البحث العلمي في علم التاريخ و المعلومات في: دراسة ميدانية تحليلية
لقد أضحى البحث العلمي يشكل سمة العصر الراهن، و قد زادت أهمية البحوث العلمية منذ خمسينيات القرن الماضي بحيث باتت ركيزة أساسية في تشكيل خطط التنمية الشاملة وتطويرها، كما أصبحت آمال المجتمع في الرقي و التقدم في شتى القطاعات معلقة على البحث العلمي فيما يقدمه من دراسات و بحوث علمية أصيلة يقوم بها ألمهتمئين بدراسة علم التاريخ والأنساب. و لاشك في أن البحث العلمي ركن أساسي من أركان علم التاريخ و المعلومات في علم الأنساب. إذ يقع عليه الدور الأكبر في إرساء أسس هذا العلم ونظرياته و فلسفته، و بيان دوره في خدمة المجتمع، فضلاً عن إضافة الجديد إلى معارفه و المساهمة في التغلب على المشكلات و الصعوبات التي تواجه الباحثين و المهتمين بدراسة علم التاريخ والأنساب بمختلففئاتها.
مشكلة الدراسة و تساؤلاتها
تنبهت بعض التخصصات العلمية لأهمية البحث العلمي و جعلته موضوعاً للعديد من المناقشات و اللقاءات في جميع البحوث التي تعمل على تطوير نظرياته و ربطه بالمجتمع بصورة كبيرة من شأنها أن تدفع عجلة التعليم في مجال علم التاريخ والأنساب.
و بالرغم مما يشهده مجال الدراسات و المعلومات من نشاط ملحوظ على الصعيد العلمي سواء على المستوى التعليمي أو البحثي، و توجه بعض الأقلام لدراسة هذا العلم على الصعيد التعليمي، إلا أنه لا تتوفر معلومات كافية عن النشاط البحثي، ومن هنا تتبلور مشكلة الدراسة في الافتقاد لتصور كامل عن واقع و مجريات البحث العلمي في علم الدراسات و المعلومات في جميع النواحي التارخية، وجوانبه المختلفة بدءاً من: المؤلفات المتوافرة في مقرر منهج البحث العلمي، ومروراً بتدريس هذا المقرر والتدريب على إجراء البحوث، وحتى البحوث المنجزة واتجاهاتها الموضوعية وجوانبها الإجرائية و المنهجية ، وحتى نشرها واستثمار نتائجها، بنظرة تتضمن المقارنة في واقعه الحالي وتطلعاته المستقبلية.