أخي الفاضل من الأمانه التاريخيه يجب أن نأخذ بالخبر سواء ضدنا أو من صالحنا ويسرني أن أعيد نشر ردي على مقال سعادة الدكتور عبدالرحمن الفريح في صحيفة الجزيره وهو كما يلي :
[ تعقيب عبدالله بن عبار على مقال الدكتور عبدالرحمن الفريح ]
نشر في صحيفة الجزيرة الغراء العدد رقم 12462 الصادر في يوم السبت المصادف العشرون من شهر شوال لعام 1427هـ الصفحة الثانية والثلاثون مقال بقلم سعادة الدكتور المؤرخ عبدالرحمن الفريح العفنان التميمي تحت عنوان مقال[ مسلسل خالد بن الوليد ووقفة مع تاريخ صدر الإسلام ] وقد تطرق الدكتور إلى حرب الردة بحيث نفى الردة عن قبائل بنو تميم والصقها في قبائل ربيعة وانكر نسب سجاح من تميم واثبته في قبيلة تغلب الربعية وأخذ في بعض أقوال المؤرخين واهمل البعض الآخر وتجاهل دور قبائل ربيعة في محاربة المرتدين مثل قبيلة عبدالقيس الربعية وغيرها من قادة الإسلام ولذلك لا يخفى على سعادة الدكتور عبدالرحمن الفريح أن التاريخ امانة ويجب أن يذكر في أيجابياته وسلبياته لأخذ العبر من الماضي وما كان يحدث بين القبائل العربية من تقاتل في الجاهلية والإسلام والأحداث الأليمة والمحن التي مرت بها الأمه لست بمعرض التحدث عنها وما نحن بصدده هو حرب الردة ونسب سجاح فقد شرح في مؤلفات كثيرة منها : تاريخ الرسل والملوك للطبري والكامل في التاريخ لآبن الأثير وجمهرة النسب لابن هشام الكلبي ومروج الذهب للمسعودي وأيام العرب في الجاهلية والإسلام لذا وجب تذكير سعادة الدكتور بأن سجاح هي بنت الحارث بن سويد بن عقفان من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهي من قبيلة بني تميم صليبة وليس من تغلب كما ذكر الدكتور في مقاله وإنما كانت متزوجة في تغلب وكانوا تغلب أخوالها كما أن رهطها بنو عقفان كانوا مع تغلب حلفاً وهذا لا ينكر قال عطارد بن حاجب التميمي عندما تنبأت سجاح :
اضحت نبيتنا انثى نطيف بها *** وأصبحت انبياء الناس ذكرانا
وقد جاء في خبر يوم البطاح سنة 11هـ وهو من أيام العرب لخالد بن الوليد على بني تميم حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد أمر على بطون بني تميم أمراء فرقهم فيهم فلما مات النبي صلى الله عليه وسلّم وتولى أبو بكر أختلف هؤلاء أيؤدون الزكاة لأبي بكر أم يقسمونها في الناس وكان فيمن أدى الزكاة صفوان بن صفوان التميمي وفيمن منعها مالك بن نويرة التميمي في قومه بني يربوع وهم بطن في بني حنظلة من تميم وبينما القوم في أختلافهم قدمت إليهم سجاح بنت الحارث من الجزيرة بالعراق فاقبلت ومعها الهذيل بن عمران في بني تغلب بن وائل وعقة بن هلال في بني النمر بن قاسط وتاد بن فلان في أياد والسليل بن قيس في بني شيبان فأتى بني تميم أمر دهي هو اعظم مما فيه الناس لهجوم سجاح عليهم ولما هم فيه من أختلاف الكلمة والتشاغل بما بينهم قال عفيف بن المنذر في ذلك :
ألـم يأتيـك والأنـبـاء تسـري *** بـمـا لاقـت سراة بـني تميـم
تـداعى مـن سراتهم رجـالاً *** وكانوا في الذوائب والصميم
والجوهم وكان لهـم جنـاب *** إلـى أحـيـاء خـالـيـة وخـيــم
وكانت سجاح قد تنبأت بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالجزيرة فأقبلوا معها هؤلاء الرؤساء لتغزو المدينة وأن تقاتل أبو بكر فلما رأى بنو تميم وهم على أختلافهم عزمها على قتال أبي بكر أزدادوا اضطراباً بين الردة والإسلام ووقفت سجاح في جندها على حدود بني يربوع وأرسلت إلى زعيمهم مالك بن نويرة تطلب الموادعة وأنبأته بعزمها على غزو المدينة فأجابها مالك بالموادعة ولكنه صرفها عن غزو المدينة إلى اليمامة وحرضها على قتال من أختلف معه من أحياء بني تميم وأقتنعت سجاح برأيه وقالت : نعم فشأنك بمن رئيت فأني إنما أنا أمرأة من بني يربوع وإن كان ملك فالملك ملككم ثم أرسلت إلى بني مالك بن حنظلة تدعوهم إلى الموادعة فأبو ثم أرسلت إلى وكيع بن مالك فأجاب إلى ما أجاب به مالك بن نويرة واجتمع مالك ووكيع وسجاح فسجعت لهم وقالت: أعدوا الركاب , وأستعدوا للنهاب , ثم أغيروا على الرباب ,فليس دونهم حجاب فاستعرت الحرب بين بني تميم وأقتتل القوم ومات من الجانبين خلق كثير ثم أنهم تصالحوا وعاد السلام إلى بني تميم ولما رأت أن أمرها لم يتم في بني تميم قالت لجندها من ربيعة وأياد وسواهم عليكم باليمامة ودفوا دفيف الحمامة فأنها غزوة صرامة لا تلحقكم فيها ملامه ثم نهدت بمن معها إلى بني حنيفة وبلغ ذلك مسيلمة فهابها وخاف أن هو شغل بها أن يغلبة ثمامة على حجر أو شرحبيل بن حسنة أو القبائل التي حولهم فأهدى لها ثم أرسل إليها يستأمنها على نفسه حتى يأتيها فنزلت الجنود على الأمواء وأذنت له وآمنته فجاءها وافداً في أربعين من بني حنيفة وكانت راسخة في النصرانية قد علمت من علم نصارى تغلب فقال مسيلمة لنا نصف الأرض وكان لقريش نصفها لو عدلت وقد رد الله عليك النصف الذي ردت قريش فحباك به وكان لها لو قبلت فقالت : لا يرد النصف إلا من حنف فأحمل النصف إلى خيل تراها كالسهف ثم تزوجته ولما رأى مالك بن نويرة ما صنعت سجاح ندم وتحيّر في أمره وعرف وكيع وغيره من رؤساء بني تميم قبح ما صنعوا فرجعوا رجوعاً حسناً واخرجوا الصدقات واستقبلوا بها خالد بن الوليد ولم يبق من بني تميم إلا مالك بن نويرة فقد اعتصم بالبطاح وعلم خالد بأمره فعزم على المسير إليه فترددت الأنصار وتخلفت عنه ولم يلبث أن جاءت الخيل بمالك بن نويرة فقتل ضرار بن الأزور مالكاً ولأخيه متمم بن نويرة مراثي من الشعر به , أما سجاح فأنها بعد أن تزوجت مسيلمة وأقامت عنده ثلاثاً ثم انصرفت إلى قومها فقالوا ماعندك ؟ قالت : وجدت مسيلمة على الحق فاتبعته فتزوجته قالوا : أرجعي إليه فقبيح بمثلك أن ترجع بغير صداق فرجعت فلما رأها مسيلمة أغلق الحصن وقال مالك ؟ قالت : أصدقني صداقاً قال : من مؤذنك قالت : شبيث بن ربعي الرياحي قال : علي به فجاء فقال : ناد في أصحابك أن مسيلمة بن حبيب قد وضع عنكم صلاتين مما أتاكم بها محمد وهي : صلاة العشاء وصلاة الفجر قال : وكان من أصحابها الزبرقان بن بدر وعطارد بن حاجب وعمرو بن الأهتم وغيلان بن خرشة وشبيث بن ربعي ونظراؤهم من تميم قال حكيم بن عياش الأعور الكلبي وهو يعيّر مضر ويذكر ربيعة :
أتـوكـم بـديـن قـائـم وأتـيـتــــم *** بمنتسخ الآيات في مصحف طب
ثم أن سجاح خرجت في جنود الجزيرة بعد أن صالحها مسيلمة على أن يحمل إليها نصف غلات اليمامة فاحتملته وأنصرفت به إلى الجزيرة فلم تزل في بني تغلب حتى نقلهم معاوية عام الجماعة في زمانه وكان معاوية حين أجمع عليه أهل العراق بعد علي أخرج من الكوفة المستغرب في أمر علي وينزل داره المستغرب في أمر نفسه من أهل الشام وأهل البصرة وأهل الجزيرة وهم الذين يقال لهم النوافل في الأمصار فأخرج منالكوفة القعقاع بن عمرو بن مالك إلى إيليا بفلسطين فطلب إليه أن ينزل منازل بني عقفان وينقلهم إلى بني تميم فنقلهم من الجزيرة إلى الكوفة وأنزلهم منازل القعقاع وبني أبيه وجاءت معهم سجاح وحسن إسلامها هذا ملخص ما ورد في المصادر الـتأريخية عن قصة تنبأ سجاح وأثبات نسبها من بني تميم ولا يضير هذه القبيلة العريقة انتساب سجاح منها كما لا ينتقص من قبيلة تغلب لو كانت سجاح منها ولكن التاريخ أمانة هذا ما لزم أيضاحه وتقبلوا عاطر تحياتي
كتبه / عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي 21\10\1427هـ
( تعقيب عبدالله بن عبار للمرة الثانية على الدكتور الفريح)
( مهلاً يا دكتور عبدالرحمن الفريح )
نشرت صحيفة الجزيرة الغراء الصادرة في يوم الخميس الموافق الثاني والعشرون من شهر ذي الحجة لعام 1427هـ العدد 12523 مقالاً لسعادة الدكتور عبدالرحمن الفريح بعنوان للصحابة حق التقدير والاحترام رداً على مقالاً سابق نشر بهذه الصحيفة حول موضوع نشر الدكتور مقال سابق ينسب الكاهنة سجاح إلى قبيلة تغلب من ربيعة وبما أن سعادة الدكتور عبدالرحمن باحث في التاريخ والحضارة وله باع طويل في هذا المجال لذلك فهو لا يعذر وسوف أحاول تفنيد ما جاء برد الدكتور على تعقيبي السابق وقد لفت نظري أنه عنون رده بعبارة ( للصحابه حق التقدير والأحترام ) ومن أطلع على هذا العنوان لابد أن يخيّل له أنني قد تعرضت للصحابه رضي الله عنهم بسؤ لا سمح الله وهذا لم يحصل في ردي السابق على الدكتور عبدالرحمن وأنني اجل الصحابة واقدرهم وما تطرقت له لا يعني عدم احترام الصحابة وإنما تطرقت لحدث تاريخي مثبت بالمصادر وهو أن القبائل التي ردت عن الإسلام لست قبائل ربيعة وحدها كما يدعي الدكتور بل أن هناك من تميم ومن قبائل أخرى ردت وحروب الردة معلومة لدى الباحثين والمطلعين ولكي يكون القاريء على بينه من حقيقة الأمر فسوف أحاول توضيح النقاط الذي أشار لها دكتورنا الفاضل :
1- أن كان للدكتور مأخذ على أنني ذكرت حقيقة أمر سجاح ومن معها من ربيعة فهذا أمر تمليه الأمانة التاريخية وحتى وأن كانوا من العصبة الربعية بحيث من الواجب عدم التحريف بالخبر وذكره كما ورد ولذلك فقد ذكرت القاده الذين تبعوا سجاح في تلك الغزوه المشئومه ولا حرج من ذلك فقد ذكرت الحقيقة دون تعصب
2- ذكر سعادة الدكتور أن هؤلاء المشائخ من ربيعة كانوا موتورون بمصارع فرسانهم الذين اصطلمهم ذوبان العرب وقد ذكر بعض الفرسان من ربيعة الذين قتلتهم تميم وهذه المقولة تمنيت على دكتورنا الفاضل أن يتجنبها فأن عبارة سعادته يشم منها رائحة التشفي وهذا لا يجوز في هذا العصر فنحن أخوة وربيعة وتميم منذ العهد الجاهلي والحرب بينهم سجال ويعرف الدكتور عبدالرحمن تمام المعرفة أن القبيلتين لهما من المجد التليد وفيهم من السؤدد ما لا يحصى بمجلدات فلذلك لست مجاوباً الدكتور باسعراض ما قتل من تميم بمعارك ربيعة ولا أريد معالجة الخطأ بمثله
3- يستشعر القاريء من عبارة الدكتور أنه قد تشفي بما حدث للهذيل من نكبه ليس لأنه رد عن الإسلام بدافع الغيره ولكن كونه يعتبره عدو لدود لتميم وهذا التشفي يثيرالأستغراب وأغرب من ذلك اسلوب الدكتور في توريد الخبر وتحامله على ربيعة باعتقاده أن هذا التحامل مناصرة لتميم وكأنه يعيش في ذلك العصر فلماذا هذا التعصب يا دكتور ؟
4- قال الدكتور في الفقره الرابعة من رده : كان لربيعة ثلاثة بيوت أولها بيت بسطام وله ثلاث وقائع أرجله قوم صياد الفوارس في الأولى واسره في الثانيه وقتلوه في الثالثه والبيت الثاني بيت الحوفزان حفزه قيس بن عاصم بالرمح في خرابة وركه ومات من تلك الطعنة بعد عام والبيت الثالث بيت مفروق قتيل يوم العضالي كما يذكر أبو عبيده ومصادر الأيام والمدفون في ثنية مفروق
هكذا ورد في الفقرة الرابعة من مقال سعادة الدكتور عبدالرحمن وهو بذلك يقصد أن تميم هدمت بيوت ربيعة الثلاثة ولا أدري ما القصد من التذكير بهذه الفتن الذي ذهبت في العصر الجاهلي دون رجعه بحيث جاء الإسلام وقضى على كل فتنه والدكتور يعلم أنه لم تقع كسيره على قبيلة في يوم من الأيام إلا وقد اتنتصرت في يوم آخر ولست نحن بمعرض الحديث عن احداث القبائل ومن هو الغالب ومن هو المغلوب ولو تم الأنجرار وراء ما ذكره الدكتور ومجاراته في الحديث لتوسع المجال أكثر مما ينبغي فهو بطبيعة الحال لا يمثل تميم لا في جاهليتها ولا في إسلامها كما أني لا أمثل ربيعة ولكن التاريخ أمانة ونبش الفتن لا طائل من ورائه لذلك فكما اسلفت لا اريد التعرض لسرد الأحداث الواقعة بين قبائل تميم وبعض قبائل ربيعة في العصر الجاهلي وأرى أنه لا داعي لذكر من قتل أو أسر في ذلك العصر من الطرفين فهذا يترك للتاريخ وأيام العرب التي حدثت بين تميم وربيعة في العصر الجاهلي قد بسطت في كتب التاريخ فذكر صاحب العقد الفريد وغيره من المؤرخين الكثير من الوقائع وسنذكر بعض من أيام العرب في الجاهلية دون الدخول بالتفاصيل :
( أولاً أيام تميم على بعض قبائل ربيعة )
1- يوم النباج وثيتل لتميم على بكر
2- يوم زرود لبني يربوع على تغلب
3- يوم ذي طلوح لبني يربوع على بكر
4- يوم الحائر وهو يوم ملهم لبني يربوع على بكر
5- يوم القحقح وهو يوم ماله لبني يربوع على بكر
6- يوم راس العين لبني يربوع على بكر
7- يوم العضالي لبني يربوع على بكر
8- يوم الغبيط لبني يربوع على بكر
9- يوم مخطط لبني يربوع على بكر وكذا يوم سفوان ويوم السلي
أما ايام ربيعة على تميم فمنها :
1- يوم الوقيط لبكر على تميم
2- يوم الشيطين لبكر على تميم
3- يوم جدود لبكر على تميم
4- يوم صعفوق لبكر على تميم
5- يوم فيحان لبكر على تميم
6- يوم الأياد لبكر على تميم
7- يوم ذي قار الأول لبكر على تميم
8- يوم الحاجز لبكر على تميم
9- يوم الشقيق لبكر على تميم
ومن ايامهم المتكافئة
1- يوم قشارة
2- يوم زبالة
3- يوم مبايض
4- يوم الزورتين
5- يوم عاقل
6- يوم الواقبي
7- يوم الشباك
والوقائع بين القبائل كثيرة وأكثرها بين ربيعة نفسها ولا داعي لذكر تفاصيلها حيث لا يشك أحد بمجد تميم أو ربيعة ولكن سعادة الدكتور قد حلق في آفاق بعيده كل البعد عن صيغة مقالي الذي رديت به على مقاله السابق سامحه الله وأحله
5- لقد تطرق الدكتور في الفقرة الخامسة لشرح احداث بعض أيام ربيعة وتميم وتحيّز بحيث أورد من قتل من ربيعة ونصر تميم على ربيعة ولم ينصف في هذا السرد للأحداث مما يثبت تعصبه المطلق ومن طبيعة العربي الصميم أن يذكر ماله وما عليه وهذا المنهج الذي كانوا عليه أجدادنا من قول الصدق حتى على النفس فسامحه الله بما ذهب إليه
6- في الفقرة السادسة من مقال الدكتور عبدالرحمن قال : أن حرب البسوس وخزاز من مخترعات الوضاعين وهو بذلك قد أنكر تاريخ حقبه من الزمن وتاريخ قبيلة تحدثت عنها أمهات الكتب وكتب عنها علماء التاريخ والأنساب فهل يعقل نفي حرب البسوس ويوم خزاز الذي أوقدت به نارين لتغلب ؟ ثم أورد قول ياقوت بأن الأحوص العامري من مضر هو صاحب يوم خزاز وأدعت ربيعة بعد زمن طويل أن كليباً هو صاحبها وقبل رئاسة يوم خزاز كانت لزرارة بن عدس هكذا ذكر الدكتور الفريح وأقول عفواً يا دكتور فالقول مردود على ياقوت بحيث أن رئاسة كليب على معد وأخراجها من سيطرة اقيال اليمن معروفة ولا يشك باحث في رئاسة وائل ابن ربيعة بن زهير التغلبي الملقب ( كليب ) على بني معد فهل أحد يصدق هذه الرواية الغريبة ؟ أما قول الدكتور بأن مرة الشيباني لم يستطع حماية أبنه جساس وقال له الحق بأخوالك ليحموك فقتل قبل أن يصلهم فهذه الرواية لاصحة لها والمعروف أن مره رفض تسليم جساس للمهلهل ليقتله مما سبب حدوث حرب البسوس كما جاء بالمصادر أما قول الدكتور عبدالرحمن على لسان صاحب نشوة الطرب أن المهلهل زعيم ربيعة لم يستطع منع نكاح أبنته في اليمن وقد جاور في قوم غير ذوي نباهه فأرغموه على نكاح ابنته وأولدها اليمانية إلى آخر ما قال الدكتور وهو بذلك قد حرف صيغة الخبر ولولا انني أحسن الظن به لقلت أنه يبحث عن مثالب ربيعة ولعله تطرق لهذا الموضوع دون قصد فأقول لا يخفى على سعادة الدكتور أن الزمان له نكبات في القديم وفي الحديث فقد مر في التاريخ ما حدث لابن نويره التميمي ويعرف الدكتور ما جرى لآل البيت من نكبات ولبني أمية من نكبات كما يدرك الدكتور ما حصل لبعض خلفاء العباسيين من نكبات وحتى في هذا العصر يعرف سعادته ما حصل لشاه ايران وما حصل لحاكم العراق والأمثال كثيرة أما عدي بن ربيعة بن زهير التغلبي الملقب ( الزير ) والمعروف بالمهلهل فأن قصته معروفه بحيث أنه بعد انتصار قبيلة بكر بن وائل على قبيلة تغلب بن وائل في يوم قضة المسماه تحليق اللمم فأن هذا الانتصار الساحق قتل من تغلب خلق كثير وكان السبب هو المهلهل وكما تعلم فقد أسره الحارث بن عباد وحماه الفند الزماني وخلا سبيله فلحق بقومه وكانوا في اطراف سواد العراق فتشأموا به لما لحقهم بسببه من نكبات وغضبوا عليه فحصل بينهم وبينه مناكدة جعلته ينحاز عن قومه ويلتحق بقبيلة جنب من قحطان الكبرى وكانوا لا يعرفونه وعندما علموا أنه هو الزعيم المشهور المهلهل طمعوا في الزواج من ابنته عبيدة فزوجها معاوية الجنبي وأنجبت القبيلة المسماه عبيدة والتي لا تزال معروفة في هذا العصر ويقولون الرواة أن قبيلة عبده من شمر من سلالة تلك المرأة وذكر ابن رسول أنها انجبت راشد ومنيف وقبل أن يتزوجها معاوية الجنبي كانت قد تزوجت رجل من قبيلة عنزة فتوفي عنها وذهبت مع والدها لقبيلة جنب وتزوجها الجنبي وليس في هذا عيب بحيث أن قبيلة جنب قبيلة عريقة متكافئة مع ربيعة
وأرى أن سعادة الدكتور يستشهد في قول الباحث السوري الدكتور احسان القائل أن يوم خزاز يوم محدود وليس بين ربيعة واليمن وان قتلى حرب البسوس لا يتجاوز أصابع اليد كما أورد الدكتور عبدالرحمن الفريح رأي للدكتور طه حسين وهو قوله في كتابه في الأدب الجاهلي إلى أن شعر ربيعة المنسوب لابن حلزة وعمرو بن كلثوم والأعشى مصنوع ومخترع في الإسلام ولا تعرفه عرب الجاهلية وأن شعر العرب الجاهلي إنما هو شعر مضر شعر أوس بن حجر وتلميذيه النابغة وزهير وأن فخر ربيعة أنما ضهر في الإسلام وصنعه الوضاعون هكذا أورد الدكتور عبدالرحمن على لسان طه حسين قلت يعرف الدكتور من هو الدكتور احسان ومن هو طه حسين فهما قد شككوا بكل روايه تاريخية صدرت للعرب لقصد ابراز علمهم فمن أين لرجال معاصرين تصديق أو تكذيب ما ورد ذكره بالتاريخ قبل تسعة عشر قرن فهل ينزل عليهما وحي أم أنه تلفيق وتشكيك ؟ ثم سرد الدكتور حديث طويل عن رجال من ربيعة حاول التقليل من شأنهم ثم تطرق إلى نزوح ربيعة وتحامل كعادته سامحه الله وأدعى أن تميم اجلتهم من ديارهم وحلت مكانهم ثم حمل على نسابة العرب ابن الكلبي ونعته باشنع الأقوال وأتهمه بالكذب مستشهداً بقول رجلاً شعوبي معروف بشذوذ افكاره وهو يعلم أن العلامة هشام بن السائب الكلبي هو اشهر من ألف بالأنساب وتوسع بها وتقول العرب [ لولا ابن الكلبي لضاعت أنساب العرب ] والكلبي لم يتعرض لتميم بسؤ وإنما يورد نصوص تاريخية موثقة بالرواية والأخبار الذي ذكرها ابن الكلبي عن احداث الردة ليس هو وحده الذي ذكرها فقد تطرق لها الكثير من المؤرخين وأبن الكلبي نسابة أكثر ما هو مؤرخ وقد ذكر الدكتور أن ابن الكلبي طعن بأنساب العرب وهذا لم يحصل بل أن ابن الكلبي قد اسهب في الحديث عن تفاصيل أنساب العرب وفصّل تميم مما لا يوجد عند غيره ولا أرى مبرر لتحامل الدكتور عبدالرحمن على أبن الكلبي للأسباب التالية :
أولاً : أن ابن الكلبي عاش في القرن الثاني الهجري ودوّن أنساب العرب في الجاهلية والفترة التي عاصرها من الإسلام وأثرى المكتبة العربية وبذلك فهو مسلم يجب الترحم عليه والدعاء له لا شتمه ولعنه يا دكتور
ثانياً : لم يعقب على أبن الكلبي أحد من معاصرية أو من الأجيال التي تعاقبت بعده بل أنهم ينقلون من كتابه جمهرة النسب ويشيرون له كمصدر رئيسي ومعتمد منذ ذلك التاريخ إلى هذا العصر
ثالثاً : لم يشنع ابن الكلبي بقبيلة من قبائل العرب مما يجعله يستحق هذا التحامل وهذه المسبة المقذعة من سعادة الدكتور وأستاذه
رابعاً : لم يصل أحد في هذا العصر إلى مستوى أبن الكلبي لكي يعقب عليه
خامساً : لا يوجد لابن الكلبي كتاب يحتوي على ذكر مثالب العرب وأنما يورد الخبر دون تعليق
سادساً : كتب ابن الكلبي لا تختص بالفقه ولا بالتوحيد لكي يتناولها الفقهاء بالتمحيص كونها تهم مصير الأمه وأنما هي أنساب تؤخذ بالأفاضة وقد اسند أبن الكلبي إلى ابن حبيب والسكري وغيره من الرواة سابعاً : لقد استعرض ابن الكلبي نسب مضر في كتابه جمهرة النسب فوقع في اربعمائة وستون صفحة ونسب ربيعة في مائة وعشرون صفحة وبذلك فقد فصّل تفاصيل وافية عن هذه القبائل وكذلك نسب اياد وانمار وقضاعة بالأضافة إلى انساب العرب القحطانية فأين الخطأ في كتاب ابن الكلبي يا دكتور ومن هو النسابة العربي الذي فصّل أنساب العرب اكثر من أبن الكلبي لذا فأن القول في تكذيب أبن الكلبي غير معقول وغير مقبول
أما الرواية التي أوردها ابن الكلبي عن يذكر بن عنزة والنهدي القضاعي فقد ذكرها البكري من أسباب حرب ربيعة وقضاعة وتتداول العرب المثل القائل (ذهاب القارض العنزي) أو ( حتى يؤب القارض العنزي) والقارض هو يذكر بن عنزة كما ورد في نصوص المؤرخين وهذا دليل على ثبوت القصة وليس فيها مساس لربيعة فأن الأحداث تجري وما حدث قديماً لا يمكن أنكاره أو تحويره في هذا العصر وفي الختام اقترح على أخينا وصديقنا سعادة الدكتور الفاضل عبدالرحمن الفريح أن يكف عن هذا الجدال العقيم عملاً بقول الحق سبحانه وتعالى القائل ( تلك أمة قد خلك لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون ) وبما أن هؤلاء القوم قد افضوا إلى ربهم فلا ينبغي لنا أن نتخذ احداثهم للجدال بيننا من منطلق الفزعة لربيعة أو لتميم وما هذا الرد المختصر إلا لتبيان الحقيقة التي أرجو ألا تغيب عن سعادة الدكتور مع تقديري واجلالي لكل رجل يعتز ويفتخر بقبيلته ويذود عنها بالحق وليس بالباطل وختاماً اشكر القائمين على صحيفة الجزيرة الذين فسحوا لنا المجال لتصحيح المعلومة الخاطئة وتداول الرأي بين الباحثين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه الباحث : عبدالله بن دهيمش بن عبار العنزي
وأفيد الأخ الفقيري أن عندي ملف خاص يحتوي على عشرات الردود في الكفاح عن ربيعه حتى أن قام ضدي بعض الحاقدين والشواذ من حثالة قبيلتنا وتركت الدفاع عن القبيلة وبدأت أدافع عن النفس وعن تاريخ القبيلة ونسبها الذي شوه من قبل بعض الذين يدعون أنهم باحثين وهكذا وكما قلت :
كم واحد فن الخطابه يجيده *** وربه عطاه الموهبه والجواده
لكن عن اللابه اقلامه بليده *** ما سال في مجد القبيله امداده
شبحه قريب ولا اهدافه بعيده *** عينه على الصاحب سوات الجراده
جوده على خطو القرابه عضيه *** وأن جت من الأقصين يلزم حياده