من مدونات قطوف الأزهار
( من قصص الشيخ جديع بن منديل بن هذال )
* أما جديع بن منديل الهذال فأن له مواقف كثيرة ونظراً لأن معظم مواقفة مرتبطة بأحداث فقد اهملنا ذكرها والشيخ الفارس جديع بن منديل الهذال يملقب ( راعي السمراء ) والسمراء هي الحرة قال احد مشائخ القبائل :
هـذي نـجــد مـا هـي بـالـضـحــوك *** عــطــر نـجــد مــن دم الــرجــــال
أول شـومـة شـامـت لـلـمـهـلـهـــل *** عـشقـت الـزيـر مـغـبـي بـالـهـبـال
وثـانـي شـومـة شـامـت للـفـضـول *** حـمـول الـخـيـل ذربــيـن الـفـعــال
وثـالـث شـومـة شـامـت للضيـاغـم *** ورابـع شـومـة تـبغـي بـنـي هـلال
حـدر جـديـع وتـغـمـز لـلـدويـــــش *** كـمـا الـهـروم تـلـعــب بـالحـجــال
والـله لـولا حامي السمراء جـديـع *** لـكـود أنـزل وراء تـيــمـا شــمــال
نــوار الـنـفـــد مــا قــزت حــريــب *** هـــزالا وزادهــم فـعــلـي هـــزال
أن كـان الـنـمـر هـو سبـع السبـاع *** الشيـخ جـديـع هـو سـبـع الـرجـال
وللشيخ جديع قصص كثيرة وقد تزوج الشيخ جديع بن منديل الشيخة موضي بنت سعد الدهلاوي من كبار العجمان أهل الرس وعندما نجع الشيخ جديع بقومه وأبعد عن الرس قالت زوجته موضي الدهلاوية هذه القصيدة توجد عليه وتطلب منه أن يعود وتبث له اشواقها ولكنه مع الأسف قد أصابته الغيرة من تردد الناس لقصائدها به فجاوبها بقصيدة تحمل طلاق وهذه قصيدة الشيخة موضي وقد ألفت بعدة مؤلفات بصيغ متنوعة وخصوصاً الشطر الأخير فهي أحيان ترد على قارعة حرف الدال والهاء وأحيان بوصل الجيم والهاء ولكن حسب ما استقر عليه رأي معظم الرواة ومن أفضل الصيغ نورد قصيدة الشيخة موضي الدهلاوية بهذه الصيغة حيث تقول :
يـا الـلـه يـا مـوصـل غـريـب بـلاده *** يا مجري سفن البحر فوق الأمواج
تـريـح قـلـبـي فـي مـظــنــة فــواده *** أن كـان مـا طـاوع بـنـا كـل هّـراج
أمــي تـوصـيـنـي تـقـول الـجـــلاده *** وقـلبي اليا جاء طاري البدو ينفاج
أمـي تـقـول أن الـتـمـنـي قــــــراده *** وأنـا أقـول أن الـتـمـنـي بـه أفـراج
يـا راكـب الحـمـراء جـديـد اشـداده *** ومـعـوديـنـه لـلـمـســاري والأدلاج
تـلـفـي عـلى شـيخ بـجـو الحـمـاده *** جـديع الـلي بيتـه للأجـواد مـدهـاج
مـودع عـلى 0000 كـدرا هجـاده *** هجيجهم ما بـيـن ابـانـات وسـواج
خـلا فـارسهـم طـايـح فـي مـعــاده *** والـخـيـل بـالـعـدوان راحـن مـراج
قــل لأبــن وايــل كــان وده مــراده *** الـقـيـظ زل وبـارق الـمـزن لـعــاج
حـطيت لـك ريـش النعـايـم وسـاده *** والبطن لك يا فارس الخيل مسهاج
وعندما وصلت قصيدة موضي الدهلاوية إلى جديع غضب لتناقل الناس شعـرها علماً أنها الشيخة الشريفة العفيفة الطاهرة التي لم تقع في ريبة وإنما رأى الشيخ جديع أن قصيدتها وتوجدها عليه من الخصوصيات التي ينبغي ألا تطلع للناس فقال قصيدة وأرسلها لها وقد طلقها فيقول :
يـا راكـب حـيـل الـيـا لـجـلـجـنــــي *** عوص لهن مع نازح البيـد مرمال
الـيـا مـشـن مـديـدهـن مـا يــونــي *** لا كــن حـاديـهـن مـع الـدو خـيـال
مـدن مـن الأنـجـاج حـيـن انـهـلني *** والظهر عند صخيف اللون مقيال
الـظهـر عـنـد صـويحـبـي بـركـنـي *** الـلي ثـمـانـه كـنـهـن در الأهـجـال
لا جيـت مـوضي يا منـاي ومـظـني *** وصل سلامي بنت ماضين الأفعال
وقـلـه تـراهـا طـالـق الحـبـل مـني *** الـلـي قـصـيـده يـلعــبـه كـل رجـال
ثم بعد أن وصلت قصيدة جديع لزوجته موضي تأثرت لكونها لا تستحق الطلاق وقالت هذه القصيدة ترد على جديع فتقول :
حي الجواب وحي مـن هـو جوابـه *** يا شيخ يا مكـدي غثيثين الأجنـاب
يا شيـخ مـا والـلـه مشيـت بمعـابـه *** ولا خايلت عيني على كـل نصـاب
وأن كـان قـولـي فـيـك كلـن حكابـه *** عرضي نزيه ولا حكى فيه هـّزاب
ارجـيـك رجـوا الـبـاديـة لـلسحـابـه *** وجازيتني في كلمةٍ مالهـا أسبـاب
هـذا النصيب وما بغـى الرب جابـه *** وأن صك باب العبد عندالولي باب
ويقال أن جديع ندم على طلاق زوجته وأرسل عليها ليراجعها ولكنها رفضت وقالت هذه القصيدة :
جـديــع يـوم أنـه بـغــانـي بـغـيـتـه *** مـا طمحوني عنـه كثـر العشاشيق
والـيـوم مـا دامـه رمـانـي رمـيـتـه *** رمـيـة وضـيـحي رمـوه التفـاقيـق
مـن عافـني حرمـت مـا أطـب بيتـه *** الا مغـيب الشمس يرجـع لتشريق
ولا ان صـوت الحـي يـوحيـه ميتـه *** أو ينبلـع سـم الحيايـا مـع الـريـق
عسى يجـيني شـيخ نسـمع بـصيتـه *** منعور يعطي من طوال السماحيق
ثم تقدم لها الشيخ مجلاد بن فوزان شيخ قبيلة الدهامشة فتزوجها وقد نجع مجلاد بقبيلته فأبعد عن الرس وبقيت موضي عند أهلها وبعد مضي مدة من الزمن اشتاقت لزوجها فأرسلت هذه القصيدة للشيخ مجلاد :
يـا راكـبٍ مـلحــا تـكـب الـشـــدادي *** عمليةٍ ما هـي بتمشي عـلى هـون
مثـل الظليم الـيا جفـل مـع حمـادي *** اقفا وقـلبـه حـروة الدحو مشطون
تقـطـع سمـاهيـد الـديـار الـبـعـادي *** والعصر وأنتم عنـد عكّـاش تلفون
يا خو هوى يالقرم وين أنت غادي *** ودي عـلى جـال الـرفـايع اتـنبـون
بالحاجـر المـنـقـاد مـع بطـن وادي *** فـوقـه دواويـر عـلى العـد يـردون
حزت طلوع الشمس وقت المقادي *** من حيـن رعيـان البوادي يمـدون
تسمـع لسبـر الـقـوم حسـه يـنـادي *** عاين وهو بالرجم لا الجو مقطون
يقـول شفـت الطرش دونـه نكـادي *** غوشٍ على شهب الغوارب يعنون
تلقـا بهـم مـن قـال كـب الســوادي *** وأرجـي عساهم بالزماميل يلهـون
عنـد الركايب يـوم صـار الطـرادي *** والـلي تقنطر سابقه طاح مطعـون
وراعـي فـريحـه كـن فـيهـا قيـادي *** يـثـني مثـل سبـع الخـلا لا تـذلـون
ومن قصائد موضي الدهلاوية بزوجها جديع هذه القصيدة عندما بلغها خبر أنه كسر وينسبها بعض الرواة لمويضي البرازية باحد مشايخ مطير ويقولون رواة عنزة أن هذه القصيدة لمويضي الدهلاوية :
يا راكب ملحا تجوب أشهـب الـلال *** ألا ولا فـوقــه رديــف مـحــنـهــــا
أول نـهـاره مـشـيـهـا بـس زرفـال *** وتـالـي نـهـاره طيّـر الـربـخ عنهـا
أقطع لها من مطرق السدر محجال *** وأستـدنهـا بالنايفـة مـن اشطـنهـا
تـلـفـي لـبـيـت نـايـف كـنـه الـجــال *** والـيا لـفيت بربعـتـه طـش عـنهـا
فـكـوك ريـقـك شفـت الفجـر فنجـال *** وحايـل ثـمـان ايـام يـنـدا صحنهـا
سلّـم على شيخ الشيوخ أبـن هـذال *** شيـخ شغـامـيـم المشـايـخ غـبنهـا
اليا جـاء نهـار بـه بـطـل كـل عـذال *** تشهـر حـراره ثـم تخـمـر عـدنهـا
قـل كيف رجلك يا ذرى كـل مشوال *** اليا طـار عـن سـرد السبايا يقنهـا
يـعـل شـره يـنـقـسـم بـيـن الأنـــذال *** أطلبـك يـا رب الـمـلا عـف عـنهـا
ولما بلغ الدهلاوية خبر مقتل جديع قالت تسند على زوجته وضحى فتقول
يا كـيـر لا مـرت عـلـيـك المخـايـيـل *** فـي قاعتـك يا كيـر حـل الـذبـاحي
يا وضحى هلي من دموعـك هماليل *** عـلى عشيرك يـم ضلع البطـاحي
لـومي على الـلي يبعدون المحاويـل *** ما عـفتـوا لرقابهـن يـوم طـاحـي
وقـع بنحـور أهـل القـلوب المغاليـل *** وراجـوا عـليـه مغـلبين الرماحي
أخـذ حـلاوتـهـا جـديـع ابـن مـنـديـل *** وخـلا غثـاهـا اللابتـه واستراحي
يتبع