منطقة الجوف وسيطرة الامير : الدريعي بن شعلان وقبيلته الرولة عليها
قال المستشرق وليام بالجريف في كتابه عن الجوف بعد سقوط الدولة 1233هـ صفحة 85:
(وبعد ذلك الدمار الذي أصاب الجوف ، نتيجة الغزو الاجنبي والنزاع الداخلي ، بدأ سكان الجوف التعساء يتعرضون لمزيد من الاهانات من البدو المحيطين بهم ، إلى أن استطاعت قبيلة الرولة القوية - التي لاحظت ان مراعيها الصيفيه تكون في سوريا ، ويقضون شتائهم بشكل عام في منطقة الجوف - فرض سيطرتها عليهم ، وأجبرت الجوف على أن يدفع لها جزية سنويه ، يطلقون عليها اسم الخاوا ، وذلك من باب الابتزاز الحدودي) [1]
قال حمد الجاسر في كتابه صفحة 44:
(انتشر فرع من طي هم آل عمرو حيث استولوا على بلاد الجوف, وصار يعرف باسمهم "جوف آل عمرو" إلى عهدٍ قريب من القرن السادس تقريباً حتى القرن الثالث عشر , حيث حل محل هؤلاء فرع من عنزة هي قبيلة الرولة) [2]
قال حمد الجاسر في كتابه بعد سقوط الدولة الاولى 1233هـ صفحة 123:
(ولكن قوى الشر تتكالب على هذه الدولة, وتتجمع للقضاء عليها, فيتم ذلك, ومن ثم يعم هذه البلاد ماعم غيرها من مختلف أنحاء الجزيرة, شرقها وغربها, فيشملها الإضطراب وتنتشر فيها الفوضى, وتعود إلى حالة من عدم الانتظام هي أشبه بالحياة البدوية, فيقوى فيها نفوذ أمراء آل شعلان من قبيلة الرولة, وهم أمراء الفوا حياة البادية, متنقلين بين الشام وبين شمال الجزيرة,) [2]
قال عبدالرحمن السديري في كتابه عن الجوف صفحة 112 :
(ومع ذلك فالعنصر العدناني هو الاكثر سيطرة وهذه القبيلة الجديده هي قبيلة الرولة فرع من قبيلة عنزة وقد بدأ ظهور قبيلة الرولة في المنطقه بشكل كبير بعد سقوط الدولة السعوديه الاولى في عام 1233هـ) [3]
وقال عبدالرحمن السديري في كتابه صفحة 124 :
(وبسقوط الدولة السعودية الاولى خضعت الجوف لنفوذ قبيلة الرولة وأمرائها من آل شعلان الذين قوي نفوذهم في شمال الجزيره العربية ولكن لم يرد اسم امير او حاكم معيّن من آل شعلان حكم المنطقة آنذاك) [3]
.
وفي رجوع المنطقة لـ حكم الدولة السعودية الثانيه
قال ابن بشر عن عزل الامام تركي لـ محمد بن علي آل عرفج عن امارة بريدة 1243هـ صفحة 54 :
(وعزل محمد بن علي الشاعر عن امارة بريدة, وجعل فيها مكانه عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله) [4]
وقال السديري في إمارة الجوف صفحة 125:
(ومن المحتمل أن مجئ محمد آل عرفج إلى الجوف, كان في عام 1243هـ/1828م. وبقي أميراً عليها إلى أن رجع إلى القصيم وقتل فيها عام 1258هـ/1841م.) [3]
- المدة مابين سقوط الدولة السعودية الاولى ورجوع منطقة الجوف لحكم الدولة السعودية الثانيه هي [10] سنوات وهذه الفترة التي سيطر عليها الرولة على الجوف برئاسة قائدها الامير الاسطورة : الدريعي بن مشهور الشعلان. وذلك من خلال تتبع الاحداث والمراجع التي تؤكد ذلك ..
- وهذا المعروف في الموروث الشعبي لدى عنزة والقصائد ايضاً تؤكد ماذهبوا إليه المؤلفين..
حيث :
قال الشاعر مرخان بن دابس التميمي راعي الجوف في ص181-182: [5]
ياراكبٍ مـن فـوق حـرٍ نشرنـا=حرٍ يجـوز اليـوم للمطـر جانـا
عليـه مـن دل العقيلـي نشرنـا=عليه من يوصل جوابـي اعدانـا
يابـو طـواري لاتبيّـح خبرنـا=عيبٍ لغـاك وعيـب حنـا لغانـا
غـرّك زمـانٍ للدريعـي غترنـا=بالبـوق وإلا بالنقـى مـاولانـا
حنا ليا ثـار الدخـن وانتشرنـا=يسنى على كل المـوارد ارشانـا
غرساتنـا ماقـط فيهـا تجرنـا=ولا قيل صك الباب عمن نصانـا
حنـا لعوراتـك وفعلـك سترنـا=عيت على الشيمه سواعد لحانـا
لاعاد حنـا يـوم دورك صبرنـا=وش مجزعك من دورنا يوم جانا
اصبر الـى منـا نركـب جهرنـا=بروس العلالـي ماتعيـنٍ حذانـا
ان حرك المشقاص وارجف حذرنا=بالقنب المصيص نمقـس ادلانـا
ماننعذل عن ضدنـا لـو صدرنـا=ناخذ اقضا مافات باللـي وزانـا
فقال بن طواري في ص182-183: [5]
للي ذكرتو يابن دابـس حضرنـا=فوق الرمـك ومعالجـات العنانـا
واخطيت في قول الدريعي غترنـا=جانا على وضح النقا مـع بيانـا
امطر مطرهم يوم خلّـب مطرنـا=واسفر سماهم يـوم ظلّـم سمانـا
ضرب بنـا حتّـى تنثّـر حمرنـا=ويوم امتنعنا عن ربوعـه حمانـا
كله سبب عمـك بشـوره عثرنـا=والسود تطلا وجيهكـم يااقربانـا
بالعهـد بقناهـم ولا الله نصرنـا=وسيـلٍ تحـدّر مايـرده نيـانـا
في بيت عمك يـوم جانـا نذرنـا=حسبي على من هو بشوره عصانا
نشمت نصيبك ليه يـوم انكسرنـا=وظلمت حظّك وانت سبّت عمانـا
- وهذه القصيدتين توضح بشكل واضح وجلي أحداث المنطقة بعد سقوط الدولة السعودية الاولى وخضوعها لقبيلة الرولة ..
- وتوجد قصيدتين مشابهه لـ قافية هذه القصيدتين.. وهي :
قصيدة حطاب ابن سراح بعد ماسجن عند الرشيد وأخذ الجوف منهم في صفحة 250: [6]
يالله ياللـي فوقنـا معتليـنـا*=حنا ومن يرجى ثوابـك حذانـا
حنـا بليـا رحمتـك ماسوينـا=وحنا بليا فزعتـك مـن عنانـا
من عقب ماحنـا بعـزٍ هفينـا=تفتـحـت بيبانـهـا لقبـلانـا
ومن عقب ماناطا الخلايق وطينا=واليـوم بالاقـدام كـل وطانـا
يالبيض عـدن الملاثـم علينـا=هاتن ملاثمكن وخوذن* لحانـا
حطن خلاخيل الذهب في يدينـا=وتجنـدن بسيوفنـا يانسـانـا
لاعاد من زمل المحامل نشينـا=حنا علينا حردهـم وش بلانـا
السيف ماهـو باطـل باليمينـا=دابان لااصخـر ناقلـه مايدانـا
والمي مايغديه* كثـر الدفينـا=والحـق ماياتـي بليـا مشانـا
تدري سهام الفيد لـو مادرينـا=حظايظ للي بقـى مـن ورانـا
* عند منديل : معتاينا , والصواب ماجاء في القصيده
* عند منديل : وخذن , والصواب ماجاء في القصيده
* عند منديل : مايفيده , والصواب ماجاء في القصيده
وقصيدة إبنه غالب بن حطاب ايضاً وهم في سجن حائل في صفحة 130: [3]
ياونتـي ونـة معيـدٍ ضعيفـه=علـى ديـار خابرينـه ورانا
من قبل ما حنا ذراهـا وريفـه=اليوم صارت تحت وطية عدانـا
واليوم يا حطاب مابـه حسيفـه=هذا جزا مـا تستحقـه لحانـا
ماطعت شوري يوم أنا بالسقيفه=يومك تقول اهنا وانا اقول هانا
واليوم تمر الكسب عندي طريفه=من قبل ما ناكل مذانـب حلانـا
ولو البكا ينفع بكينـا منيفـه*=الغرسة* اللي شرعوا به اعدانا
وانا أشهد أن عبيد جانا بحيفـه=وانا اشهد انه سلطة من سمانا
* عند السديري : مريفه , والصواب ماجاء في القصيده
* عند السديري : الغرس , والصواب ماجاء في القصيده
وأوردت هاتين القصيدتين الاخيرات فقط للتنبيه أن قصيدة مرخان التميمي ورد ابن عمه ابن طواري عليه غير عن قصيدة حطاب السراح وإبنه غالب وذلك لتشابه القافيه في القصائد فيخلط بها كثير من البشر.
المصادر :
[1] وسط الجزيرة العربية وشرقها - وليام بالجريف - ترجمة صبري حسن . ط 2001م.
[2] في شمال غرب الجزيرة - حمد الجاسر - ط2 1401هـ.
[3] الجوف وادي النفاخ - عبدالرحمن السديري - ط2 1426هـ.
[4] عنوان المجد في تاريخ نجد - عثمان بن بشر - تحقيق محمد الشثري . ج2 ط2 1429هـ.
[5] سلسلة من آدابنا الشعبية - منديل محمد الفهيد - ج5 ط3 1424هـ.
[6] سلسلة من آدابنا الشعبية - منديل محمد الفهيد - ج1 ط2 1419هـ.
تقديري
ذيـب الحمــاد
..