صح لسانك وبنانك يا إبن مفرج وتسلم يمينك على هذه القصيدة التي أرودتها لنا وهذا والله ما نسعى إليه وتسعد به قلوبنا يا رعاك الله.
وذكرتنا بقصيدتك بأبيات ورد فيها ذكر بعض قبائل العمارات، وهي لأحد الفرسان وقد قيل إن إسمه عبطان أو ريمان الشحمي من السلاطين.
وقصتنا دليل على عزة وشرف العرب ،وهي كذلك دليل على أن نساء العرب كنّ يعشقن الفارس الشجاع والكريم ولا يلتفتن إلى أي رجل كائناً من كان حتى لو كان بجمال يوسف وليس كعصرنا هذا وللأسف الشديد ، وفارس قصتنا من أولئك الذين تعشقهم البنات على السمعة ، وسيشرفني أن أضيفها في موضوعك هذا يا عزيزي .
فلقد كان ذلك الفارس يورد إبله في يومٍ من الأيام، وحينما كان مشغول بإيراد الإبل إذ بفتاة تمر بجانبه وتنظر إليه وتبتسم وعندما ألقى دلوه من يده ونظر إليها شاهدها تأشر على ثنيتها بإصبعها ومن ثم لوحة له بذويبة قرنها وذهبت ، وعندما همَّ يريد أن يلحق بها ليسألها عن نفسها وعن أهلها إذ هي إختفت بين النساء الواردات ولكأن الأرض إنشقت وإبتلعتها، فذهب إلى أحد كبار السن وقص عليه ما جرى له وما عملته البنت من إشارات وسأله عن معانيها، فقيل له إنها عندما أشارة إليك بإصبعها إلى ثنيتها فإنها تقول لك لا تنثني عنّي وإطلبني من أهلي ، وعندما لوّحت بيدها لك بذويبة قرنها فإنها تقول لك إبحث عن أبي أو أخي مع ذويبة الخيل فهم مع كوكبة الفرسان الذين بالمقدمة مع شيخ القبيلة حين الحرب والسلم وعند الرحيل والنزيل ، ومنذ يومه ذاك وهو يبحث عن تلك الفتاة ولم يستطع أن يجدها، وطالت مدة بحثه عنها.
وكما كان الشعر هو بريد العرب فقد فقال عدة أبيات لعلها تصل إليها ويخبرها أنه مازال يبحث عنها ويريدها زوجةً له، لم أحفظ منها إلا قوله :
لا واعشيري بين السلاطين وصقور=وسويلمات وباقي الناس سلقا
عذبّت حالي والمطيّة وأنا أدور = لا واعذابي والمداوير تلقى
على إبو جديلٍ فوق الأمتان منثور=تشبه عسيفٍ بأول الخيل بلقى
كما وقيل أنه وجدها فيما بعد وتقدّم إليها وتزوّجها..
والله وسبعين نعم بك وبقائل هذه القصيدة وبكل من جاء على ذكره من هذه القبائل التي نرفع رؤسنا عالياً ببطولات ومآثر رجالاتها الأبطال الكرام وتاريخهم الذي سطروه بأيمانهم والذي تفخر به جميع قبائل عنزة حاضرةً وبادية .
وبارك الله فيك يالبنآخي ولا تبخل علينا بما عندك فهذا والله ما يسعدنا ويشرّفنا ويذهب الهم والحزن عنّا .