القاعدة لا يمكن تعميمها بل من الظلم أن نعممها ولكن هذا وذاك موجود ، والمسألة ما هي إلا نسبة مئوية تزيد في وقت وتقل في وقت آخر ، وتزيد في مجتمع وتقل في مجتمع آخر 0
ولعلي أذكر بحديث البخاري عن أبي هريرة قال ( بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم ، جاءه أعرابي فقال : متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ، فقال بعض القوم : سمع ما قال فكره ما قال ، وقال بعضهم : بل لم يسمع ، حتى إذ قضى حديثه قال : أين أراه السائل عن الساعة ، قال : ها أنا يا رسول الله ، قال : فإذا ضعيت الأمانة فانتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها ؟ قال : إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) ، ونحن نحدد ماهية وشخصية المسؤول أيا كان ، حاكم ، مدير ، شيخ ، مفتي وووو 0
جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال له : لماذا لم يجتمع الناس عليك كما اجتمعوا على أبي بكر وعمر ، فقال له الإمام : لقد ولي أبو بكر وعمر وكنت أنا وأمثالي رعيتهم أما اليوم فأنت وأمثالك الرعية ، صعد عبد الملك بن مروان يوما المنبر فقال : أيها الناس مالكم تريدون منا أن نسير بكم بسيرة أبي بكر وعمر وانتم لا تسيرون بسيرة رعية أبي بكر وعمر 0
وأختم بهذه الأبيات ولا أعرف قائلها :
لا يرفع الله ذلا عن النــــاس أنزله ،،، إلا إذا ركبوا سُفن الأحرار في الغَرَقِ
سفن الناس دنياً تجري في مئاربها ،،، وسفن الأحرار تجري بدين الله للأُفقِ
نقول والقول من فم الأحـــرار نبع ،،، دافئٌ غيروا وإلا فـالقول جمرٌ محُرِقِ
إن الشعوب إذا هانت على الملوك ،،، تبلدت المـــــــلوك فلا شيء يألُ للقلقِ
تنام عيونٌ مع الهـــــوان في رغدٍ ،،، أما عيون الأحرار فـــلا تنام في غسقِ