المرء سفير لوالديه وعاكس لما ربياه عليه ، كما وأن لكل ملكٍ ووطن سفير فسفير المرء أخلاقه ، أما عن كيان البادية فهو كيان كامل وشامل لكل القيم والشيم والفروسية النبيلة في حربهم وسِلمهم وحسن الجوار والضيافة العربية الأصيلة بالرغم من شظف العيش وقلّته ، ولقد أشاد بأخلاق البادية العرب والغرب على حدٍ سواء ومنذ بزوغ نجم الأمة العربية والإسلامية ، فهم الواجهة المشرقة للأمة العربية ، وهو بكل ما ورد مجتمع حضاري مثله كمثيل أي حضارة مدنية بل يزيد عليه بتمسكه بالتقاليد والشيم الأصيلة ، فلقد كانوا ملاذاً أميناً وآمناً لكل طالب ولكل غارم .
كما كان يرسل أبناء الملوك والأمراء والوجهاء أبناءهم كي يتعلموا معايير الرجولة والفروسية ومواصفاتها الفذة المتأصلة لدى البادية الأقحاح ، والتاريخ العربي والإسلامي مليئ بمثل هذه الشواهد والأدلة التي تدل على نبل وعلو وسمو مجتمع البادية وأبناءه .
ولا نستغرب هذه الوقفة العربية الأصيلة التي قام بها هذا البدوي راعي الماشية وأحد أبناء الصحراء الذي لاذت بحماه قبيلة كاملة وتزول الغرابة إن علمنا أنه من قبيلة المسكا فهم الكرام بأرواحهم قبل أموالهم عندما يبخل الكريم وهم الفرسان الأشداء عندما يجبن الشجاع وهم المعروفين بنصرة الجار والمستجير كان على الحق أم لا ، ولا يصل إليه أي طالب مهما كانت قوته وسطوته ويشهد لهذه القبيلة العرب أجمعين .
فرحمهم الله وأنزلهم بجواره وأبقى على العز والشرف أبناءهم وأحفادهم الذين نفاخر بهم وبأفعالهم ومآثرهم في سابق الزمان وحاضرة .
الشيخ متعب قليل هو الشكر الذي نقدمه لجنابك العزيز على ما تتحفنا به من مواضيع ذات قيمةٍ عالية وسامية لا يعلوها ولا يسمو عليها إلا خلقك يا إبن الأكرمين .