(ابن ملحم شيخ الحسنة الداهية)
يعرف الشيخ طراد بن فندي الملحم بشيخ الحسنة الداهية وهو أحد أبرز زعماء قبيلة الحسنة أحد أقسام قبيلة عنزة الشهيرة والحسنة من ضنا مسلم أحد الجذمين الرئيسيين لقبيلة عنزة اليوم وهم ابناء عمومة الرولة القسم المعروف من جذم ضنا مسلم أيضاً. ولكن الحسنة نزحوا من نجد الى بوادي الشام قبل أبناء عمومتهم الروله بزمن ووصلوا الى بادية حمص واستقروا هناك وكان نزوحهم فى مطلع القرن الثامن عشر الميلادي 1700م 1112هـ على وجه التقريب ولانجد فى تاريخ العرب المتأخر وخصوصاً فى الثلاثة القرون الماضية موقعة أومعركة وبالأخص فى بادية الشام اِلا وللحسنة دور بارز فيها فقد دخلوا فى حروب وصراعات مع كثير من قبائل تلك المنطقة مثل السرحان وبنى صخر والحديديين وبنى خالد واللهيب والفواعرة والجبور والنعيم والعقيدات والدروز وغيرهم ولكن أشد حروبهم ووقعاتهم كانت تلك التى جرت مع قبائل شمر والسلطة العثمانية أثناء سيطرتها على المنطقة وحروب قاموا بها خلال فترة الانتداب الفرنسى على بلاد الشام .
ومن أهم مواقفهم تاريخياً وقوفهم مع الشريف فيصل بن الحسين بن على أثناء اعلان الثورة العربية الكبرى عل الاتراك عام 1916م حيث أعتقل الأتراك الشيخ محمد الملحم وتم اعدامه بالشام لوقوفه ضدهم ومحاربته لهم مع أبناء قبيلته ومن ابرز شخصيات أسرة الملحم الشيخ طراد الملحم المولود عام 1888م والذى تولى قيادة قبيلة الحسنة بعد وفاة والده الشيخ فندى الملحم عام 1926م وعين عضواً بالبرلمان السورى وكان قد شارك بنفسه عام 1917م محارباً الى جانب الشريف فيصل بن الحسين ضد السلطات العثمانية ودخل مع فرسان الحسنة دمشق عام1918م مما جعل الملك فيصل ملك سوريا فيما بعد يتعامل معه كشيخ من شيوخ عرب البادية المهمين حيث نال التكريم والحفاوة والتقدير من الملك فيصل طيلة حكمه .
ويعرف عن الشيخ طراد الملحم رحمه الله حبه لابناء قبيلته ولعنزة عموماً وكان متسامحاً كريماً وله شخصية قوية وفارساً مغواراً صادق الحديث ويعتبر مرجعاً أساسياً لأهالى حمص ولقبيلة عنزة خلال وجوده فى البرلمان وله كلمة مسموعة ومهاب الجانب لدى الحكومات السورية المتعاقبة أيام الأنتداب الفرنسى على بلاد الشام وقام بعدة محاولات ومساعى حميدة لراب الصدع بين القبائل المتناحرة اَنذاك كالصلح المشهور الذى عقدته المفوضية الفرنسية العليا فى بيروت عام 1929م بين ضنا عبيد وضنا مسلم والذى كان الشيخ طراد طرفاً أساسياً فيه وعاملاً مهماً من عوامل نجاح هذا الصلح الذى وافق عليه والتزم به ومما يعرف عن الشيخ طراد الملحم أنه شاعر مجيد وان كان قليل الشعر كقصيدته المشهورة التى منها هذه الأبيات وهى رداً على أحد مشائخ القبائل :
نبي ربي ماهو جدِ للأحاد....والنص بالقراَن تلقاه موجود
جدك أبولهب على الظلم معتاد...تبت يديه النار والحبل ممسود
حنا اللي ياولد بالكون لِكاد...يشهد لنا الشابور والسيف والعود
يشهد لنا الشابور بجنوب الأجناد...ورسن القلايع عند مانجيهن قود
من دور تغلب مابنا قط سيَاد...ظلامه وماظامنا ثقل عود
وحنااللي ياولد للراس جِلاد...ورثِ ولاورث ووروث ومالود
وقد توفى رحمه الله عام 1946م وحزنت لوفاته بلاد الشام كلها وقبائل عنزة جميعها لما لهذه الشخصية الفذة من مكانة كبيرة عند العرب لمواقفه البطولية والقومية العالية وبعد وفاته تولى مشيخة الحسنه ابنه الشيخ ثامر ثم الشيخ عبدالعزيز الملحم وتعتبر أسرة الملحم من بيوت العرب المشهورة والعريقة ولهم باع طويل فى الرئاسة وهم أحد ثلاث أسرلهم حق الذبيحة عند قبيلة عنزة فوالده الشيخ فندى الملحم يعتبر من أذكياء عنزة ودهاتهم ومن الشجعان المتمرسين بخوض الحروب والمعارك وكانت ولادته عام 1863م ووفاته عام 1926م ويستفاد من الموروثات الشعبية أن لاَل الملحم عراقة فى المشيخة وامتيازاً فى الكرم وحب المعالى وهناك مراسلات بينهم وبين الشيخ المجدد شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بداية الدولة السعودية الأولى وكذلك مراسلات بينهم وبين الامام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله تدل على قِدم تواصلهم ومحافظتهم على جذورهم النجدية الأصيلة.
(ودمتم سالمين)
التعديل الأخير تم بواسطة ابو مشاري الرفدي ; 06-28-2010 الساعة 12:06 AM
|