مزنة بنت منصور المطرودي، وقد أحست بالغيظ من ضياع حلال والدها هكذا عنوة وبماء بارد، وما كان منها إلا أن فتشت عن ثياب لأخيها في المخزن فارتدها ووضعت العقال على رأسها وأحاطت وجهها بلثام باستدارة الشماغ، وقفزت على ظهر الفرس وجاءت بالنساء ليحطن بها من بعيد متخفيات بأنواع من اللبوس وكأنما هن من بطانة الفارس الملثم، ثم هبت هبة سريعة تعدو بفرسها باستعراض دائري لايقترب كثيرا من البدو ولكن تكون على مرأى منهم وكأنما تتهيأ لهجمة تباغت اللصوص وتحصد رؤوسهم، وظلت تدور وتستعرض مرتين أو ثلاثا حتى أحدثت في نفوس اللصوص رهبة وتحفزا لما يمكن أن يحدث لهم من هذا الفارس الذي فاجأهم وقد كانوا يظنون المكان خاليا من الرجال، وهنا اقترب الفارس الملثم وقد نضجت قلوب البدو خوفا ومفاجأة، حتى خاطبهم الفارس الملثم بصوت أجش مقتضب الكلام قصير الجمل وبروح آمرة ومتغطرسة تأمرهم برد المواشي وقد طلقت باالثلاث ان لم تردو الحلال سوف اقتلكم والمره ليس لها طلاق وهذى لكي تقنعهم انها رجل وهذى من دهائها الخارق للعادة وامرتهم باالاتجاه أذلاء نحو البيوت عائدين، تقول هذا وهي تنطلق بفرسها في دائرة طويلة تحيط بالمكان من بعيد مشهرة البندقية ومستعرضة على الفرس ومع حركات تتبادلها مع صواحبها من النساء المتربصات من بعيد وكأن الجميع يمثلن خطة عسكرية في التطويق والانقضاض.
بعد كل هذا الاستعراض المهيب استسلم البدو وقرروا رد المواشي ولكنهم سألوا من نحن بوجهه، فقالت لهم: أنتم بوجه حماد المطرودي، قالتها بصوت أجش استسلموا معه وعادوا مع الغنيمة إلى بيوت المطرودي، وهناك نزلوا في الضيافة لتأتيهم القهوة ويأتيهم وعد بالعشاء الذي راحت مزنة ونساء العائلة يجهزنه للضيوف الأعداء، إلى أن حضر الرجال عائدين من عنيزة وعلموا بالخبر وصاروا يرحبون بضيوفهم ولم ينكشف الأمر إلاحينما أصر البدو على معرفة الفارس الذي واجههم في تلك الظهرية، وهنا أبلغهم الأب أن الفارس لم يكن سوى بنته مزنة.
قصه رائعه أخي حميد الرحبي عن مزنه المطرودي الخالديه
وأقول زيادة على ماذكرت :
علاقة الصداقة بين منصور المطرودي والأمير جلوي بن تركي فلقد كان كثيرا ما يتردد على الأمير في دار الإمارة في عنيزة خصوصا بعد صلاة الجمعة ويبقى في مضافته حتى صلاة العصر ثم يعود وأهله إلي العوشزية
قصة مزنة المنصور : ( مذكورة أعلاه ) حيث أن الأمير جلوي عندما سمع بقصتها طلب من منصور المطرودي أن يزوجه إياها فتزوجها وولدت له ولدا اسمه سعود ( يقال أنه توفي صغيرا ) وبنتا ثم توفيت مزنه فطلب الأمير تركي من منصور تزويجه بأخرى من بناته فلم يكن عند إلا ميثا وكانت ذات عيال وقد انفصلت عن زوجها السابق ( من عائلة الخويطر ) وبعد وفاتها طلب تركي الزواج بأخرى من بنات منصور فكان الدور على رقية المنصور المطرودي هذه المرة وقد أرسلت للأمير في الرياض وولدت له أبنه المشهور عبد الله بن تركي بن جلوي الذي شارك الملك عبد العزيز في توحيد البلاد تحت حكم عائلتهما ودخل قصر المصمك مع عبد العزيز العبد الرحمن آل سعود وابن عمهم الثالث عبد العزيز بن مساعد بن جلوي الذي قتل عجلان عامل ابن رشيد وتأمر على القصيم ومن ثم حائل وهذه قصة مقولة المطاريد الشهيرة ( حنا خوال الجلوي )
وكثير من الناس كان يعتقد أن مزنة هي والدة الأمير عبد الله بن جلوي بن تركي في حين أن بعض قليلي الضبط يعتقد أن ميثا هي أم عبد الله وأنا لا أعتقد صحة ذلك خصوصا أنني لم أجد ما يدل على وجود أخوة بين الأمير عبد الله وأفراد من عائلة الخويطر ( زوج ميثا السابق ) ولقد ارتاحت نفسي لما ذهب إليه معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر من أن الأم الحقيقية هي رقية أصغر بنات منصور المطرودي
* المرجع معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر وسم على أديم الزمن لمحات من الذكريات
جلي نبي نقول الله يرحم مزنه . بنت الرجال . سدت عن الرجال بغيبتهم ونعم ونعم با الموروث الطيب والعرق الطيب
طابت حالك ياحميد الرحبي انت وابو وائل الوائلي على ماتفضلتم به وكما قال الاخ الاستاذ مشعل العبار