يحق لنا الأفتخار في يوم ذي قار
قبائل العرب جميعها لها مفاخر وأمجاد وتاريخ مشّرف ولا نفضّل قبيلة على الأخرى ولكن معركة ذي قار تعتبر فخر للعرب عامه وفخر لقبيلة بكر وعنزة خاصه وميزة يوم ذي قار هي مفخرتين في حماية دخيل ونصر قبيلة على دوله :
المفخرة الأولى لبكر وعنزة : هي حماية الدخيل فمن عادة العرب إذا أبتلا رجل بقتل رجل من جماعته في عصر عدم وجود حكومة تضبط الأمن وتقتص من القاتل فأنه يجلي ويلجأ لقبيلة قويه تحميه وهذا روتين عند العرب حماية الدخيل من الذي يطالبه بالثأر كشخص عادي ولكن النعمان بن المنذر ملك والذي يطلبه ملك أقوى دولة وهي أمبراطورية فارس والدخيل الشخص العادي طلاّبه اشخاص عاديين ولكن النعمان الذي يطلبه عنده جيوش من العرب والفرس وهذا حمايته تحتاج إلى انتحار وحماية النعمان وتركته أبناءه وبناته وحرمه وحاشيته وتحف قصره وخيوله وبغاله وهجنه واسلحته هي الذي جعلت من حقنا الأفتخار بحماية الدخيل لأنه طاف على العرب ولا وجد من يقبل حمايته حتّى استعد بحمايته رجل واحد في البداية وهو هاني بن مسعود الشيباني من زعماء قبيلة بني شيبان من بكر وعندما قرر كسرى خفر ذمام هاني وأخذ تركت النعمان منه غصب بعد أن رفض تسليم تركة النعمان واستعان بقبيلة بكر وقبيلة عنزة التي كانت مع جمع اللهازم لقصد الفزعة وهذا سبب الحرب وحماية الدخيل هي المفخرة الأولى لقبيلة بكر وقبيلة عنزة
المفخرة الثانية : هي وقوف قبيلة بكر وعنزة ورفضهم تسليم الدخيل واستعدادهم للحرب وقد اعتبروا مقولة ( الدمار ولا العار ) وجيش كسرى الذي سيشن الغاره عليهم مكوّن من المرازبة وكتيبتا الدوسر والشهباء وعدد من قبائل العرب وفي عزيمة الرجال واصرارهم على الثبات والشجاعة هزموا الفرس ومن معهم وهذا فخر افتخر به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندما كان يدعو القبائل للدخول بالإسلام قبل أن تسلم معظم القبايل وبلغه خبر نصر بكر وعنزة على الفرس قال ( اليوم أول يوم أنتصف به العرب من العجم وبي نصروا ) ونحن نفتخر في ثبات أجدادنا بالقتال في حربهم بذي قار ضد الفرس ومعركة ذي قار أهتموا بها المؤرخين وكتبت في جميع المراجع العربية من قبل المؤرخين ولم يختلف على صياغة وشرح المعركة أحد من المؤرخين وكل ما حدث في هذه المعركة من أسبابها والمشاركين بها وما قيل من شعر ووصف تعبئة قبيلة بكر وحثهم في الخطب وتقطيع وذن هوادج النساء وبني زعيم بكر أبن سيار العجلي لقبته واقسم أنه ما يفر حتّى تفر القبّه وكل أحداثها سجلت
ولكن الذي يحز بالنفس ولا يقبله لا عقل ولا نقل هو بعض الأضافات التي اضيفت على فصول المعركة ومنها لعبّة الدّحه حيث انتشرت أشاعة كاذبه أن الدحة أعتبرت جزء من معركة ذي قار ومن الأشاعات التي بثّت أن عنزة دحّوا في ذي قار وأنهم يمثلون زئير الأسود وهدير الزمّل وهذه الأصوات يدعّون أنها جفلّت فيول الفرس علماً أن الدّحة لا تمثّل لا زئير الأسود ولا هدير الزّمل بل هي تصفيق بالكفوف يرافقها بعبعة ونحيط وهي لعبة ما تخوّف أحد ومن المؤسف أني اسمع رجال متعلمين وياخذون بهذه الخرافة المبتذله التي تسبب أزدراء فعل القبيلة الصحيح كذلك انتشرت أكذوبه أن الدّحة رقصت حرب وهذا غير صحيح فرواة عنزة في العصر القريب يتحدثون عن حروب لعنزة مع قبائل أخرى ويذكرون المقارعة بالسيوف والرماح والأسلحة ولم يذكرون أنهم دحوا والذي علمناه وعرفناه أنها لعبة فرح وهي شعبية وليس لها تاريخ ألا أنني قرأت رواية تقول أن حجاج شعروا أن حولهم حنشل يحوفونهم بالليل فقاموا بالدحيح واصدار أصوات لكي يوحون للحنشل أن عددهم كثير وفعلاً نجحت الخطّة وبدأت الدّحة وكذلك الذين يدعّون بأختصارها على قبيلة عنزة خطأ لأنها تلعبها عدد من القبائل وهي في حقيقة الأمر لعبة ولا فيها فخر ومن يدعي أنها في ذي قار عليه أن يذكر مصدر أو يترك التكهّن ويبتعد عن ترسيخ الخرافة في أذهان الجهلاء وجميع القبائل لها العاب ولا يوجد من يفتخر في لعبة بل الفخر في الفعل وليس في اللّعب وأشاعة الدحّة هي ضمن استهداف تزوير تاريخ عونسب نزة ونسأل الله أن يهدي من لفّقوا هذه الدعاية وبثّوا هذه الأشاعة ونطالبهم بالكف عن التحريف وتزوير الحقائق