انتظرنا قليلً وذهبوا واحضروا الصندوق وهم متخفين وقال : لهم القاضي الذي هو الخادم أذهبوا لسبيلكم وعندما أطلع الحاكم على ما دار وعرف الحقيقة سأل الخادم كيف عرفت أنهم سرقان رغم ما عرفنا عنهم من الزهد وأخبره بالتجربة التي مرّت عليه وأطلق المثل القائل ( ما تعدى حده انقلب ضدّه ) ثم أن الحاكم عيّن الخادم قاضي وسجن الإمام والقاضي الذين سرقوا الصندوق وهكذا انتهت القصة والله اعلم .