قال الله سبحانه وتعالى ( وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولاً ) وقد أثنى نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام على عنزة بقوله ( نعم الحي عنزة مبغي عليهم منصورون ) تقول العرب ( الوفاء من شيم الكرام ) ومن الوفاء بالعهد قصّة المعاهدة التي تمت بين مشائخ عنزة وشمّر والضفير عندما أضطرهم القحط أن يتفقون على الرعي في بقعة من الديار كانت ممرعة فتعاهدوا أنهم لا يأوون المجرم الذي يقترف جرم من رجال القبائل الثلاثة وقد حصل جناية من ماجد الحثربي الشمري وجاء ليستجير بأبن هذأل وحسب أنه تعاهد مع الجربا فأنه أعتذر له وعندما زبن على الصويط مشائخ الضفير زبنوه بصيغة لا تخل بالمعاهدة وقد حصلوا على فخر هذه الدخالة مما حدا بالحثربي أن يهجو عنزة في أبياته التي مدح بها الصويط ولو حللنا القصة لوجدنا أن الهذال تعذروا من الحثربي وفاء للعهد وليس خوف وبذلك يكون كلام الحثربي في الهجاء من البغي الذي تحدّث عنه الرسول صلى الله عليه وسلّم وحالياً هذه القبيلة مشهود لها بالأخلاص والوفاء ومع ذلك يبغى عليها ولكنها منصورة بحول الله
والوفاء عند عنزة ليس جديد فهو له جذور حيث أن أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري الميداني من أهل القرن الخامس ذكر في كتابه مجمع الأمثال الصفحة 57 المجلد الثاني في شرحه لأحد الأمثال عندما تطرق لحادثة فقال : كان عرفطة بن عرفجة الهزاني العنزي سيّد بني هزّان وكان حصين بن نبيت العكلي سيّد بني عكل وكان كل واحد منهما يغير على صاحبه فإذا أسرت بني عكل أسير من بني هزّان قتلوه وإذا أسرت بني هزّان أسير من بني عكل أطلقوه بفدو لأن الأسير عند العرب لا يقتل فقدم راكب لبني هزّان عليهم فرأى ما يصنعون فقال لبني هزّان لم أر قوماً ذوي عدد وعدة وجلد وثروة يلجئون إلى سيّد لا ينقض بهم وتراً أرضيتم أن يفني قومكم رغبة في الدية والقوم مثلكم تؤلمهم الجراح ويعضهم السلاح فكيف تقتلون وهم يسلمون ووبخهم توبيخاً عنيفاً وأعلمهم أن قوماً من بني عكل خرجوا في طلب أبل لهم فخرجوا إليهم فأصابوهم فأستاقوا الأبل وأسروهم فلما قدموا محلتهم قالوا هل لكم في اللقاح والأمة الرداح والفرس الوقاح قالوا لأ فضربوا أعناقهم وبلغ عكلاً الخبر فساروا يريدون الغارة على بني هزان فنذرت بهم بنو هزان فالتقوا فاقتتلوا قتالاً شديداً حتى فشت فيهم الجراح وقتل رجل من بني هزان واسر رجلان من بني عكل وانهزمت عكل وأن عرفطه قال للأسيرين أيكما أفضل لأقتله بصاحبنا وعسى أن يفادي الآخر فجعل كل واحد منهما يخبر أن صاحبه أكرم منه فأمر بقتلهما جميعاً إلى آخر الخبر حيث أورد المثل الذي وردت القصة بسببه ؟
وهكذا فأن الوفاء هو الدافع لقبيلة عنزة بأن ما تقتل الأسير حتى أضطرت أن تعامل أعدائها بالمثل
وقصص الوفاء عند عنزة تحتاج إلى مجلدات فكم سمعت من الروايات عن ضروب الوفاء ومنها قصّة محمد بن سمير عندما تعرض له أحد فرسان البادية وأخذ أبله وادركوها أبنائه وردوها وأسروا الفارس وكان قد صوّب أحد أبناء محمد وكانوا يعالجونه في البيت وقد تأثر بصوابه وتوفي فخشي الأسير أن يقتل بثأر القتيل ولكن أبن سمير أطلق صراحه ومن عليه وكما أن المؤلف فهد المارك رحمه الله قد عاصر رجال من عنزة كبار سن عندما كان سفيراً للمملكة في بلاد الشام وقد سجّل بكتابه من شيم العرب الكثير من قصص العفوا والوفاء عند عنزة
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-24-2022 الساعة 07:01 AM
بارك الله فيك يابومشعل على ذكر المعاهدة التى تمت بين هذه القبائل الثلاث عنزة وشمر والظفير
والتى التزمت بها عنزة من مبدأ الشيم والالتزام بالعهد فقد صدقت والله بقولك أن هجاء الحثربى لعنزة
هو من البغى الذى ذكره الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم وما أكثره على هذه القبيلة المفترى عليها
الأخوة رياض سالم وأبو وائل الوائلي وأبو مشاري الرفدي :
شكراً لكم على أطلاعكم على هذه المواضيع التي توضح قيم وأخلاق هذه القبيلة بكافة أفرعها وفي قديمها وحديثها وهذا الباب تمنيت أن ظروف الفراغ تسمح لي فأكتب كل ما يخص طبع الوفاء عن رجال من عنزة وسوف أواصل النشر حسب فراغي وحسب ما أطلعت عليه أو عرفته أو سمعت عنه وبودي لو بعد أطلاعكم إذا أختلفت الرواية الشفهية التي أوردها أن يعقّب على ما نشرت من الأخوة العارفين أكثر مني أو الذين لديهم أطلاع أكثر ولا أستغني عن الملاحظة وشكراً لكم جميعاً
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-24-2022 الساعة 07:04 AM
لو بحثنا الوفاء على مستوى الأشخاص فأن هذا يحتاج إلى مجلدات وسوف ننشر نماذج من الوفاء عند رجال عنزة :
الشيخ عبدالله العسكر من حاضرة البدور من الأشاجعة من عنزة وكان رحمه الله أمير بلد المجمعة ويقال للمجمعة الفيحاء وأبن عسكر هو الذي يقصده الشاعر إبراهيم المزيد بقصيدته التي منها قوله :
ربعي هل الفيحاء مدابيس الأكوان *** زمل التخوت اللي تشيل الفرادي
يتلـون شيخ شـوق ميـّـاح الأردان *** عبدالله الـلـي مـثـل حـر الهـدادي
والشيخ عبدالله العسكر كتب عنه فلبي فوصفه الشخصية الثانية بعد الملك عبدالعزيز في جزيرة العرب وقصّة وفاء الشيخ عبدالله العسكر كان أمير المجمعة أثناء استيلاء أبن رشيد على نجد وعندما استعاد الملك عبدالعزيز طيّب الله ثراه الرياض وبايعته بلدان الشعيب والعارض وسدير جاءه الشيخ عبدالله العسكر وقال يا عبدالعزيز أنا في رقبتي بيعة لأبن رشيد والبيعة عهد ولا أستطيع نقض العهد وأخون حاكم بايعته ولك عليه أنني أعتزل الحرب حتى إذا أنتها حكم الرشيد وآل الأمر لك فسوف أبايعك وأسلّم المجمعة في سلم فأعرض عنه الملك عبدالعزيز وواصل كفاحه حتى أستعاد بلدان نجد كاملة وأنتهى حكم الرشيد فجاء أبن عسكر وبايع الملك عبدالعزيز على السمع والطاعة وحيث أن الملك عبدالعزيز رحمه الله عنده من الحكمة والحنكة ما جعله يميّز الرجال فأنه عرف أن هذا الرجل سوف يخلص له فولاه أمارة عسير وأصبح خير عون بأخلاصه ووفائه وهكذا الرجال
ولكي لا نذهب بعيداً فأن هذه قصة رجل ضرب أروع الأمثلة في الوفاء والأخلاص حتى كاد هذا الوفاء أن يكلفة حياته وقد حرمه من منصب الكل يطمع بأن يناله وهذا الرجل هو الشيخ يوسف بن عبيد العبدالله الهذال من أسرة الهذال مشائخ عنزة رحمه الله وكان ضابطاً كبير في الجيش الكويتي وعندما غزا صدام الكويت وأستولى عليه وقع الشيخ يوسف في الأسر وقد عرض على صدّام من قبل قادة جيشه أسماء كبار الشخصيات الكويتية الذين وقعوا في الأسر ووجد أسم الشيخ يوسف مع الأسرى وحيث أن صدّام يعرف منزلة أسرة آل هذّال فقد طلب يوسف وأحضر له وقابله وقال له صدّام , كما تعرف أن الكويت أصبحت محافظة عراقية ونرغب تنصيب حاكم لها وأنت خير من يقوم بهذه المهمة حيث أنك أبن هذّال وضابط وعشت بالكويت فأنت أولى من غيرك لذلك سوف يرافقك حرس خاص ويكون معك قوه وتذهب وتسكن بقصر أبن صبّاح وتكون أنت الحاكم , فقال الشيخ يوسف أن لحاكمي أبن صباح في رقبتي عهد وبيعة ولا تسمح نفس الحر بالغدر والخيانة لذلك فلا أقبل هذا المنصب فقال صدّام أبن صباح لن يعود ولابد أن توافق على هذا المنصب وهو من صالحك فرفض الشيخ يوسف قبول المنصب فقال صدّام أختر بين أن توضع على المشنقة وتفصل رقبتك عن جسمك أو توافق على تولي المنصب وحيث أن صدّام معروف بالقسوة وعدم المبالاه فأن الشيخ يوسف يعرف أنه مقتول لا محالة ولكنه فضّل الموت على الخيانة والغدر فقال يا صدّام نفذ أمرك بشنقي ولا أخون بالعهد فأمر صدّام بشنقه وأحضر للمشنقة حتى وضع الحبل في عنقه ثم أن صدّام أمر بأن يمهل يومين لعله يرجع عن رأيه وأمهل ولم يتراجع وثلاثة مرّات وهو يمهل ثم يحضر للمشنقة وعندما رأى صدّام أنه مصّر على تفضيل الموت على الخيانة كبر بعينه ومعروف أن صدّام رجلاً عربي صميم من أسرة البيكات من قبيلة الناصر الهاشمية القرشية ومعروف أن أهل تكريت معظمهم من بني تغلب بن وائل وهم يعرفون التقاليد العربية والوفاء العربي فقد أعفى صدام عن الشيخ يوسف بن عبيد الهذال وضرب الشيخ يوسف أروع الأمثلة في الوفاء ولا أدري هل حفظ له هذا الوفاء أو أنه لم يميّز هذا الموضوع يجهلني لأنه يتعلّق بحاكمه الذي فضّل القتل على خيانته
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-24-2022 الساعة 07:05 AM
نعم استاذ أبومشعل الوفاء من شيم الكرام وهى صفة حسنة لاتختص بها فئة محددة من البشر دون أخرى
فهى كالشجاعة والكرم والوفاء والصدق والرحمة والأخلاق وسائر الصفات الحميدة التى وهبها الله للبشر
يقابلها الغدر والخيانة والنكران والجحود وهى من الصفات المذمومة والقبيحة التى تنفر منها النفس البشرية السليمة والتاريخ ملىء بقصص أهل الشيم والوفاء والثبات على المبادىء والعهود وماقصة اللواء
أبووائل الهذال رحمه الله اِلا واحدة من مئات هذه القصص والحكايات فالعهد والثبات عليه من الأمور العظيمة التى حثنا ديننا الأسلامى علي الوفاء به وهو من مكارم الأخلاق والشيم العربية الأصيلة فبارك الله
فيك وفى جهودك المشهودة والملموسة على اِبراز هذه القصص التاريخية والتذكير بها والدعوة لها للتمسك بالأخلاق الحميدة .
وبارك الله فيك وعليك ويسر لك الخير كله يا نبع الخير والأصالة ويا حامل لواء العزة الوائلية وإنك والذي نفسي بيده لأنت عزيز وائل بكل ما تعني الكلمة من معنى ..
وإننا بكل شغف وشرف ننتظر كل ما هو جديد من فيض كرمكم وفقكم الله ..
وأما أبو وائل فرحمة الله عليه فلقد إنتقل إلى جوار ربه لربما من أربعة أو خمسة أشهر ، ونسأل الله له الرحمة والمغفرة فلقد كان كما كان أهله بحبهم وولائهم لدولة الكويت وحكامها كما كان أهله وذويه والتاريخ يشهد لعنزة وآل هذال على وجه الخصوص وأعتقد أن هنالك حادثة مشابهه كانت على عهد جابر العيش .. فلا نستغرب وقوف اللواء يوسف عبيد غفر الله أمام ( الموت ) فهذا هو ديدن عنزة في الوفاء والمحافظة على العهود ومواثيق العروبة الأصيلة ..
فرحمهم الله أجمعين ، ونسأل الله أن يشملنا وإياكم برحمته وعفوه وستره في الدنيا والآخرة .
والغريب ان العنزي اذا فعل امر عظيم لاينتشر مع الناس لانه غير مستغرب منه او من الطبيعي بالنسبة له
اما القبايل الاخرى عندما يفعل احد منهم امر شبه عظيم يهب الاعلام والشعراء والكتّاب للتفاخر والتباهي
وهذا ليس انتقاص من احد انما هو الواقع
مثال : ماقام به ثامر بن مطر بن رشيد السبيعي العنزي
حيث انقذ عائلة من شمر من ساحة الموت بعد ان انتخت به الشمريه
بالخفجي حيث لم يكن رجل العايله متواجد بل انه مشغول بنقل بعض اسرته
ولم يستطع العوده بسبب القذايف ولولا هذه الابيات لقيل انها اكذوبه من الوفا اللي بها ومن عظمة الموقف حيث ان عمره لم يتجاوز 23 سنه
الأخ النداوي شكراً لك على اسلوبك وأعتزازك بقبيلتك والحقيقة يا أخي أن الرجال الذين يشرفون القبيلة هم الذين يصنعون المجد والمفاخر بينما لا يخلو مجتمع أو قبيلة من أراذل القوم وهم الذين يخذلون القبيلة ومن هذه النماذج هناك رجال كثرة من عنزة يتباشرون بصدور الطبعة الثامنة من كتاب تاريخ عنزة الذي صدر وهو ( أصدق الدلائل في أنساب بني وائل ) في ثلاثة مجلدات وهو يفيد الباحث عن كل ما يتعلّق بهذه القبيلة وقد تشرفوا سراة القوم بصدور هذا الكتاب بينما أراذل القوم وأسافلها صابهم الكمد وبدأ البعض يلفق الأكاذيب ضد هذا الكتاب وصاحبه وهنا تعرف الفرق بين أشباه الحصن العريبة وبين البغال الهليبة لتعرف من يعتز ومن ينخذل والمعروف أن الرجل إذا ذكرك بخير في مجلس وأثنى على أسلافك وعرّف الناس بك فأنك ستكون مدان له بالشكر والعرفان وهو يقول كلام لا يكلفه شيء فما بالك بمن يجهد ويجمع المعلومات ويكتب ويتكّلف جهد وتعب ومال لكي يخرج لرجال هذه القبيلة ما يجمع شملهم ويعرفهم على بعضهم ألا يستحق الشكر من بذل الجهد الجواب نعم ولكن من أشباه الحصن العريبة لأن الحصان العريب يحفظ الفضل ولكن البغال عندما يعلفها ويسقيها صاحبها فأن جزاه صقله وهكذا حصل مع أخيك من قبل الأنذال ولكنهم اصبحوا منبوذين من القبيلة ونزلت سمعتهم إلى الحضيض وهذا نتيجة جحودهم وتنكرهم ومن حصّل شيء يستاهله
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن عبار ; 11-24-2022 الساعة 07:06 AM