السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
( إن لله ما أخذ وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبروا ولتحتسبوا )
( أعظم الله أجركم ، وأحسن الله عزاءكم ، وغفر لميتكم )
الحمد لله المحمود على كل حال ، فكم هي المصائب والنكبات التي تحصل للإنسان على مر الدهور ، وجريان العصور ، ابتلاءً من الله تعالى لعباده ليمحص المخلصين من المنافقين ، والصادقين من الكاذبين ، فالعبد يتقلب في هذه الدنيا بين خير وشر ، وضراء وسراء ، ومواجع وفواجع ، وكوارث ومصائب ، منها ما هو خفيف يمر مر السحاب ، ومنها ما هو كالجبال الراسيات ، امتحاناً من الله تعالى لعباده ، وتمحيصاً لإيمانهم ، واختباراً لصدقهم ،
فوالله إن العاقل ليطفئ نار مصيبته ببرد التأسي بأهل المصائب ،، فلو نظر يمنة فهل يرى إلا محنة ، ثم لو انعطف يسرة فهل يرى إلا حسرة ، وأنه لو فتش العالم لم ير فيهم إلا مبتلى ، إما بفوات محبوب أو حصول مكروه ، وأن شرور الدنيا أحلام نوم ، أو كظل زائل ، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً ، وإن سرت يوماً ساءت دهراً ، وإن متعت قليلاً منعت طويلاً ، وما ملأت داراً خيرة إلا ملأتها عبرة ، ولا سرته بيوم سرور ، إلا خبأت له يوم شرور ،
ونحمد الله أن هذه المصائب سبب لحصد الحسنات ، وتكفير السيئات ، ولقاء الله تعالى نظيفاً طاهراً ، خالياً من الأوزار والخطايا ...
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ ، فِي نَفْسِهِ ، وَوَلَدِهِ ، وَمَالِهِ ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
قال بعض السلف : لولا مصائب الدنيا ، لوردنا القيامة مفاليس ،،،
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ـ في هذا اليوم المبارك وفي هذا الوقت المبارك ـ الذي يقول الله سبحانه وتعالى فيه : ( من يدعوني فأستجيب له ) أن يلهمكم الصبر فتكتبوا مع الصابرين ، والرضى فتكتبوا مع الراضين ، والشكر فتكتبوا مع الشاكرين ، والحمد فتكتبوا مع الحامدين،، وأن يغفر لـ ( حوران) وأن يكون له من اسمه النصيب الأكبر والحظ الأوفر في الدنيا والآخرة ،، فاسمه رحمه الله رحمة واسعة من معانيه ( الشيء الأبيض )
وقلما أبصرت عيناك ذا لقب *** إلا ومعناه إن فكرت في لقبه
وكما قالت العرب : لكل مسمى من اسمه نصيب
أسأل الله أن ينقيه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ..
فوالله يا أبا مشعل أنا نفرح لفرحكم ونحزن لحزنكم ـ وهذا من حقوقكم علينا ـ فعزائي وتقديري لشخصك العزيز ،، ولإخوانك ولمحبيك ،،،
فأنا لم أعلم الا في ساعة متأخرة من الليل لكوني خارج تغطية الجوال ،،، قريب من محافظة العلا ،،،
وأسأله عز وجل أن يسكنه فسيح جناته ،، وأن يكون من أصحاب اليمين ، كما أسأله عز وجل أن يكون ممن أبى الله إلا أن يزوجه من الحور العين ،،،