شيخنا العزيز القدير
الشيخ جدعان بن زبن بن محروت بن هذّال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
" إتحادٌ مبارك وآن للحق أن ينتصر "
" ونبارك لأنفسنا ولشعبي وحكومتي المملكة العربية السعوديّة
ومملكة البحرين الشقيقة هذا العمل الكريم "
نعم نحمد الله عز جلاله وتعالى سلطانه أن هيء لهذه الأمة إماماً عادلاً صالحاً يهتم بشئون رعيته ولا ينام إلا بعد أن يطمئن على جميع أحوالهم وشئونهم، ويجاهد من أجل مصلحة أمتيه العربية والإسلامية على كل الساحات الإقليمية والدوليّة، ونحمد الله حمداً كثيراً طاهراً مباركاً فيه أن جعل أمرنا ومقاليد حكمنا وبيعتنا في هذه الأسرة الطيبة المباركة جيلاً بعد جيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
كم أتمنى أن يصل خطابكم هذا إلى مقام خادم الحرمين الشريفين - أعزه الله بنصره - وإلى إخوانه قادة الخليج العربي ، كي يشاهدوا ويلامسوا هذه الأحاسيس التي بادرت الجميع بها وهي ما يتطلع إليه جميع أبناءك وإخوانك من كافة أبناء القبائل الكريمة في الجزيرة العربية وليس أبناء قبيلة عنزة فقط.
للمتبصر في الأمور والمجريات التي حدثت يجد حنكته السياسية رعاه الله وإهتمامه بشئون أبناء الجمهورية الإيرانية كما إهتمامه بشئون أبناء الخليج العربي على حدٍ سواء ، فبإرساله لقوات درع الجزيرة إلى مملكة البحرين الغالية إنما كان يحافظ على دماء أبناء الشعب الإيراني البريء من أن تشن عليهم قوات الأمن الدولي المتمثلة بأمريكا وبريطانيا وحلفائهما أي ضربة عسكرية كما فعل بقوات العراق الجريح إبان وقوعة في شرك حيلهم بالسماح له بغزوة لإمارة الكويت .
إن هذا الإتحاد المبارك إنما هو تفعيل طبيعي لمجريات الحقائق التي نعيشها على أرض الحقيقة والواقع، فجميع شعوب الجزيرة العربية نسيجٌ واحد بكل أطيافه وأعراقه ودينه وجميع مذاهبه وممله ونحله.
والأمة كما تفضلتم به بأمس الحاجة إلى تفعيله وتثبت دعائمة وأسسه وترسيخ مبادئه المنشودة على جميع الأصعدة السياسية والإجتماعية وقبل ذلك على مستوى القوات المسلحة العربية الخليجية.
إن ما يحدث على المسرح الإقليمي والعالمي يدعونا جميعاً إلى مباركة هذه البادرة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين جل إهتمامه ورعايته، وعلى الجميع التوكل على الله بهذا الأمر وتذليل كل العقبات والتي لا نراها في أفقنا العربي الخليجي ولله الحمد والفضل والمنّه، كما يراها أولي الآمال الزائفة وقصيري النظر وضيقي البصيرة .
شاهد العالم بأسره ردة فعل الحكومة الإيرانية في طهران والذي تسبب لها إعلان هذا الإتحاد المبارك صدمةً عنيفة، ونحن نقول لإخواننا من أبناء الشعب الإيراني المغلوب على أمره، إننا نرحب بكم في إتحادنا هذا ولكن على شروط الرجال الأعزة الكرام أهل الشرف والذمة والعفة والكرم والذين تربطنا بهم روابط عظيمة أعلاها وأسماها رابطة الدين الإسلامي الحنيف الذي أرسل به نبي الرحمة إلى كافة الثقلين، ولم يكن العرب إلا مبلغين ومبشرين ومنذرين بما أنزل على خير المرسلين .
وحق على الحكومة الإيرانية في طهران أن يعوا الدروس والعبر مما حدث خلال العقود الأربعة الماضية وتنقلهم من فشلٍ إلى فشل في جميع مخططاتهم ومكائدهم ضد الأمة العربية والإسلامية، وإن كانوا يحصدون بعض الإنتصارات الوقتية التي ما تبوء إلا وتزول ، لأنها لم تكن على حق وأنها كانت تصطدم بجبال الحق في نهاية كل مطاف، فعليهم مراعاة الحقوق وإرجاعها إلى أهلها والتسليم بأنهم ليسوا بندٍ لأبناء أسود الجزيرة وأحفاد الصحابة والفاتحين.
كما حق على جميع القادة والسادة ملوك وأمراء ورؤساء الخليج العربي أن يتداركوا من فاتهم من أمرهم وأن يستثمروا أموالهم الطائلة في الموارد البشرية التي تأتمر بأمرهم وتفتديهم بدمائهم وأرواحهم .
شيخنا الفاضل والعزيز، لقد شملت بموضوعك الكريم كل النقاط التاريخية والسياسية والعسكرية وعبّرت بمشاعرك الصادقة والنبيلة بما يجول في قلوبنا وأحلامنا من إبتغاء العز والسؤدد لكافة بلدان الخليج العربي ولهذه البلاد التي تحوي أطهر وأقدس البقاع المقدسة ، قبلة المسلمين ومسجد رسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وسلم .
ويحق لنا أن نعتز ونفاخر ونباهي بكلماتك التي ولكأنك بها تجدد بيعتنا لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين - أعزه الله ورعاه - على السمع والطاعة في المكرة والمنشط وفي السلم والحرب، بإسمك حفظك الله يا إبن الشيوخ الأكرمين ، ونيابةً عن كل عنزي في الجزيرة العربية.